|
Re: الشك طريق المعرفة؛أنت لا تستخدم الشك الخا (Re: Biraima M Adam)
|
منتصر تحياتي أحمد أن الدعاء بدأ يكون فاعل في أمر صحتك واليك ردًا على هذا الطرح، يمكن تناول الموضوع من عدة زوايا:
1. التقدير لروح الشك كوسيلة للوصول إلى الحق ما أورده الإمام الغزالي في كتاب ميزان العمل يعكس أهمية الشك المنهجي كأداة ضرورية للوصول إلى المعرفة. الغزالي نفسه مرَّ بمرحلة الشك، والتي قادته إلى إعادة بناء يقينه على أسس قوية. من هنا، الشك ليس رفضًا مطلقًا، بل هو محطة فكرية تهدف إلى استيضاح الحقيقة.
2. نقد الموقف السلبي من الشك وصف الأشخاص السلبيين أو الجبناء الذين يعطلون نعمة التفكير هو دعوة لتعزيز الوعي النقدي والاستقلال الفكري. غير أن الحكم القاسي بأن هؤلاء يشبهون "القطيع" قد يفتقر إلى التعاطف مع الظروف التي تؤدي إلى هذه السلبية، مثل القمع الفكري، التنشئة الاجتماعية التي تثبط التفكير النقدي، أو حتى غياب المعرفة والوعي.
3. أهمية التوازن بين الشك واليقين رغم أن الشك وسيلة للوصول إلى الحقيقة، إلا أنه ليس غاية بحد ذاته. الإفراط في الشك قد يؤدي إلى الجمود أو السلبية. لذا، ينبغي للإنسان أن يستخدم الشك كأداة مؤقتة للوصول إلى يقين عقلاني، وليس حالة دائمة من الرفض لكل شيء.
4. المسؤولية الاجتماعية للفرد المفكر الإمام الغزالي لم يكن فقط داعيًا للشك، بل كان يطالب الإنسان بتجاوز مرحلة الشك إلى العمل والنظر بحكمة. من هنا، الفرد الذي يفكر ويتأمل عليه أن يستخدم عقله لإفادة المجتمع، لا الاكتفاء بالنقد أو الشك دون تقديم بدائل أو حلول.
5. السياق العام للطرح إذا كان المقصود بالطرح هنا هو انتقاد من يتبنون أفكارًا دون تفكير أو فحص، فهذا نقد في محله. غير أن التغيير الفكري لا يتحقق من خلال السخرية من تلك الفئة أو عزلها، بل عبر نشر الوعي، وإتاحة مساحات للنقاش الحر. أما إذا كان الخطاب يحمل نفحة من الاستعلاء الفكري على الآخرين، فهذا يناقض القيم التي يدعو إليها الإمام الغزالي، والتي تتمثل في التواضع الفكري والبحث الصادق عن الحق.
نعم الشك وسيلة للوصول إلى المعرفة، لكن يجب أن يكون شكًا منهجيًا ومتوازنًا، وليس شكًا مرضيًا أو مجرد رفض عشوائي. الدعوة إلى التفكير النقدي مطلوبة، لكنها يجب أن تكون مرفقة بتفهم للآخرين والعمل على تمكينهم من أدوات التفكير الحر، بدلًا من تسفيههم أو عزلهم. أين أنت من كل هذا يا صديقي شفاك الله .
| |
 
|
|
|
|
|
|
|