جرائم ميليشيا الدعم السريع: إبادة ممنهجة ومعاناة إنسانية مستمرة في دارفور
بقلم/ حسين بَقَيرة-المملكة المتحدة
سودان حر ديمقراطي - الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤
لا تُعد ولا تُحصى جرائم ميليشيا الدعم السريع الإرهابية في السودان. هذه الميليشيا، التي تم التخطيط لها منذ “قريش 1 و2” في ثمانينيات القرن الماضي، تغيرت أسماؤها عدة مرات، لكن هدفها ظل واحدًا. اليوم، تمر بإحدى أكثر مراحلها دموية في تاريخها الملطخ بالدماء والفظائع في السودان، وخاصة إقليم دارفور، يشهد على أبشع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
منذ نشأتها، اعتادت ميليشيا الجنجويد على تنفيذ ما تدربت عليه من قتل واغتصاب وتشريد وتدمير المؤسسات الحيوية، بهدف إبادة الشعب السوداني. والآن، تجري هذه الجرائم بشكل مكثف في ولاية شمال دارفور، خاصة في المناطق المحيطة بمنطقة بئر مزة وأنكا، حيث قامت الميليشيا بحرق عشرات القرى، وقتل المدنيين، وسرقة الماشية، وتهجير السكان قسرياً. بالإضافة إلى ذلك، القصف المستمر على مدينة الفاشر، التي تعاني من حصار دام لأكثر من ستة أشهر، وقد تم تدمير مستشفى السعودي مرة أخرى بشكل متعمد لتشريد ما تبقى من المدنيين.
هذه الجرائم المروعة التي تُرتكب بحق المدنيين العزل تكشف عن جبن ميليشيا الجنجويد، إذ لا تواجه القوات المسلحة و القوات المساندة لها مباشرة، بل تعتمد على استراتيجية التطهير العرقي المنظم بأساليب انتقائية.
الأوضاع الإنسانية في هذه المناطق تفوق الوصف، وتتفاقم المعاناة يوماً بعد يوم. خلال الأسبوع الماضي وحده، أحرقت ميليشيا الدعم السريع قرى في منطقة بئر مزة، مدعية أنها تحارب “دولة 56” وتسعى لإرساء الديمقراطية. ومن بين القرى المحترقة: خلوة أ، خلوة ب، أبو زكريا، أبو موسى، هارون، أموه، آدم حمدون، أبو جمة، محمد أبوت، كلميت، قصوب، أدبو، إسحق طاهر، إدريس دقو، صديق برا، وعبدالله أبكر. كذلك، في منطقة أنكا، أحرقت قرى أخرى مثل: جيرا، عمدة، بقر، متي، ضل السيف، عبدالله محمد حسن، موسى محمد أحمد، وقرية جاجوبي.
هذه القرى لم تُحرق فقط، بل قُتل مئات من سكانها. هذا العمل جزء من خطة الجنجويد للتطهير العرقي المنظم. كما دفنوا الناس أحياء في مدينة الجنينة العام الماضي، وهم يكررون الآن نفس الأساليب الممنهجة للإبادة الجماعية في هذه المناطق. مرتزقة عربان الشتات القادمين من دول إقليمية، يعملون تحت قيادة زعيم الميليشيا حميدتي، ينفذون ما أسماه في خطابه الأخير بـ”الخطة ب”.
وفقاً لبيان من أبناء قبيلة البرتي، اغتصبت الميليشيا فتاتين في منطقة صياح أثناء عملهما في المزرعة. هذه الجريمة تضاف إلى السجل الأسود للجنجويد، الذين نشأوا وترعرعوا على الفساد والخيانة. هم أسوأ خلق الله، ولا يمتّون بصلة إلى الإنس أو الجن، إذ أنهم مجردون تماماً من الإنسانية والكرامة.
الناجون من المجازر في المناطق المحترقة يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث يختبئون تحت الأشجار بلا طعام أو ماء أو رعاية طبية. هؤلاء المدنيون عرضة للقتل في أي لحظة على يد الجنجويد. لذلك، ندعو المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية هؤلاء المدنيين المحرومين من أدنى سبل العيش والناجين من جحيم العنف. كما نطالب المحكمة الجنائية الدولية بتذكير المجرمين وأعوانهم بأنهم لن يفلتوا من العقاب، وأن العالم يراقب انتهاكاتهم وسيتابعهم حتى المثول أمام العدالة، كما حدث مع علي كوشيب، أحد قادة الجنجويد، الذي يُحاكم حاليًا بسبب جرائمه في دارفور.
الشيء الذي يثير الدهشة هو كيف يمكن للبعض التعاطف مع هؤلاء المجرمين، رافعين شعارات مثل “لا للحرب” بينما الجنجويد يرتكبون الفظائع ضد أهلهم. يجب على هؤلاء أن يتحسسوا قلوبهم، فالمعاناة التي يتعرض لها أهلنا في شمال دارفور هي مسؤولية كل من يتخاذل ويختبئ خلف ستار الحياد، أملاً أو طمعاً في رضا الجنجويد أو مكاسب مستقبلية زائفة.
لا يزال الوقت متاحاً لهم لمراجعة مواقفهم قبل فوات الأوان. أما الشعب السوداني، فقد بات يعلم جيدًا من هو الخبيث ومن هو الطيب. ومن أراد أن يسير مع المرتزقة نحو مزبلة التاريخ، فعليه أن يستعد الآن، فقد اقتربت ساعة الخلاص من براثن الجنجويد وأعوانهم.
#سودان_حر_ديمقراطي
10-16-2024, 11:03 PM
صديق مهدى على صديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 11018
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة