|
Re: إلى الرفيق الأعلى العلم الرمز الوطنى الاس (Re: فقيرى جاويش طه)
|
اول مرة تعرفت الى الباقر العفيف حين قرأت كتاب الحق قديم، استوقفني محتوى الكتاب، و استشعرت تلك الروح التي تنضح بالاصالة، بدون استلاب او تلفيق، يليق بأسرته و مدرسة الفكرة الجمهورية. ثم التقيته و عملت معه فعرفته اكثر. الباقر كان نموذجا وطنيا نادرا، رحبا لأهله و بارا بهم، و فيا لأصدقائه ذلك الوفاء النادر، ليبر الخاتم عدلان و السودان ترك رفاه الوظيفة و الحياة الرغدة و قضى وقتا طويلا ينام على الأرض حتى اكتمل تأسيس المركز، الذي فتحه للجميع و كان فعلا منارة للاستنارة. الباقر ذكي و عميق و لماح و حساس و محب للحياة و يعطي الحياة بريقها، يحتفي بالأشياء و يستطعمها و يضيأها و يجعلك تراها. ما احتجت الى نصيحة او مساعدة الا و ترك ما يقوم به. ليساعدني و يفعل ذلك مع جميع اصدقاءه. مجرد معرفة انه في مكان ما و بخير كان يشعرنا بأنا بخير و ان بلادنا ستتعافى. وصلني خبر رحيله و فجعني جدا، تحدثت معه بالهاتف مكالمة طويلة ، أعجبني ما قاله لي وقتها انه يدير معركته مع المرض يوم بيوم و لا يقلق على الغد،أظهر متانة و جلد في محنته، لطالما كان مصدر الهام لي و للكثيرين، ليس فقط في كيف نعيش الحياة و لكن ايضا كيف نواجه الموت. و مهما كان ما استشعره من فقد و حزن فأن الوطن في حزن عظيم، فلقد فقد فارسا شجاعا و مواطنا بارا و اصيلا و احد اعمدته.أي عقل انطفأت وقدته و اي قلب توقف عن الخفقان!!!.اعزي فيك نفسي و أسرتك الصغيرة و الكبيرة و اصدقاءك و عارفي فضلك و كل من عرف قدرك و الوطن الكبير، انا لله و انا اليه راجعون..أنا لله و انا اليه راجعون.
| |

|
|
|
|
|
|
|