يأتي الحديث عن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع كخطوة جديدة في المشهد السوداني المتأزم، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذه الخطوة، توقيتها، وتداعياتها على مستقبل الأزمة السودانية. فمع استمرار الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع، يحاول كل طرف تعزيز موقفه السياسي والعسكري لتحقيق مكاسب استراتيجية.
أولًا: الدوافع وراء تشكيل حكومة في مناطق الدعم السريع السعي لشرعية سياسية
الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يحاول منذ بدء الحرب أن يثبت نفسه كقوة سياسية وليس فقط كميليشيا مسلحة. تشكيل حكومة قد يساعد في إضفاء طابع سياسي على سلطته، مما قد يسهل مستقبله في المفاوضات الدولية والإقليمية. خلق أمر واقع جديد
يريد الدعم السريع فرض واقع جديد يجعل من المستحيل تجاهله كطرف رئيسي في أي تسوية سياسية مستقبلية. تشكيل حكومة قد يعني عمليًا تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ، وهو سيناريو يهدد وحدة البلاد. استقطاب حركات دارفور المسلحة
إشراك شخصيات مثل عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو قد يكون محاولة لجذب الفصائل المسلحة الدارفورية إلى تحالف مع الدعم السريع. الدعم السريع يدرك أن حركات دارفور لها نفوذ شعبي وعسكري، ويمكن أن تضيف قوة سياسية لهذه الحكومة. إضعاف حكومة بورتسودان
الحكومة المركزية بقيادة الجيش تواجه تحديات كبيرة، سواء بسبب الحرب أو الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. تشكيل حكومة موازية يضعف شرعية الحكومة في بورتسودان، ويزيد من تعقيد الموقف السياسي. البحث عن اعتراف إقليمي ودولي
الدعم السريع يسعى للحصول على دعم خارجي، خاصة من الدول التي لها مصلحة في استمرار نفوذه، مثل الإمارات وتشاد وبعض القوى الغربية. وجود حكومة "مدنية" في دارفور قد يسهل التواصل مع هذه الجهات. ثانيًا: لماذا الآن؟ توقيت هذه الخطوة التطورات العسكرية الميدانية
الدعم السريع يسيطر على أجزاء واسعة من دارفور، بما في ذلك الفاشر ونيالا، مما يجعله في موقع يسمح له بإنشاء كيان سياسي خاص به. في المقابل، الجيش السوداني يركز عملياته على استعادة العاصمة الخرطوم، ما يعني أن دارفور ليست أولوية عاجلة له الآن. الضغوط الدولية والإقليمية
هناك تحركات دولية لإنهاء الصراع في السودان عبر مفاوضات، وتشكيل حكومة قد يكون وسيلة للضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدعم السريع كطرف سياسي وليس فقط كجهة عسكرية. بعض الدول الإقليمية قد ترى في هذه الخطوة فرصة لحماية مصالحها في السودان. الوضع الإنساني المتفاقم
مع تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور، قد يسعى الدعم السريع لاستخدام الحكومة الجديدة كأداة للحصول على مساعدات إنسانية وإدارة الموارد بشكل مباشر. ميثاق حكومة السلام في 17 فبراير
الحديث عن الإعلان الرسمي لهذه الحكومة يتزامن مع اقتراب موعد ميثاق حكومة السلام، مما يشير إلى أن الدعم السريع يريد استباق أي تحركات دولية قد تفرض عليه تسوية غير مواتية له. ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ تشكيل حكومة في مناطق الدعم السريع قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد، خاصة إذا قرر الجيش السوداني التعامل مع هذه الخطوة كإعلان انفصال فعلي. المجتمع الدولي قد يرفض الاعتراف بها، لكنه قد يستخدمها كورقة ضغط على الجيش السوداني لتقديم تنازلات في المفاوضات. التوازنات داخل دارفور نفسها قد تتغير، خاصة إذا رفضت بعض القبائل أو الحركات المسلحة الاعتراف بهذه الحكومة، مما قد يشعل نزاعات جديدة. قد يكون التحدي الأكبر هو القدرة على إدارة هذه الحكومة، إذ أن مناطق سيطرة الدعم السريع لا تزال غير مستقرة وتشهد اشتباكات متكررة. في النهاية، هذه الخطوة قد تكون مقامرة سياسية من الدعم السريع، إما أن تمنحه نفوذًا سياسيًا أكبر أو تؤدي إلى تصعيد عسكري جديد يُضعف موقفه أكثر.
02-10-2025, 11:30 PM
السر عبدالله السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 2286
من المؤكد سينجم عن هذا التشكيل تصعيد عسكري كبير مما سيؤدي إلى التسريع بنهاية مليشيات الجنجويد و مرتزقة دول غرب افريقيا ...وخاصة أن هذه المليشيات تفقد كل يوم المزيد من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها .... و قحت ٢ واسم الدلع تقدم وضعوا انفسهم في مأزق وهم يدعمون الجنجويد و مرتزقة دول غرب افريقيا في تحدي لشعب السودان ...( أليس بينهم رجل رشيد )..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
السر عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست