اتهم السودان إثيوبيا، بتوجيه «إهانة بالغة ولا تُغتفر»، في أشدّ البيانات لهجة منذ تجدُّد النزاع الحدودي المستمر منذ عقود في أواخر العام الماضي، حيث اندلعت اشتباكات بين القوات السودانية والإثيوبية على منطقة الفشقة.
وكانت قد انتشرت تقارير إعلامية عن مصادر استخباراتية في الأونة الأخيرة تشير إلى توجه الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام إثيوبيا كورقة رابحة بهدف محاربة الجيش السوداني ودعم قوات الدعم السريع بتمردها ضد الحكومة السودانية الشرعية، وهذا بعد التقارب السوداني الروسي في الأونة الأخيرة.
السودان يرد على إثيوبيا وقت طويل مر على النزاع الحدودي في منطقة الفشقة على الحدود الشرقية بين السودان وإثيوبيا، وهو النزاع الذي ما يلبث أن يخفت حتى يشتعل مرة أخرى بين الجارتين. النزاع حول الفشقة ناتج عن أطماع القيادة الإثيوبية في المنطقة ذات الموارد الكثيرة التي تشتهر بخصوص أراضيها، والتي هي أرض سودانية خالصة حسب ترسيم الحدود الدولية والحقوق التاريخية.
في ظل الأحداث المتسارعة قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، الخميس الماضي، إنها تعتقد أن «الصراع الذي يروّج له الجناح العسكري للحكومة السودانية لن يخدم إلا مصالح طرف ثالث على حساب الشعب السوداني»
وردّت وزارة الخارجية السودانية، بقولها: «إساءة بيان وزارة الخارجية الإثيوبية للسودان واتهامه بالعمالة لأطراف أخرى إهانة بالغة ولا تُغتفر».
وأضافت: «ما لا تستطيع وزارة الخارجية الإثيوبية أن تنكره هو الطرف الثالث الذي دخلت قواته مع القوات الإثيوبية المعتدية إلى الأرض السودانية»
كان السودان قد اتهم القوات الإثيوبية قبل أيام باختراق الحدود بعد اختراق مماثل من جانب طائرة إثيوبية الشهر الماضي، وهو ما نفته إثيوبيا.
كما أظهرت بيانات الموقع المتخصص بمتابعة حركة الطيران “flightradar24” عدة رحلات متوجهة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الى عاصمة تشاد إنجامينا، حيث هبطت الرحلة الأخيرة في الرابع من الشهر الحالي وحملت على متنها قوات خاصة تابعة للجيش الإثيوبي يعتقد انها متوجهة لدعم قوات الدعم السريع في السودان في حربها ضد القوات المسلحة السودانية.
المصالح الأمريكية وبهذا السياق، علق الباحث في الشؤون الأفريقية الدكتور حسام الصالح، بأن فشل التيارات السياسية في السودان لعدة مرات بإحداث تغيير سياسي في المشهد بما يناسب المصالح الأمريكية، إلى جانب توجه البرهان والجيش السوداني شرقاً للتحالف مع موسكو، دفع بواشنطن للتفكير بخطة بديلة لإزاحة البرهان عن المشهد والدفع بشخصية أخرى لسدة الحكم تمثل مصالح واشنطن.
وأضاف الصالح، أن واشنطن شرعت باستخدام نفوذها على الجارة الأثيوبية، من خلال إقناع رئيس البلاد أبي أحمد بإرسال قوات أثيوبية ومرتزقة لمساندة قوات “الدعم السريع” والدفع بهم نحو الانتصار على قوات الجيش السوداني ومن ثم إسقاط حكم البرهان بالقوة بعد فشل الخطط السياسية البديلة.
إثيوبيا ليست الدولة الوحيدة التي تدعم قوات الدعم السريع في الحرب السودانية، ولكن دخول إثيوبيا في الصراع سيكون له دور كبير، حيث تعتبر إثيوبيا أن لها حق في أراضي سودانية وتحديدًا مدينة الفشقة الواقعة على الحدود، بالإضافة إلى رغبتها بالحصول على الدعم الأمريكي في قضية أرض الصومال، التي تحتل موقعًا مهما على البحر الأحمر، وترغب إثيوبيا بدعم انفصالها عن الصومال مقابل الحصول على ميناء بحري وطريق كاملة السيادة داخل أراضيها.
بالتالي أصبحت المصالح المتبادلة هي الداعم الأول للاتفاق بين أديس أبابا وواشنطن، وتحاول الإدارة الأمريكية أن تسرع من هزيمة الجيش السوداني في الوقت الحالي خصوصًا بعد توقيعه اتفاق عسكري مع روسيا وتوجه نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار الى موسكو، حيث سيتم الاتفاق على بناء قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر مقابل دعم الجيش السوداني بالسلاح لضمان التفوق العسكري على القوات المتمردة.
خسر الغرب في العامين الماضيين تأثيره على القارة الأفريقية مقابل زيادة النفوذ الروسي، وبالتالي تخشى واشنطن من نجاح التعاون الروسي السوداني على غرار ما حدث في بروكينا فاسو والنيجر وإفريقيا الوسطى وغيرها، والتي كانت مستعمرات فرنسية وأمريكية لسنوات طويلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة