تقرير: رشا حسن عاد وزير الداخلية السابق، الفريق عنان حامد، إلى مدينة بورتسودان بعد غياب دام أكثر من عام في المملكة العربية السعودية. ظهوره إلى جانب وزير الداخلية الحالي على مائدة واحدة في استقبال رسمي فاخر أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الكثيرون عن دلالات عودته في هذا التوقيت الحرج، الذي يشهد فيه السودان صراعاً دموياً بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وكان الفريق عنان حامد قد تم تعيينه وزيراً للداخلية في عام 2021، وشغل كذلك منصب المدير العام لقوات الشرطة. إلا أن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أصدر قراراً في عام 2023 بإقالته، ضمن سلسلة تغييرات طالت عدداً من المسؤولين الأمنيين والعسكريين.
فعودة عنان في ظل التصعيد المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع تُثير الشكوك حول أبعاد سياسية أو أمنية قد تكون وراء هذه الخطوة. كما يُطرح السؤال: هل لعودته دور مرتقب في إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية أو السياسية؟
“أزمة عميقة” ويقول القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي والعضو السابق في مجلس السيادة الحاكم في السودان، صديق تاور، إن ظهور وزير الداخلية الأسبق عنان حامد في بورتسودان يعكس أزمة عميقة داخل معسكر السلطة الانقلابية، والتي تفاقمت بشكل أكبر بعد اندلاع الحرب.
وأشار تاور، في حديثه لـ”الراكوبة”، إلى أن توازنات القوى داخل هذه السلطة اعتمدت بشكل صارخ على الولاءات الجهوية والقبلية وصلات القرابة، أكثر من أي معيار آخر. واعتبر أن هذا هو المعيار الذي جاء بعنان إلى قمة وزارة الداخلية في وقت سابق، وتوقع أن يتم الدفع به حالياً إلى المنصب نفسه أو إلى موقع آخر.
وأوضح تاور أن معسكر بورتسودان منشغل بتوزيع المناصب والانغماس في ملذات السلطة ومفاسدها، رغم ما تعانيه البلاد وشعبها من ويلات ومصائب وكوارث، حسب وصفه.
“ظهور عنان” أما نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، محمد بدر الدين، فيرى، تعليقاً على الظهور المفاجئ للفريق عنان حامد، أن المشهد السوداني أصبح دراماتيكياً هزلياً، واعتبره أشبه بمسرح العرائس، تتحرك فيه الشخصيات بخيوط معلومة لكنها غير مرئية.
وأشار بدر الدين، في حديثه لـ”الراكوبة”، إلى أن المتغيرات في المشهد لا يحكمها رشد ولا رشيد، ولا عقل ولا منطق، مؤكداً أن جميع الأحداث هي نتاج التخبط والفوضى التي تؤدي إلى مزيد من الهدر والانهيار. ولفت إلى أن المتضرر الوحيد من كل ذلك هو المواطن المكلوم، المغلوب على أمره.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة