في الفترة الأخيرة، لاحظنا استعجال الخارجية السودانية باللجوء إلى الأمم المتحدة قبل اللجوء إلى الوساطات الإقليمية التقليدية مثل جامعة الدول العربية وقصر الشيوخ في أبوظبي، مما يثير التساؤلات حول ضعف تفعيل التواصل الدبلوماسي بين السودان والدول الأخرى التي تقدمت حكومة السودان بشكواها ضدها إلى مجلس الأمن.
دبلوماسية الشيخ زايد عرفت دبلوماسية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، بالحكمة والأبواب المفتوحة للخير دوماً. دأبت هذه الدبلوماسية على تعزيز العلاقات العربية والإسلامية من خلال الوساطات والمساعي الحميدة لحل النزاعات بين الدول. ولطالما كان قصر الشيوخ في أبوظبي مفتوحًا لاستقبال المبعوثين ومعالجة الخلافات بروح الأخوة والتعاون.
أهمية التدرّج الدبلوماسي
من الأعراف الدبلوماسية ما يتيح تدرجاً معيناً في معالجة الخلافات بين الدول، بدءًا من التنبيه عبر تبادل الرسائل الخاصة نظراً لوجود التمثيل الدبلوماسي، ثم التصعيد بإيفاد مبعوثين إذا لزم الأمر. وإذا استعصى الحل، يتم اللجوء إلى وساطات أخوية ممن لهم علاقات طيبة مع الأطراف المتنازعة، أو إلى المنصات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية التي تُعتبر بيت العرب الأول لحل الخلافات وتلافي التصعيد.
التوجه إلى المنصات الإقليمية
عند نشوب خلاف بين دولتين، يكون من الطبيعي والمنطقي أن تتجه الأطراف أولاً إلى المنصات الإقليمية قبل اللجوء إلى المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة. فجامعة الدول العربية، باعتبارها منظمة إقليمية تجمع الدول العربية تحت مظلة واحدة، تُعدّ المنصة المثلى لطرح الخلافات والعمل على حلها بروح التعاون والتضامن العربي.
اللجوء إلى الأمم المتحدة كملاذ أخير
تعتبر الأمم المتحدة الملاذ الأخير الذي يتم اللجوء إليه بعد استنفاد كافة الوسائل الدبلوماسية الأخرى. فرفع الشكاوى إلى مجلس الأمن مباشرة يعكس تصعيدًا كبيرًا وقد يؤدي إلى تعقيد الأمور بدلاً من حلها، مما يتطلب توخّي الحذر والتفكير الجاد قبل اتخاذ مثل هذه الخطوات.
ضعف التواصل الدبلوماسي السوداني
ما يلفت النظر في الحالة السودانية هو ما يبدو من ضعف في تفعيل التواصل الدبلوماسي بين السودان والدول الأخرى. فالتسرع باللجوء إلى الأمم المتحدة دون محاولة تفعيل الوساطات الإقليمية أو تبادل الرسائل الدبلوماسية يثير التساؤلات حول مدى فعالية وديناميكية السياسة الخارجية السودانية في معالجة الأزمات.
في الختام، يجب على السودان إعادة النظر في استراتيجياته الدبلوماسية وتفعيل التواصل مع الدول الشقيقة والجارة عبر القنوات التقليدية المتاحة. يجب تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والاستفادة من الخبرات الدبلوماسية العريقة لدول مثل الإمارات التي عرفت بدبلوماسية الشيخ زايد الحكيمة. اللجوء إلى الأمم المتحدة يجب أن يكون الملاذ الأخير بعد استنفاد جميع الوسائل الأخرى، وذلك لتجنب التصعيد والحفاظ على العلاقات الدولية بروح التعاون والأخوة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة