في ظل أجواء من الفوضى والظلم التي تسيطر على السودان، تبرز قضية "الدر حمدان" كمثال صارخ على التمييز والظلم الذي يتعرض له أبناء غرب السودان. قصتها تلقي الضوء على كيفية استخدام القضاء كأداة للاضطهاد بدلاً من تحقيق العدالة، وكشف النقاب عن عنصرية النظام وسوء استخدام السلطة.
خلفية القضية الدر حمدان، من قبيلة المسيرية في كردفان، كانت في طريقها إلى مغادرة السودان هربًا من ويلات الحرب، ولكنها لم تصل إلى مصر كما هو شائع، بل تم اعتقالها في عطبرة، في طريقها للخروج من السودان. هناك، واجهت التهم الموجهة إليها بدون أي دليل ملموس أو سند قانوني. وقد تم اتهامها بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وهي تهمة تمس جوهر العدالة.
في 11 مايو، تم توقيفها في عطبرة بناءً على تهم تتعلق بالمواد 50 و51 من القانون الجنائي لسنة 1991، والتي تتعلق بتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة. ورغم عدم تقديم أي دليل يثبت هذه التهم، حكمت المحكمة بإعدامها شنقًا حتى الموت.
سوء استخدام القضاء , محكمة جنايات عطبرة أصدرت حكمها بالإعدام في سياق مضطرب للغاية. وفقًا لعضو هيئة الدفاع، كانت التهم الموجهة للدر حمدان غير مبررة. وأوضحت أن التهم المتعلقة بالمواد 50 و51 تتطلب أدلة قوية ودلائل واضحة، وهو ما لم يتوفر في قضيتها.
القضية تزداد تعقيدًا عندما نعلم أن السلطات قد فتحت ثلاث بلاغات ضد الدُر وأفراد عائلتها، بما في ذلك بلاغ ضد نسيبتها التي توفيت داخل السجن، مما يوضح مدى استخدام القضاء كأداة لتصفية الحسابات الشخصية والسياسية. وبعد تسعة أشهر من التنقل بين السجون ومراكز التحقيق، تم تبرئة المتهمة الأولى (سلمى) من التهم المنسوبة إليها، بينما حكمت المحكمة بالإعدام على الدُر حمدان.
التحقيقات والتفاصيل الغامضة , الدر حمدان تم القبض عليها وهي بصحبة شقيقها وشقيقتها، ووجدوا في أمتعتها رصاصة قناص وفاتورة باسم قوات الدعم السريع. الفاتورة كانت تخص أدوية تم نقلها إلى مستوصف تديره جهة غير مرتبطة بقوات الدعم السريع، وهو ما يجعل الاتهام مشكوكًا فيه. وأضافت الهيئة الدفاعية أن الصور التي عثر عليها في هاتفها كانت قديمة وتعود إلى عام 2019، حيث ارتدت زي قوات الدعم السريع، وهو ليس محرمًا أو مجرمًا في ذلك الوقت.
التمييز والعنصرية يجب النظر لمسالة الحكم بالإعدام على الدُر حمدان ليس مجرد قضية قانونية، بل هو تعبير عن العنصرية والتمييز الذي يمارسه النظام. الحكم يعكس فشل النظام في مواجهة الأزمات السياسية والأمنية بشكل عادل، بدلاً من ذلك، يلجأ إلى انتهاك حقوق الأفراد الأبرياء من خلال تهم لا أساس لها.
قضية الدُر حمدان تسلط الضوء على الأزمة الأخلاقية والقانونية في السودان، حيث يُستخدم القضاء كأداة للاضطهاد والعنصرية. الحكم بالإعدام الذي صدر ضدها هو انعكاس لحالة الفوضى والظلم التي يعاني منها البلد، ويعكس الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية في النظام القضائي والأمني. من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي والمجتمع السوداني لمطالبة العدالة والحفاظ على حقوق الإنسان وحمايتها من الاستغلال والتعدي.
08-12-2024, 03:00 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32981
عمها اخو ابوها ضابط عظيم بالجيش ويقاتل الان في بابنوسة واخبرتهم بذلك كما تداولت كثير من الاوساط المهم ننتظر مزيدا من التفاصيل... هسع يجو الناس البقولو ليك دي اخبار ضاربة..وفبركة...وغير صحيح... #٥٦ الي قعر جهنم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة