محمد المكي إبراهيم - مدينته وجيله (1-2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 01:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-10-2024, 05:12 AM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1274

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد المكي إبراهيم - مدينته وجيله (1-2)

    04:12 AM December, 09 2024

    سودانيز اون لاين
    Abdul Monim Khaleefa-سلطنة عمان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    محمد المكي إبراهيم.. مدينته وجيله ( 1-2 )

    (1) (مدينته)

    (عبد المنعم خليفة خوجلي)

    *******
    في البداية تمنعت عليً الكلمات وتوارت واحتجبت وأبت ان تطاوعني وأنا مقدم على الكتابة عن أخي وصديقي وزميلي ورفيق الطفولة والصبا والشباب.. شاعر (أمتي) الراحل العزيز محمد المكي إبراهيم؛ بينما كنت أحسبها سوف تتساقط عليَ بسخاء وأريحية في مناسبة وداع فارسها وسيد بلاغتها وطباقها وجناسها وتشبيهها وعروضها وبحورها وقوافيها، الذي ظل دوماً يزينها بالإبداع والسحر والطلاوة.

    وجدت العذر (للكلمات) في ذلك التمنع وعدم التجاوب، ونحن في مناسبة الاحتفاء بالذكرى، لكونها ترفض فكرة (الرحيل) و(الذكرى) من الأساس، وهي التي تعودت ان تتدفق وتنساب بسلاسة وعذوبة وبهجة وإشراق، في نقل قصائد وأناشيد الصديق العزيز المفعمة بالجمال، والنابضة بالحياة.

    حاولت ان أجد تفسيراً آخراً لإحجام (الكلمات) عن الانطلاق، في تهيبها ارتياد الميدان الصعب المحفوف بمرارات الغياب؛ في أنها ربما تكون قد أحست بأنني أنوي أن أستخدمها قارباً أعبر به بحراً لا ضفاف له وسط أمواج لُجِيَة وأنواء عاتية؛ وأنني ربما ألقي عليها أعباء ثقيلة، وأرهقها بمطالبتها التعبير عن مكي الشاعر، ومكي الناقد الأدبي، ومكي الدبلوماسي؛ وعن فيض ذكرياتنا، وتفاصيل صداقتنا ومسيرة حياتنا المشتركة، بكل زخمها؛ والخوض بها في عباب بحور الشعر والنقد الأدبي، ووسط أمواج قضايا الفكر والاستنارة والتحديث.

    فلنعذر (الكلمات) يا أصدقاء، ولا نحملها فوق ما هي عليه من عناء، ونكتفي بما تكنه الصدور، وما نحمله في سويداء أفئدتنا من حب ومَعزَة وتقدير لصديقنا العزيز.

    لقد هَوَنَ عَليَ الصديق عمر الفحيل، والرفاق الأوفياء بالدوحة، وعلى (الكلمات) كذلك، بأن اقترح بأن يكون محور ومرتكز هذه الإطلالة هو، (إضاءات حول البيئة المجتمعية والثقافية التي شكلت شخصية محمد المكي إبراهيم، وساعدته على ذلك العطاء الذي أثرى به الساحة الأدبية)، حيث يرون أن شخصي الضعيف مؤهَلٌ لذلك.. لهم مني الشكر على هذه الثقة التي أعتز بها..

    تجاوباً مع رغبة الأصدقاء تلك، ومتطلبات التنسيق، آثرت أن أقصر الحديث واجترار الذكريات العذبة عن الصديق (ود المكي) على (مدينته) و(جيله).

    مدينتنا الأبيض، مهاد الحسن ومهد الجمال، ذات النسيم العذب والنفس العطري، كما وصفها عاشقها ومبدعها، جمعتنا وكان يلهو صبانا باعتزازٍ كماردٍ متعالِ، فكان أن أمدنا حبلها السري بالهوى والجمال والاعتزاز وحب الوطن.. تنسمنا شذا أريجها الفواح، وريح أهلها الطيب، وعشنا وسط تلك البانوراما ذات الألوان الزاهية والسحنات المحببة واللهجات التي تنبض إلفاً وحنيةً يا (ولض أمي)، والمعتقدات المختلفة التي لا تزيد أهل مدينتنا إلا تعايشاً وتقاربا ودوداً، فلا عجب أن بعث إبن الأبيض (جورج فرانسيس زرزور) برسالة من مهجره النائي بأستراليا إلى (نيافة) السيد البكري، يطلب منه بأن يذكره في صلواته، حيث أنه مقبل على عملية جراحية!

    لا يخطر على بال أيٍ أحدٍ من أهل الأبيض أن يسأل، أو يسأله أحدٌ يوماً، من هو؟ أو لأي عرق ينتسب؟؛ حيث أن الجميع منصهرون في تلك البوتقة من السماحة والمحبة، التي تجسد النموذج الفريد للوحدة الوطنية، التي نأمل أن نراها تعم كل سوداننا الحبيب.

    في بحثنا عن المؤثرات التي أسهمت في تكوين شخصية محمد المكي، وفي إثراء ثقافته، ودفعه على طريق الإبداع، وفي توسعة خياله وتشكيل وجدانه، لا بد لنا أن نبدأ بالإشارة أولاً إلى جذوره الأسرية التي تمتد إلى (الأستاذ) (قنديل كردفان) السيد إسماعيل ابن عبد الله، مؤسس الطريقة الإسماعيلية، والتي هي الطريقة الصوفية الوحيدة السودانية الخالصة، منشأً وقيادة..

    احتج أحد الأخوة الأعزاء من أبناء حي (القبة) على وصفي للسيد إسماعيل الولي بأنه (مثقف وطني مستنير)، إذ أنه يرى أن ذلك وصف لقائد يساري!؛ غير أن السيد إسماعيل كان بالفعل كذلك؛ حيث له أكثر من سبعين مؤلفاً في التصوف والفقه وفروع المعارف المختلفة، وفي التاريخ والأدب والشعر؛ ولقد اتسم فكره بالأصالة والالتصاق بالبيئة الثقافية والاجتماعية المحلية. قدم السيد إسماعيل السند الروحي لمواطني كردفان في مقاومتهم لتجاوزات وقسوة الحكام في بدايات التركية، وقد واصل ذلك الدور ابنه السيد المكي.

    من ثمرات الحيوية الاقتصادية والروح الجماعية التي سادت في مدينة الأبيض، ازدهار الحركة الوطنية والثقافية والفنية والرياضية، وبروز رموزها الأَعلام، النجوم الساطعة في تلك الميادين. كانت دور الأحزاب والأندية الثقافية والاجتماعية والفنية، تعج بالحركة الدؤوبة والنشطة. لقد استضافت الأبيض في بداية الخمسينات (المهرجان الثقافي) الذي كان ينظمه مؤتمر الخريجين، والذي كان يهدف إلى تعزيز الثقة في مقدرات البلاد وهي تخطو نحو الاستقلال.. وكان أن هجرت الفتاة السودانية (طول الرقاد يوم أن قامت تنادي الاتحاد).. نشيد الاتحاد النسائي الوليد، الذي صدح به الفنان أحمد المصطفى بنادي الخريجين بالأبيض لأول مرة. كانت تلك رمزيةٌ ذات معنى عظيم، وتعبيرٌ عن الروية المستقبلية المستنيرة لدور المرأة في السودان الجديد.

    من العوامل ذات التأثير العميق في تشكيل الخلفيات الثقافية لجيلنا، جيل محمد المكي إبراهيم، ونحن في سنوات الصبا الباكر، (منظومة كردفان)، تلك المؤسسة التنويرية الشاملة، التي تضم (جريدة كردفان)، و(مطبعة كردفان)، و(صالون كردفان الأدبي)؛ لمؤسسها الدكتور الفاتح النور، الذي هو نفسه نتاج بيئة مدينة الأبيض المحفزة على البذل والعطاء والتفوق.

    إلى جانب (مكتبة كردفان) التي كانت تغذي المدينة بالصحف والمجلات من مصر وبيروت، أسهمت (مكتبة الجماهير) أيضاً في إثراء مجتمع المدينة بالكتب والمطبوعات من الاتحاد السوفيتي والصين، مما أتاح للقراء والمهتمين بقضايا الفكر والسياسة التهام أدبيات الماركسية، والثورة الثقافية في الصين الجديدة؛ كما وفَرت للمعنيين بقضايا الأدب والثقافة، الوصول بيسر وسعر زهيد، إلى مؤلفات أدباء وشعراء روسيا الكلاسيكيين من أمثال توليستوي وديستيوفسكي وجوركي وبوشكين وغيرهم.

    تلك هي البيئة الاجتماعية والثقافية الثرية، والمناخات المترعة بكل ما هو ملهم وجميل، التي نشأ وسطها، وتأثر بها محمد المكي إبراهيم، وتشبع بكل ما ذخرت به من بهاء ورحابة.

    عايش أبناء جيلنا آنذاك، ونحن لما نزل في سنوات العمر الباكرة، أجواء ما قبل الاستقلال، وقد بدأت تلوح في مجتمع المدينة ملامح رؤى فكرية حداثية، ومفاهيم جديدة، يحمل رايتها شباب من جيل ما بعد مؤتمر الخريجين. انخرطوا بِهمَةٍ ورغبة في العمل الثقافي والاجتماعي، وشاركناهم بتنظيم وتنفيذ حملات محو الأمية، والمسرحيات والندوات، وغيرها من الأنشطة التوعوية الهادفة، التي كان يضطلع بها اتحاد طلاب كردفان، انطلاقاً من (نادي الأعمال الحرة).

    نحن ممتنون بالكثير لمدينتنا الحبيبة، أرض ميعادنا ومحبتنا، من غرست في نفوسنا بذرة الوطنية والعزة والانتماء. والزهد والتواضع والسماحة والصفاء.. من أورثتنا الوعي الذي به (تحيا خلايا الدهر والأشياء).. ومن فَجَرَت بوجداننا (نبع الحياة ومجدها الأبدي).

    سوف ندع السلام (يدشن الشُرَفَ الجديدة)، وسنرفع الرؤوس ونُبارِك فَرحَ الحياة.

    -----------------






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de