لطالما كانت الفنون وسيلة راقية للتعبير عن القيم الإنسانية، والجمال الذي يحث الإسلام على تأمله ونشره. في هذا السياق، بادرتُ إلى تنظيم ورشة بعنوان "الرقص المعاصر: فرصة جميلة للراغبين في تعلم فنون الرقص المعاصر وحرفيات الأداء". كان الهدف من الورشة، التي قدمتها الفنانة والمدربة نغم صلاح عثمان، هو إتاحة مساحة للشباب والشابات السودانيين في القاهرة للتعرف على فنون الأداء المعاصر، وتعزيز قدرتهم على التعبير عن ذواتهم بأساليب إبداعية.
الإعلان عن الورشة والهجوم العنيف جاء الإعلان عن الورشة كفرصة مجانية، تُقام في دار اتحاد تجمع الفنانين السودانيين بمصر، مع التأكيد على الالتزام والجدية خلال الأيام الأربعة للبرنامج. إلا أن هذا الإعلان قوبل بهجوم شرس وغير مبرر من بعض التيارات التي نصّبت نفسها وصيةً على الأخلاق والقيم. لم يتوقف الأمر عند النقد، بل تعداه إلى اتهامات مباشرة لي ولفريق العمل، وصلت إلى التطاول الشخصي. قالوا إن هذه المبادرة "فسادٌ للقيم" و"خروجٌ عن الدين"، ونسوا أو تناسوا أن الإسلام دين يُشجع على الإبداع والارتقاء بالفرد والمجتمع.
الرقص المعاصر فن راقٍ لا تُدركه العقول المتحجرة الرقص المعاصر ليس مجرد حركات، بل هو لغة عالمية تُترجم المشاعر والأفكار. هو مساحة للتعبير الحر الذي يُساعد الشباب على فهم أنفسهم، والتواصل مع العالم من حولهم. لقد قدمتُ هذه الورشة كوسيلة لترسيخ ثقافة فنية ترتبط بالجمال والإنسانية، لا لتدمير القيم كما زعموا. ولكن يبدو أن بعض الأصوات لا ترى في الفنون إلا تهديداً، لأنهم لا يفهمونها، أو لأنهم يخشون كل ما هو جديد ومختلف.
الإسلام دين الجمال والإبداع التاريخ الإسلامي زاخر بالفنون، من الشعر والموسيقى إلى الخط العربي والرقص الشعبي. النبي محمد ﷺ نفسه أقرّ مظاهر الفرح التي تخللتها أشكال من الرقص والغناء، كما حدث مع الأحباش الذين كانوا يرقصون في المسجد. الإسلام لم يُحرم الفنون إلا إذا خالفت القيم الأخلاقية أو أضرت بالمجتمع. أما ما يُعزز الروح، ويُعبر عن الجمال، فهو مُرحب به في الشريعة.
الهجوم على الفنون سفاهة الجهلاء الهجوم الذي تعرضتُ له يكشف عن تناقضات كبيرة في خطاب بعض من يُنادون بحماية "القيم". هؤلاء أنفسهم هم الذين أشعلوا نيران القبلية والحروب الأهلية، وساهموا في تفكيك المجتمع السوداني بقيم جاهلية تعود بنا إلى الوراء. لقد كان أولى بهم أن يُصلحوا ذات بينهم، ويُطفئوا لهيب الفتن، بدل أن يُهاجموا مبادرة ثقافية تهدف إلى بناء الإنسان.
رسالة أخيرة شاهت الوجوه إلى أولئك الذين اختاروا الهجوم والتضليل، أقول: "الفنون هي طريقنا لتضميد جراح الوطن، وأنتم غارقون في إشعالها." سنواصل دعم الإبداع بكل أشكاله، وسنظل ندافع عن حق الشباب والشابات في التعلم والتعبير. الفنون ليست عدو الإسلام، بل هي انعكاس لجمال هذا الدين الذي يحث على التفكير والإبداع.
دعونا نرتقي معاً نحو غدٍ أكثر إشراقاً، حيث يكون للفنون دورٌ في بناء مجتمع متسامح، لا تُحكمه عقول متحجرة ولا تُسيّره أهواء جاهلية.
01-18-2025, 02:07 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51127
أقترح عليك قراءة كتاب "الإسلام والفنون" وستجده في موقع الفكرة دوت أورغ. https://www.alfikra.org/book_view_a.php؟book_id=32https://www.alfikra.org/book_view_a.php؟book_id=32
01-18-2025, 02:27 PM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 10743
يا دكتور ياسر الاستاذ زهير لا يحتاج لمعرفة اضافية في هذا المجال وانظر لطرحه (انه مشروع كتاب) فهو يحمل حمل بعير في هذا المجال ولكن هو رجل منفتح فليس له من حاجز ان يستزيد فلهذا فربما يعود لمقترحك والاستاذ زهير يريد ان يلمع نفسه اكثر مما هو فيه فيريد ان يختلق ويفرض مواجهته إلا في مخيلته ولكن في زماننا هذا كلما استطاع المثقف ان يضيف بعض المحدقات لطبقه الصحفي كلما زاد ذلك من المستهدف من وراء هذه المعارك التي ليس لها واقع معاش
إنها اكل عيش
01-18-2025, 04:26 PM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 10743
يا استاذ زهير مثل هذه الدعوات والاصرار عليها والتشبث بصحتها هي اكل عيش ومنا فئة قليلة تفننت كيف تجد المداخل والمخارج لذلك دعوة كهذه لا يمكن ان تعمل لها مساحيق انظر كيف يستمع الديمقراطي للصوت المعارض ليتك تصبر مثله
01-18-2025, 04:41 PM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 10743
هذا هو درس في دقائق معدودات للحق في ممارسة الديمقراطية حتى ان كل متحدث يصف وزير الخارجية الامريكي بجرائم تصل للابادة الجماعية ورغم ذلك يستمع ويبقى في مكانه لا يتزحزح ولا يقول هذا فراق بيني وبينكم اضف هذا لورشة الرقص فهو اكثر فائدة للشبان والشبات الذين تدعونهم ليرقصوا وتراقصوا
01-18-2025, 04:53 PM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 10743
بالله يا استاذ زهير الا يؤنبك ضميرك وانت تقول مثل هذا السقط من الحديث:
Quote: إلا أن هذا الإعلان قوبل بهجوم شرس وغير مبرر من بعض التيارات التي نصّبت نفسها وصيةً على الأخلاق والقيم. لم يتوقف الأمر عند النقد، بل تعداه إلى اتهامات مباشرة لي ولفريق العمل، وصلت إلى التطاول الشخصي. قالوا إن هذه المبادرة "فسادٌ للقيم" و"خروجٌ عن الدين"، ونسوا أو تناسوا أن الإسلام دين يُشجع على الإبداع والارتقاء بالفرد والمجتمع.
اين الهجوم الشرس ؟ واين التيارات التي تقول عنها كلام مثل هذا: يعني انت لا يهاجمك تيار واحد بل تيارات الحمدالله الذي جعلني (امة من الناس) Quote: إلا أن هذا الإعلان قوبل بهجوم شرس وغير مبرر من بعض التيارات التي نصّبت نفسها وصيةً على الأخلاق والقيم. والله يا استاذ زهير لا ارى اكثر جرأة منك على الله وانت تقول:
Quote: ونسوا أو تناسوا أن الإسلام دين يُشجع على الإبداع والارتقاء بالفرد والمجتمع
يعني عايز تقنعنا انو الاسلام يشجع ان ندعو ابنائنا وبناتنا لورشات الرقص ؟ حتى في وقت الحرب؟ واراك تلهب الحوار وتشعل ناره عسى ان يراها من يمول هذه الورشة ويعلم المكابدة والمجاهدة التي تخوضونها لقيام هذه الورشة م يتوقف الأمر عند النقد، بل تعداه إلى اتهامات مباشرة لي ولفريق العمل، وصلت إلى التطاول الشخصي. قالوا إن هذه المبادرة "فسادٌ للقيم" و"خروجٌ عن الدين ووضح جليا ان من بيننا يخوض المعارك بالرقص واخرين يخوضونها بارواحهم ودمائهم واموالهم ونسائهم وذراريهم والله شاهت الوجوه ثم شاهت الوجوه ثم شاهت الوجوه ثلاثا
01-18-2025, 05:09 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796
إن ما يثير استغرابي ويؤلمني في الوقت نفسه هو أن هناك من يظن أن الإبداع والفنون، مثل الرقص وغيره من أشكال التعبير الفني، يمكن أن يكون مجرد نزوة أو ترف لا قيمة له. هؤلاء الظلاميون الذين لا يستطيعون فهم قيمة الفنون في المجتمع، يهاجمون كل محاولة للنهوض بالفكر الإنساني والثقافة السودانية. لقد أسست ورشة الرقص هذه ليس فقط كوسيلة للتعبير الفني، بل كفرصة للشباب لتحرير أنفسهم من قيود الخوف والجمود، وللتأكيد على أن الفن لا يتعارض مع القيم الإنسانية.
بعضهم يحاول تشويه هذه المبادرة من خلال ربطها بأفكار مغلوطة أو اتهامها بأنها "خروج عن الدين" أو "فساد للقيم"، في حين أن الحقيقة هي أن الفن جزء من روح الإنسان، وأن إبداعه في شتى المجالات هو في حد ذاته رفع لوجوده الإنساني. نعم، نحن في وقت حرب، لكن هذا لا يعني أن نبقى في السكون ونعرض أنفسنا لحياة بلا طاقة ولا تفاعل. ورشة الرقص ليست تهديدًا للقيم، بل هي متنفس لجيل كامل يحتاج إلى أن يُسمع صوته ويُعبر عن نفسه بطريقة نبيلة وحضارية.
الذين يهاجموننا لا يدركون أن الفنون ليست مجرد ترف، بل هي وسيلة للارتقاء بالأفراد والمجتمعات. فالفن، في أي شكل من أشكاله، يحمل رسالة قوية: أنه مهما كانت الظروف صعبة، يبقى الإنسان قادرًا على الإبداع والتعبير عن نفسه. أما أولئك الذين يروجون لتشويه هذه المبادرات، فإنهم في الحقيقة يساهمون في تقييد هذه الإمكانيات البشرية ويطبعون على المجتمع الخوف والجمود.
أنا لا أطلب منهم أن يتفقوا مع فكرتي أو مع ممارسات ورشة الرقص، ولكنني أطالبهم بحقنا جميعًا في التعبير بحرية عن أنفسنا. ليس كل عمل فني هو دعوة للفساد أو للتمرد على القيم، بل هو وسيلة لبناء حياة أفضل وأكثر تنوعًا، بعيدة عن الأوهام التي يسعى هؤلاء الظلاميون لبثها في المجتمع.
إنني، يا أصدقائي، لا أبحث عن تصفيق أو دعم من هؤلاء الذين يرفضون التغيير والتقدم. ليس لدي أي مصالح شخصية أو أية رغبة في الربح من وراء هذه المبادرات. هدفي هو أن أقدم للشباب السوداني الفرصة ليكونوا فاعلين في مجتمعهم، وأن نتجاوز معًا أفكار الماضي التي تقيدنا وتمنعنا من التحليق في فضاء الإبداع.
أقولها بوضوح: لا أحد يحق له فرض رؤيته القاصرة علينا. نحن جميعًا أصحاب حق في التغيير والتعبير. أرفض أن يُستغل الدين كذريعة لإيقاف عجلة التقدم. الله سبحانه وتعالى هو الأعلم بالنية، وهو الذي يحكم في النهاية.
01-18-2025, 05:38 PM
Ali Alkanzi Ali Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 10743
استغرابك سيزول يوم تزيل ورش الرقص وربطها بالدين اهديك كتابين ابحث عنهما لتعلم كيف ينتهج المتدين ويحتج بأن السماع والرقص يعطيان طاقة روحية فعليك بكتاب بحثا عن الشمس للصوفي جلال الدين الرومي وفي الاتجاه الاخر كتاب الكلام على مسألة السماع لابن قيم الجوزيه
01-18-2025, 07:16 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796
أعلم تمامًا بمضامين الكتابين وانا خريج الجامعة الاسلامية امدرمان ولي من الثاقافة الاسلامية الكثير. وكتاب "بحثًا عن الشمس" لجلال الدين الرومي و"الكلام على مسألة السماع" لابن القيم الجوزية، بل إنني مطلع على ما هو أوسع \ من ذلك في هذا المجال. القضية أعمق وأكثر شمولية من اختزالها في منظور الصوفية أو السلفية فقط. فالأدبيات الإسلامية القديمة والحديثة تحمل تنوعًا غنيًا يمكن الاستفادة منه لفهم أبعاد السماع والرقص من حيث طبيعتهما وتأثيرهما الروحي والاجتماعي.
إن أردت إثراء النقاش، يمكن إضافة كتب من المكتبة الإسلامية المعاصرة التي تدرس هذه المسألة بمنظور أكثر تحليلًا وانفتاحًا على تطورات الفكر. من ذلك:
"مفهوم الحرية في الإسلام" لمحمد عمارة: يناقش قضية الحرية الفردية في الإسلام وكيف تتقاطع مع الممارسات الثقافية والاجتماعية، بما فيها الفنون.
"الإسلام بين الشرق والغرب" لعلي عزت بيجوفيتش: يعرض نظرة فلسفية عميقة للإسلام كدين يجمع بين الروحانية والمادية، مما يمكن أن يُلقي الضوء على مسألة السماع والرقص كجزء من التعبير الروحي.
"الفن والجمال في الإسلام" لأبو الحسن الندوي: يعالج دور الفن والجمال في تعزيز القيم الروحية، ويعطي فهمًا أعمق للعلاقة بين التعبير الجمالي والدين.
"الصوفية والفنون الإسلامية" لآن ماري شيمل: كتاب يربط بين التصوف والفنون، بما فيها الموسيقى والرقص، من خلال دراسة معمقة في التاريخ الإسلامي.
لدي إلمام بمضامين الكتب الكلاسيكية التي تناولت هذه المسائل، وأدرك أبعادها الفكرية والروحية. ولكنني أرى أهمية التوسع في النقاش، ليشمل مصادر معاصرة تُبرز تطورات الفهم الإسلامي في هذا الإطار لما يريدون أن يعرفوا من اي منطلق أتحدث .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة