|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: Nasr)
|
مقتطف من مقال سمير
Quote: الملفت للانتباه في مواقف بروفيسور عبد الله علي ابراهيم، وهو مناضل اصيل من قوي الثورة، فيما يتعلق بالحرب القائمة ومنذ اندلاعها، انها تتماهي مع موقف القوي المعادية للثورة وعلى خلاف مع قوي الثورة المدنية التي ترفض الحرب وتنادي بايقافها |
أنا شخصيا يصعب علي تصديق أن عبد الله علي إبراهيم من قوي الثورة لذات السبب الذي أورده كاتب المقال وهو تماهيه مع موقف الكيزان فهو مروج أساسي لدعاية كيزانية كاذبة تقول أن هناك حلفا بين قحت وتقدم مع الدعم السريع وما وجد عبد الله سانحة لتبرأة ساحة الكيزان إلا وأستغلها أسوأ إستغلال
للتاريخ ولتذكير الجميع والبروف عبد الله تحديدا لقحت ثم تقدم موقف ثابت وتليد وموثق من قوي الدعم السريع رفضا ودعوة للحل تبلور تماما وبأتم الوضوح بعد أن ساهم الدعم السريع مساهمته الفاعلة في فض الإعتصام
سياسة اللولوة ودس السم في العسل قديمة فات زمانها ولم تعد تشتري شيئا في سوق الثورة السودانية
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: Nasr)
|
والأمانة العلمية تقتضي أيراد مقال عبد الله علي إبراهيم موضوع مقال سمير
Quote: د.عبد الله علي ابراهيم 29 April, 2024 عبد الله علي إبراهيم
من الصعب على المرء في حرب السودان القائمة أن يصدق أن تنسيقية القوة الديمقراطية والمدنية "تقدم" واقفة على الحياد بين طرفيها، القوات المسلحة و"الدعم السريع"، فعسير أن يمنع هذا المرء، أقله، الانطباع بأن "تقدم" لا تخلو من ميل لـ "الدعم السريع"، وهي مكرهة في هذا لأن خصم "الدعم السريع" في توليفة القوات المسلحة والحركة الإسلامية (الفلول) مما نشأت "تقدم" وسلفها على بغضهما بغض التحريم، وهو بغض قديم عند كل منعطف ثوري في أكتوبر (تشرين الأول) 1964 وثورة 1985، وبالطبع استقوى هذا البغض خلال معارضة مكونات "تقدم" لـ "دولة الإنقاذ" التي لم تجمع في الحكم بين المتهمين المعتادين، الجيش والإسلاميين، وحسب، بل طاول حكمها فغلظ عود هذه البغضاء واستوت، وهذا مما يأتي بالحدس. أما موضوعياً فـ "تقدم" لم تتأخر عن نسبة "عدالة الحرب" إلى "الدعم السريع، إذ رأت في حربها رداً شرعياً على عدوان الجيش والفلول عليه في الـ 15 من أبريل (نيسان) 2023، وكثيراً ما غيبت أقلام بارزة من "تقدم" الجيش نفسه عن معادلة الحرب، وخصت "الفلول" بالهجوم على "الدعم السريع" هجوماً جرجرت الجيش إليه وأنفه مرغم، وعينت مطلب الفلول من الحرب وهو طي صفحة ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018 والعودة لسدة الحكم، فربح "الدعم السريع" بدور الضحية من "تقدم"، وربح البيع.
ولن تكون هذه مرة "تقدم" الأولى في الميل إلى "جيش" ناصب القوات المسلحة والإسلاميين العداء، فكانت طلائعهم قد زهدت في الديمقراطية التي جاءت بعد ثورتهم في أبريل عام 1985 إثر تعاظم نفوذ الإسلاميين في حكومة السيد الصادق المهدي، فتطلعوا إلى "الجيش الشعبي لتحرير السودان" للخلاص منها، وكان ذلك الجيش قاطع انتخابات عام 1986 لأنها ستعيد إنتاج حكومات السودان من لدن الاستقلال، بل التحقت جماعات منهم مثل القيادي الحالي بـ "تقدم" ياسر عرمان بالجيش الشعبي وحملت السلاح ضد القوات المسلحة.
ومع أنه شتان ما بين العقيد قرنق والفريق حميدتي من جهة الرؤية السياسة، إلا أن اضطرار "تقدم" إلى الاصطفاف مع "جيش خلاء"، في عبارة السودانيين، كرهاً في القوات المسلحة والإسلاميين، ماثل في الحالتين. ولن تجد لذاكرة جنوح "تقدم" للجيش الشعبي صدى في أدبياتها منذ تهافت مشروع السودان الجديد الذي أغراهم بالجيش الشعبي، في التطبيق، بدولة جنوب السودان بعد انفصالها عن السودان واستقلالها عام 2011، فأفحمهم من دون تذكر مبدأ السودان الجديد، الحرب الأهلية التي اندلعت بُعيد الاستقلال، جراء صراع جنرالات "الجيش الشعبي" على رأس جماعاتهم الإثنية، وكانت حرباً من الدمامة بمكان حيث بلغت حد جرائم حرب وذروتها التصفية العرقية، ولما فقدوا في "تقدم" ذاكرة مشروع السودان الجديد، الذي لم يكن، تمسكوا برمزه وهو العقيد قرنق كأثر بليغ من مغامرتهم للسودان الجديد في أثر جيش خلاء، بل بلغت العقيدة فيه أن قالوا إنه لو لم يمت باكراً بعد قيام حكومة الوحدة الوطنية في حادثة الطائرة عام 2005 لما وقع الانفصال نفسه، فالانفصال جريرة من أمسك بالزمام بعده.
وبدا الاعتقاد في أن قرنق كان صمام وحدة السودان وبموته تفرق البلد بدداً، كقشة الغريق تعتصم بها "تقدم" لتتفادى التصالح مع حقيقة فشل مغامرتها مع "الجيش الشعبي" في مشروع للسودان الجديد، وهو مشروع حملهم له شاغل معارضة حكومة الخرطوم بأية صورة، بينما لا يملكون أمراً ولا نهياً في إدارته التي هي بيد العسكريين، بل وفي يد قرنق دونهم، ولو توقفت "تقدم" بشفافية لجرد هذه المغامرة الفاشلة لوجدت من كان حذرها من عاقبتها وهو الأوثق معرفة بالجيش الشعبي، فصدرت ممن خرج من الجنوبيين وغيرهم منه بغصة كتب منذرة عن مآل الحركة إن لم تلجم السياسة العسكرية فيها، فصدر للأكاديمي وعضو القيادة العليا في "الجيش الشعبي" لام أكول كتابه "الحركة الشعبية لتحرير السودان: داخل ثورة أفريقية" عام 2001، وهو عبارة عن يوميات عن صراعه لبث الديمقراطية في هيكل الحركة التي التحق بها عام 1988 وانشق عنها عام 1991، كما صدر للكاتب والمؤلف في تراث جبال النوبة الذي انضم إلى الحركة عام 1986 وخرج عليها في 1996 محمد هارون كافي كتابه "نزاع السودان"، وصدر للأكاديمي بيتر أدوك نيابا كتابه "سياسات التحرر في السودان: نظرة من الباطن" عام 1997، وكان انضم إلى الحركة عام 1986 وغادرها نهاية العقد.
وهذه الكتب وسيرة أصحابها في الحركة، وبإيجاز، مصداق لمثل أفريقي يقول "إذا خرجت السمكة من النهر وقالت لكم إن التمساح مات فصدقوها"، فهي كتب وتجارب نعت الحركة لمن ألقى السمع. وصدر عام 2022 كتاب آخر لبيتر نيابا عنوانه "بدءاً بالقرية"، وهو ترجمته الذاتية في الحركة الشعبية الأم وفي الحركة التي انشقت عنها، وتوج بهذا الكتاب الأخير أربع كتب أخرى عرض فيها لنضال صفوة الجنوب من أجل "سودان جديد" ولسياسات الدولة السودانية الجنوبية التي انتهوا إليها عام 2011 بعد قرارهم الانفصال عن شمال السودان، وهو سياسي ووزير وكاتب وأكاديمي تخرج جيولوجياً في "جامعة الخرطوم" ودرس في "جامعة جوبا" وخرج على قرنق مع نائب رئيس جمهورية جنوب السودان الحالي ريك مشار، ولام كول في تنظيم باسم الحركة الشعبية (جناح الناصر) عام 1992 ليتركها بدوره عام 1994 ثم يعود لـ "الحركة الشعبية" بقيادة العقيد جون قرنق عام 1995 ليتقلد حقيبة التعليم العالي بعد اتفاق السلام الشامل بين الحركة الشعبية ودولة الإنقاذ عام 2005.
