|
Re: مارك أوجيه: الحفر في ذاكرة المدينة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كانت تستوقفني من حين لآخر تعبيرات مارك أوجيه وأفكاره في كتابه" إثنولوجي في المدينة" وهو يستطلع ويستقصي ملامح مدينة ما بعد الحداثة. وهي الملامح التي وصفها بأنها ملامح تفتقر للحميمية، وأنه لا يوجد لها أثر في ذاكرة ومشاعر إنسان المدينة. ومن هنا نبعت دعوة أوجيه الجريئة لضرورة ابتداع منهج أنثروبولوجي/إثنولوجي ليستوعب التغيير في العلاقة بين المدينة كفضاء جغرافي ما بعد حداثي وبين إنسان هذه المدينة. علما أن أسلوب أوجيه في كتابه لم يقتصر على الجانب الأنثروبولوجي فقط. بل شمل الحديث عن التاريخ والأدب وغير ذلك من الجوانب. لذلك جاء تناوله المتأثر بما يشبه المنهج الكلي سلسا ومتميزا، هذا إن كانت التلقائية المعرفية التي التزم جانبها، وهي التي لم تمتثل في كثير من جوانبها تعتبر مزيّة. كتاب "إثنولوجي في الميترو"-أي هي ملاحظات من إثنولوجي (أو شخص شغوف بمتابعة مختلف الثقافات باعتبارها حراك ثقافي وديناميات اجتماعية. هو الكتاب الذي استند على وجوده المتكرر في ميترو مدينة باريس.وهي المدينة التي تعج بالبشر بسماتهم وخلفياتهم الكوزموبوليتانية كما في كل مدينة معاصرة تفتقد للتواصل الحميم بين سكان المدينة وبين المدينة. فالمدينة الكوزمية(اعتقد تلك الكلمة هي ابتداع لغوي تلقائي استولدتُه أنا الآن- وذلك أكثر أريحية من كلمة كوزموبوليتانية طويلة التيلة-)..
اواصل
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مارك أوجيه: الحفر في ذاكرة المدينة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
تحياتي اخي محمد
موضوع شيق
****
الكوزموبوليتانية كما في كل مدينة معاصرة تفتقد للتواصل الحميم بين سكان المدينة وبين المدينة. فالمدينة الكوزمية(اعتقد تلك الكلمة هي ابتداع لغوي تلقائي استولدتُه أنا الآن- وذلك أكثر أريحية من كلمة كوزموبوليتانية طويلة التيلة-)..
*** المدينة : كلمة تنطبق على عاصمتنا الان بكل حروف الكلمة
دمتم
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مارك أوجيه: الحفر في ذاكرة المدينة (Re: ابو جهينة)
|
الأخ العزيز أبو جهينة
شكرا لمتابعتك الكريمة
وشكرا لتعليقكQuote: حياتي اخي محمد
موضوع شيق
****
الكوزموبوليتانية كما في كل مدينة معاصرة تفتقد للتواصل الحميم بين سكان المدينة وبين المدينة. فالمدينة الكوزمية(اعتقد تلك الكلمة هي ابتداع لغوي تلقائي استولدتُه أنا الآن- وذلك أكثر أريحية من كلمة كوزموبوليتانية طويلة التيلة-)..
*** المدينة : كلمة تنطبق على عاصمتنا الان بكل حروف الكلمة دمتم |
فعلا أصبحت المدينة بطابعها الآلي الجاف تفتقر للحميمية وللبعد الحياتي ذي الطابع الإنساني الحميم..
لك التحية والمود صديقي العزيز
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مارك أوجيه: الحفر في ذاكرة المدينة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الموضوع بتاع مارك اوجيه مهم لأي زول لانه بتكلم ليس عن علم الإناسة الانثرو. فقط لكنه بتكلم عن التحولات في حياتنا المعاصرة.. من حيث العلاقات المتبادلة وذلك من خلال ثقافة كل مجتمع والتي تعبر عنها المدينة العالمية المعاصرة.. اذن ليس ثابتا من حيث ثقافته الا حينما يكون في مجتمع فرعي مغلق...ولكن يحدث التوتر و الحوار بين الذات والتساؤلات حين تقف ثقافته في مواجهة ثقافة الآخرين..وكذلك المجتمع ليس ساكنا اي استاتيكيا فالمدن تتغير والمجتمعات المغلقة تتعرض للغزل والتداخل من قبل الآخرين.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مارك أوجيه: الحفر في ذاكرة المدينة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
مارك أوجيه: الحفر في ذاكرة المدينة عفوا مستر أوجيه. لا يمكن أن استرسل في الكتابة عن موضوعي الخاص بعنوان إطلالة كوزموبوليتانية على المدينة من داخل تلك الكبسولة الأرضية المتحركة(الأسانسير)، لا يمكن أن أسترسل دون أن أوفيك حقك في التعريف بك وبكتابِك، فذلك حق عليّ قبل كل حق. كانت تستوقفني من حين لآخر تعبيرات مارك أوجيه وأفكاره في كتابه" إثنولوجي في المدينة" وهو يستطلع ملامح مدينة ما بعد الحداثة ممثلة في باريس. وهي الملامح التي وصفها بأنها ملامح تفتقر للحميمية، وعدم وجود أثر لها في ذاكرة ومشاعر إنسان المدينة. ومن هنا نبعت دعوة أوجيه الجريئة لضرورة ابتداع منهج أنثروبولوجي/إثنولوجي ليستوعب التغيير في العلاقة بين المدينة كفضاء جغرافي ما بعد حداثي، وبين إنسان هذه المدينة. علما أن أسلوب أوجيه في كتابه لم يقتصر على الجانب الأنثروبولوجي فقط. بل شمل حديثه التاريخ والأدب وغير ذلك، بمنهج يشبه المنهج الكلي مع السلاسة والمرونة التي تُميِّزه. كتاب أوجيه "إثنولوجي في الميترو"-عبارة عن ملاحظات وآركيولوجيا من (شخص شغوف بمتابعة الأعراق والثقافات(الإثنولوجيا). ألف أوجيه الذي يوثق من خلال تواجده المتكرر، كإثنولوجي وكراكب وكمشاهد ضمن ركاب الميترو في مدينة باريس، باعتبارها مدينة كوزموبوليتانية(عولمية)، تفتقر للتواصل الحميم بين المدينة وسكانها المدينة. كما كل المدن الكوزموبوليتانية المابعد حداثية. يقول أوجيه إن الحداثة المفرطة التي تشكِّل المدينة ينتج عنها بما سماه ب "اللأمكنة أي بمعنى أن المدينة المعاصرة بمفرداتها وتفاصيلها من بنايات ومرافق وخدمات وعناصرها المختلفة تفتقر للحميمية وليس لها مكان في ذاكرة قاطني المدينة. يفتقر المكان كذلك للثبات في الزمان لأنه عابر، وكذلك المدينة. فالمدينة بعناصرها المختلفة مثل الأسواق والمولات والمطارات وأماكن الخدمات، يتعامل معها الإنسان معاملة آنية متعجلة وعابرة دون أن تترك بصماتها في ذهن وذاكرة الإنسان، إلا في لحظات التواجد اللحظي وأوقات العبور، ولحظات التواجد المؤقت فقط. وبالتالي فإن اللامكان أو بالأحرى اللاحميمية، فهي سِمة العلاقة بين تلك المدينة الكوزمية/العولمية، بهويتها وعناصرها وملامحها القابلة للتغير باستمرار، والتييكون وجودها بالتالي سطحيا وهشا في ذاكرته وفي كيانه ومشاعره. مساحة خارج النص: الآن انفرجت أساريري (اللغوية)، بأن وجدت مخرجا لتفادي كلمة كوزموبوليتانية (طويلة التيلة)، وبكلمة بديلة(إجرائيا هنا على الأقل) وهي كلمة "كوزمية باعتبارها استبدال(ونحت) لغوي خفيف الظل ، ويمكن بالتالي اعتبارها مبرئة للذمة اللغوية على الأقل من حيث التخفيف. ما هي العلاقة بين ما كنت قد أنتويت كتابته من موضوع ومارك أوجيه؟ كنت قد وجدت لاحقا فيما كتبه أوجيه، ما يشبه التناص، أو في شكل تخاطر متأخر، إن صح التعبير، وهو التخاطر الذي ترافق مع شغفٍ خاص لاكتشاف وتلمس بعضاً من ملامح التآلف البشري للإنسان ذلك الكائن الاجتماعي. أقصد تلك الرغبة المتمثلة في تبادل المشاعر الإنسانية إطار فضاء اجتماعي كوزمي(ضيِّق). كان ذلك الشغف يحدث ذلك من خلال تتبع الرحلات المكوكية اليومية المتتابعة (طوال 14 ساعة في اليوم) للمصاعد الثلاثة الواسعة، في تلك البناية العالية. حيث أوعز إلي شغفي (الإثنولوجي) العابث والجاد في آنٍ واحد التمتع باستجلاء الدواخل والمشاعر الإنسانية من خلال تفحص وجوه وملامح مرتادي البناية خلال رحلات صعودهم إلى الأسانسير وهبوطهم اليومي المتكرر منه. تحول الأمر لاحقا لما يشبه الملاحظ المنتظمة (كمنهج انثربولوجي) ليس ذلك وقفاً على من يقصدون الأسانسير بل حتى الذين ينتظرون في الردهات أو الذين يتسكعون في مدخل تلك البناية. وهكذا كنت أنا مدفوعا بشغف خاص وكذلك ببعض تأثيرٍ من دراستي للعلوم الاجتماعية. إذن هي محاولة لممارسة بحثية، دون تقيدٍ راسخ بمنهجية تلك العلوم. وهكذا كنت خلال فترات زمنية يومية استقطعها من وقت عملي في نفس البناية، أحاول أن أتفرغ لدقائق عدة مرات في اليوم لأتابع تلك الوجوه والسحنات وكذلك تلك الدفقات الشعورية/العاطفية الإنسانية التي يكشف عنها السلوك الاجتماعي الفطري في الإنسان. كانت تلك السمات تتبدى في ردود الأفعال والاستجابات التلقائية ملامح الوجوه وملامح الابتسامات الودود كرد على عبارة التحية والابتسامات وإيماءات العرفان المقتضبة. كنت في كل ذلك أحاول استوقف الخط الزمني (التايم لاين) لمطالعة السلوكيات الاجتماعية المختلفة المكللة بالروح الإنسانية وتجلياتها التلقائية تعبيرا عن الكوامن الشعورية الكاشفة عن التآلف الإنساني. قد لا يمكنك أن تتخيل أن يحدث كل ذلك في فضاءٍ مكانيِّ محدود يحتشد بأشخاصٍ بخلفياتها الكوزمية المتعددة وبأحاسيسها البشرية المكللة بقلقها الوجودي، وبتوقها الفطري للاندماج والتآلف مع الآخر عبر إيماءات ذات معنى، وإشارات وتلويحات إنسانية عابرة، تتخطى في نزوعها حدود ذلك الحيز المكاني، وتتخطي أيضا حواجز اللغة، وحواجز الهويات القومية ومتجاهلة كذلك -ولو مؤقتا تحيّزات اللون والجنسية والسمات، احتراما لهذا السياق. كان مناط اهتمامي الرئيسي (هو التقاط بعض أطراف الخيوط التي تقود للتعرف على تلك الروح الخفية والإحساس الحقيقي الذي يجمع بين كل هؤلاء الأشخاص بخلفياتهم وسماتهم وطبائعهم واهتماماتهم المتعددة والمتنوعة كبشر. في نفس السياق، لم يكن ذلك الفضول المعرفي وقفاً على رفقاء الانتقال اليومي في الأسانسير فقط. كان مكتب الترجمة الذي أعمل به والذي يقع في نفس البناية يستقبل العشرات من الزوار القاصدين خدمات الترجمة. كنت كذلك أختار أحيانا بعضا ممن يقصد المكتب لكي افتح معه حواراً (مقابلة غير مقننة، حسب المنهج البحثي). كان الحوار عبارة عن أسئلة عن الشخص المُستَجوب، ومعلومات يدلي بها عن وجهات نظره حول موضوعات تتعلق بالتواجد في الخليج واختلاف الثقافات، وعن علاقاته الاجتماعية وعلاقاته مع الجنسيات الأخرى وما إلى ذلك. بالطبع ليست كل المقابلات تسير كما ينبغي أو مخطط له، ولكنها في المجمل تضيف الكثير ضمن التراكم العام من جملة المقابلات، وبما يسمح بالمقارنة بين الأجوبة المختلفة وتقييم وجهات النظر المختلفة والخروج منها بفكرة عامة تصلح للبناء عليها لاحقا.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|