يعود اسم عبد العزيز عشر، القائد العسكري البارز في حركة العدل والمساواة وأحد أبناء دارفور، للظهور الإعلامي مؤخراً، وسط ظروف سياسية معقدة وأهداف استراتيجية تسعى لتغيير التوازنات والتحالفات في السودان. هذا الظهور المتجدد قد يرتبط بعوامل عدة ترتبط بالمشهد السياسي والظروف الراهنة، نوردها كما يلي- التوازنات السياسية في ظل الصراع العسكري يمر السودان بمرحلة شديدة التعقيد، مع استمرار النزاع بين الجيش والدعم السريع، ما يستدعي إعادة ترتيب التحالفات واختيار قادة مؤثرين لدور الوساطة أو لقيادة جبهات جديدة. ويبدو أن ظهور عبد العزيز عشر في هذا السياق يعكس مساعي بعض الأطراف للاستفادة من دوره كقائد مؤثر في دارفور، لإعادة تشكيل التوازنات السياسية والعسكرية بما يخدم أهدافاً معينة. التحشيد الشعبي والسيطرة على الرأي العام قد تكون هناك محاولات لاستقطاب دعم أبناء دارفور، الذين عانوا من الحروب والنزاعات، عبر إبراز رموز مثل عبد العزيز عشر للتأكيد على تمثيل أبناء دارفور وإظهار دعم واسع النطاق. فظهوره يمكن أن يكون جزءاً من جهود إعلامية لتشكيل الرأي العام وتوجيهه لصالح أجندات سياسية. إعادة صياغة السرديات وتغيير الصورة العامة بعد فترة طويلة من التهميش والاتهامات بارتكاب انتهاكات خلال النزاعات السابقة، قد يسعى عشر لتقديم نفسه بصورة جديدة تتناسب مع الظروف الراهنة. وقد يكون هذا الظهور محاولة لتخفيف الانتقادات العامة وتقديمه كمدافع عن المظالم التاريخية، مما قد يزيد من شعبيته وسط الرأي العام. دور الوساطة وإبراز بدائل سياسية قد يُطرح عبد العزيز عشر كبديل عن بعض القيادات الحالية، التي تشوبها اتهامات بالفساد ولديها مشكلات مع المكونات القبلية في دارفور وشرق السودان، إلى جانب انحيازها إلى الانقلاب العسكري ومشاركتها في السلطة. فظهوره الآن قد يكون جزءاً من جهد لإعادة تقديمه كقائد "واقعي" يسعى لحل الأزمات، ما قد يجعله خياراً بديلاً أكثر قبولاً لدى الشارع السوداني. حملة إعلامية موجهة من المحتمل أن يكون هناك حملة إعلامية مدروسة لإعادة إحياء شخصيات ذات تأثير شعبي في إطار لعبة سياسية تهدف لتوجيه رسائل وتحذيرات للأطراف المتصارعة، أو لبناء تحالفات جديدة. في ظل غياب الإعلام المحايد، قد تكون وسائل الإعلام أداة توجيه الرأي العام ودعم شخصيات كعشر لتحقيق مكاسب سياسية. ملف المحكمة الجنائية والتسويات القبلية تواجه بعض القبائل الدارفورية عشر بتهم تتعلق بجرائم حرب وإبادة جماعية، ما يجعل محاولاته للتأثير على سير هذه القضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية جزءاً من جهوده لحماية مكانته. ووفقاً لبعض التقديرات، فقد يكون يستخدم موارده للتوصل إلى تسويات مع زعماء القبائل المتضررة بهدف الحد من الضغوط القانونية.
ويأتي ظهور عبد العزيز عشر الإعلامي كجزء من مشهد سياسي متغير يعج بالصراعات والتحالفات الجديدة، حيث يسعى إلى إبراز نفسه كقائد يجمع بين النفوذ القديم والصورة المجددة. وقد يساعده هذا الظهور على تحسين موقفه أمام الأطراف المحلية والدولية ضمن أي مفاوضات مستقبلية، سواء المتعلقة بمصالحة داخلية أو بمحاولات التخفيف من تبعات القضايا المرفوعة ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة