كتب الأستاذ عُمر محجوب كرار هذه المرثية الدامعة عن فقده لأثنين من افراد اسرته تقبلهما الله قبولاً حسناً ...عمر رجل هاديئ ، ترجمان من الطراز الأول ، كاتب ولغوى لا يشق له غبار ، صديق للكتاب ْ ،موطأ الأكناف، ويكفى أنه ابن رجل التاريخ و الثقافة محجوب كرار عليه رحمة الله الذى صدر له كتاب مؤخرا بعنوان ( زاد المبدعين) ، لأسرة آل محجوب كرار وأسرة المرحوم محمد سيد أحمد الحسن وافر العزاء ونسأل الله أن يلزمهم الصبر وحسن العزاء ------------------------ دمعات في رحيل الاخ الصديق محمد سيد أحمد الحسن... عمر محجوب كرار يا منايا حومي حول الحمى واستعرضينا واصطفي كل سمح النفس بسَّام العشيات الوفي ما لبث العام (2024) ان أسدل استاره واغلق بابه وانقضت ايامه المترعة بالسخائم والدماء على السودان واهله، حتى رحل عنا فقيدنا محمد وقد ضاقت نفسه الما وحسرة لما يحدث، وهو الذي طاردته الحرب المجنونة مقتلعة اسرته من دارها في الخرطوم، هروبا على ظهر دفار الي أقصى الشمال بمحلية مروي. كانت الرحلة مضنية، ثقيلة على جسده النحيل السقيم، بيد إنه تحامل وتجالد على وعثائها وعنتها؛ كدأبه طوال حياته في مقارعة الخطوب ومدلهم الليالي....مكث(محمد) نحو العام أو ما يزيد قليلا في قريته الوادعة (المقل)، حيث الميلاد والنشأة الاولي، وسنوات الطفولة الباكرة و (الخلوة) وشيخنا ود كرار والساقية و (الأروتي) وما أدراك ما (الأروتي) ... والتقى اترابا له كانوا يسبحون معا في النيل، يقطعونه من شرقه، حيث هم، الي غربه حيث جزيرة (مساوي)، متي ما تناهت الي أسماعهم في الليالي المقمرة البهيمة صفقات (الغنا) و (نقرشات) الطمبور من تلك الجزيرة اللعوب...في هذا الجو المشحون بالعاطفة والمعجون بطينة الذكريات الأليفة الوديعة، استعاد (محمد) الكثير من عافيته وتوارت مأساة الحرب قليلا من مشهده الماثل ....انتقل هو وبعضا من اسرته منذ ما يقارب الاربعة أشهر الي سلطنة عمان في رحلة مضنية من (المقل) الي بورتسودان، ومنها عبر الطائرة حتى (مسقط)، وذلك حتى تتاح له ظروفا اوفر للعلاج والرعاية الطبية متي ما استدعت حاجته لها وهو في عمره المتقدم... انقضت ايامه في مسقط محاطا برعاية زوجته الوفية (رقية) وعناية كريمته (ندي) ... وحفيده المهندس محمد عبد الوهاب الذي ظل يحلق فوقه كطائر مشدود الي عشه، وواقفا بجانبه الي لحظاته الاخيرة .......وكان ابنه الباشمهندس (عادل) لا ينقضي يوما إلا وهو مهاتفه من (القاهرة)ومتحدثا معه في مواضيع ذات شجون له...وظلت كريمته الدكتورة الاستشارية (غادة) دائمة الحرص والاهتمام بصحته ... وكذلك كان دأب ابنه الأستاذ (وائل) بالسعودية....كانت في الايام الأخيرة من حياته وبين إغماضه العين ويقظتها، يلهج بلواعج الاسي على الوطن الجريح، ويسأل مشفقا عن ابنائه وكأنهم في اتون تلك المحرقة..... خسر محمد سيد احمد معركته الأخيرة مع الموت؛ وقد كانت حياته الطويلة سلسلة من المعارك، ظل يواجهها بصلابة وبلا انكسار ....كان لا يقبل المساومة في الحق والصدق والشجاعة....ولعل في وصف صديقنا البروفسير محمد المهدي بشري له ما يكفي: (هو عصامي علم نفسه بنفسه ونشأ متمردا رافضا عقلية القطيع...). ثم يقول (إن الكثير من الوشائج تربط بين الشيخ بابكر بدري ومحمد سيد أحمد، فهما بطلان أقرب ما يكونان لأبطال الروايات الخيالية ...) ويقول ايضا (تميز سيداحمد بمعرفة موسوعية نالها بعصامية، حيث علم نفسه بالاطلاع الواسع في شتي مجالات المعرفة وهذا مما أهله ليكون مناضلا صنديدا صاحب رأي وموقف...).نسأل الله العلي القدير أن يتقبل (محمدا) واخته علوية التي قضت هي الأخرى في يوم وساعة وفاته خلال رحلة نزوح مضنية من مدينة (رفاعة) الي أمدرمان ...نسأله ان يتقبلهما ويعفو عنهما ويغفر لهما...اللهم ابسط لهما من عطفك وأدخلهم في رحاب من المغفرة والرضوان..... عمر محجوب كرار القاهرة- الجمعة 17 يناير 2024
01-18-2025, 07:00 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28857
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة