الوضع الحالي يعكس حالة متصاعدة من الاستقطاب والانقسام المجتمعي، وهو أمر ينذر بخطر طويل الأمد على التماسك الاجتماعي ومستقبل الأجيال. عندما تُستغل النزاعات السياسية أو العسكرية لتصفية الخصوم على أساس الظن أو الانتماء، فإن ذلك يفتح الباب أمام دائرة لا تنتهي من العنف المتبادل والانتقام.
أبرز المخاطر هي انتشار خطاب الكراهية بين الأجيال الصغيرة غرس مفاهيم العنف والعداء في نفوس الأطفال يعني زراعة بذور الحقد والانقسام في المستقبل. عندما يُعلّم الأطفال أن العنف وسيلة لحل الخلافات، يُنذر ذلك بفقدان قيم التسامح والعيش المشترك. التدهور الأخلاقي عندما يصبح اتهام الآخرين بالخيانة مبررًا للتصفية دون محاكمات عادلة، تتحلل أسس العدالة والقانون، مما يؤدي إلى دولة الغاب حيث البقاء للأقوى. تدمير البنية الاجتماعية المجتمعات التي تفقد الثقة بين أفرادها يصعب إعادة بنائها، خاصة إذا غابت المحاسبة وشاعت ثقافة الإفلات من العقاب. تأثير العنف على الأجيال القادمة الأطفال الذين ينشأون في بيئة عنيفة قد يتحولون إلى أدوات للصراع أو يعانون من أزمات نفسية تمنعهم من المشاركة الإيجابية في بناء المجتمع. الحلول المقترحة: تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي على قادة المجتمع والمؤسسات التعليمية والثقافية التركيز على تعليم الأطفال والشباب قيم الحوار والقبول بالآخر. محاسبة المسؤولين عن الجرائم تحقيق العدالة الانتقالية، التي تضمن محاسبة مرتكبي الجرائم دون ظلم أو تحيز، هو السبيل الوحيد لإنهاء دائرة الانتقام. إطلاق مبادرات توعية حملات إعلامية ومجتمعية تدعو إلى وقف الكراهية والتأكيد على أهمية وحدة المجتمع مهما كانت الخلافات. إشراك المجتمع الدولي في ظل غياب مؤسسات وطنية قادرة على ضبط الوضع، يمكن الاستفادة من جهود المجتمع الدولي في تحقيق السلام وبناء الثقة. الوضع الراهن يتطلب جهودًا استثنائية من جميع الأطراف لإنقاذ النسيج الاجتماعي والحفاظ على مستقبل البلاد. استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى والدمار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة