|
Re: الدبلوماسية السودانية تحتاج إلى مراجعة:ا� (Re: Mohamed Omer)
|
الخارجية الكلاسيكية: دبلوماسية الأزياء والعطور
وم في 12:33 صباحاً #1 في زمنٍ يتسارع فيه كل شيء حولنا، تظل وزارة الخارجية تعمل بوتيرةٍ بطيئة وكأنها لا تزال تعيش في حقبة الثمانينات. بدلاً من مواكبة العصر وتبني أحدث تقنيات الاتصال والسياسات الحديثة، يبدو أن أولويات الوزارة تنحصر في الأزياء الراقية والعطور الفاخرة. لنلقِ نظرة ساخرة على هذا الوضع الكلاسيكي الذي يطغى عليه النرجسية والبهرجة.
دبلوماسية الأناقة أول ما يلفت الانتباه في اجتماعات الخارجية ليس الأفكار الرائدة أو الحلول المبتكرة، بل الأزياء التي تليق بعروض الأزياء الراقية في باريس. الحضور عادةً ما يكونون مشغولين بمراقبة بعضهم البعض، ومقارنة البدلات الإيطالية، وربطات العنق الحريرية، بينما تكون الحقائب الجلدية الفاخرة هي زينة الجلسات.
العطور الفواحة أما عن العطور، فهي قصة أخرى. لا يمكنك دخول الوزارة دون أن تغمرك رائحة العطور الفرنسية الفاخرة. إنها ليست مجرد عطور، بل هي تعبير عن مكانة ونفوذ كل دبلوماسي. وكأن الرائحة هي ما يحدد مدى أهمية الشخص وليس إنجازاته أو قدراته. في الحقيقة، يمكنك أن تتبع أثر العطر لتجد الدبلوماسيين البارزين!
التكنولوجيا؟ لا شكرًا أما عن التكنولوجيا، فهي مجرد شبح يطل من بعيد. الاجتماعات تُعقد في قاعات مزينة بالأثاث العتيق، والمستندات تُطبع وتُوقع بالأحبار الفاخرة. الإيميلات والتواصل الإلكتروني؟ لا مكان لها هنا. بدلاً من ذلك، تُفضل الدبلوماسية الكلاسيكية الاعتماد على الاجتماعات الحضورية التي تستغرق ساعات من الحديث المكرر والبيروقراطية المملة.
نرجسية القيادة في هذه الوزارة، تجد القيادات يتسابقون في إظهار نرجسيتهم. النظرات اللامعة والابتسامات المزيفة هي السائدة، بينما تكون الإنجازات الفعلية في أدنى سلم الأولويات. الألقاب الفخمة والمناصب البراقة هي الهدف الأسمى، حتى وإن كانت هذه المناصب خالية من أي محتوى فعلي.
الدبلوماسية الجميلة
ولا يمكن أن نغفل عن الدبلوماسيات اللاتي يتم اختيارهن بناءً على معايير الجمال والأناقة أكثر من الكفاءة. تجدهن يتألقن في المناسبات الدولية بفساتينهن الراقية وعطورهن الفاخرة، وكأنهن في حفلة كوكتيل وليس في اجتماع يناقش مصير دول وشعوب.
في عالمٍ يتطلب السرعة والكفاءة، تظل الخارجية تعيش في عصرٍ مختلف، حيث تسبق الأزياء والعطور كل شيء. النرجسية والبهرجة هما عنوان هذا الزمن، بينما تظل الدبلوماسية الحقيقية مجرد ظلال باهتة في خلفية الصورة. إنها حقًا كوميديا سوداء تعيشها الدبلوماسية الكلاسيكية في عالمٍ يتغير بسرعة الضوء. .
| |
 
|
|
|
|