|
Re: البرهان والعطا وحولهم البراؤون يهتفون!! (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: Elnour Hamad [15 يناير] وصلتني هذه المقالة من صديق لم يذكر لي من هو كاتبها، ولعله هو الآخر قد وصلته هكذا ولا يدري من هو كاتبها. باختصار هذه في نظري أفضل مقالة جرت كتابتها عن سيطرة الكيزان على عقول اكثرية الثوار، وعلى عامة الجمهور. ولذلك، رأيت أن أنشرها على صفحتي. النور حمد --------------------------------------------------------------------------------- لقد غَبَوْنَا ============================== * أنا أحدُ الّذِينَ يَتَمَتَعُونَ بِرُوحٍ رِيَاضِيَّةٍ، وأُقِرُّ بِلا حَرَجٍ أو حَسَاسِيَّةٍ بِفَضْلِ الخَصْمِ إنْ كانَ لَهُ ، ولا أُنكِرُ لَهُ تَفَوقَاً أو قُدْرَة * رُوحِي الرِياضِيّة تَجعَلُنِي أُقِرُُ بأنَّ الكيزان يَتَقَدَّمُونَ عَلينا كقٌوَى سِيَاسِيَّةٍ، هُم يَرسِمُونَ لَنَا الطَّرِيقَ الّذِي يُريدُونَنَا أنْ نَسلُكَهُ، وهُم يَعِدُونَ لَنَا المَسْرَحَ ويُؤلِفُونَ لَنَا الرِّوَايَةَ ورُبَّمَا جَادُوا عَليْنَا بالدِّيكُورِ والمّكيَاجِ * تَفَكَرتُ فِي مَسِيرَتِنَا مُنذُ إندِّلَاعِ ثَوْرَةِ ديسَمْبَر المَّجِيدَة فوَجَدتُ أنَّنَا كُنا نَتَصَرَّفُ كَيْفَمَا يُرِيدُنَا الكيزان أنْ نَتَصَرَّف * لا أُرِيدُ أنْ أُفَصِّلَ كَثِيراً فِي هَذا الأمرِ، لكنِّي أقِفُ عِندَ العَلاَقَةِ بَينَ الدَّعْمِ السَّرِيع والثَّورَةِ ثُمَّ عند الحَرْبِ الّتِي تَدورُ رَحَاهَا في بِلادِنَا * إنحَنَى الكيزان لعَاصِفَةِ الثَّورَةِ، بَعد أنْ لم يُطَاوِعْهُم حِميدتي فِي قَمْعِهَا * إستَشعَرُوا خَطَرَ الدَّعْمِ السَّرِيعِ وخَافُوا أنْ يَتَقَارَبَ مَع الثَّورَةِ والثُّوَارِ ويُشَكِّل لَها يَدَاً بَاطِشَةٍ أو في تَعبِيرٍ آخر " ثَورَةٌ مَحْمِيَّةٌ بالسِّلَاحِ" * أيْقَنُوا بِصِدقِ حميدتي في وُقُوفِهِ مَع الثَّورِةِ وأفتِتَانِه بشَجَاعَةِ وبَسَالَةِ الثُّوَارِ. وأكثَرُ ما رَاعَهُم هتَافُ الثُّوَارِ والجِدَارِيَّاتِ الّتِي عُلِّقَت وهي تَحْمِلُ عِبَارَةَ " حميدتي الضَّكرَان الخَوَّف الكيزان" * رَأوا حَمَاسَةَ حميدتي في إلقاءِ القَبْضِ على الكيزان ومُدَاهَمَةِ مَقَارِهِم وأوكَارِهِم وتَفْكِيكِ مَنْظُومَاتِهم الأمنِيَّةِ البَّاطِشةِ * فَجأةً وبِلا مُقَدِمات إنقَلَبَ الثُوارُ خَاصَّةً هُلَام لِجَانِ المُقَاوَمَةِ والحِزبِ الشُيُوعِيِّ وهَوَامِ الأسَُافِير في التَّحريِضِ على الدَّعمِ السَّريعِ ومُهَاجَمَةِ حميدتي والسُّخْرِيَّةِ مِنهُ ومِن لَهجَتِهِ وإطلَاقِ العِبَارَاتِ التَّهجِينِيَّة في شَأنِهِ ك"حميرتي" و"الفريق خلا" و " راعي الضان" * مُؤكَّدٌ أنَّ الكِيزَان قَد حَرَّكُوا عَنَاصِرَهُم فِي حِصَانِ طُروَادَةِ الثّورَةِ " لِجان المُّقَاومَة" وعَناصِرَهم دَاخل الحِزبِ الشِّيُوعِيِّ المُخَتَرَق * وذَهَبْنَا كقُوى سِياسِيَّةٍ مَذهَبَهَم فَبَدأنَا نَخْلِقُ المُبَرِّرَاتِ لذَهَابِنا هذا المَذْهَبِ ، " ياخي دي مليشا" "ياخي ديل أسرة، " ديل جزء من نظام الإنقاذ" و"لن ننسى ما فعلوه في دارفور"، نَقُولُ قَولَنَا هَذا وَلَا نَستَغْفِرُ اللهَ لنا ولغِيْرِنَا. لأنَّنَا نُرِيدُ أنْ نَرتَاحَ في غَبَوتِنَا تِلك لنَتَنَاسَى أنَّ الجَّيشَ نَفْسَهُ مليشيا عَقَائِديَّةٌ عَشَائِريَّةٌ أو في أفضَّل الأحوالِ مَنَاطِقِيَّةٌ وأنَّهُ جُزءٌ مِن الإنقَاذِ إنْ لم يَكُنْ كلَّ الإنْقَاذ ، ولنَتَنَاسَى إنَّ مَا فُعِلَ فِي دَارفور كَانَ بأمرِ النِّظَامِ ورِعَايَةِ الجَّيشِ ، وأنَّ أهلَ دَارفور وَقْتَها غَفَرُوا للرَّجُلِ بِتَقَارُبِ الحَرَكَاتِ مَعَهُ، فَصَارَ عَليْنَا المَثُل "أهل المَيِّت غَفَرُوا والجِّيرَان كَفَرُوا" * لقد إستَثمَر الكيزان فِي غَبَائِنَا، غَفْلَتِنا، خَدَاجَتِنَا، عُنصِريَّتِنا، إسْتِهبَالِنا ومُورُوثِنا الحَكَّوِيِّ، فَعَمَوْنَا عن حَقِيقَةِ أنَّ الثَّورَةَ تُحْدِثُ تَصَدُّعَاً في النِّظامِ القَديمِ فَيَنْقَسِم إلى مُحايِّدٍ ومُنْحَازٍ للثَّورَةِ ومُقَاوِّمٍ لها، ولم نَستَثْمِر هذا التَصَدُّعَ بَمَدِ أيَدِينا لمن إنْحَازَ إلى ثَورَتِنَا * عِنْدَمَا أحْدَثْنَا هَذِه الجَفْوَةَ أرَادَ الكيزان جَرَّهُ إلى حُضْنِهِم ليَأمَنُوا شَرَّه حِيْنَاً، رَيْثَمَا يَسْتَطِيعُونَ تَعمِيقَ الجَّفَوةِ بَينَهُ والثُّوَارِ ورَيثَمَا يُمْسِكُونَ عَليهِ مَا يَلجِمُونَهُ به، فَوَرَّطُوهُ فِيمَا يُبْعِدُهُ عَنَّا، بِفَضِّ الإعتِصَامِ ولاحِقَاً إنقِلابِ ٢٥ أكتوبر * بِذكَائِه الفِطْرِيُّ وحَذَاقَةِ البَدَوِيِّ إنتَبَهَ حميدتي لما يُحَاكُ لَهُ ولَم نَنتَبِه نَحْنُ فَقَد عَازَنَا الذَكَاءُ. * غَسَلَ الرَجُلُ يَدَهُ مِن الإنْقِلابِ، وهدّدَ بَفَضْحِ ما خَفِيَّ وأُخْفِيَّ عن فَضِّ الإعتِصَام ووَقَفَ مع الثَّورَةِ فِيْما وَقَفَ مُدَافِعَاً ومُتَبَنِيَّاً للإتِّفَاقِ الإطَارِيِّ، ولم نَعِ ما يَدُورُ ولم نَسنِدَ الرَّجُلَ الّذِي سَنَدَ قَضِيَتِنَا، لأنَّهُ قد عَازَنَا الحِسُ السَّلِيم، كُنَّا صِغَارَاً إنْ لم نَكُنْ أنجَاسَاً * فَحَارَبُوهُ، إذ تَرَكْنَاهُ ليَنْفَرِدُوا بِهِ، بِزَعْمِ أنَّهُ خِلافْ جَنَرَالَين، وأنَّهُ خِلاَفٌ عَسْكَريٌّ * وأقْتَنَعْنَا بإخرَاجِ الكيزان لمِشَهَدِ الحَرْبِ، أقْنَعُونَا بِأنَّهُ مُتَمَرِّدٌ فأقْتَنَعْنَا!!! وأتَّخَذْنَا مَوْقِفَ مَن يُريدُ الإصلاَحِ بَينَ المُتَمَرِّدِ والمُتَمَرَّدُ عَلَيهِ * قُبُولُنَا هَذا ومَوقِفُنَا المَّائِع ، هُو إقرَارٌ بِتَمَرُّدِ الدَّعمِ السَّريعِ وإعتِرَافٌ بِشَرعِيَّةِ مَنْ تَمَرَّدَ عَلَيهِ، لَقَد إستَغْبَانا الكيزانُ فَغَبَونَا * هُنا أرُدُ القَارِئَ إلى بَعْضٍ مما يُرْوَى عن الطُّغَاةِ ومَعْرِفَتِهم لِمَا يَفْعَلُون ومَا يُريدُون.إذ يَروِي مُؤرِّخُو الثَّورةِ الفَرَنْسِيَّةِ، أنّهُ عِندمَا سَقَطَ سِجْنُ البَاستيل فِي بَاريْس فِي ١٤ يُوليُو ١٧٨٩، جَاءَ حَاجِبُ المَلكِ "ليانكورت" ليُخْبِرَ جَلالةَ المِلك لِويس السَّادسَ عَشَر بأنَّ البَاستيل قَد سَقَطَ، وعِندهَا قَالَ لَهُ المَلِكُ “إنَّهُ تَمَرٌّدٌ”! فَصَحَّحَ "ليانكورت" المَلِكَ قائلاً: “كَلَّا يَا صَاحِبَ الجَلَالَة، إنَّها ثَورَةٌ!”، وفِي تَعقِيبِهم عَلى هَذِه الحَادِثَةِ يَرَى المُؤَرِّخُون أنَّ لِويس السَّادسَ عَشَر عِندَما قَال إنَّ إقتِحَامَ الباستيل هُو تَمَرُّد كَانَ يُؤكِّدُ سُلطَتَهُ، وعَلى مَشْرُوعِيَّتُهُ فِي السُّلطَةِ ومَشْرُوعيَّة الوَسَائِلِ المُخْتَلِفَةِ الّتِي يَمتَلِكُهَا فِي يَدَيْهِ لمُوَاجَهَةِ المُؤَامَرَةِ والتَّحَدّي الواقِعِ عَلى سُلطَانِهِ، وعَلى خِلافِ ذَلك عِندمَا قَالَ "ليانكورت" بأنَّها ثَورَةٌ فَكَانَ يَعنِي أنَّ شَرعيَّة المَلِك قَد سَقَطَتْ حِينها، فالثَّورَةُ تَعنِي إرادَةً جَمَاهِيريَّةً كَبِيرةً وشَرعِيَّتُها تَفُوقُ شَرعيَّةَ المَلِك وكلَّ الأنظِمَةِ القَائِمَةِ. * لم نَكُن فِي ذَكَاءِ "ليانكورت"، ولم نَقُل أنَّ الرَّجُلَ ليَس بِمُتَمَرِد وإنَّمَا يَحمِلُ مَشْرُوعَ الثَّورَةِ وإرادَةِ قُوَاهَا، وأنَّ البُرهَانَ ومَجْلِسَهُ قد سَقَطَت شَرعِيَّتَهم. مَا أبأسَنَا !! |
| |
 
|
|
|
|
|
|
|