|
|
|
 Re: فيلسوف بدرجة «ميغا ستار» ظلمته شهرته (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
سنوات الدراسة الجامعية إخترت مادة الفلسفة ضمن المواد العامة التي كنا ندرسها في السنة الأولى.
كأي مادة غير مواد التخصص، تعاملت معها تعاملت أكاديمي بحت ، وليس لإستيعابها وهضمها أوإتخاذها منهجاً في الحياة ، لذلك بدت لي منفرة بعض الشيء.
اليوم لما أطالع مقال عن فيلسوف تتملكني رغبة قوية لمعرفة فلسفته وكيف أنها تفيد في قراءتنا للحياة من حولنا .. صدق من قال ان الفلسفة أم العلوم.
أستاذ الفلسفة في الجامعة كان يقول مناقشة الفلسفة على أي مستوى يتجاوز المستوى السطحي للغاية تتطلب جهداً مستمراً.
أذكر أنه شبهها إلى حد كبير بالأداء الموسيقى، قال في ما معناه عشان تدخل وترتجل مقطوعة موسيقية مع موسيقيين آخرين، لابد أن يكون لديك خلفية معرفية عن الموسيقى بشكل عام
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فيلسوف بدرجة «ميغا ستار» ظلمته شهرته (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
مجرد التفكير في الفلسفة بمفردك أمر شاق للغاية ، لأن جوهر الفلسفة قائم على الحوار العام
قد يكون كل شخص في هذه الحياة الدنيا لديه إعتقاد / فلسفة تخصه يقود بها حياته ، سوا أن كان تلقاها من الآباء اومن المدارس وما إلى ذلك .. لكنه لا يدرك أنها كذلك .. المهم انه متشبث بها
لكن محاولة التأكد من أنها منطقية قد تكون جدلية وأحياناً مؤلمة لأن الإنسان بطبيعته يشعر بعدم الإرتياح وربما الغضب إذا تشكك أحداً فيها او حاول تفكيك هذا الإعتقاد ، أي نقدها فلسفياً
(والنقد من أهم الأدوات التي تشتغل من خلالها الفلسفة كممارسة عقلانيّة) بحسب تعبير الكاتب حازم رعد في مقاله الرصين الموسوم " النقد الفلسفي وأثره في الواقع"
لهذا تجد البعض يفترض أن لديه الحجة / الإجابة المطلقة ..
أعجبت بمقولة للراحل الطيب صالح في كلمته في حفل تكريمه في إثنينية عبد المقصود خوجة في جدة - 11/3/1992
(أنا يخيفني الناس الواثقون من آرائهم، وكلما يتقد م بي العمر ،أحس بأني لا أدري، ولذلك لما أقابل أناساً متأكدين وواثقين من آرائهم أخاف)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فيلسوف بدرجة «ميغا ستار» ظلمته شهرته (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
العديد من الناس يعتقدون أن الفلسفة مجرد أوهام وهذيان بشر (فلاسفة) مجانين " ماتوا وشبعوا موت" لذلك لا يهتمون بمعنى الحياة أو يعتقدون أنهم يملكون الإجابة
يقول الفيلسوف شوبنهاور سبب كره القطيع للشخص العقلاني :
" أكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف، القطيع لا يكره رأيه في الحقيقة، ولكنه يكره جرأة هذا الفرد في إمتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه كي يكون مختلفاً، وهذا تحديداً ما لا يعرفه القطيع"
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فيلسوف بدرجة «ميغا ستار» ظلمته شهرته (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأخ العزيز حيدر،
تحية طيبة وبعد،
قرأت بتمعن رأيك الذي تناولت فيه محاولتك الوصول إلى المشتركات الفكرية مع المثقفين السودانيين، وصراعاتك الفكرية بين تلك المحاولات وبين اتخاذك للحداثة من منظور ماركسي كوسيلة لتحرير العقل الإنساني من قيود المنهجيات الفكرية السائدة.
ما أثر فيني بشكل خاص هو إقرارك بصعوبة التفكير الفلسفي بمفردك، وكيف أن جوهر الفلسفة قائم على الحوار. هذا التصور دقيق للغاية، فالحوار ليس فقط وسيلة للتفكير، بل هو أيضًا أداة لإعادة تشكيل الفكر وتوسيعه. ومع ذلك، أجد أن السياق الذي أشرت إليه، سواء في غياب الحوار الجاد أو التمسك بالموروث الفكري، يجعل من مهمة التجديد أصعب لكنها ليست مستحيلة.
أشاركك الرأي بأن النقد هو من أهم الأدوات الفلسفية، لكنه يحمل في طياته عبئًا وجدليّة قد تكون مؤلمة. فالنقد ليس مجرد تفكيك، بل هو مواجهة مع الذات ومع الأفكار التي شكّلت أسس حياة الأفراد والمجتمعات. وهذا ما يجعل البعض يتشبث بإجابات مطلقة، ليس لأنها صائبة بالضرورة، ولكن لأنها تمنحهم شعورًا بالاستقرار النفسي.
استوقفتني مقولة الطيب صالح التي عبر فيها عن خوفه من أولئك الواثقين من آرائهم. وأنا بدوري أشعر أن التواضع الفكري ليس فقط فضيلة، بل هو شرط أساسي للتقدم المعرفي. فالثقة المطلقة غالبًا ما تعمي العقول عن احتمالات أخرى قد تكون أكثر عمقًا واتساعًا.
من خلال قراءتي لطرحك، ومن خلال تأملي في السياق الذي نعيشه، قررت أن أتبنى الحداثة كمنهج فكري. ليس لأنها منهجية تخلو من العيوب، ولكن لأنها توفر إطارًا عقلانيًا لتحرير الفكر من القيود التي تعيقه عن التطور. الحداثة بالنسبة لي ليست فقط تحررًا من الماضي، بل هي أيضًا انفتاح على المستقبل، ورغبة في تأسيس فكر نقدي يجمع بين العقلانية والحرية.
أرى أن الحداثة تمنحني أدوات للتعامل مع أسئلة العصر ومشكلاته بعيدًا عن ثقل الإجابات الجاهزة أو القوالب الموروثة. إنها تدفعني للنظر في الأفكار السائدة، ليس فقط كموروث يستحق النقد، ولكن أيضًا كفرصة للحوار والتفاعل مع تراث غني يمكن إعادة قراءته من منظور جديد.
أعلم أن قرار كهذا ليس سهلًا، تمامًا كما لم يكن يسيرًا عليك أن تصل إلى ما وصلت إليه في قناعاتك الفكرية. لكنني مقتنع أن الطريق إلى التغيير يبدأ بتحرير العقول، والنقد البناء، والسعي نحو حوار أعمق وأصدق.
شكرًا لأنك ألهمتني بهذه الأفكار، وأتطلع دائمًا إلى نقاشاتنا التي أعتبرها نافذة تفتح لي أبوابًا جديدة للتفكير والتأمل.
مع كامل تقديري واحترامي،
| |
|
|
|
|
|
|
| |
حيدر حسن ميرغني
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست