ما أقصد من التحذير من امتلاك الدعم السريع لطائرات حربية هي سوف تقرأ في ردي هذا لك والي الاخرين ما كتبته لم يكن "مديدة حرقتني" ولا مبالغة، بل تحذير استراتيجي يستند إلى معطيات واقعية. امتلاك أي قوة غير نظامية لطائرات حربية يعني تحول ميزان القوة في الحرب إلى مستوى أكثر خطورة، حيث ستصبح هذه القوة قادرة على تنفيذ ضربات جوية مستقلة، مما يعقّد الصراع ويهدد الأمن الإقليمي.
الواقعية العسكرية التساؤل عن "تنطلق من وين؟" ليس في محله. الطائرات الحربية ليست دراجات هوائية تحتاج إلى شارع معبد. هناك طرق عديدة للحصول على طائرات واستخدامها، سواء عبر دعم خارجي، تشغيل مطارات في مناطق النزاع، أو حتى الطائرات المسيرة المسلحة التي لا تحتاج إلى مدارج طويلة.
التقليل من المخاطر قولك "لن نزداد رعبًا... ولن نفزع" يبدو خطابًا عاطفيًا أكثر من كونه تحليلًا استراتيجيًا. القضية ليست مسألة خوف أو فزع، بل تتعلق بمستقبل الحرب ومسارها. امتلاك طائرات يعني تكتيكات جديدة، عمليات قصف دقيقة، وقدرة على المناورة بطرق لم تكن ممكنة من قبل. هذا ليس تفصيلًا صغيرًا يمكن تجاوزه.
الحرب بالوكالة دعم أي طرف في السودان بأسلحة نوعية (سواء الدعم السريع أو الجيش) يزيد من تعقيد الحرب، ويحوّلها إلى ساحة حرب بالوكالة، حيث تصبح القوى الإقليمية والدولية صاحبة الكلمة العليا. السودان ليس بحاجة إلى أن يكون مختبرًا آخر لتجارب السلاح والمواجهات غير المباشرة بين قوى خارجية.
التحذير من امتلاك الدعم السريع لطائرات حربية ليس مبالغة، بل قراءة دقيقة لما قد يجرّه هذا التطور على السودان. التقليل من شأنه أو التعامل معه بسخرية لا يغير من الواقع شيئًا أنت تتحدث وكأن التحذير من امتلاك قوات غير نظامية لطائرات حربية هو دعوة للحرب، بينما هو العكس تمامًا. التحذير من تصعيد الصراع ليس دعوة للحرب، بل محاولة لمنعها من التوسع إلى مستويات كارثية.
من يتحدث عن ضرورة ضبط السلاح ومنع تغذية النزاع ليس هو من يدعو للحرب، بل من يحاول وقف دوامة العنف التي يدفع ثمنها الأبرياء. من يتجاهل هذه التحذيرات أو يسخر منها هو الذي يساهم في استمرار النزيف.
إذا كنتَ ترى أن الحرب يجب أن تتوقف، فأين صوتك في رفض تسليح الميليشيات؟ أين موقفك من رفض التدخلات الخارجية التي تمد أطراف النزاع بالسلاح والمال؟
اتقِ الله أنت أيضًا، ولا تبرر أو تقلل من مخاطر تمويل وتسليح أطراف الحرب، لأن النتيجة الوحيدة لهذا المسار هي مزيد من الدمار والتشريد وقتل الأبرياء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست