Quote: وأودع الجميع وغشاوة من الدموع تمنعني من رؤية الركاب الذين كنت أتعثر فيهم وأنا يتلقفني قطار حلفا المتوجه لمصر ...وأنا أمني النفس بعود حميد مستطاب متأبطا الشهادة..
|
دكتورنا ود الحسين يا صاحب
السمو العاطفي و الذائقة المرهفة السمهرية لالرفيعة
كنتُ ناحياً بالخيت دا محنىً آخر لكنك رجعتني لي:
[][] ضل الدليب أرريح سكن [][] (
وحملتُ روحي في فؤادٍ نازفٍ ما زالَ نصفُه مشلولاً)
@ كأي ابن سبيلٍ يمر ك(همس النسيم الماش)، و كمر السحاب لا ريثٍ
و لا عجل(و ما لاحقين حاجة). و لربما يختلط لدي الهنا بالهناك و بالهنالك ؛
و قد أكون ما عرفت ما السكن . غير أن لي وطناً ( وكت أشتاقلو برحل ليه من غير
زاد)؛ و إني قانع تماماً ألَّا شيء يعدل عندي قيمة و لو ذرةً من زعفران تراب الوطن.
©سبق و قلت :كثيراً ما أجد نفسي منزوياً في ركنٍ قصيٍّ
على طاولةٍ للعب الورق في مقهي بأحد الموانئ ، فقدت إحدى
سيقانها إثْرَ معمعة عراكٍ دموي شَرِسٍ ،ٍ نشب بين مرتاديه الثمالى؛
أو تجدني أتسكع و أنا أزرع الأرض طولاً بعرضٍ، جيئةً و ذهاباً في
إحدى صالات الخطاوي الضائعة (les Salles Des Pas perdues)؛
بينما أغرق في نوبة تفكيرٍ عويصٍ في مدى جدوى رحلتي القادمة: فهل
أنا في ذهابٍ أم في إيابٍ؟!! إذ لا أحد ينتظرني ليحتفي بي في محطة
إيابي ؛ مثلما لم يكن أحدٌ أصلاً قد أودع الله ديني و أمانتي ،
حين تركت العدم خلفي و اليباب أمامي.
***************@@@*****************
@ إن لي أكثر من اسمٍ و أكثر من تاريخ ميلادٍ ،
مُثْبَتةٍ في وثائق سفري منمقة الأغلفة، بألوان الطيف.
و لكنني حرٌّ أنا في خضم تلك الزحامات المسافرة دوماً ،
كسير طاحونةٍ هوائية لا ينفك راحلاً. و حيثما مررتُ بأيما نقطةٍ
للتفتيش و العبور تجدني مطمئناً ، مرفوع الهامة أمشي . حيث إني آمِنٌ أنا ،
كسلع الحوانيت أو طرود مواد الإغاثة المعفاة من رسوم الجمارك، و محروسٌ
إذا بجمهرة من العسس ، و تحت عيون أجهزة للإنذار المبكر. إذ لا أحد يكلف
نفسه عناء سؤالي حتى عن هويتي؛ و لا أحد يبدى تعجباً من مشيتي المتلعثمة،
أو من زرارٍ مقطوعٍ في معطفي (المهيرت) و بالي، و لا حتى من لطعة
دمٍ كذبٍ قد يلاحظونها مندلقةً على ربطة عنقي.
***************@@@*****************
¶ إذن ، لكأني عميلٌ مزدوجٌ متخفٍّ في روايةٍ بوليسية لأجاسا كريستي ،
تجدها معروضة في كشكٍ للصحف. متمردٌ أنا على مؤلف روايتي و ناشرها
و بائعها و من حملت إليه. و في وسعي أن أضيف أو أحذف أو أجرح أو أعدِّل أو
أبدّل كما شئت ؛ و أن أقتُلَ أو أُقتَلَ؛ و أن أمشي أو أجلس أو أطير؛ أو (أقلب هوبة)
ظاطو و أن أصير كيفما يحلو لي أن أصير؛ و أن أعشق أو أُبغض؛ و أن أعلو أو أهبط،
أو أسقط مردياً قتيلاً من على مقصلةٍ نصبت على قمة جبلٍ ، أو تلة زعتر في وادي عبقر؛
و لا يمسونني بسوءٌ. ذلك لأنني لم أعتدٍ قطُّ على ملكيةٍ فكريةٍ أو حقوق نشرٍ أو تأليفٍ
لمبدعي مأساتي ، و ليس لي قول ٌ فصلٌ حول مصيري ،حسبما صوروه ضمن
حبكةٍ درامية عنِّي في ألف ليلة و ليلة ، و من ألفٍ إلى ياءٍ.