(قلوووز ١٤) نظر الينا والد رزان باندهاش شديد ، وهو يحيينا : (اتفضلوا ، ااتفضلوا حبابكم ) وبالغ قلوووز في التحية : (كيفك ياعمو. ان شاء الله صحتك بمب)؟ وعمك لا زالت الدهشه تتملكه، ونحن كنا حوالي سبعه من الشباب ، يتقدمنا قلووووز كأنه طاؤوس ، وقد (شك ) القميص داخل بنطلونه وغير (تسريحته) وبدا وسيما بشاربه الكث ، وملابسه الانيقه ، وجلسنا الى مقاعد وثيره وفخمه ، داخل صالون كله نجف وزينه، وكانت أعيننا تشاهد لوحات زيتيه وصور فوتوغرافية وأوسمه وشعارات، علقت على الجدران بعناية فائقة وتوافق تام مع طلاء الجدران ، وظللنا نبحث بين الصور عن صوره للطبيبة رزان ولكن خيبة الامل كانت جليه على وجوهنا وبالاخص وجه العريس قلووووز ، وخرج عمك ثم بعد هنيئة دخلت صبية اثيوبيه جميله جدا ، تحمل بين يديها اكواب عصير فاخر ، وكانت عينين عمك، والد رزان ، في داخلهما ألف سؤال وسؤال فتحدثت اليه اخاطبه في ادب : ( والله في الحقيقة. يا خال جيتنا ليك دي بدون سابق إنذار ) وعمك يتمتم : (حبابكم في اي وقت يا ولدي مرحبا بيكم ام شاء الله كله خير ) وقلت وانا اشعر برهبة الموقف : (خير ان شاء الله ، نحن طبعا في الحقيقة نحن جينا طالبين يد بتك قلوووز ، استغفر الله العظيم. ،حاتم ، اقصد يد بتك رزان لاخونا حاتم) صمت عمك صمت القبور، لفترة خمس دقائق ظننا فيها ان عمك سينفجر فينا غاضبا وكنا جميعنا ننظر الى شفتيه ، في انتظار الرد ، ولكنه التفت الى قلوووز يتمعنه جيدا ، ثم الينا وقال : (مرحبا مرحب بيهو ، مرحب بقلوووز بس هو زميلها في المستشفى وللا ،،، )؟ وكنت اريد ان أوضح له العلاقة التي بين قلوووز. ومحبوبته رزان ، ولم أدر ما اوضحه ولكن قلووز سبقني في الرد : (في الحقيقة نحن ما زملاء لكن زمالتنا محدوده ، لانو. احتمال كبير. اتخرج طبيب في الأيام الجايه دي ) عمك اتحمحم وقال : (ماشاء الله تبارك الله ، خلاص نناديها ليكم واوريها الحاصل ) وعمك خرج بسرعه ، وقلوووز يفرك يديه. فكلنا التفتنا الى قلوووز وعاتبناه وقلت له بسخريه : (احتمال كبير تتخرج طبيب ؟ كمان في الأيام الجايه ؟ عاد اقدر اسحب كضبك ده وصلحو ) ودخل عمك تتبعه رزان وظهرت من خلفه كأنها القمر ، فكلنا وقفنا فاغرين افواهنا ، تحيه واجلالا لهذا الجمال المبهر، وحيتنا واحدا واحدا ، وهي تبحث بعينيها عمن طلب يدها ، ثم جلست الى اقرب مقعد ، فبادر والدها وهو يشير الى قلوووز : (زميلك ده ياهو الاتقدم لخطبتك ) وعقدت رزان ما بين حاجبيها تستفسر عن تلك الزماله ، ولكني نيابة عن الجميع نهضت اخطب فيهم : (في الحقيقة قلوووز ود ناس ، وكلنا بنعرف اهلو ، وما حصل شفنا منو الا الخير ، وهو في الحقيقة شافك كتير لكن لانو زول ود أصول قال احسن يجيكم في البيت عديل ، وأن بقت ليهو قسمه معاك خير وبركه وان كمان ما .... ) قاطعتني رزان بادبها الجم : ( معليش ياخالد ، انا عارفة قلووز شنو وعارفه اصولو وانا بكبر فيكم الحته دي ، طالما جيتوا بالباب دي دلاله على احترامكم لبنات الجيران ، وشجاعتكم ، بس الزمن اتغير ياخالد ، زمان الواحد يرسل امو او اختو او ايا كان عشان يعرف البت دي شنو وأهلها شنو ، وانتوا جيتوني لحدي عندي ، بس ابوي عارف اني مخطوبه ، وحب تسمعوا مني ) ثم ابتسمت ابتسامه نزعت بها قلوبنا ، الا قلوووز فقد تمتم : ( مخطوبه كيف ؟ لمنو يعني ؟ مافي زول وراني بالخطوبه دي ) ثم التفت الي في لوم وعتاب : (انا ماقلت ليك نمشي امس قعدت تتجرجر ، مافي خطوبه الصباح ومافي خطوبه بالليل ، اها جاها زول خطفها وخلا خشمنا ملح ) ابتسمت رزان مرة اخرى وخاطبته : (يا قلوووز خطوبتي دي ليها اربعة شهور ، من ود عمي الفي هولندا ) قلووز. بلع ريقه وقال موجها حديثه بغضب : (من هولندا ؟ الخواجيات ديل كلهن ما شافن ، يجينا هنا يعمل لينا ضيق ) وتحرجنا جدا من كلمات قلوووز ، ولكنه واصل : ( هسع نهايتو شنو ، يعني مافي لي اي طريقه ) وكان والد رزان ينظر الى قلوووز ثم يبتسم ، وقلوووز يتحدث بغضب وعينيه تشع حبا لهذه الطبيبه وشعرت بانه سيقتلعها عنوة من بيت ابيها وقلت مهدئا له : (طبعا كل شيء قسمه ونصيب ياقلوووز والله نحن ما ماعارفنك مخطوبه والله متأسفين ) التفت الي فجأة : ( اتأسف انت ، انا قلت ليك بيجي واحد يخطبها ، وكلامي مشى وجا ، نحن جمبها وجيرانا وده جاها من هولندا البعيدة ديك ، كأنو مافي حريم هناك ) ثم استطرد : (اقسم بالله انا اوديك هولندا واسكندنافيه وامستردام واحوم بيك العالم كله ولو ماشة دنقلا زاتو اوديك ) وضعت رزان كفها على شفتيها وهي تضحك حتى ادمعت عيناها ، اما والدها فقد كان كرشه يهتز وهو يضحك ويميل برأسه الى الوراء ، وانا كنت اضحك لكن بحزن شديد لقلوووز المصدوم فتحدث والدها : (والله يارزان الزول ده بحبك اكتر من ود عمك بالجد ) فالتفت قلووز الى والدها : (ينصر دينك يا عمو انا مابقدر اقولا ليها وريها عليك الله ) فراينا خدي رزان تتوردان ، وتحمر وجهها خجلا ، ثم صمتت لهنيهة وهي تقول بأسف : (والله يا قلوووز. اانت زي ما قال خالد. زول طيب وأصيل وبتحب تخدم الناس ووالله وانا بقولا ليك قدام ابوي ده وقدام اصحابك ديل لو ما ود عمي سبقك كنت اول زول اوافق بيك) فلانت عضلات قلوووز وجفت شفتيه وهو يسالها بصوت خفيض : (صحي يا دكتوره ) فأومأت له براسها علامة الايحاب ، فانبسطت اساريره ومرر كفه على شعره الناعم ثم برم شاربه باصبعين في لطف شديد ، وكلنا نراقب تحركاته ، ثم فجأة خاطب والدها : (رزان دي ما عندها اخت )؟ وتفاجأنا جميعا بهذا السؤال ولكن الوالد كان رجلا جميلا ومرحا : ( والله لو عندي بت غيرها والله ما اخليك تمشي مني الا وانت عريس ) ولكن قلوووز نهض فجأة وقبل رأس عمك ووقفنا كلنا نودعهم ومد يده الى رزان وقال لها : ( كل شيء قسمه ونصيب ، والله أنا من امس ما نمت شغال اخطط لفرحك وسعادتك ) وقبل أن ترد عاد الى عمك وهو يقول : (عاين يا عمو خلاص جاتني فكرة سمحه، شوف لي الحبشيه الجابت لينا العصير دي ) . د. خالد نصر مالك
10-20-2024, 08:33 AM
مصطفى نور مصطفى نور
تاريخ التسجيل: 05-13-2022
مجموع المشاركات: 5019
(قلوووز ١٣ ) (خالد ، قوماك معاي عندي مشوار) (اقوم معاك وين يا زوول) ؟ (قلت ليك عندي مشوار ضروري ومهم شديد) (مشوار وين يعني المهم ده )؟ (انت مالك مستعجل ؟ قوم ارح و بوريك الموضوع في السكه ) (قلووز. انت عارف هسع الساعه كم )؟ (الساعه كم )؟ (الان وحاليا الساعه ستة صباحا مشوارك ده ما بتأجل لحدي بعدين) ؟ (مافرقت سته وللا سبعه. انت كدي قوم) (قلوووز وريني ماشي وين ؟ وانا من هنا ماني قايم لو ما عرفت نوع المشوغر شنو) ؟ بعد تردد : (قلت ليك شوار مهم شديد) (ايوه مشوار مهم دي عرفناها ، وين وهو شنو )؟ (بصراحه بصراحه ، ماشي اخطب (رزان) اخت (علم الدين) (امك !! رزان عديل يا قلوووز ؟ دي ما جبتها وارمه )؟ (شنو. يعني رزان ما بت زيها وزي البنات؟) (ايوه بت لكن ما زي البنات ، دي طبيبة قدر الدنيا ياقلووز ، واهلها ناس هاي هاي ومرطبين شديد) (انا زاتي طبيب واهلي بس ما هاي هاي ولا مرطبين) (انت طبيب؟ طبيب بتاع شنو )؟ (انا ، ايوه انا طبيب ؟ بس طبيييب نفسي، موش بقولوا الانسان طبيب نفسو ، اها انا طبيب نفسي) (ايوه معلوم ، بس قول لي رزان دي بتعرفك؟ واتقابلتو ؟ وقعدت معاها وعرفتها؟ وقالت ليك تعال اخطبني من اهلي)؟ (لا ، هي ما بتعرفني ولا اتقابلنا إلا امس ، لكن انا بعرف السواق البسوق ليها عربيتها) (والسواق ده اخوها ، ابوها ، ود عمها ؟ ) (ياخ اقوليك سواق يا خالد ، انت مالك حاكيها معاي كده )؟ (طيب يا قلووز في زول بمشي لي ناس الساعه سته صباحا يقول ليهم عاوز أخطب بتكم) ؟ (ايوه انا ده ، فيها شنو ، خطوبه الساعه سته صباحا وللا سته مساء ، بس انا شفت البت دي وعجبتني شديد ، والله حلوه وطويله. يا خالد ، وهي شافتني وسلمت علي بعيونها، وانا ماشيى مخصوص اخطبها بدري عشان ما يجي زول ناطي يخطبها قبلي ) (طيب يا قلوووز عشان هي سلمت عليك بعيونها ، انت ماشي تخطبها ؟ وبدون أي كلام بينكم ) (مافي اي كلام بيناتنا ، لكن نظرتها لي كانت نظرة إعجاب ، وانا الليل كلو ما نمت ) (طيب يا قلوووز. قول مشينا وطلبناها. ليك ، ح تقول ليهم شغال شنو ) ؟ (الشغل ده هين ، خليها علي ، انا ممكن شغال مهندس او ظابط جمارك ، و لو كشفتني ممكن اقوليها عينوني معاكم ممرض في المستشفى، لحدي ماابقى طبيب عيون) (خلاص ياقلووز ، انا امشي ألم الشباب و اكلمهم ونمشي كلنا بعدين العصر نقابلها ونقابل اهلها ونطلب ليك ايدها) (طيب و لو زول جاها قبلنا وطلب ايدا ، يعني حتقدر تقول ليهو لا لا انا خاطبني قلوووز) (ياقلوووز. السنين دي كلها ماجاها زول يخطبها ، بس حكمت الليله يجيها زول) (والله يا خالد ما عارف ، كل شيء وارد ، يا خالد. البت حلوه وعيونها كبار ، خايف تضيع مني ) (ما تخاف ، القاسمها ليك ربنا بتلقاها هسع امشيى ارتاح وانا امشي أكلم الشباب ) (بس اوعك تكلم عبدو) (ليه السبب شنو )؟ (عبدو. ده ما بريدني وطوالي بستهتر بي قدام الناس) (لا ياخ ، عبدو زول اصيل وبحب يهاظر معاك) (خلاص كلمو ،ى ودعتك الله. ماتنسى العصر العصر ، اجيك الساعه كم ، عشان ماشي اشتري لي عطر )؟ (امشي وتعال قاشر قشره حلوه ، تعال قبل المغرب بشويه) (خلاص خير ، يلا مع السلامه) د. خالد نصر مالك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة