في وقت سابق من هذا العام، كنت في مؤتمر عبر الهاتف حول مستقبل التغذية، عندما اقترح أحد المتحدثين مازحا أن أدوية GLP-1 - فئة أدوية مرض السكري وفقدان الوزن التي تشمل أوزيمبيك، ويغوفي Wegovy، والآن بدائل أحدث مثل موجارو - يجب "وضعها في إمدادات المياه".
على الرغم من أنها مزحة، ولا توجد خطط فعلية لجعل أدوية إنقاص الوزن الفلورايد الجديد، إلا أن الأبحاث تظهر بشكل متزايد أن الفوائد الواضحة لهذه الأدوية تمتد إلى ما هو أبعد من مساعدة الناس على التخلص من الوزن الزائد.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف البروفيسور جون دينفيلد، أحد أبرز أطباء القلب في المملكة المتحدة، أن الحقن الأسبوعية من سيماجلوتي Semaglutideد، الدواء الموجود في أوزيمبيك Ozempic ويغوفي، يمكن أن يقلل من خطر الأحداث القلبية الوعائية مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية بنسبة 20 في المائة، مما يشير إلى أنه يمكن استخدامها بطريقة مماثلة للستاتينات. كان البروفيسور دينفيلد يعرض أحدث النتائج من تجربة سريرية تسمى Select في المؤتمر الأوروبي للسمنة. تم متابعة أكثر من 17 ألف شخص بمؤشر كتلة الجسم (BMI) لا يقل عن 27، على مدى ثلاث سنوات، وكان الهدف هو تقييم ما إذا كان السيماجلوتيد يمكن أن يكون له تأثير وقائي لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ حالي من مشاكل القلب والأوعية الدموية.
ووصف الدكتور رياض سوماني، استشاري أمراض القلب في مستشفيات جامعة ليستر التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، النتائج بأنها "رائعة حقًا".
ويقول: "العواقب هائلة ومن المرجح أن تؤدي إلى تغييرات في الممارسة الحالية".
إذن كيف أصبح السيماجلوتيد دواءً يحدد جيلًا؟
السمنة وأمراض القلب
باستثناء المطلعين على الصناعة، لم يسمع سوى عدد قليل من الناس عن السيماجلوتيد، وهو دواء تصنعه شركة الأدوية الدنماركية نوفو نورديسك، حتى نشر تجربة سريرية مذهلة في عام 2021. وقد أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون حقنة أسبوعية بجرعة 2.4 مجم من الدواء يمكنهم التخلص من ما يصل إلى 20 في المائة من وزنهم الأولي على مدار 15 شهرًا.
في ذلك الوقت، وصف البروفيسور جون وايلدينج، خبير أمراض القلب والأوعية الدموية والأيض في جامعة ليفربول الذي أدار التجربة، بأنها لحظة تاريخية محتملة في مكافحة ارتفاع معدلات السمنة المزمنة.
ويقول: "تثقيف الناس لاتخاذ خيارات أكثر صحة مع أنظمتهم الغذائية فكرة جيدة حقًا". "ولكن هذا لن يساعد الشخص العادي الذي يأتي إلى عيادتي، والذي يزن ربما 125-130 كيلوغرامًا، وربما يعاني بالفعل من مرض السكري، وينتظر استبدال الركبة الذي يتردد الجراح في إجرائه لأن احتمالات حدوث مضاعفات كبيرة جدًا بسبب وزنه. مع هؤلاء الأشخاص، يكون معدل فشل الحمية الغذائية 100٪ تقريبًا لأن الجسم يستجيب لفقدان الوزن عن طريق تقليل جميع الهرمونات التي تجعلك تشعر بالشبع، لذلك تشعر بالجوع طوال الوقت."
نظرًا لأن السيماجلوتيد يحاكي هرمون الأمعاء الطبيعي المسمى GLP-1، وهو جزء من نظام التحكم في الشهية في الدماغ، فإنه يقلل بنشاط من الجوع والرغبة الشديدة في تناول الطعام، مما يجعل اتباع نظام غذائي أكثر قابلية للإدارة.
يبدو الآن أن نفس الجرعة الأسبوعية من السيماجلوتيد يمكن أن تقدم أيضًا فوائد طويلة الأمد للقلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، كما يشير الدكتور مارتن وايت، الأستاذ المساعد في الطب الأيضي في جامعة ساري، فإن الجانب المثير للاهتمام هو أن هذا لا يبدو أنه مجرد فائدة زائدة عن فقدان الوزن.
"ما كان مفاجئًا هو أن نفس الانخفاض في الأحداث القلبية الوعائية لوحظ لدى أولئك الذين فقدوا أقل من 5 في المائة من وزن الجسم، وأولئك الذين فقدوا المزيد من الوزن"، كما يقول الدكتور وايت. "بعبارة أخرى، هناك شيء آخر يلعب دورًا.
قد تساعد بعض البيانات الإضافية التي تم جمعها كجزء من التجربة في الإشارة إلى السبب. يبدو أن جرعة أسبوعية من السيماجلوتيد يمكن أن تقلل بشكل مباشر من ضغط الدم، وتقلل من مستويات الدهون في الدم، كما تخفض مستويات البروتين التفاعلي سي، وهو مؤشر للالتهاب. يتوافق هذا مع دراسات بحثية سابقة أجريت على الحيوانات والتي اقترحت أن الأدوية التي تحاكي هرمون GLP-1 يمكن أن تقلل الالتهاب، وتقلل من خطر جلطات الدم، وتحسن وظائف القلب.
في أعقاب هذه النتائج، اقتنع البروفيسور دينفيلد بأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية يجب أن تفكر في تنفيذ طرح جماعي لـ Ozempic أوwegovy لأي شخص لديه مؤشر كتلة جسم يزيد عن 27، على نحو مماثل للستاتينات Statins "الستاتينات هي الأدوية المستخدمة لخفض الكوليسترول في الجسم" . ومع ذلك، يشعر آخرون أنه لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي يتعين تقييمها، وليس أقلها ما إذا كانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية قادرة على تحمل تكاليف هذا بالفعل.
يقول ريتشارد هولت، أستاذ السكري والغدد الصماء في جامعة ساوثهامبتون: "قبل اتخاذ القرار بشأن استخدام الدواء على نطاق أوسع، نحتاج إلى تحليل التكاليف حتى نعرف ما إذا كانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستحصل على قيمة جيدة مقابل المال من هذا العلاج". "لقد كان لدينا الكثير من الحجج نفسها حول فعالية التكلفة عندما ظهرت الستاتينات لأول مرة، لكنها أرخص بكثير. وهناك فرق كبير آخر وهو أن السيماجلوتيد يُعطى عن طريق الحقن، وليس عن طريق الفم كما يحدث مع الستاتينات، وهو ما قد يثني بعض الناس عن استخدامه".
مرض السكري
كان الاستخدام الأصلي للسيماجلوتيد هو علاج مرض السكري من النوع الثاني، ولا يزال يتم تسويق تركيبة أوزيمبيك كعلاج لمرض السكري (تقول الشركة المصنعة أن الدواء مخصص فقط لعلاج البالغين الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني الذي لا يمكن السيطرة عليه بشكل كافٍ وأن دواء التحكم في الوزن يعتبر "خارج نطاق التوصية الأصلية للدواء "). يوضح البروفيسور هولت أن الدواء معروف بتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم من خلال التفاعل مع هرمونين آخرين - الأنسولين والجلوكاجون.
وجدت التجارب السريرية المختلفة للسيماجلوتيد في مرضى السكري من النوع الثاني أن ما بين 67 و80 في المائة من المشاركين وصلوا إلى مستويات السكر في الدم المستهدفة.
يقول البروفيسور هولت: "يزيد السيماجلوتيد من كمية الأنسولين التي ينتجها البنكرياس استجابة للأكل، مما يساعد على خفض نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام. وفي الوقت نفسه يقلل من كمية الجلوكاجون التي يتم إنتاجها، وهو هرمون يعمل ضد الأنسولين. كما يبطئ السيماجلوتيد إفراغ المعدة وبالتالي يتباطأ معدل امتصاص الطعام من الأمعاء".
الإدمان
كما يقلل السيماجلوتيد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، فقد أشارت كمية متزايدة من الأدلة على مدار العام الماضي إلى أنه يمكن أن يكون له تأثير قوي عندما يتعلق الأمر بكسر جميع أنواع إدمان المواد من الكحول إلى القنب. كما أشارت الدراسات على الحيوانات إلى أنه يمكن أن يقلل من الرغبة في النيكوتين، مما يشير إلى أنه قد يقدم طريقة جديدة للحد من إدمان التدخين أو التدخين الإلكتروني، في حين يقوم بعض الباحثين في الولايات المتحدة بتجربة ليراجلوتيد، وهو عقار آخر يحاكي هرمون GLP-1 في المرضى الذين يعانون من إدمان المواد الأفيونية.
يقود كايل سيمونز، أستاذ في جامعة ولاية أوكلاهوما، الآن تجربة سريرية لتقييم ما إذا كان يمكن استخدام السيماجلوتيد كعلاج جديد لاضطراب تعاطي الكحول.
يوضح أن إحدى النظريات الرئيسية هي أن السيماجلوتيد يرتبط بجزء من الدماغ يسمى تحت المهاد والذي يرتبط بشبكة دماغية تُعرف باسم مسار الدوبامين الميزوليمبي، والذي يتم تحفيزه بالكحول وجميع أنواع المواد المسببة للإدمان.
يقول البروفيسور سيمونز: "يرتبط السيماجلوتيد بمستقبلات في الدماغ تشارك في إشارات الدوبامين. تلعب هذه المناطق دورًا مهمًا في جعلنا نريد ونستمتع بالأشياء التي تجعلنا نشعر بالسعادة".
تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن السيماجلوتيد يمكن أن يقلل بشكل فعال من كمية الدوبامين التي يتم إطلاقها في هذه المناطق من الدماغ، وبالتالي يساعد في كبح الرغبة الشديدة.
الخرف
حتى أن السيماجلوتيد يخضع للتقييم في تجارب مختلفة لفحص ما إذا كان بإمكانه إبطاء التدهور المعرفي لدى كبار السن الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر الخرف. يعاني العديد من الأشخاص من الخرف المختلط الذي ينجم جزئيًا عن تلف القلب والأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، ولكن بالإضافة إلى التأثير الترميمي للسيماجلوتيد على هذه الأنظمة، فإن الباحثين مهتمون أيضًا بمعرفة ما إذا كان بإمكانه تخفيف التهاب الدماغ وتراكم بروتينات تاو السامة، وهما من القوى الدافعة وراء مرض الزهايمر.
يقول الدكتور توماس ويلش، المدير الطبي لمعهد أبحاث رعاية كبار السن، والذي يشارك في بعض هذه التجارب: "قد يوقف أو يبطئ بعض التدهور في الخلايا العصبية الذي يحدث في مرض الزهايمر".
المخاطر
في حين أن الباحثين في جميع التخصصات الطبية المختلفة متحمسون للغاية لإمكانات السيماجلوتيد لعلاج جميع أنواع الأمراض، فقد لا يكون مناسبًا لكل مريض. ويشير البروفيسور هولت إلى أنه في تجربة سيليكت، اضطر واحد من كل 12 مشاركًا إلى التوقف عن تناول الدواء، ويرجع ذلك أساسًا إلى الآثار الجانبية المعوية التي يمكن أن تتراوح من حرقة المعدة إلى الانتفاخ، وآلام المعدة المتكررة أو عدم الراحة.
وهناك تحدٍ آخر، وخاصة بالنسبة للأفراد في منتصف العمر وكبار السن، وهو أن الأشخاص الذين يتناولون السيماجلوتيد لا يفقدون كتلة الدهون فحسب، بل وأيضًا كمية كبيرة من العضلات. وهذا يمكن أن يجعل الناس أكثر عرضة للوهن والسقوط والكسور ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحركة.
ويحذر الدكتور وايت أيضًا من أننا لا نزال نعرف القليل نسبيًا عن العواقب الصحية طويلة المدى للسيماجلوتيد وما قد يحدث إذا انتهى الأمر بالناس إلى تناوله إلى أجل غير مسمى، كما قد يكون مطلوبًا لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويقول: "الآثار طويلة المدى للسيماجلوتيد غير معروفة لأنه تم تقديمه مؤخرًا نسبيًا".
وأخيرًا، يشعر آخرون بالقلق إزاء احتمال إنشاء مجتمع يعتمد بشكل مفرط على الأدوية كوسيلة لمعالجة مجموعة من الأمراض المرتبطة بشكل أساسي بعادات نمط الحياة السيئة. ويوضح البروفيسور كيث جودفري، كبير خبراء التغذية في مركز أبحاث الطب الحيوي في ساوثهامبتون التابع للمعهد الوطني للبحوث الصحية، أن الأموال التي تنفقها هيئة الخدمات الصحية الوطنية على عقار سيماجلوتيد قد تؤدي إلى نقص التمويل للموارد الأخرى.
ويقول البروفيسور جودفري: "إن بناء الهياكل التي تعتمد في المقام الأول على العلاجات الطبية للتخفيف من السمنة [والأمراض المرتبطة بها] يحمل مخاطر كبيرة من العواقب غير المقصودة. وغالبًا ما تظهر المخاطر النادرة غير المتوقعة فقط بعد طرح الدواء للاستخدام العام على نطاق واسع. ولا ينبغي أبدًا إهمال التدابير الوقائية للصحة العامة، وخاصة تلك التي تسعى إلى منع السمنة لدى الأطفال".
ولكن في حين يجب أخذ هذه الشكوك في الاعتبار، إذا استمرت التجارب السريرية في توليد نتائج إيجابية، فقد يصبح عقار سيماجلوتيد أحد أكثر الأدوية شمولاً وثورية في التاريخ.
ويقول البروفيسور هولت: "إن نتائج دراسة سيليكت هي أخبار جيدة لأنها سلطت الضوء على فعالية عقار سيماجلوتيد كعامل لخفض الوزن فضلاً عن الإشارة إلى أنه يخفض بشكل نشط من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال آليات أخرى". "كل هذا مهم جدًا لأن السمنة أيضًا عامل خطر لحالات أخرى مثل السرطان والتهاب المفاصل وأمراض الكبد."
التهاب المفاصل
وفقًا لجمعية Versus Arthritis الخيرية، يعاني واحد من كل ستة أشخاص في بريطانيا من التهاب المفاصل، والذي يسبب الألم والالتهاب في المفاصل. لا يوجد علاج، ولكن يُنصح بفقدان الوزن لمن يعيشون مع هذه الحالة، إذا كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، لتقليل الضغط الزائد على المفاصل في الوركين والركبتين والكاحلين، مما قد يؤدي إلى تفاقم الألم.
نظرًا لأن السيماجلوتيد قد ثبت أنه يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير، يأمل البروفيسور دينفيلد وخبراء آخرون أن يكون انخفاض أعراض التهاب المفاصل تأثيرًا متسلسلًا. تشير الأبحاث المبكرة إلى أن الدواء قد يقلل أيضًا من الالتهاب في الجسم، مما قد يخفف أيضًا من آلام المفاصل.
لاحظت الدكتورة إليزابيث أورتيز، أخصائية أمراض الروماتيزم في الولايات المتحدة، أنه في حين لم يثبت بعد أن السيماجلوتيد يقلل من آلام المفاصل، فإن الأبحاث المبكرة والأدلة القصصية تشير إلى أن هذا قد يكون هو الحال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Mohamed Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست