|
Re: andquot;مشهد سياسي معقدس حكومة السلام الجديدة (Re: زهير ابو الزهراء)
|
السجال الدائر حول تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، وتحديدًا في دارفور، يتمحور حول عدة تساؤلات جوهرية تتعلق بالشرعية، والإمكانات، والتحديات الأمنية والسياسية التي تواجه هذه الخطوة.
1. لماذا دارفور؟ قاعدة النفوذ العسكري: دارفور هي المعقل الرئيسي لقوات الدعم السريع بعد انسحاب الجيش السوداني من معظم مدنها الرئيسية، مثل نيالا والفاشر والجنينة وزالنجي. التركيبة القبلية والسياسية: لطالما كانت دارفور ساحة للصراعات المسلحة والتوازنات القبلية، وهي بيئة قد تمنح هذه الحكومة نوعًا من الشرعية بين بعض القوى المسلحة التي تنشط هناك. الموقع الجغرافي: قرب دارفور من دول مثل تشاد وجنوب السودان وليبيا يمنحها أهمية استراتيجية لأي كيان سياسي أو عسكري يسعى إلى الاستقلال بقراراته أو البحث عن دعم خارجي. 2. ماذا يملك هؤلاء لتشكيل حكومة؟ القوة العسكرية: الدعم السريع يسيطر على معظم أراضي دارفور، مما يمنح هذه الحكومة الناشئة نوعًا من القوة الفعلية على الأرض. التواصل الإقليمي: هناك دعم محتمل من بعض القوى الإقليمية، خاصة من الدول التي لها مصالح في السودان، مثل الإمارات أو تشاد. التمثيل السياسي الرمزي: مشاركة شخصيات مثل عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو قد تُضفي نوعًا من الشرعية السياسية على هذه الحكومة، رغم أن مواقف الحلو ونور تختلف جذريًا عن الدعم السريع من حيث الأيديولوجيا والأهداف السياسية. غياب الدولة المركزية: منذ بداية الحرب، لم تعد الحكومة المركزية قادرة على بسط سيادتها على كل أنحاء السودان، مما يتيح المجال لمحاولات فرض الأمر الواقع في مناطق النزاع. 3. التحديات التي تواجه هذه الحكومة افتقارها للاعتراف الدولي والإقليمي: حتى لو تشكلت حكومة في دارفور، من الصعب أن تحظى باعتراف دولي، خاصة أن معظم القوى الإقليمية لا تزال تتعامل مع الحكومة في بورتسودان كالممثل الرسمي للسودان. الانقسامات الداخلية: لا يوجد إجماع بين الفصائل المسلحة في دارفور حول هذه الخطوة، وقد تواجه الحكومة الوليدة مقاومة من الحركات غير المتحالفة مع الدعم السريع. الوضع الأمني الهش: دارفور ليست منطقة آمنة، وتشهد باستمرار صراعات قبلية وعمليات عسكرية، مما يجعل أي حكومة هناك عرضة للتفكك تحت الضغط الأمني والسياسي. التداعيات العسكرية: الجيش السوداني قد يعتبر هذه الخطوة تحديًا مباشرًا له، مما قد يدفعه إلى شن عمليات عسكرية لاستعادة دارفور، ما يؤدي إلى تصعيد الحرب في المنطقة. تشكيل حكومة في دارفور بقيادة الدعم السريع ومشاركة شخصيات مثل عبد الواحد والحلو قد يكون محاولة لترسيخ واقع جديد في السودان، لكنه يواجه تحديات هائلة. فدارفور ليست منطقة آمنة ولا مستقرة سياسيًا أو عسكريًا، كما أن الاعتراف الدولي والإقليمي سيظل عائقًا كبيرًا أمام نجاح أي حكومة في ظل استمرار الحرب.
السؤال الأهم الآن: هل ستقبل القوى الإقليمية والدولية بهذه الحكومة؟ أم أن هذه الخطوة ستجر دارفور إلى مزيد من الفوضى والاقتتال؟
| |
 
|
|
|
|
|
|
|