تشير المعلومات الاستخباراتية المسربة إلى تطور خطير في صفوف قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو. يبدو أن الهزيمة التي تعرضت لها هذه القوات أصبحت مؤكدة، ويبدو أن القيادة بصدد اتخاذ خطوات لترتيب عملية انسحاب عاجلة إلى ليبيا. تم تسريب هذه المعلومات إلى خارج الدائرة المقربة من حمدان دقلو، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة داخل صفوف قادة القوات.
وفقًا للمصادر الاستخباراتية، أبلغ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قادة ميدانيين مقربين له بأن قواته تعرضت للهزيمة، وأنه بصدد ترتيب عملية انسحاب إلى ليبيا في الشهر الجاري (فبراير 2025). الهدف من هذا الانسحاب هو تقليل الخسائر البشرية والمادية. ومن المتوقع أن تتم عملية الانسحاب في وقت قريب جداً، لكن التسريب لهذه المعلومة إلى الضباط خارج دائرة الماهرية المقربين من حمدان دقلو أدى إلى صدمة في صفوف القادة العسكريين.
التسريب الذي حدث أثر بشكل كبير على معنويات الجنود وقادة الدعم السريع، خاصة بين أبناء المسيرية الذين شعروا بالإحباط والغضب من الأخبار المسربة. هذا الشعور أدى إلى هروب العديد منهم من أرض المعركة بكميات كبيرة، مما عمق من الأزمة داخل القوات. بعض القادة على وجه الخصوص تواصلوا مع الجيش السوداني لترتيب تسليم أنفسهم مقابل العفو، في حين أن بعض القيادات الأخرى قررت الهروب إلى تشاد، مثل القائد المك أبوشوتال الذي فر إلى هناك فور سماعه الخبر.
منذ حدوث التسريب، انقطعت وسائل الاتصال بين قادة قوات الدعم السريع، وأصبح التنسيق بينهم شبه معدوم. الوضع الحالي يظهر أن قادة القوات لا يتواصلون إلا ضمن دوائر ضيقة جداً، مما جعل التنسيق العسكري بين مختلف الوحدات شبه مستحيل. هذا الخلل في التنسيق يساهم بشكل كبير في تعقيد عملية الانسحاب، ما يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للقادة العسكريين.
ترجع الهزيمة إلى عدة عوامل رئيسية، أهمها تدهور الروح المعنوية للجنود الذين لم يكونوا راغبين في القتال، خاصة المجموعة التي تم إعدادها في ليبيا لمدة سنة كاملة، حيث تم تجهيزهم بـ 920 سيارة دفع رباعي. على الرغم من هذا الاستعداد، فإن القوات تشتيتت في معركتين فقط، ولم تكلل المعركتين اللتين قادهما عبدالرحيم دقلو بالنجاح. الهزيمة تعكس في النهاية غياب التنسيق وضعف الرغبة في الاستمرار في المعركة.
الوضع في قوات الدعم السريع يشير إلى انهيار داخلي غير مسبوق في صفوفها. الهزيمة، التسريب الاستخباراتي، الهروب الجماعي للقادة، وانعدام التنسيق يجعل من الصعب تنفيذ عملية الانسحاب المخطط لها، وقد يعرض قوات الدعم السريع إلى المزيد من الانهيار في حال استمرار الأوضاع على هذا المنوال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة