هذا هو الشعب السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 09:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2024, 11:19 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا هو الشعب السوداني

    11:19 AM July, 20 2024

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    منقول:

    Quote: مهدي أحمد عبدالله (ود الافندي) من رجال رفاعة النبلاء ... كان في طريقه من القضارف نحو رفاعة مستقلا احدى الحافلات السفرية ... على متن الحافلة امرأة يتوكأ على ساعدها زوجها المريض ويستند على كتفها وهو في لحظاته الأخيرة ... يئن الرجل فتئن لانينه القلوب... يتلفت يمنة ويسرى فتتمايل لالتفاتاته الحافله وما حفلت به من جمع تزوغ أبصارهم من واقع يشاهدونه شاخصا بين أياديهم وواقع تركوه خلفهم يهتز وواقع يقصدونه يرتج... وتختلج أعينهم بدمع يخالط ما ينبض في قلوبهم من دم تحتضنه اقفاص تغلى مما يضطرم بداخلها من جحيم.
    ......
    الموت يخيم على الحافلة ويبث فيها صمتا غير مألوف لدى شعب لا يعرف الصمت كما يثير في الأرجاء رهبة ويبث الوجوم الذي يسيطر على الركاب ... الزوج المريض ذهب للقضارف باحثا عن غسلة واحدة لكليتيه المصابتين بالفشل الكلوي ... لكنه لم يتوفق فقرر وزوجته العودة لمنازلهم حيث لا صوت يعلو فوق أصوات الرصاص والقتل والسلب والنهب وسفك الدماء وسحل الأجساد ولو توفرت له جرعة تمهله بقاء يوم على الأجل الذي له لما يمم صوب الشروق مستشرقا نفقا مستحيلا واملا بعيد المنال ... والله ربي أعلم بما حدث لهذين الزوجين بين الرحلتين... رحلة الذهاب المملوءة بالرجاء ورحلة الإياب المترعة باليأس والإحباط وال################... ما بين ترجي المسؤول واستجداء المستحيل... لكنها الحرب... وتداعيات الحرب وبكائيات الحرب وويلاتها ومآسيها.
    ......
    في الحافلة ازدادت وطأة المرض على الرجل وبدأ يوزع في نظرات الموت ويشهد الحضور على قسوة السكرات التي هي أمضى من ضربات سيوف الجلادين.
    لا شي يملكه الركاب سوى الدعاء له... وهل يملكون شيئا حتى لأنفسهم؟.
    طريق سفري طويل تحفه المخاطر ويلفه شبح الحرب وتنعدم فيه الخدمات... لا شي يمكن فعله.
    المريض يتلوى وهو يودع في زوجته ورفيقة عمره ويلقي عليها نظراته الاخيره... الركاب في وجوم... الزوجة تعد رحلتها لما بعد الفراق... معاناة الوحدة ورهق مواصلة تربية العيال والتعايش مع حالة الحياة الجديدة واللا حياة... مع خروج الروح من كل مسامة من مساماة المريض تدخل الهموم للزوجة عبر مساماتها هي... ومع آخر حشرجات الروح استسلم جسد الرجل وتمدد جثة هامدة... له في الموت حياة... مضى تاركا كل هذا الألم وهذا العبث وهذا الإجرام الذي شهد في أيامه الأخيرة دينا يلاقي به الديان يوم الوقف العظيم.
    ......
    كان الموت اسرع من كل شئ واريح له من كل استطباب الاطباء ورهق المستشفيات وعجز الوزراء والوزارات ... صعدت روح الزوج في الطريق بالقرب من قرية الدباسيين ... جمع الركاب شتات أفكارهم وقرروا التوجه بالجثمان للقرية واستئذان اهلها في دفن الميت... فالجثمان لن يصل إلى وجهته سالما... والرحلة غير مأمونه... ولا مجال الا ان يتم دفنه حيث اسلم روحه.
    ......
    دخلوا القرية وقصدوا مسجدها وطرقوا احد الأبواب واخبروا اهل الدار ان بالحافلة رجل قد انتقل لربه وانهم يريدون ان يغسلوا الجثمان ويكفنوه ويحنطوه ويدفنوه في أرض ليست ارضه ووسط اهل ليسو أهله ... وان يجعلوا له قبرا كقبر حرب بمكان قفر وليس قربه قبر ... وان يصبح قبره كقبر ليلى العامرية لو شهدوه اعولت عليه نساء من فصيح ومن عجم ... وان تثكله الثاكلات وتنوحه النائحات بان صاحبه غريب على ارضه حيث لا خال لديه ولا عم ... وان صاحبه قد غابت حين موته ودفنه أمه وخالته والحافظون له الذمم.
    ......
    تنادى أهل القرية وتجمعوا واكرموا وفادة الوافدين ... خصصوا بيتا غسلوا فيه جثمان الغريب وحنطوه وكفنوه وحملوه على أربع وشيعوه وحفروا له قبره ودفنوه... وما من شاهد لقبره يدل عليه إلا شهاده الديان يوم الوقف العظيم حين يجتمع الخصوم.
    ثم اقسموا على الأهل الغرباء عن بعضهم والغرباء عن القرية والغرباء عن الزوج والزوجه والغرباء في وطنهم عن وطنهم ٫اقسموا عليهم بالمبيت ... وذبحوا لهم (الونيسة مؤانسة لمن كيل عليه التراب والوضيمة لركاب الحافلة حيث انهم هم أهل الميت ) ومضت بين السائرين انها (الكرامة) وقد اكرموا وفادتهم ... وعزوهم في المصاب والمصائب واعزوا مقامهم.
    وعند صبيحة اليوم الثاني زادوهم كرما بلسان أخوي سوداني فريد مفاده (ونمير اهلنا) ونزيدهم في الكرم كيل بعير حيث جمعوا من المال مبلغا طيبا وضعوه (غمته) في يد الارملة لتستعين به على الحياة.
    والمال المجموع هو (الكشف المألوف في عادات شعبنا وتقاليده) وهل تحول دونه الظروف؟.
    ......
    ذاك ما كان من شأن اصحاب الحافلة مع مضيفيهم المضيافين في قرية الدباسيين من اهلها.
    وهو حال الارملة مع أهلها الجدد بالقرية في وطنها الجديد (الحافلة) وشعبها الجديد (ركاب الحافلة).
    ......
    عاد مهدي أحمد عبدالله ود الافندي لرفاعة وهو يحمل هذا السفر الرباني الساحر الفريد ... الواح ابراهيمية المنشأ موسوية العبور عيسوية المراجعة محمدية الاعتماد بثها في الجمع مبشرا ونذيرا.
    ......
    ان هذا الشعب لا يستحق ما يعايش... ان لحمته الاجتماعية عصية على التفتيت... ان ثقافاته ومجتمعاته لا يمكن حصرها ولا محاصرتها ولا عدها ولا نقدها ولا نقضها ولا نسخها أو استنساخها ولا يمكن جرحها أو تعديلها أو التعدي عليها أو عدها أو تعديها.
    ان بنية هذا المجتمع قوامها التكافل واساسها التعايش ولا يعاديها احد الا صرعته فهي من روح الله وعطاء الله وهي اختصاص من الكافل للمكفول وهي (تجنيبه) من العائل لمن يعول.
    ......
    ان جمال شعبنا أساسه تباين مجتمعاته وتعددها وتنوعها واختلافها في السحنات والثقافات واللغات واللهجات... تختلف هذه البنيات ولكنها تجتمع كبينات وبيانات وتتجمع في نقطة التقاء وحيدة وحدة البصمة معرفة نفسها بكل موروثاتها في كلمة واحدة لا غير هي (السودناوية).
    ......
    اتركوا هذا المجتمع ومكوناته فهي ارسخ من أن تزول.
    لا تتخللوا اوساطه بالفتنة( والتحاريش ) فهي مرتدة عليكم لا محالة.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de