سط تراجع مريب وتقدم مضطرد لقوات الجيش السوداني في سوح معارك حرب السودان التي اندلعت منذ 15 ابريل 2023 م، وذلك قبل اسابيع منذ ان استطاعت القوات المسلحة والقوات المساندة لها استرداد مدينة ودمدني ، حاضرة ولاية الجزيرة وسط السودان ، بدأ الجيش في تقدم مستمر واستعادة عدد من المناطق الحيوية وخاصة العاصمة الخرطوم ، حيث أعلن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، من مقر القيادة العامة في الخرطوم، عن بدء المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية في العاصمة. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة للجيش لاستعادة السيطرة على المناطق الحيوية في المدينة. حقق الجيش تقدماً ملحوظاً، حيث أعلن عن خلو مدينة الخرطوم بحري من قوات الدعم السريع، بدءاً من مصفاة تكرير النفط في منطقة قري شمال المدينة وصولاً إلى جسر المك نمر في الجنوب. واليوم هنالك أنباء عن استعادة القصر الجمهوري، وتتواتر الاخبار عن معارك ضارية في شرق العاصمة الخرطوم. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الجيوب الصغيرة في الأجزاء الشرقية، مثل كافوري والحاج يوسف وشرق النيل، التي تحتاج إلى مزيد من العمليات العسكرية. كما تحدثت القوات المسلحة بذلك.
في الاثناء أوضح العميد الركن نبيل عبدالله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، أن الجيش تمكن من طرد العدو من مستشفى البراحة ومجمع أبراج الشرطة في شارع المعونة، بالإضافة إلى معسكر شمبات. كما تم تطهير معظم أحياء بحري، مع بقاء بعض الجيوب المحدودة في مناطق معينة.
بعد أسبوع من تحقيق الجيش السوداني وحلفائه انتصارات كبيرة في العاصمة الخرطوم، أعرب قادته عن تقديرهم لما أطلقوا عليه “النقاط الفاصلة” في مسار الحرب، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد داخل مقر القيادة العامة الذي تعرض للحصار منذ أبريل 2023.
هذه الانتصارات تعكس تحولاً ملحوظاً في مجريات الصراع، حيث يسعى الجيش إلى استعادة السيطرة الكاملة على المناطق الحيوية في العاصمة. في تصريح له يوم الاثنين الماضي ، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الفريق أول محمد عثمان الحسين أن هذه اللحظة تمثل بداية فصل جديد في تاريخ السودان، مشيراً إلى أن القوات المسلحة ستبدأ عملية تطهير البلاد من أي وجود غير شرعي.
وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه العمليات في إعادة النازحين واللاجئين إلى وطنهم، مما يتيح لهم استئناف حياتهم الطبيعية في بيئة آمنة ومستقرة.
تأتي هذه التطورات بعد استعادة مصفاة الجيلي في شمال بحري، بالإضافة إلى السيطرة على مساحات واسعة من المدينة المقابلة للخرطوم على ضفاف نهر النيل.
هذه الإنجازات العسكرية ساهمت في كسر الحصار المفروض على القيادة العامة للجيش، مما يعكس تقدماً ملحوظاً في الصراع المستمر مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي شارفت على اكمال عامها الثاني.
من جهة اخرى شكك بعض المراقبين بأن تقدم الجيش بهذه الطريقة ( الدراماتيكية) يشي بان وراءه اتفاق اول خطواته تمكين الجيش من التقدم ثم اعلان الاتفاق وذهب البعض الى مقايضة ذلك بمدينة الفاشر، الا ان المعارك الشرسة في مدينة الفاشر بين القوات المشتركة وقوات الدعم الدعم السريع تكذب هذه الفرضية، لتأتي تصريحات قادة الدعم السريع قاطعة بعدم وجود اي اتفاق، وذلك القيادي بالحركة الاسلامية الذي يقاتل بجانب الجيش ويحشد المستنفرين الدكتور الناجي مصطفى الى ابعد من ذلك ويصف انسحابات قوات الدعم السريع من العاصمة ووسط السودان الى الى اقليم دارفور بأنه عمل خطير وينبئ بأن الحرب ستدخل مرحلة بإعتبار قوات الدعم تحشد في قواتها لاسقاط الفاشر ومن ثم تسيطر على الولاية الشمالية التي تبعد اقرب نقطة لها حوالي (600) كلم وهي مدينة الدبة، ويقول الناجي إذا نجح هذا ( السيناريو) يكون السودان كله قد سقط وكأننا لم نفعل شئ على حد تعبيره.
ورغم تفاؤل كثير من النازحين واللاجئين بنهاية الحرب والعودة لديارهم إلا أن خطاب الكراهية والنعصرية وبلورت المواقف القبلية وانتشار السلاح وسط الاهالي، وخاصة بعض التصرفات والجرائم التي يرتكبها منسوبي الجيش والقوات المساندة له في المناطق التي استعادتها القوات المسلحة من قبضة قوات الدعم السريع تعمق الاحباط وترفع وتيرة التشاؤم لدى المواطنين ، وتشير الى ان الحرب بين القوات الحاملة للسلاح وإن وضعت أوزارها ستخلف حروبا اخرى اكثر فتكا بالمجتمع السوداني الذي اصبح غاية حلمه أن يعود لدياره في وطن آمن وبعدها كل شئ يهون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة