(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});فيزياء التغيير (٣/١)لماذا يتعثر التغييرفي بلادنا؟إسماعيل حسن ٱدم ـ كندا"كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم" ـ المهاتما غانديللتغيير قوانين و ادوات و تحولات في مستوي التفكير و العمل القيادي، و هذا ما سأحاول إلقاء بعض الضوء عليه في هذه المساهمة، نستلهم فيها من قوانين الطبيعة و منظومتها.لماذا فيزياء التغيير!! الفيزياء هو العلم الذي يهتم بطبيعة وخصائص المادة والطاقة، فنحن و الأشياء من حولنا لنا حجم، كتلة و كثافة، لها طاقة تحركها، و لهذه الحركة مآلات هي التغيير، و أن هنالك قوانين تحكم هذا التغيير، ومن هنا انبثق مفهوم فيزياء التغيير٠فالمتغيرات في حياتنا تحكمها قوانين الطبيعة، و من ثم يمكننا تسريع التغيير المنشود إذا فهمنا فيزياء التقدم والقوانين التي تحكم التغيير، اذ ان هذا الفهم يشكل العصب الحيوي لاكتساب المهارات و السلوك اللازمين لإحداث التحولات اللازمة للنجاح في اية مهام كبرت ام صغرت و تحويلها الي تجارب مرنة قابلة للنجاح، سواء كانت علي المستوي الشخصي او العام.فاذا أخذنا الزراعة كمثال، لها منظومة (ايكوسيستم) لا يمكن تجاوزه، من مواسم للتغيير كالفصول، فهناك مواقيت للبذور، و أخري للحصاد، كما ان ما يصلح في الشتاء لا يصلح في فصل آخر، و ان للتوقيت مواسم أيضًا، فالتوقيت السيء او الفعل الخاطئ في الوقت الخطأ.. كارثة، الفعل الخاطئ في الوقت المناسب.. خطأ، الفعل الصحيح في الوقت الخطأ .. يؤدي للتعثر و المقاومة، الفعل الصحيح في الوقت المناسب = النجاح، مواسم التغيير منقولة بتصرف من الكاتب جي. سي. ماكسويل. فلابد اذن لمن يبحث عن التغيير، اتباع منظومة (ايكوسيستم ) مشابهة، يتملك فيه الفرد معارف المواسم و مواقيت التغيير حتي يجني ثماره من التغيير المرتجي وقت الحصاد، فالتغيرات في حياتنا تتبع نفس هذ آلنسق، فقط تفحص تاريخ و سير جهابذة التغيير مثل مارتن لوثر كينغ ، المهاتما غاندي، ونيلسون مانديلا،لتُدرّك أن الرؤي وحدها نادراً ما تكون كافية، فقد مكنتهم معارفهم العميقة بفيزياء التغيير لإحداث تحولات كبيرة و عميقة ما زالت آثارها باقية إلا يومنا هذا. سيكون التركيز في هذه الجزئية من المقال علي اهم مرتكزات التغيير من قوانين، ادوات ومهارات.(١) كثيرون يعتقدون ان ما يحملون من افكار و رؤي، هي ثاقبة و عميقة، ولكن المحك الحقيقي لصحّتها تكمن في امكانية هذه الافكار و الرؤي و المنظومة المنبثقة منها، من قدرتها لإحداث اختلال في الوضع الراهن او اختراق له، ان تكون هذه الرؤى من القوة بما يمكنها من البقاء، الصمود و الصعود الي اعلي، لتحريك الساكن حتي لو بعد حين، و هذا يتسق مع القانون الاول لنيوتن(عالم الفيزياء)*. (٢) كلما زاد حجم الأزمة كلما زادت الحاجة لبناء جسم (تحالف) أكبر وأقوى لدفع عجلة التغيير للأمام، قانون نيوتن الثاني**.. إذ يحدث التغيير عندما تترسخ القناعة بهذا التناسب الطردي بين سرعة الجسم و قوي الدفع، بين سرعة قوي الثورة في التصدي لأولويات البناء و صلابة التحالف المزمع تكوينه، فالسرعة في المسائل الملحة توصد الباب امام التراخي والإحباط كما تسرع عجلة الدفع. (٣) كلما زاد عنفوان الدفع من أجل التغيير،كلما زاد عنفوان القوة المضادة (قوي الثورة المضادة تصبح اكثر شراسة، و قد كانت هذه شاخصة للعيان، عندما ازداد عنفوان واتساع رقعة المظاهرات، و ظهور الطرف التالت)، قانون نيوتن الثالث*** لذلك لابد من العمل الدؤوب لبناء كتلة، تتدحرج باستمرار، حتي تصبح كتلة حرجة، تهدر كالسيول لجرف القوة المضادة، فالقوي التي تهددت مصالحها بالثورة، داخليّة كانت، إقليمية ام دولية، شرسة جدا من اجل البقاء و الحفاظ علي امتيازاتها و مصالحها، ومصالح من تمثله، اقليميا ودوليا، كما إنها تمتلك المال لتحريك الآله الاعلامية، شراء الذمم، المرتزقة و السلاح لنسف كل ما يعترض طريقها.(٤) يصف جون كوتر في مقالته الكلاسيكية في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو بعنوان "لماذا تفشل جهود التحول"، يقول، ان هنالك ثماني خطوات يجب اتخاذها إذا اردنا التغيير او إحداث تحولات كبيرة. ١ـ خلق احساس كبير بالمسائل الأكثر الحاحاً ٢ـ بناء تحالفات قوية ٣ـ خلق رؤية واضحة ٤ـ إيصال الرؤية. ٥ـ ازالة العوائق أمام الرؤية الجديدة٦ـ التخطيط بشكل منهجي و السعي لتحقيق المكاسب قصيرة المدي اولاً ٧ـ عدم التسرع لإعلان النصر قبل تحقيق الهدف الأكبر ٨ـ ترسيخ و ربط ثقافة التغيير..نهاية الاقتباس..فحسب جون كوتر لتحقيق تغيير لا بد من التعامل بوجه السرعة مع المسائل الملحة، وجود رؤية و امتلاك الأدوات لتمليكها للناس، ُتبني علي اساسها تحالفات قوية، تستطيع ازالة العوائق و ترسّخ لثقافة امكانية التغيير المستدام، غير متهيبة السباحة عكس التيار، لان المقاومة ضرورية لبناء الأجسام فالصدام يسن الرماح كما قال شاعر الشعب الحي المقيم محجوب شريف، فتنمية عادات النجاح و مطلوباته، تستدعي عدم الانسياق للطريق السهل او تجنب المعاناة، لأنه إذا لم نوجّه عقولنا و تركنا لها الحبل علي الغارب، ستختار الطريق السهل و الحلول السهلة بطبيعة الحال، هكذا جبلت، و حتما هذا الطريق لا يؤدي لإنجاز المهام المنوط بنا إنجازها لتحقيق شعارات الثورة.* قانون نيوتن الأول: الجسم الساكن يظل ساكنًا والجسم المتحرك يظل متحركًا بنفس السرعة وفي نفس الاتجاه ما لم تؤثر عليه قوة غير متوازنة.** قانون نيوتن الثاني: كلما زاد حجم الجسم، زادت القوة اللازمة لتحريكه.*** لكل فعل رد فعل مضاد، مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه.يتبع..اسماعيل حسن ادمسبتمبر ٢٠٢٤ ـ كندا[email protected]
(عدل بواسطة Ismail Adam on 10-20-2024, 02:03 AM) (عدل بواسطة Ismail Adam on 10-20-2024, 02:03 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة