(بتاع الترحال) قمت من الصباح بدرى، وخيوط الامل تتشابك وتتلاحق فى راسى ، شايل شهادتي بتاعت الدكتوراه وفرحان بيها فرح شديد، أتقول أول زول يدوهو شهادة في العالم ، ماشى بيها مكان التوثيق ، ايوه لازم اوثقها ، إحتمال كبير اسافر دول الخليج واشتغل بيها هناك ، وبعد فتره أرسل لأولادى يجونى هناك ونعيش فى نعيم ورفاهيه وبحبوحه ، و البلد دي اقوليها باى باى ، بلا رغيف بلا صفوف ، ياخ عمري كلو قضيتو صفوف ،صفوف ، وجري وشلهته، والشيء البغيظك تصل قريب شباك الفرن ،يقولوا ليك معليش الدقيق قطع ، يقطعكم القطع حبوبتى من الدنيا . المهم وصلت جوه العاصمة ، ولقيت ليك البلد دى مكرتنه عن بكرة ابيها ، عساكر جيش بأسلحه مرصوصين فى كل شارع ، زي جنود الشطرنج ، يا جماعه الليله الحاصل شنو ؟؟ والله ما عارف ، الله يستر ، والعربات الداخله كلها رجعوها ، ونزلت من العربيه و مشيت مشوار بسيط على كرعينى ، وهناك فى كل شارع خاتين مصدات اسمنتية ، والزحمة شديده للغايه ، مشيت على مجموعه من العساكر وسألتهم : ( السلام عليكم يا شباب ياخ عاوز امشى محل توثيق الشهادات بس محلو وين ماعارفو ) قلت فى نفسى الجماعه ديل هسع يقوموا علي و ينهرونى ويقولوا لى : ( امشى من هنا يا زول ، نحن ما فاضين ليك )، لكن حصل العكس ، اتكلموا معاي بأدب ، ووصفوا لى المكان بتهذيب شديد ، واحد فيهم نادانى : ( تعال يا عمك ، الشارع من هنا اقرب ليك ) والله عجبتنى كلمة يا عمك دي ، فيها احترام لي ، وانا قايل نفسى لسه شباب ، المهم شكرتهم ومشيت ، وصلت مبنى ارضي ولقيت ليك الحته مليانه شباب ماليهم حد ، كأنو الناس دى كلها فكوها فى يوم واحد وقالوا ليها البيبه اخر يوم لتوثيق الشهادات، الليله بس وتانى مافى توثيق نهائي ، وقنعت جدا وبطنى طمت ، طيب الناس دي لو عرفوا اني دكتور امكن يفسحوا لى مجال ، وبقبت اتمعن فى الوجوه ، بنات حلوات حلاة شديده ولابسات بناطلين وشعورهن تصل اسفل الضهر ، وفتيان من كل لون ومن كل بلد ، قطع شك كبير يكون هم زاتم عندهم دكتوراه. ، اخير احترم نفسى واقعد معاهم ، جريت بمبر وقعدت جمب ست الشاى : ( عليك الله كبي لى قهوه ظابطه بالجنزبيل ) ، وبعد اتحكرت في البمبر جانى شاب أنيق كده وقال لي : ( عاوز توثق يا خال ) ، قلت ليه : (كييييف ؟ ده كلامك ؟ ، طبعا عاوز اوثق ) وقربت اقوليهو : (انا عندى شهادة دكتوراه) ، لكن احترمت نفسى وامكن يقول لى ( شنو يعني ؟؟ ما كلنا عندنا الشهاده دي ) الولد قال لى : ( سجلت اسمك)؟؟ قلت ليهو ( التسجيل وين )؟؟ طوالي قام نادى ليهو شاب اخر ،شايل ورقه وقلم وقال ليهو : ( تعال سجل اسم عمك ده ) وان شاء الله الشاب اللهر ده طوالي ادانى رقم (106) ، (لا حول ولا قوة الا بالله (106) دى بعيده خلاص مافي رقم اقرب ). واحد قال لى : ( الناس دي بدخلوا سبعه سبعه ، ساعه بالكتير وبتطلع ) ومشيت شربت قهوتي بي مزاج ، وصدق الولد ، اقل من ساعه تم توثيق شهادتي ، وطويتها بعنايه داخل الظرف البيجي ، واتخارجت بالباب الغربى . طلعت الشارع لقيت الزحمة زي ما خليتها واكتر من قبيل ، وقلت يازول بعد ده اشوف لى اقرب مطعم وامشي الطقه ، وانا عاوز اقطع الزلط بالعافيه الغربيه اشوف ليك تلاته بنات ماشات قدامي يثرثرن ، وفجأة واحده منهم ماشه بالطرف كده جات واقعه من طولها ودقت الواطه ، والبتين المعاها قعدن يصرخن صراخ مرعب، انا قايل البت دي ماتت واتلحست خلاص ، هرولت عليهن ،وفي اولاد برضوا هرولوا معاى وهم يسألوا : ( مالها ) ؟ طبعا ولا واحده ردت علينا ، بس يصرخن وعيونن منططات، واحد من الشباب كورك فى وشهن : ( بتصرخوا لشنو البت دى حيه )، وقبلت كده وكده لقيت بتاع ترحال ، ناديتو ، استجاب على الفور ، والاولاد فتحوا باب العربيه ، وانا ولا كضبت خميت البت فى يدينى ، وحشرتها جوه العربيه ، قلت للبنات المعاها : (واحده تركب بهنا والتانيه تركب بهناك ) وقلت لبتاع العربيه : (بسرعه خش بالشارع ده، الشارع ده بدخلك المستشفى عديل)، وانا ركبت في المقعد قدام اتلفت للبت المغمى عليها لقيت خشمها ده فيهو زبد ، طوالي جريت كم منديل ورقي كان قاعد في الطبلون و مديت للبنات صاحباتها المغلف بتاعى وقلت ليهم : ( هببوها ، البت دي عاوزه هوا ) وقلت للسواق في شكل أمر : ( افتح القزاز ووقف المكيف ) ولقيت عندو موية صحة ، خطفتها وقلت لواحده منهن : (عايني هاك المويه دي و غسلى ليها وشها ، وانتى هببى وما تقيفى )، وشويتين كده والهواء ضرب البت ، وفتحت عيونها ومسكت فى صاحباتها تسألهن : ( انا وين ؟ الحصل لى شنو )؟ قلت ليها بابتسامه : ( حمدا لله على السلامه ) والبت عاينت لي باستغراب شديد وصرت لى وشها ، كأنو انا قاعد اشاغل فيها ، وابت ترد علي ، عاينت للبنات صاحباتها وبى عيونها وصرصير وش ، يعني ( ده شنو كمان ده ) ، واحده همست ليها : ( والله لو ما عمك ده قربتى تروحى فيها ) واتلفت عليهم وقلت ليهم ادوها تشرب اكبر كميه من المويه ) بتاع الترحال يعاين لي ساكت وعاوز يتكلم وفجاة اتلفت علي وسألني : ( انت يا خال طبيب )؟ ابتسمت وعاينت ليهو لقيتو ولد شاب قيافه وانيق جدا وقلت ليهو : ( والله انا لا طبيب ولا حاجه ، وقاعد ارتجل ساى ) تانى سألني ( البت الحمدلله فتحت ، فى داعى نصل المستشفى موش كده )؟ اتلفت على البت وسألتها : ( حاسه بى حاجة ، الم فى صدرك ، ضيق في التنفس ، حيرقان ) البت خجلانه والابتسامه: ( يوه والله حاسه بصدري ده تقيل ) اتلفت على السواق وقلن ليهو : ( اصل المستشفى ) وتاني اتلفت ليها وقلت ليها اتصلي باهلك يجوك فى المستشفى )، قالت بسرعه : ( لا لا لا مافى داعى ، ونحن زاتنا ننزل هنا ، جزاكم الله خير ) بتاع الترحال عاوز يوقف العربيه ، طوالي قلت ليهو : ( واصل يازول ، ما تقيف ) واتلفت عليها : ( يابت خلى الطبيب يكشف عليك وبعدين لو ما فى حاجه امشي وصلنا الطبيب ، وكلمتو بالحصل للبت ، فحصها وتانى جاني قال لي : (دى بتك )؟ قلت ليهو : ( لا ) قال لى بهمس : ( البت دى عندها مبادي ذبحه ، واحتمال كبير تانى ترجع ليها ، وانا ح اعمل ليها فحوصات اكتر وح اكتب ليها رقاد معانا هنا وح اكتب ليها هسع حبه تحت اللسان الان الآن ) والطبيب كتب الروشته لقيت ليك بتاع الترحال واقف ورايا وسمع كلام الطبيب كلو ، وطوالى لفح الروشته من يد الطبيب قبل ما امد ايدي ، وجريت وراه وانا ادخل يدي فى جيبى وعاوز اديهو قيمة العلاج ، الود جرى وقال لى : ( انت قايل نفسك براك الانسان )؟ وضحك ، والله الكلمات دى قومت شعرى صوفه صوفه ، والله انا افتكرت البلد دى انتهت فيها المروءه زمان ، لكن الولد ده اثبت لي العكس ، و مشيت على البنات واتكلمت مع البت وقلت ليها : (دى وعكه خفيفه لكن الطبيب قال لازم ترقدي ويا بتى اتصلي بابوك أو امك او اخوك ) البت نططت عيونها وقالت مخلوعه : ( ليه ؟ قاليك عندى شنو )؟؟ قلت ليها اطمنها : ( الفحوصات لسه ، لكن غالبا ما تكون ملاربا خبيثه ). وفعلا البت اتصلت باهلها ولما جوا قابلتهم وسلمت عليهم واتعرفت بيهم، وقلت ليهم : ( يللا انا ماشى عليكم الله بعدين طمنونا عليها ) واديتهم رقم تلفونى وشكرونى شديد وودعتهم . لقيت بتاع الترحال واقف راجيني في الشارع وقلت ليهو : ( اها يا حبيبنا ، مشوارك بى كم ) ؟ ضحك وقال لى : ( انا برضو زيك عاوز الجنه ، وانت واصل وين )؟؟ قلت ليهو: ( انا من هنا لو ركبت في عربيتك دي بديك حقك ) اخد ضحكه وقال لي : ( انت مالك عاوز تحرمني من الاجر ) قلت ليهو : ( انت الاجر شلتو قبيل يللا ده حق الدنيا )، قال لي : ( خلاص اركب ). ووصفت ليهو مكان شغلي ولما وصلنا برضو حلف بالله ما يشيل مني ولا جنيه ، قلت ليهو : ( طيب ، وكتين ابيت تشيل حقك ، والله تفطر معاي و انا الجوع قاطعنى قال لى : ( والله انا زاتى جعان ، ارح ومشينا مطعم فاخر وهناك اتعرفنا على بعضنا ، لقيتو شاب فاهم جدا ومثقف جدا وفى النهاية ودعنى وقال لى : ( بنتلاقى كتير ان شاء الله خلاص عرفت محل شغلك وأول ما وصلت مكتبي وقعدت ، اتذكرت اني فقدت شهادتي الموثقه ، وراسى كبس كبسه شينه ،وما عرفت وقعتها وين . وبعد اربعه ايام جانى اتصال من رقم مجهول : (الو السلام عليكم) _ (وعليكم السلام) _(دكتور خالد معاي)؟؟ _ (ايوه نعم ، منو معاي) _ (معاك نجود ، البت الانقذت حياتها فى الترحال) _ (اهلين بنيتى ، بقيتى كيف ؟) _(والله صحه بمب يا عمو ، كيف انت )؟ _ (والله احمد الله واشكر فضله) _ (يعنى ما عندك حاجة فقدتها) _ (اي والله فقدت شهادتى بتاعت الدكتوراه) _ (شهادتك ياها دي معاى تسمع في كلامك ، ولسع عاملاها هبابه هههههه ، وصف لى محلك وانا اجيبها ليك لحدى عندك). ... د. خالد نصر مالك محلوظه - ان اعجبتك القصه هناك كتاب مكون من اكثر من 50 قصه يمكن شراء الكتاب اون لاين او بصيغه بى دى اف اكتب الرد ورغبتك فى الكتاب وهناك تخفيض 50 فى الميه لى ال ميه كتاب يمكن الدفع عن طريق تتطبيق بنكك يحول للمبدع دكتور خالد نصر مالك ونحن فى زمن الحرب والضجر والمابه والزمن الكعب الاخوه الاعضاء والساده القراء ارجو الكتابه الى لو اعجبكم الكتاب واتسهب 00201503446691 مصطفى نور
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة