كشف مصدر مطلع لـ «الجريدة» عن أفكار جديدة متداولة لوقف إطلاق النار، تقضي بخروج قادة حركة حماس وجميع مقاتليها بشكل آمن من غزة إلى السودان.
وقال المصدر إن إحدى الأفكار تقترح انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج «حماس» عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان، حيث ستحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية.
ولفت إلى أن هذا المقترح لاقى استحساناً لدى الأطراف المعنية بوقف الحرب، التي تقترب من نهاية----حلل هذا الخبر---------- عامها الأول، في مساعٍ لإنجاز صفقة التبادل بين الطرفين، مبيناً أن إسرائيل وافقت على المقترح وتم نقله إلى الحركة على يد وسيط خليجي بدعم دولة عربية.
وبحسب المصدر، فإن الجيش السوداني وافق على استضافة جميع قادة «حماس» ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير.
وأوضح أن الوسطاء يعملون على إقناع حماس وإسرائيل بباقي تفاصيل الصفقة المقترحة، مبيناً أن أساسها سيكون مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأشار إلى أن الفكرة تولدت بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وقياداته، وحالة الارتباك والبلبلة الحاصلة في المنطقة، وصرف الأنظار إلى الشمال والحرب في لبنان، معتبراً أن هذا الأمر قد يسهل على قادة «حماس» قبول المقترح، والخروج من غزة، مع تسليم السلطة الفلسطينية الأمور الإنسانية والمدنية فيها تحت رعاية مصر في المرحلة الأولى.
تحليل هذا الخبر يكشف عن تطور مهم في محاولات إنهاء النزاع المسلح بين إسرائيل وحركة حماس، من خلال اقتراح يقضي بخروج قادة ومقاتلي حماس من غزة إلى السودان، كجزء من صفقة شاملة تشمل وقف إطلاق النار وإدارة جديدة لقطاع غزة تحت سلطة السلطة الفلسطينية. فيما يلي أبرز الجوانب التي يمكن تحليلها بناءً على هذا الخبر:
1. الطرح السياسي: استضافة حماس في السودان: يظهر أن الجيش السوداني وافق على استضافة قادة ومقاتلي حركة حماس على أراضيه. هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية مهمة، إذ تعكس قبول السودان بدور جديد في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة في ظل التحولات السياسية في السودان بعد الإطاحة بنظام عمر البشير. تأثير العلاقات السودانية الإسرائيلية: من المهم أن نفهم أن السودان شهد تطورًا في علاقاته مع إسرائيل، خاصة بعد انضمامه إلى اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ "اتفاقيات إبراهيم". استضافة قادة حماس قد تكون خطوة معقدة، لأنها تجمع بين قبول رسمي إسرائيلي للتسوية وبين موقف داخلي في السودان معقد بخصوص التطبيع. 2. الأطراف الدولية: دور الوسيط الخليجي والدولة العربية: يبرز في الخبر دور الوسيط الخليجي والدعم العربي في تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل. دول الخليج، خاصة قطر، تلعب دورًا تقليديًا في الوساطة بين الأطراف الفلسطينية، ودعم جهود وقف إطلاق النار. مبادرة بايدن: الإشارة إلى أن المبادرة تأتي بدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن تعني أن الولايات المتحدة تحاول إيجاد حل سريع للصراع الممتد، ربما ضمن جهود أوسع لحل النزاعات في المنطقة بعد حالة التوتر التي سادت الشرق الأوسط. 3. المكاسب المالية والسياسية لحماس: تحرير الأموال المحتجزة: تحرير الأموال والعقارات التي تمتلكها حماس في السودان هو جزء من الصفقة، وهو ما يشير إلى مكاسب مالية مهمة للحركة بعد سنوات من الضغط المالي عليها. إضافة إلى ذلك، قد يمثل هذا إعادة توازن مالي وسياسي لحماس بعد أن فقدت جزءًا كبيرًا من حلفائها في المنطقة. 4. الأبعاد الإقليمية: إغتيال حسن نصرالله وقادة حزب الله: الربط بين هذا المقترح وحالة الارتباك التي أحدثها اغتيال قيادات حزب الله يلمح إلى وجود رغبة في صرف الأنظار عن الجنوب اللبناني والتركيز على تسوية قد تكون أسهل وأكثر واقعية في فلسطين. يبدو أن هذه المقترحات تأتي في سياق إقليمي معقد يشهد إعادة ترتيب للأوراق من قبل الأطراف الدولية الفاعلة. 5. التحديات والعوائق: قناعة الأطراف المعنية: على الرغم من الموافقة الإسرائيلية الأولية، يبقى تحدي إقناع حماس بهذه الخطة. حيث أن خروجها من غزة قد يعتبره البعض تنازلاً كبيراً، يتطلب مكاسب سياسية كبيرة في المقابل. موقف السلطة الفلسطينية: تسليم إدارة غزة للسلطة الفلسطينية قد يواجه معارضة داخلية في غزة، خصوصاً بين مؤيدي حماس أو حتى بعض الفصائل المسلحة الأخرى. 6. البعد الإنساني: حماية المدنيين: التحرك نحو وقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات الإنسانية هو أمر ملحّ نظراً للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. الخبر يشير إلى جهود مستمرة لإيصال المساعدات رغم العقبات. الطرح المقترح لوقف إطلاق النار في غزة والذي يتضمن خروج حماس إلى السودان يعكس توازنات سياسية جديدة على المستوى الإقليمي والدولي. مع وجود قبول من إسرائيل ودعم من الولايات المتحدة ووساطات خليجية، قد يحمل هذا المقترح فرصة لإنهاء مرحلة من الصراع، ولكنه يواجه تحديات كبيرة في إقناع جميع الأطراف، خاصة حماس، بتفاصيل الصفقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة