أصبحت الصين واحدة من القوى الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى بخطى حثيثة إلى تحقيق الهيمنة التقنية عبر استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وتوظيف أبرز الكفاءات العلمية، وإنشاء مراكز بحثية حديثة. هذا النمو الملحوظ لم يقتصر على ريادة الأعمال فحسب، بل امتد إلى المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث المنتشرة في مختلف الجامعات الصينية، والتي أذهلت العالم بكمية ونوعية الإنتاج العلمي والتكنولوجي.
الاستثمار الصيني في الذكاء الاصطناعي منذ أوائل العقد الماضي، أطلقت الحكومة الصينية استراتيجيات طموحة لتعزيز مكانة البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي. تم تخصيص مليارات الدولارات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية، مثل الحواسيب الفائقة وأجهزة معالجة البيانات الضخمة. وتشير التقارير إلى أن الصين استثمرت أكثر من 70 مليار دولار منذ عام 2017، مع تخصيص جزء كبير من هذه الاستثمارات لتمويل الأبحاث الأكاديمية.
مراكز البحوث في الجامعات الصينية تضم الجامعات الصينية أكثر من 300 مركز بحثي متخصص في الذكاء الاصطناعي موزعة في مختلف أنحاء البلاد. ومن أبرز هذه الجامعات:
جامعة تسينغهوا (Tsinghua University): تُعتبر مركزًا عالميًا للابتكار في الذكاء الاصطناعي، ولها إنتاج ضخم في مجالات مثل التعلم الآلي والرؤية الحاسوبية.
تنشر ما يقرب من 200 ورقة علمية سنويًا في مجلات عالمية مرموقة. جامعة بكين (Peking University): تتميز بدراساتها المتقدمة في معالجة اللغات الطبيعية والذكاء العام الاصطناعي (AGI).
تنتج حوالي 150 دراسة سنوية تتعلق بالنماذج اللغوية الضخمة. جامعة تشجيانغ (Zhejiang University): تقود مبادرات في الذكاء الاصطناعي الموزع وتطبيقاته في الطب والصناعة.
تصدر أكثر من 120 براءة اختراع سنويًا. جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا (HKUST): مشهورة بأبحاثها في الذكاء الاصطناعي المدمج وأنظمة التعلم التكيفية.
إنتاجها السنوي يقترب من 100 ورقة بحثية. معهد بكين للذكاء الاصطناعي (BAAI): يعد مركزًا متخصصًا يركز على النماذج الضخمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا الحيوية.
الإنتاج العلمي السنوي تنتج الصين أكثر من 30,000 دراسة علمية سنويًا في مجال الذكاء الاصطناعي، متجاوزة الولايات المتحدة من حيث كمية الأوراق البحثية المنشورة.
حوالي 50% من الأوراق العلمية الصينية تتناول تقنيات متقدمة، مثل التعلم العميق ومعالجة البيانات الضخمة. أكثر من 10% من براءات الاختراع العالمية في الذكاء الاصطناعي تأتي من الصين، مما يجعلها الدولة الأكثر نشاطًا في هذا المجال. أهمية المراكز البحثية في التطور التقني تلعب مراكز البحوث الصينية دورًا حيويًا في تطوير الذكاء الاصطناعي. فهي ليست فقط أماكن لإنتاج المعرفة، بل أيضًا حاضنات للأفكار التي يتم تحويلها إلى منتجات عملية. ومن الأمثلة البارزة على هذه الديناميكية:
شركة DeepSeek، التي أسسها رائد الأعمال ليانغ وينفينغ، والمتخصصة في تطوير نماذج لغوية متقدمة. الحاسوب العملاق "Yinghuo-1" الذي أطلقته شركة هوانفانغ الكمية لتسريع عمليات تحليل البيانات. دور الصين في إبهار العالم إن نجاح الصين في الذكاء الاصطناعي لم يكن مصادفة، بل نتاج خطة استراتيجية طويلة الأمد تجمع بين استثمارات الدولة، وشراكات القطاع الخاص، والكفاءات الأكاديمية.
أدهش الإنتاج العلمي الصيني العلماء حول العالم، إذ يجمع بين الكفاءة العملية والنظريات المتقدمة. يعتبر التعاون بين الجامعات والشركات الصينية نموذجًا يُحتذى به، حيث يتم تحويل نتائج الأبحاث بسرعة إلى تطبيقات تجارية.
* ويمثل تطور الصين في مجال الذكاء الاصطناعي تحديًا عالميًا يعكس تحولًا كبيرًا في موازين القوى التكنولوجية. ومع استمرار الصين في توسيع نطاق مراكز الأبحاث وتعزيز إنتاجها العلمي، يبدو أنها ماضية بثبات نحو تحقيق الريادة في عصر الذكاء الاصطناعي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة