قصر هشام السوباط في مصر يُثير الانتباه: بوابة ضخمة، حدائق واسعة، وردهات فاخرة. قصر بلا جيران ملاصقين، وكأنه عالم منفصل! لو طُلب منك وصف القاهرة، قد تقول: قصر عابدين وقصر هشام السوباط.
مصدر ثروة السوباط معروف: المضاربة في السلع الاستراتيجية مثل البترول، السكر، والدقيق، وهي أرباح سريعة جناها بفضل التمكين السياسي. الآن، يُقال إنه أصبح مورد السلاح للإسلاميين بعد العقوبات الأمريكية على الفريق ميرغني إدريس.
لكن بينما كنت أقرأ سيرته، استوقفتني نقطة مثيرة: لماذا تزوج هشام السوباط من لبابة الترابي وهي في عقدها السادس؟ هل السبب حب عميق؟ لا تحاول إقناعي بذلك! تماماً كما لا يمكنني تصديق أن حميدتي تقاعد أو أن الفريق جودات لا يزال يقاتل في نيالا!
هذه الواقعة ذكرتني بقصة المغيرة بن شعبة حين تقدم للزواج من هند بنت المنذر، وقالت له: "لم تأتِني لجمال ولا مال، بل أردت أن تقول للعرب تزوجت بنت النعمان بن المنذر".
وفي سياق آخر، الممثل المصري الراحل عمر الشريف عبّر عن ندمه قائلاً: "تركت حياتي خلفي من أجل الشهرة والمال، ولو عاد بي الزمن، كنت سأتزوج وأنجب أبناء وأحفاد يملأون حياتي بدل أن أعيش وحدي الآن".
للأسف، عقلية المال والسلطة تظل هي معيار الكيزان في الحياة. والمُحزن أن هذا القصر الفخم بات مفتوحاً للفنانات والراقصات، لكنه سيظل مغلقاً أمام السودانيين البسطاء في القاهرة. والأدهى أن السوباط يحمل لقب رئيس لجنة إعمار السودان!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة