واحد من الحمقى

Quote: المارشال مناوي فكرة مثيرة للجدل لو سألني أحد صف لي مناوي لأختصرت الحديث بعبارة واحدة وهي أنه متمرد وُلد وهو يحمل في يده ملعقة من الذهب ... بدون حرب ، وبدون جيش دخل مدينتي الخرطوم والفاشر بعد أن إستغل إتفاق جوبا.. أصبح حاكم إقليم دارفور وهو يعيش في الخرطوم ... أسرته تعيش تحت مسمى اللجوء السياسي في المانيا وينعم أبناؤه بالتعليم الحسن والرعاية الصحية ... عاش في الخرطوم عيشة الملوك وكان كثير الأسفار لدرجة أنه فكر في تكملة تعليمه الجامعي في بريطانيا ... كانت الميزانية المخصصة للإقليم هي مليون دولار في الشهر ولكنها كانت تذهب إلى جيب مناوي والذي يتحكم في أوجه الصرف ، ومعظم هذه الأموال لم تذهب للنازحين أو دعم الصحة في الإقليم بل ذهبت لمجموعته العرقية .. ولو أجاد المارشال مناوي لعبة السياسة لأصبح الرجل الأول في السودان ولكنه معروف أنه رجل ظل ولا يعيش إلا تحت جلباب جلابي من دولة 56 وعقلية مناوى الضيقة لم تمكنه من إستيعاب النعم التي إنهالت عليه من السماء .. لم يقل الحمد لله والشكر لله وما حدث لي هو بسبب التغيير وثورة ديمسبر ، بل أنه تمسك بمقولة قارون : قد صنعت ذلك بعلمي ... كان مناوي ناقماً على حكومة الدكتور حمدوك وكان جزءاً من الحملة الإعلامية التي نهشتها ، وقد أرتكب أكبر الآثام عندما طرد القوات الأممية من دارفور ونهب مقراتها ومستودعاتها ، ومضى بعيداً عندما رفض محاكمة المخلوع البشير وبقية أركان نظامه والذين كانوا مطلوبين للمحكمة الدولية بسبب جرائمهم في دارفور ... إنضم العديد من الفلول لحركته وبالذات من ولاية الجزيرة ومنحهم المارشال نافذة للعمل السياسي من خلال حركته ... ثم كان إعتصام الموز وإغلاق ميناء بورتسودان وهي أدوات نجحت في التمهيد للإنقلاب وضرب الحكومة المدنية ... ولذلك أنا اقول أن هذه الحرب رغم عنفها وخسائرها كانت ضرورية حتى تكشف لنا الكثير وحتى نرى نهاية المتآمرين ... تورط مناوي في هذه الحرب لأنه دخلها بدون رؤية سياسية ودون قراءة حصيفة للواقع العسكري الذي يؤكد أن جيش 56 قد خسر الحرب ... مناوي خسر معركة الفاشر لأن قواته ترابط في القضارف من أجل تحرير الجزيرة ، وما تبقى منها يحرس تخوم شندي ، فقد إختار الميدان الخطأ في مساحة المعركة الكبيرة ... وكما قال الدكتور وليد مادبو أن جيش دولة 56 إنهزم في دارفور لأنه كان يمثل مستوطنين ولا يمثل دولة ، وقد إنتهت الحرب بين القبائل في دارفور بعد سيطرة الدعم السريع على مدن دارفور ومحاصرة الفاشر .. وأنا أضيف سبباً جديداً لهزيمة قوات مناوى وهو أنها قوات لا تملك عقيدة قتالية ولم تجرب الدفاع عن الدولة كما فعل الدعم السريع ... المارشال مناوي الآن يعض أصابعه ويشعر بالندم وينتظر من يرمي له الحبل حتى يخرج من قعر البئر السحيق ، ولكن حتى لو خرج فإنه قائد الآن بلا مستقبل سياسي وبلا جيش وبلا موارد أو حلفاء . ✍️بشرى علي