11:42 AM May, 10 2024 سودانيز اون لاين Yasir Elsharif-Germany مكتبتى رابط مختصر
أولا في لقاء مع الصحفي الكاتب شوقي عبد العظيم. عن من صنع الحرب في السودانيستحق المشاهدة
Quote: أ/المحبوب عبد السلام - كشف المجهول عن من صنع الحرب
S+ Plus Channel 1570 Abonnenten
Mitglied werden
Abonnieren
164
Teilen
Herunterladen
Thanks
12.891 Aufrufe 23.01.2024 #sudan #الدعم_السريع #war المحبوب عبد السلام - حوار مع شوقي عبد العظيم وكشف الكثير من المجهول حول من صنع هذه الحرب في السودان. #السودان #sudan #war #الحرب #الجيش #الدعم_السريع
Quote: الاستاذ/المحبوب عبد السلام El-mahboub Abdelsalam [27 نوفمبر 2018] بسم الله الرحمن الرحيم الحركة الاسلامية هل تتجدد؟ رؤية للنقاش المحبوب عبد السلام . السودان بلادٌ طرفيةٌ على تخوم العرب بوابةٌ لهم الى افريقيا. وإذ فاضت الأطراف على المركز أيام القومة الشاملة وأسهمت فى مشيج الهوية العربية الاسلامية، إستقبل الطرف أيام الانخساف قوافل من المركز وجماعاتٍ منه تصاهرت مع المحليين وصنعت هويةً متميزة، حملت كثيرا من نقاء الأصول وسذاجتها، ولكنه تطور بهجمة الاستعمار الى دولة حديثة، قامت فيها قبيل الاستقلال حركة اسلامية حديثة، متجاوبة مع صحوة الاحياء فى العالم الاسلامى، ثم مع نهضة التجديد من حولها العربي ، لكنها لأول نشأتها، كانت محصورة مستصغرة فى مجتمعٍ بنيته صوفية، لكن تجذرت فيه طائفية سياسية، مضادةٌ بطبيعتها لكيان الحداثة، ولكنها مهيمنة بالولاء الروحى. شقت الحركة الاسلامية نهراً بين طائفتين عاتيتين يومئذٍ، تقاومها وتصدها حركة يسارية هى صنوها فى الحداثة، لا سيما الأشكال والنظم، ولكن بينهما الإقصاء والاستئصال فى جوهر العلاقة، كأن الوطن لا يسعهم معاً، بل لا يسعهم والجميع فى تنافس يساهم فى بناء الدولة وتحقيق التنمية، بل وفى مباركة الوعى بالديمقراطية، فحل الصراع والتنازع المفضى الى الدورة الخبيثة محل البرامج المتكاملة لخير الوطن، لكن فى سياق تاريخى كان يتعبد الايدولوجيا ويشيطن الآخر، بل وفى طفولة سياسية كأنها من لوازم التقدم الى النضج، ثم على عقيدة سياسية تقارب السياسة بمفاهيم اللعبة فى المخادعة والمخاتلة والمكر والكيد، وتؤسس برامجها على الاجراءات الديمقراطية دون البرامج. كانت الشريعة المصوبة لمسألة القانون هى جوهر دعوة الحركة الاسلامية وشعارها الى حين أوان جبهة الميثاق فى ستينات القرن المنصرم، دون تحديدٍ دقيق سوى أشواق المسلمين الى تطبيق أحكام دينهم فى الواقع المعاش والتمرد على ذل الاستعمار عبر التطهر من قوانينه الجنائية، وإذ ظهرت أول ملامح تلك الدعوة عبر جبهة للدستور الاسلامى فى اربعينات القرن المنصرم ، على قصورٍ بيِّن فى المفاهيم التى ستعبر عن ذلك الدستور، أما الاجتهاد الذى يوافى الاستدراك على بضع قرون من خروج السياسة عن الدين ويصوغ نصوص تنظم وتضبط دستوراً لدولة حديثة فقد ظلت حلماً كذلك بلا معالم ودعوةً دون برامج. ربما كانت جبهة الميثاق الاسلامى ( ١٩٦٤ ) بعضاً من حملةٍ عامةٍ تُعبئ للأوبة بالسياسة الى الدين، لكن قيمتها فى التاريخ تتجلى فى المشرع الجديد الذى وصل حركة الاسلام النخبوية بالمجتمع السياسي عبر فكرة التحالف الجبهوى مع قطاعات وأخلاط لم تكن بعضاً منه ولم تتربي ناشئةً فى مناهجه، فى ظرف نفسي دقيق، كانت فيه ما يعرف بالحركة الأم ( جماعة الأخوان المسلمين المصرية ) مضطهدة مقصية فى عهد الناصرية، تروج فيها أفكار العزلة الشعورية واستعلاء الايمان وجنسية المسلم عقيدتة والاسلام هو الحضارة، أو كما عبر عنها سيد قطب. وإذ عبرت جبهة الميثاق عن تمام الاستقلال عن المشرع العربي العام لحركات الأخوان، تجاوبت قيادتها الشابة يومئذٍ مع أساليب العصر ووسائله ونظمه باعتماد فكرة جماعة الضغط التى تصوب نحو قضية محددة أو شعار، تسفيد من دراستها فى أرقى الاكاديميات الغربية وخبراتها التى كسبتها من حياة أمتدت لسنوات فى المجتمع الغربي، بل إن حداثتها هى التى اتاحت لها مسرباً للقيادة فى المؤسسات النخبوية الحديثة شأن المدارس والجامعات، ثم رفعتها لتقف الى جانب أساطين السياسة الوطنية فى البرلمان. بعد الجولة فى أطر المجتمع التقليدى وعبر النخبة الحديثة، تهيأت للحركة الاسلامية خلوة فى المحابس والسجون، أُستغلت على وجه طيب فى الدرس العام عبر مطالعات توسعت فى التراث، ولكنها مست الثقافة الحديثة على نحو جيد، وفق كسوب الأفراد واجتهادهم، ولكن الشريحة القيادية وقد جمعتها تلك الخلوات، نصبت فى فراغ السجون للمراجعة الشاملة ثم، وعلى نحوٍ أشد نحو احكام خطة المستقبل نحو تمام التمكين. السودان مجتمع سمحٌ متسامح كريم، رغم أصول ونوازع فيه تجنح للصراع والعنف وتولع بالمنافسات والغِيَر والمحاسدات لا سيما ازاء ابتلانءات القربي والمصاهرة وتحديات الجماعات الحديثة فى المدارس والاحزاب والخدمة المدنية، فلم يضطهد الحركة الاسلامية طويلاً كما حدث لرصفائهم فى حركات الاسلام من حولهم، فخرجوا بعد بضع سنين من الحصار الى الحرية عبر مصالحة وطنية، شهدت مرحلة الانتشار الواسع للحركة عبر القطاع الحديث فى تطبيق محكم لبعض الخطة، ثم أتاحت هدنة المصالحة لشريحة أوسع فى القيادة أن تتولى مناصب قيادية فى مجالس التشريع وفى الحكومة التنفيذية، المركزية والاقليمية. إنتهت مرحلة المصالحة الوطنية بانقلاب النميرى على الحركة الاسلامية، ثم بانقلاب الشعب عليه بعد شهرٍ واحدٍعبر إنتفاضة رجب أبريل المباركة، لكن سنوات المصالحة الوطنية الثمان كما شهدت مقاربة الحركة للسلطان وانبساطها الحاسم لتصبح قوة فى السودان، شهد كذلك حادثات مهمةٌ جسيمةٌ منها تطبيق قوانين الحدود الاسلامية حلم الحركة وشعارها التليد، ثم اعدام زعيم الحزب الجمهورى محمود محمد طه، ثم اعتقال قادة الحركة الاسلامية قبل أن يقالوا من مناصبهم الدستورية الرفيعة، ثم الانتفاضة الشعبية التى نجت الحركة الاسلامية من عقابيلها الاسوأ بردة النميرى عليها قبل شهر واحد من سقوطه، بل بمشاركة الحركة نفسها فى الاضراب المدنى وفى المظاهرات التى استلمت الشوارع. عهد المصالحة الوطنية هو عهد انبساط واجهات الحركة الاسلامية فى سائر وجوه الحياة العامة: تقدم تجربة المصارف الاسلامية وشركات التأمين الاسلامية والشركات التى حملت صفة اسلامية، تأسيس منظمة الدعوة الاسلامية أول تجربة تصل الدعوة بالعمل الخيرى والانسانى، إنبثاق مؤسسات عنها مثل وكالة الاغاثة الافريقية الاسلامية وشركة دانفوديو، تقدم عمل المرأة وتأسيس منظمة رائدات النهضة، وقيام منظمة شباب البناء لرعاية العمل الشبابي، تأسيس المعهد الاسلامى الافريقى الذى تطور الى جامعة افريقيا وانتشار خريجيه من شرق القارة الى غربها، والامتداد داخل القوات المسلحة السودانية وتخرج أفواج منهم من دورات العلوم الاسلامية فى ذات جامعة افريقيا، ثم قيام منظمة شاملة للفنون والاداب ترعى وتنتج فى ضوربهم كافة، كماتأسس معهد للدرسات الاجتماعية يرعى فكر الحركة. ظلت الحركة منذ جبهة الميثاق تحفظ فى داخلها باطناً يقوم فيه تنظيم خاص، وظاهراً يتحالف مع جهات وأفراد فى المجتمع، وإذ يبدو الظاهر أوسع فإن الباطن كان هو صاحب الخطة والتدبير والقرار، ولكنها إذ تقدمت بعد الانتفاضة نحو الجبهة الاسلامية مضت بقرارها وبواقع تطورها لتدفع بغالب وجوه العمل الى الخارج ليكون بعضاً من نشاط الجبهة المعلن، وتحفظ للداخل فقط شؤون بالغة الحساسية شأن المال رالمعلومات والعمل العسكرى، بل إنها منذ عهد المصالحة الوطنية لا تكاد قيادتها التنفيذية تتدخل فى عمل واجهاتها الا اذا طرأت مشكلة تستدعى تدخل القيادة، فالواجهات مهما تعددت إجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، فهى من بعض وجوهها فيض من طاقة أعضائها، الذين إنتظموا فيها بالآلاف بعد أن درسوا وتخصصوا وهاجروا وربوا فى العلاقات العالمية مع الاسلاميين وغيرهم، وهى كذلك من حيث الفقه والرؤية والنظر تعبير عن صورة المجتمع المؤمن الذى ترجوه الحركة وتتطلع اليه فى المستقبل : المجتمع المسلم يقوم بغالب وظائفه والدولة بعدٌ من أبعاده وإن إحتكر لها إعمال القوة. حملت الانقاذ الحركة الاسلامية الى تمام الإمساك بالسلطة قبل بضع سنوات مما قدرت لدى مراجعة خطتها الاستراتيجية، باستعداد جيد عبر الاف الخريجين منذ الستينات ومئات المختصين بعدهم، ولكن بغير تهيؤٍ تام لموافاة مسؤوليات الدولة الحديثة فى بلد واسع مركب مثل السودان، يحيط به جوار كثيف حساس، فيه غرسٌ أجنبي تليد، ظهرت حساسيته تجاه قوانين سبتمبر التى ابتدرها رئيس النظام فحاصره حلفاؤه قبل أعداؤه ربما كانت المفاصلة نتيجة حتمية لجملة المعادلات والتناقضات التى تفاعلت فى مسار الانقاذ المعقد، وإذ أسس الحكم الاتحادى لسودان جديدٍ بالفعل جنب البلاد التنازع المفضى الى التقسيم، كانت الحرية الأتم أو الديمقراطية هى ضمانة وحدة الحركة الاسلامية وتقدمها لتغدو حزباً حديثاً جاذباً للشعب متقدماً فى منافسة الاخرين، وإذ طالت مراحل الانتقال إستطال مكوث قادة الحركة فى سدة القيادة مخططين ومنفذين، فلم تنل أجيال تالية فى الحركة فرص الدربة فى العمل التنظيمى والرسمى، ولم توافهم مرحلة الابتعاث الى الخارج فيحتكوا بتجاربه المتقدمة ويتعلموا لغاته، كما لم يدخلوا السجون ليخلوا الى الدراسة والتفكير والتذاهن أو العصف الفكرى بين بعضهم بعضاً. وربما كانت المفاصلة خيراً جنب البلاد غزوةً عقب هيجة القوى العظمى بعد حادثة سبتمبر ٢٠١١، وربما كانت خيراً إذ نبهت أن النهج القديم استنفد صلاحيته وأن لابد من رؤية جديدة بالكامل لمرحلةً جديدة بالكامل، ولكنها لم تكن تناظراً فى نقاش أو تداولاً بين جماعة، بل صراع بين سلط مادية وروحية، بين مراجع تاريخية وواقعٌ لا يمكن تجاوزه. كان كسب الحركة الاسلامية فى العلاقات العالمية متميزاً ممتازاً، صلات قديمة منذ النشأة مع حركات الاسلام من حولها ووشائج مع جيل التأسيس منهم. ثم تعارف فى سنوات الابتعاث الى عواصم العالم الحديث مع أعضاء تلك الجماعات الذين وفدوا مبتعثين مثلهم، ثم مع الذين اتخذوا من المهاجر إقامةً وعملاً فى الدعوة أو كسباً للرزق، فاستفادوا منهم وأفادوهم وتولوا المناصب القاعدية والقيادية فى تنظيمات الاسلام فى أوربا وأميركا. كما دخلت داخلة من أعضاء الحركة الى أفريقيا وآسيا أستقروا في أصقاعها المختلفة، ثم جاءت سنوات الاغتراب إذ فقدت أعداد مقدرة من أعضاء الحركة فى أول سنوات مايو الشيوعية وظائفهم، فهئ الله لهم أبواب العمل فى دول النفط العربية فى دوايين الحكومة أو فى مجال الأعمال. أثمر كل ذلك فى سنوات المصالحة الوطنية فرصاً مثل تمويل بعثات الدراسة فى اميركا أو مشروعات شأن منظمة الدعوة ووكالتها الاغاثية أو جامعة افريقا العالمية. كما نفعت حركة السودان جماعات الاسلام الناشئة ومنظماته حيثما كانت، من حزب النهضة التونسي الى فتح مكاتب للمجاهدين الافغان، ثم ايواء الفارين من الاضطهاد وعونهم بالدراسة او العمل او منحهم وثائق السفر وغير ذلك. تلك السيرة السودانية المجيدة أضحت اليوم عبئاً وعيباً على حركات الاسلام فى العالم فهم يقايسون الى التجربة السودانية وينسبون اليها، إذ هى موسومة فى الظاهر بذات السمات التى استدعت الشعوب العربية الى الشوارع من حيث طول مكوث الحاكم واستشراء الفساد، كما أنها قسمت نفسها فى مفاصلةً صادمة وقسمت السودان الى دولتين، إلا إنهم يقرون جميعاً ألا سبيل لهذه التجربة إلا باصلاح نفسها، ولن يجد شقٌ منها أن يتبرأ ويتوب عنها، أو تقف أعداد على الرصيف تعفى نفسها من المسؤولية، كما إنها تهتم بأمر السودان وتنشط فى النصح له والتوسط بين فرقائه تعلم أن ذلك واجب وتستشعر ديناً مستحقاً. الحركات الاسلامية نفسها مهما تكن تجربة السودان محرجةً لها فهى توقن بأنها متقدمة عليها فى الماضى وفى الحاضر اذا قامت تصلح أمرها نحو المستقبل، فتركيا إذ اعتمدت العلمانية لم تنج من الأزمات، ولم تتبرأ من شهوة السلطان فتقلب زعيمها بين المناصب يبتغى إطالة مدته. أما حركة النهضة التونسية التى تستدعى وقفة خاصة، إذ أنجزت تحولاً مهماً فى خاصة مسيرتها وفى عامة مسيرة الحركة الاسلامية العربية، لا سيما الاخوانية بفصل الدعوى عن السياسي، لكنها ما تزال محاصرة تخشى من النجاح لانه يجر عليها النغمة ويحاصرها بالاستقطاب، بين لادينية شرسة متنمرة، ومحيط عالمى أوربي يرسخ فى شعوره ولا شعوره أن الشمال الافريقى حديقته الخلفية، كما أن غالب قاعدة النهضة سلفية أدركت أنها خاسرة اذا لم تستجب لاجتهاد شيخ الحركة، فحنت رأسها للعاصفة الى حين. الجماعة الاخوانية المصرية الأم واجهت ساعة صعودها ديمقراطياً للحكم مأزقاً مع نفسها ثم مأزقاً أخطر مع المجتمع، فهى فى تعريف مرشدها أكبر من حزب وأصغر من دولة، فلا يناسبها أيما تأطير فى الدولة الحديثة، وإذ توالت عليها الابتلاءات وجابهتها التحديات الجديدة إكتسبت سمات الطائفة المباينة للمجتمع، تستأثر بشركاتها ومساجدها ومعاهدها ومركباتها العامة، وتتمايز بسمتها ولغتها، ورغم توسعها فى خدمة المجتمع عبر المستشفيات والجمعيات الخيرية، تيسر لمناويئها حصارها وهى فى تمام السلطة ثم إخراجها منها، تترواح اليوم بين الانشقاق والاصلاح، بين الاقصاء ثم الاستئصال وبين المراجعة والمصالحة الوطنية والعودة للمسار السياسي. فى فلسطين نالت حركة حماس نحو ٧٠٪ من مقاعد المجلس التشريعى فى حين لم تكن توقعاتها تتجاوز ٣٠٪ ، وإذ كان مطروحاً أمامها أن تكتفى بالدور الرقابي والتشريعى تستصحب تعقيدات العلاقة مع فتح ثم تأزمها مع اسرائيل، إنتشت بنصرها تأبي أن تخذل ناخبيها الكارهين لفساد فتح الطويل، فمضت نحو الوزارة بين مطرقةٍ وسندان، فقسمت المقسم واضافت الى معاناة الفلسطنيين، ثم ثابت الى مراجعة مبتسرة يعيق تمامها تاريخٌ ثقيل وعواطف تستعصى على العقلنة، وقد تخذلها عن استيعاب الاجتهاد الفلسطينى العام نحو حل الدولتين. ضرب الانشقاق حركة الجزائر بعد وفاة مؤسسها بين قدامى وقادمين وتكرر فى جماعة الاردن رغم سلامة كيان حزب العمل، فى حين فاز حزب العدالة والتنمية بعدة دورات فى المغرب، إذ احتفظ بثقة الناخبين من حيث هو طاهر من الفساد ومنجزٌ على أكثر من صعيد، ولكن قيادته دون طموح قواعده شديدة الثقافة بل دون طموح عامة النخبة، فاعتل نظام التحالفات وبقى رئيس الوزراء زعيم الحركة بضعة أشهر يعجز عن تشكيل حكومة لبضعة أشهر، حتى تدخل الملك وفرض أحد قيادات الجماعة ليعانى الحزب من أزمة مكتومة. الثورة الصناعية الثانية ثم ثورة المناهج والعلوم لتدخل مرحلة ما بعد الحداثة، ثم ثورة الاتصالات وظهور الانترنت بدل وجه الحياة جذرياً، أو بالاحرى بدل أحوال الانسان من أصوله كما قال ابن خلدون قبل عشرة قرون وهو يهم بكتابة تاريخ جديد للبشرية. فإذ تغلب اليوم أنباء الاسلام على قنوات الأخبار فى العالم يواجه المسلمون تحديات تفوق طاقاتهم وهم ما يزالون لا يبرحون مناطق الضغط الوطئ فى العالم، تهب عليهم من علٍ غزوات العالم الأول الثقافية والفكرية ويفيض علبهم باقتصاده واعاناته واغاثاته وهم يبسطون يداً سفلى، كما تبادر نخب منهم ومدارس ترجو حواراً مع الاسلام تطلعاً لكلمة سواء، أو أملاً يشخص نحو مثل الدين وروحه وأخلاقه، أن تسمق لمستوى المشكلات فتساهم فى شفاء أدواء المادية والاغتراب الذى ضرب الانسان المعاصر وأسلمه للفردية والشقاء، فضلاً عن معضلات الدولة الحديثة فى السياسة والاقتصاد التى تنتظر قبساً من الدين إذ لا تنقصها النظريات ولا التجارب. بلغت تلك الثورة فى المناهج وطرائق البحث الفكر الاسلامى وعلومه وتراثه الخصب تنذر أو تبشر بتحول عظيم، إذ تزايدت أعداد الباحثين الى أرقام ليست مسبوقة فى الجامعات ومراكز البحث، فوصلوا مصادر كانت مجهولة ونقبوا فى مادة من التراث كان المرور عليها عابراً، وأعادوا طرح الاسئلة الكبرى حول الأصول الاساسية الموحاة قرآناً وسنة. وإذ أن غالب التقدم فى المناهج ظهر عبر علم الالسنية المعاصرة ومناهج البنيوية وفلسفتها وما بعد البنيوية وسيادة الفلسفة التحليلة والتفكير النقدى ، فإن القرآن بوصفه كتاب بيان كان له نصيب وافر من ذلك ما يفتأ يتزايد وينفتح نحو مجالات أرحب، أما السنة فتتعرض للأسئلة حتى من دوائر العلم التقليدى فى العالم الاسلامى. وبتوسع مجال الدراسات الدينية والدراسات المقارنة وتطور علم النفس الدينى، بل وتقدم فلسفة الدين فى الفكر الاسلامى المعاصر وقد تعطلت منذ اقبال بعد ومضته الفريدة يتجدد الدين بعيداً عن أطر الحركات الاسلامية وعلى نحوٍ ربما لن تدركه ولن ترضاه ولكنه لا ينتظرها بأية حال، ولكن يؤثر على أجيالها الجديدة الطالعة التى طفقت تقرأ كتب الباحثين الجدد وتواجه أجيالها القديمة بالاسئلة الصعبة أو تجد طريقاً ممهداً الى الإلحاد أو التطرف. فى التأمل الذى يعيد النظر جذرياً فى مضمون الحركات الاسلامية وجوهر رسالتها لا بد من زيارة جديدة موسعة لمفهوم المجتمع المدنى وتطبيقاته المعاصرة لا سيما فى السودان، فإمتداد الحركة لأكثر من نصف قرن وتوفرها على أجيال انتمت اليها وبذلت فى سبيلها وقدمت التضحيات الجسام عبر تجارب ثرة على امتداد ساحة الحياة العامة، يظهر استثمار عظيم ربما يتجلى فى كل واحد ممن انتمى لتلك الحركة أو مسته بطرف منها. ذلك الجوهر الانسانى يحتاجه بلد واسع ما تزال غالب أجزائه متخلفة عن العصر فى التعليم والصحة والبيئة، فى الفكر والثقافة والفن، فى احوال المرأة والطفل والشباب، فى الغذاء والرياضة وفى الحساب والاستثمار والتكنلوجيا، كما فى المعاش والحكم والادارة والتنشئة السياسية ودراسة الموارد وبث الوعى الاستراتيجى، ثم فى مد الجسور مع العالم سلاماً وتعاوناً وتكاملاً لخير الانسانية.
بلغت تلك الثورة فى المناهج وطرائق البحث الفكر الاسلامى وعلومه وتراثه الخصب تنذر أو تبشر بتحول عظيم، إذ تزايدت أعداد الباحثين الى أرقام ليست مسبوقة فى الجامعات ومراكز البحث، فوصلوا مصادر كانت مجهولة ونقبوا فى مادة من التراث كان المرور عليها عابراً، وأعادوا طرح الاسئلة الكبرى حول الأصول الاساسية الموحاة قرآناً وسنة. وإذ أن غالب التقدم فى المناهج ظهر عبر علم الالسنية المعاصرة ومناهج البنيوية وفلسفتها وما بعد البنيوية وسيادة الفلسفة التحليلة والتفكير النقدى ، فإن القرآن بوصفه كتاب بيان كان له نصيب وافر من ذلك ما يفتأ يتزايد وينفتح نحو مجالات أرحب، أما السنة فتتعرض للأسئلة حتى من دوائر العلم التقليدى فى العالم الاسلامى. وبتوسع مجال الدراسات الدينية والدراسات المقارنة وتطور علم النفس الدينى، بل وتقدم فلسفة الدين فى الفكر الاسلامى المعاصر وقد تعطلت منذ اقبال بعد ومضته الفريدة يتجدد الدين بعيداً عن أطر الحركات الاسلامية وعلى نحوٍ ربما لن تدركه ولن ترضاه ولكنه لا ينتظرها بأية حال، ولكن يؤثر على أجيالها الجديدة الطالعة التى طفقت تقرأ كتب الباحثين الجدد وتواجه أجيالها القديمة بالاسئلة الصعبة أو تجد طريقاً ممهداً الى الإلحاد أو التطرف. فى التأمل الذى يعيد النظر جذرياً فى مضمون الحركات الاسلامية وجوهر رسالتها لا بد من زيارة جديدة موسعة لمفهوم المجتمع المدنى وتطبيقاته المعاصرة لا سيما فى السودان، فإمتداد الحركة لأكثر من نصف قرن وتوفرها على أجيال انتمت اليها وبذلت فى سبيلها وقدمت التضحيات الجسام عبر تجارب ثرة على امتداد ساحة الحياة العامة، يظهر استثمار عظيم ربما يتجلى فى كل واحد ممن انتمى لتلك الحركة أو مسته بطرف منها. ذلك الجوهر الانسانى يحتاجه بلد واسع ما تزال غالب أجزائه متخلفة عن العصر فى التعليم والصحة والبيئة، فى الفكر والثقافة والفن، فى احوال المرأة والطفل والشباب، فى الغذاء والرياضة وفى الحساب والاستثمار والتكنلوجيا، كما فى المعاش والحكم والادارة والتنشئة السياسية ودراسة الموارد وبث الوعى الاستراتيجى، ثم فى مد الجسور مع العالم سلاماً وتعاوناً وتكاملاً لخير الانسانية. هذه المرحلة تختلف جذرياً عما قبلها فلا يجدى معها العودة لمفاهيم العمل الجبهوى وأنماطه ولا تفيد فيها فكرة استزراع الواجهات ونشرها، خاصة بعد تجربة فى الحكم امتدت تقارب عقدها الثالث، فقد تجاوزت الانسانية بالانترنت صور التنظيم التقليدى المركزى، ليغدو شبكات موصولة ولكنها بلا عدد تتوالد بغير حساب، يقوم اليها ويتولى أمرها جيلٌ جديد نشأ بين أجهزتها ورضع أساليبها، ويتولى الجيل المؤسس رصد تجربته ويهديها بطيب خاطر للجديد. فالمجتمع المدنى ومنظماته الطوعية هى ذات وكالات المجتمع التى كانت عماد نهضة العلم وتقدم والمجتمع فى أوربا، يقاربها اليوم الفئة الأقرب للحداثة ويتقاعس عنها الاسلاميون رغم توافر طاقاتهم، لكنهم يفتقرون لشبكة العلاقات الثقافية والاجتماعية ولا سبيل الا أن ينهضوا اليها بتخطيط يوظف ذلك الاستثمار الهائل، فيما يشبه مفهوم إعادة الانتشار لتلكم الطاقات. لابد من عقيدةٍ هادية وفلسفة مؤسسة على رؤية تهدى قبساً من نور الى غربة الانسان المعاصر وتضئ لها طريقاً فى ظلمات المادية الفردية، فالدين إذ يكرم الانسان يرفعه الى مقام الصلة بالله دون حجب أو وسائط، والاسلام لا ينصب طبقة فى المجتمع يسمها برجال الدين، بل الايمان ديمقراطى يساوى بين الناس ويفتح لهم جميعاً طريقاً الى الغيب. لكن الايدلوجيا التى وسمت القرون الأخيرة جردت الانسان من الروح وعزلته عن الانسانية،ورغم شيوع مقولة أن العالم أضحى غرفةً واحدةً، لكنها شاشة قد تزيد الإنسان عزلة، فهى مادية فردية ضربت الأخلاق فى العمق وهزت الأسرة حصن الانسان الأول من الاغتراب والاستلاب، أو وظفته آلة تسوقه حتميات المجتمع وتضعه ترساً فى آلة الإنتاج. فالاسلام رسالة إنسانية توافى وجهة العصر الانسانية لكنها توحيدية تصله بالله الواحد. التوحيدية الانسانوية شرطها الحرية الأتم، لا تفتش ضمير الإنسان ولا تقمع مشيئته، ولكنها فى إطار التجديد الدينى لا بد من إجراء التسوية الفكرية مع الأطروحة الديمقراطية بوصفها آخر خلاصة للفكر الانسانى لتأسيس الدولة الحديثة وحل معضلة السلطة بتداولها سلماً والمساوة أمام القانون إحتكاماً اليه. وإذ تدعوا أصول القرآن الى المشيئة والشورى تبسط فقهاً أخلاقياً يعالج أدواء الدولة الحديثة الغالية والمتغولة على المواطن، كما تبسط الثروة كفايةً للناس كافة تكفكف جنوح الرأسمالية المتوحشة، لكنها لا تقهر مبادئ الاقتصاد الطبيعى بقوة السلطان، بل تبسط سوقاً حرة للمنافسة الكريمة التى تقدر الاجتهاد والموهبة. أذا انبسطت طاقات الحركة منتشرة منظمات وروابط وجمعيات ومبادرات فى المجتمع المدنى، يتأسس كيان سياسي حزبٌ أو تحالف، لكن سياسي فقط، على نحو ما حدث فى تركيا أذا سند عمل جمعية النور الواسع فى المجتمع قيام حزب العدالة والتنمية ليتقدم سائر الساحة السياسي فى وقتٍ وجيز قياسى بكل معيار ، وكما يبذل الكبار الحكمة لجملة العمل المدنى، يسندون العمل السياسي بفكرهم وعلاقاتهم ونصيحتهم، لكن يبرز للقيادة وجوهٌ جديدة شابة، لا تصنع تكلفاً، بل هى مما أثمرت سنوات التمكن فى الحكم، إذ تيسر للأجيال ناشئة أن يدرسوا بأفضل من الآخرين وأن يتاح لهم فرص للسفر والدراسة فى الخارج، ثم الدربة على الحكم وتولى الوظائف ولو صغيرة محدودة، يفارق بينهم وبين عامة نظرائهم فى الجيل. قد تنفعهم وسائل التواصل وتعرفهم الى مجايليهم وقد تقدمهم قياديين. لكن الحزب الحديث هو رؤية تبسط فلسفة الحزب وبرنامج ينبثق عنها، وقيادة منتخبة مراقبة ومحاسبة الى أجل، وريثما يقع التوافق على الاخراج والاجراء، يعمد فوراً لتلك الواجبات مستهلاً يطرح الافكار ويدير الحوار لا قصي ولا يعزل أحداً، من رفاق الدرب القديم أو من إخوة الوطن الراغبين.
عبر تعاقب أجيال قادة الحركة وإنتشارهم فى دول الجوار والعالم، دراسةً وعملاً وسياحةً، تراكت معرفة بالسياسة العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، بل وانتظم بعض قليل فى منظمات دولية رسمية ومدنية. ثم مع فسحة المصالحة الوطنية تيسر لأعضاء فى القيادة التنفيذية كانوا وزراء وقادة فى الاتحاد الاشتراكى وفى هيئة مجلس الشعب، زيارات رسمية ضمن الوفود الحكومية ساهمت جميعاً فى تمتين علاقات رسمية وفى تأسيس أخرى مع دول الاقليم ومع قوى عظمى، بل وسمى الأمين العام للحركة مرةً فى المنصب الأرفع فى السياسة الخارجية ( مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية ) وتيسرت له زيارات رئاسية للولايات الامريكية مرتين. ذلك كله خارج أطر العلاقات الاسلامية التى سبق ذكرها، فاذ جمعتا كان المأمول متى للحركة الاسلامية أن توالى نجاحاً مؤسساً على رؤية وفلسفة وسياسات وبرامج متى تمكنت، خاصة اذا أضفنا الى كل ذلك المران الأخير فى عهد التعددية الثالثة إذ تولى الأمين العام منصب وزير الخارجية لبضع أشهر وختم موسم التهيئة للإنقاذ بزيارات لمصر والسعودية وزيارة لأوربا. إذن أين تكمن وكمنت المفارقة بين السياسة العالمية وبين الحركة الاسلامية؟ ذلك سؤال وتساؤل يستحق التجاوب والنقاش العميق فى النظرة الراجعة الماسحة لمستوى التعثر والتأزم والفشل، ولكن إنما طرح السؤال هنا إنطلاقاً من قناعة أن نجاح أيما مسعى جديد فى العلاقات العالمية يقوم على تأسيس جديد للفكر الاسلامى يعتمد الديمقراطية ويضفى العدالة على إقتصاد السوق ويؤكد أولوية المجتمع المدنى على الدولة.
05-11-2024, 09:37 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51133
كتب الأستاذ المحبوب عبد السلام في مقاله بعاليه والمنشور في موقعه بالفيسبوك في نوفمبر 2018:
Quote: فالاسلام رسالة إنسانية توافى وجهة العصر الانسانية لكنها توحيدية تصله بالله الواحد. التوحيدية الانسانوية شرطها الحرية الأتم، لا تفتش ضمير الإنسان ولا تقمع مشيئته، ولكنها فى إطار التجديد الدينى لا بد من إجراء التسوية الفكرية مع الأطروحة الديمقراطية بوصفها آخر خلاصة للفكر الانسانى لتأسيس الدولة الحديثة وحل معضلة السلطة بتداولها سلماً والمساوة أمام القانون إحتكاماً اليه. وإذ تدعوا أصول القرآن الى المشيئة والشورى تبسط فقهاً أخلاقياً يعالج أدواء الدولة الحديثة الغالية والمتغولة على المواطن، كما تبسط الثروة كفايةً للناس كافة تكفكف جنوح الرأسمالية المتوحشة، لكنها لا تقهر مبادئ الاقتصاد الطبيعى بقوة السلطان، بل تبسط سوقاً حرة للمنافسة الكريمة التى تقدر الاجتهاد والموهبة.
معضلة الإسلاميين الذين ينادون بتجديد الحركة الإسلامية أنهم يقفون عاجزين أمام نصوص من القرآن والحديث تقول بقتل الكافر أو المرتد عن الإسلام، وهذا وحده يهزم دعوى التجديد والحديث عن الحرية والديمقراطية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة