|
Re: الطيران الحربي .. لحراسة حكومة السلام .. جا� (Re: Hasheem Karouri)
|
في ظل النزاع المستمر في السودان، تتواتر التقارير عن محاولات قوات الدعم السريع الحصول على طائرات حربية ومسيرات قتالية لتعزيز قدراتها العسكرية. إن دخول الطيران الحربي إلى معادلة الحرب من قبل أي طرف غير الجيش السوداني النظامي، ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو انزلاق نحو كارثة إنسانية وأمنية قد تعصف بما تبقى من البلاد.
التداعيات الكارثية لامتلاك الدعم السريع طائرات حربية مجازر بحق المدنيين استخدام الطائرات الحربية في حرب المدن سيؤدي حتمًا إلى سقوط آلاف الضحايا من الأبرياء. السودان يعاني بالفعل من تدمير واسع في البنية التحتية، وإضافة الطيران إلى المعركة سيؤدي إلى قصف عشوائي لمناطق مكتظة بالسكان، ما يزيد من أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
تفاقم الأزمة الإنسانية السودان يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، مع ملايين النازحين والجوعى. إدخال الطيران في الصراع يعني تصعيدًا يقضي على أي فرص للهدنة أو الإغاثة، ويؤدي إلى تهجير أعداد أكبر من السكان، خاصة في الخرطوم ودارفور وكردفان، حيث تدور أشرس المعارك.
تقويض أي فرصة للحل السياسي امتلاك الدعم السريع لطائرات حربية سيجعله أكثر عنادًا في أي مفاوضات سياسية، ما يطيل أمد الحرب ويقضي على أي أمل في التوصل إلى تسوية سلمية. وفي المقابل، سيدفع الجيش إلى تصعيد مضاد، مما يعمق مأساة الحرب.
خطر التدخلات الأجنبية إذا تمكنت قوات الدعم السريع من امتلاك طائرات قتالية، فذلك يعني ضمنيًا أنها تتلقى دعمًا عسكريًا نوعيًا من جهات خارجية. وهذا يفتح الباب لتدويل الصراع، ما قد يؤدي إلى تدخل عسكري إقليمي، وربما دولي، يجعل من السودان ساحة حرب بين قوى إقليمية كبرى.
تحول السودان إلى نموذج جديد لليبيا أو سوريا في الحروب التي شهدتها المنطقة، مثل سوريا وليبيا، كان إدخال الطيران المسير والمقاتلات في أيدي الميليشيات بداية لانهيار الدول وتحولها إلى مناطق نفوذ تحكمها الفصائل المسلحة. السودان، الذي يعاني من هشاشة سياسية واقتصادية، لن يتحمل مثل هذا السيناريو الكارثي.
رسالة عاجلة إلى المجتمع الدولي والدول الداعمة إن تسليح قوات الدعم السريع بطائرات حربية هو حكم بالإعدام على ملايين السودانيين. يجب على الدول الإقليمية والدولية التي تتعامل مع طرفي الصراع إدراك أن دعم أي طرف بالطيران الحربي سيعني مزيدًا من الانتهاكات ومزيدًا من الجرائم ضد الإنسانية.
إلى السودانيين في الداخل والخارج يجب التحرك بكل الوسائل القانونية والسياسية لمنع وصول أي طائرات أو أسلحة نوعية إلى قوات الدعم السريع. أي تمويل أو دعم لهذه الخطوة هو مشاركة مباشرة في تدمير السودان. لا يمكن أن نسمح بأن تصبح بلادنا مختبرًا آخر للحروب بالوكالة، ولا أن يُستخدم شعبنا وقودًا لصراعات لا رابح فيها سوى تجار السلاح وأمراء الحرب.
السودان بحاجة إلى وقف الحرب، لا إلى تصعيدها. شراء الطائرات لن يكون مجرد خطوة عسكرية، بل سيكون إعلانًا رسميًا لنهاية الدولة السودانية كما نعرفها.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|