ووراء تلك الأسفار الشقية لنيابا في شعاب "الحركة الشعبية" روح مؤرقة بالديمقراطية في إدارة السياسة بالناس وللناس، فساقه أرقه إلى وجوب قيام الحركة على السياسة وأن تدار بديمقراطية إلى السجن، في الحركة الأم والحركة المنشقة. أخذ نيابا على الحركة الشعبية حيلولة طبيعتها العسكرية من دون تنمية بنية ديمقراطية تحكم أداءها، فاعتمدت بالنتيجة على الأوامر التي أخرجتها من زعمها بأنه حركة سياسية مسلحة، فالمنظمة السياسية في قوله "مهما قلنا عنها بحاجة إلى أن يتناقش أعضاؤها المسألة حتى ينعقد اتفاق حولها ديمقراطياً"، فالخلافات العائدة للسياسة فيها مما صار يحل بالقوة العسكرية لا بسبيل السياسة، وتوحشت الحركة بارتكاب إعدامات خارج نطاق القانون واعتقالات تحفظية من دون محاكمات في سجون الحركة، واستعان نيابا بتخصصه في علم الحفريات ليصور الأزمة في الحركة التي ساقت إلى الانشقاق فيها فقال إن الحركة نمت كياناً عظيم الجثة ولكن ظل رأسها على صغره فلم يعد قادراً على إدارة جسدها، وأضاف أنهم كانوا يقولون في علم الحفريات إن الديناصور تعاظم حجماً حتى لم يعد خشمه الصغير قادراً على إدخال الطعام المناسب لحاجته، فانقطع نسله من على ظهر البسيطة.
ووراء تلك الأسفار الشقية لنيابا في شعاب "الحركة الشعبية" روح مؤرقة بالديمقراطية في إدارة السياسة بالناس وللناس، فساقه أرقه إلى وجوب قيام الحركة على السياسة وأن تدار بديمقراطية إلى السجن، في الحركة الأم والحركة المنشقة. أخذ نيابا على الحركة الشعبية حيلولة طبيعتها العسكرية من دون تنمية بنية ديمقراطية تحكم أداءها، فاعتمدت بالنتيجة على الأوامر التي أخرجتها من زعمها بأنه حركة سياسية مسلحة، فالمنظمة السياسية في قوله "مهما قلنا عنها بحاجة إلى أن يتناقش أعضاؤها المسألة حتى ينعقد اتفاق حولها ديمقراطياً"، فالخلافات العائدة للسياسة فيها مما صار يحل بالقوة العسكرية لا بسبيل السياسة، وتوحشت الحركة بارتكاب إعدامات خارج نطاق القانون واعتقالات تحفظية من دون محاكمات في سجون الحركة، واستعان نيابا بتخصصه في علم الحفريات ليصور الأزمة في الحركة التي ساقت إلى الانشقاق فيها فقال إن الحركة نمت كياناً عظيم الجثة ولكن ظل رأسها على صغره فلم يعد قادراً على إدارة جسدها، وأضاف أنهم كانوا يقولون في علم الحفريات إن الديناصور تعاظم حجماً حتى لم يعد خشمه الصغير قادراً على إدخال الطعام المناسب لحاجته، فانقطع نسله من على ظهر البسيطة. وهكذا حال الحركة تفاقمت حجماً فضاقت بالديمقراطية التي وحدها من تغذيها بالحيوية والفاعلية، وحمل نيابا على قيادة قرنق المطلقة للحركة بما سبق لأكول وصفها بـ "العالم الكافكي" نسبة إلى الكاتب التشيكي فرانز كافكا من روايته "المحاكمة"، وهو العالم الذي يغرب الناس عن واقعهم بهدف إخضاعهم لإرادة غالبة، فلم يعلم لام أكول عن ترقية قرنق له لعضوية المجلس القيادي العسكري رسمياً بل من أناس حوله، وهي ترقية مع وقف التنفيذ لأن المجلس لم يجتمع طوال عضويته فيه على رغم كثرة مطالبه بذلك. وروى نيابا فيضاً من الروايات عن ذلك العالم، فكان نيابا يذيع مفهوماً سماه "بيت القوميات" الجنوبي، وهو عبارة عن مجلس نيابي تتمثل فيه شعوب الجنوب الـ 76 بالعدد نفسه، وبغض النظر عن غزارة عددها من قلته. وقام مفهومه على قناعته أن النبل من حرب التحرير في تواضع الجماعات غزيرة العدد وامتثالها لحقوق غيرها من أقوام الوطن، ولجم عزتها بعظم عددها، وفوجئ نيابا بقرنق يأمر بمصادرة كتابه الذي حمل ذلك المفهوم بعنوان "بيت القوميات: فضاء لحفظ الوحدة في التنوع لشعوب جنوب السودان"، وزاد بأنه أوقف توزيع الـ "تي شيرتات" التي كانت ستصحب تدشين الكتاب في مناسبة ما، وأمر قرنق بحمل الكتاب والـ "تي شيرتات" إلى مكان على بعد نصف ميل من الموضع لحرقها، وعلم نيابا أن قرنق قام بذلك نتيجة وشاية من أحدهم قال له إن نيابا أراد بمفهومه "إيقاظ الناس النائمة وقد ربحت الحرب". وحمل نيابا نفس أرقه بالديمقراطية إلى "الحركة الشعبية جناح الناصر"، وكان استحسن مذكرة صدرت عن لام أكول عام 1990 عن إصلاح الحركة الشعبية عنوانها "لماذا كان على قرنق أن يغادر الحركة الآن؟"، ووجد فيها ما تطلع هو نفسه للحركة التي ذاق منها الأمرين كما سنرى، وعاد من ألمانيا عام 1992 لينضم إلى جناح الناصر، بينما إجراءات لجوئه إليها كانت على وشك أن تخلص. وكان نيابا فقد رجله خلال عملية عسكرية عام 1987 ضد جيش الحكومة في بلدة الجكو، وهي معركة أدارها قرنق وقال نيابا إنه لم يحسن القيادة، وزاره قرنق حيث كان يعالج في مستوصف بأديس أبابا، ورفعاً لمعنوياته أخبره أنه تقرر سفره إلى كوبا لعلاج أدق وأنجع، وأهداه نسخة من كتاب "حرب الغوريلا" لماو تسي تونغ، وعلق نيابا قائلاً إنها لمفارقة لأن خطة ماو في كتابه ناقضة لخطط قرنق في حربه التي أصيبت فيها رجله، فلو واجه ماو تسي تونغ وضعاً مثل الجكو، في قوله، لامتنع من الهجوم على جماعة مرتكزة وحاصرها بدلاً عن ذلك حتى تستسلم صاغرة. وعاد نيابا من كوبا برجل واحدة وطلب لقاء قرنق ليعرض عليه استعداده لأداء أي مهمة جديدة، فقال "ولدهشتي وغثياني وغضبي قال لي قرنق بغير لبس إنه لن يكلفني بمهمة ما، وأنني ينبغي أن ألزم معسكر اللاجئين واعتني بأسرتي"، وكأن فقدانه لرجله أسقط عنه التكليف من الحركة الشعبية، فتمالك غضبه وشكر قرنق للوقت الذي خصصه لمقابلته وغادر بلا ضجة.
ولم يلبث نيابا في المعسكر طويلاً حتى اعتقلته المخابرات العسكرية التابعة للحركة وأُخذ إلى سجنها في بلدة بلبام، ولم يطلعه الجهاز بالتهمة التي أوصلته إلى السجن، وعطف ضابط في السجن عليه كمناضل معوق وجعله يقيم في جناح خاص من السجن الآخر الذي قال إنه عبارة عن حفرة واسعة في الأرض، وتعرف في الجناح الخاص على ضباط في الحركة يأتون بهم معتقلين ويتراوح عددهم فيبلغ الـ 30 في بعض الأحوال، ومن أعجب ما روى عن السجن دخول الملازم أول في الحركة ونائب رئيس مجلس السيادة الحالي في السودان مالك عقار عليهم معتقلاً ذات يوم، فجاؤوا به وربطوه إلى شجرة وعذبوه بغير رحمة. ولو لم يكن الرجل "على بسطة من الجسم"، ولا يزال، في قول نيابا، لما احتمل ذلك الأذى ولانتهى جثة تحت ذلك التعذيب، وقال إنه ما جاء الصباح حتى ذهب وحل وثاق عقار وأخذه ليرتاح على سريره، وأعطاه حبوب "تتراسيكلين" ليقاوم جسده التسمم من الجراح، وبعد ثمانية أشهر و14 يوماً أطلقت المخابرات نيابا. وتوقف عند واقعة كشفت عمق لؤم رفاقه، فحين خلص من إجراءات إطلاقه سلمه ضابط السجن برقية عمرها ثمانية شهور من أسرته تبلغه بأنه رزق طفلاً ويسألون عن اسم له، فقال "هززت رأسي من الصدمة، فمقدرتهم في الحول دونك ومثل هذا الخبر من أمهات الصغائر وقساوة القلب". ولم يسلم نيابا من السجن في شعاب جناح الناصر، فسرعان ما اكتشف أن ليس كل ما يلمع في شعاب الحركة ديمقراطية، فضرب الانقسام جناح الناصر وتضرجت المواجهات بين جماعة مشار وجماعة أكول بدم ضحايا، قال إنه زاد كثيراً عما فقدته الحركة بمواجهة جيش الحكومة المركزية، فسجنه أكول سجناً مؤبداً لم يدم لأكثر من ستة شهور، وقال إنه من سجنه شاهد لام أكول نفسه يتحول إلى نسخة كربون من قرنق ونظامه الذي يدور حول إرادة رجل واحد، ورأى في الدعوة إلى دمقرطة الحركة من مشار وأكول مجرد واجهة لاختلاف جنرالاتها لأن بنية الحركة لم تتسع للخلاف وإدارته، وكتب "سياسات التحرير في جنوب السودان" عام 1997، ليسمي قيام جناح الناصر بـ "وهم التحول الديمقراطي".
وكان سلف "تقدم" مثل ضيف على الحركة الشعبية وجيشها لا طرفاً عضوياً فيها، فلم يأت أي منهم بقبيله إلى الجيش الذي هو مكمن الشوكة في الحركة الشعبية، وسأل مرة أحدهم معرضاً بالسياسي والوزير والكاتب المرموق منصور خالد الذي انضم إلى الحركة عام 1986، بقلمه "السنين"، عن الجند الذين جاء بهم إلى ميدان المعركة، فلم يكن هذا السلف لـ "تقدم" تلك السمكة الأفريقية التي تعرف باطن النهر وإن كان التمساح قد نفق، ولم يفق ذلك السلف على نفوق عقيدة السودان الجديد إلا بعد انعقاد الاستفتاء الذي صوت فيه الجنوبيون بقيادة الحركة الشعبية للانفصال بما هو قريب من الإجماع السكوتي، وتذرعوا في "تقدم" بوفاة قرنق قبل الاستفتاء ليقولوا إنه لو كان حياً لأخذ الناس وحده في طريق وحدة السودان. وبالوسع القول إنه ربما كان نجح في ما يزعمه سلف "تقدم" له من تثبيت الوحدة، ولكن صح القول إنه مع ذلك لم يبن الحركة التي تحرص على ما حرص عليه وهو وحدة البلاد، سواء كان حاضراً أو غائباً. وليس من غرض هذه المقالة المطابقة بين حركة قرنق و"الدعم السريع" فالبون بينهما مما لا تخطئه العين، ولكن "الكُنته" في قول شباب السودان، أي بيت القصيد، هو عادة "تقدم" في المخاطرة في مشاريع لا تملك زمامها لتحصل الندامة.
[email protected] |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: Nasr)
|
وهذا هو موضوع عبد الله الثاني كما أورد سمير كل ذلك يا شباب لإثارة النقاش حول هذا الموضوع المهم
Quote: لوثة عداء الكيزان: منزلق ثوري لقفزة في الظلام (1-2) 819 د.عبد الله علي ابراهيم 8 May, 2023 يقول الشيوعيون عمن أكثر من مؤاخذتهم إنه يعاني "لوثة عداء للشيوعية"، وبدا لي من تحليل الثوريين السودانيين للحرب التي تعركنا بثفالها أنهم مصابون بـ"لوثة عداء كيزانية". وبالطبع لـ"الإخوان" ذنوبهم التي لا تغتفر ألا أن لا ترى غيرهم وحدهم سبباً في النائبات التي تعتريك. فأهل الحراك الثوري مجمعون، على رغم خلافاتهم الشقية، على أن "الإخوان" هم من أشعل هذه الحرب ليعودوا إلى الحكم. فرصد ثوار الاتفاق الإطاري قبل اندلاع الحرب "النشاط المتصاعد لعناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول، وسعيهم الحثيث إلى إثارة الفتنة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودق طبول الحرب أملاً منهم بأن يعودوا إلى السلطة مرة أخرى". وهو نفس رأي الحزب الشيوعي، إلا أنه لا يعفي خصومه في "الاتفاق الإطاري" من مسؤولية استثارة الحرب نظراً إلى مساعيهم لحل الأزمة السياسة "بالهبوط الناعم"، أي بالخضوع للعسكريين والانقياد لهم. ويرى حزب البعث أن "الإخوان" عشموا في الرجوع للحكم بتأجيج الفتنة بين الجيش والدعم السريع. ومن رأي "حركة حق" التي خرجت على الحزب الشيوعي في التسعينيات، أن الحرب ليست بين جنرالين أو فصيلين عسكريين "وإنما هي بالدرجة الأولى حرب النظام البائد بجنرالاته وقادته أجمعين ضد ثورة ديسمبر".
القول إن هذه الحرب صناعة إخوانية خالصة عداء عشوائي محض لا يحول دون قائله والتحليل المحيط لظاهرة الحرب التي تكتوي بها البلاد فحسب، بل يخلي يده أيضاً من أي حلول لها. فلا يعرف المرء السبيل لإخماد حرب يصفها الثوريون بـ"الفتنة" تارة، و"العبثية" تارة أخرى. فما لم تكن للحرب أسباب يأخذ بها من يريد إيقافها ويدبر لتلافيها صارت الحرب إعصاراً طبيعياً لا مرد له. ولهذه الحرب مع ذلك أسباب، بـ"الإخوان"، أو بغيرهم، أساسها حقيقة وجود جيشين في طريق لا مهرب منه للصدام، طال الزمن أو قصر. فخالد عمر يوسف، الناطق الرسمي للاتفاق الإطاري، جاء في كلمة أخيرة بطرف من تباينات مضرسة بين الجيش والدعم السريع من وراء هذه الحرب مؤكداً اعتقاده أن سببها "الإخوان" الذين سيحول "الاتفاق الإطاري" دونهم ودون العودة إلى الحكم.
فقال بتباينات بين الجيش والدعم السريع ظلت شراراتها تنقدح حتى حين بدا أنهما على حال وفاق تام متحالفين لتطويق الحكومة الانتقالية وكسرها. فعرض لاحتكاكات خشنة متكررة بينهما استدعت تدخل المدنيين لتجاوزها. وكانت عظمة النزاع هي تباين حظوظ ضباط الدعم السريع وجنوده عن حظوظ أقرانهم في القوات المسلحة. فكان الدعم السريع يصرف على أفراده بسخاء أوغر صدر الجيش النظامي. فاختصما في يونيو (حزيران) 2020 وتواجها ليسارع إلى نزع فتيل الأمة اجتماع مشترك بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء بحضور السيد الصادق المهدي. وخلص الاجتماع إلى تكوين لجنة مصغرة من ثلاثة لدراسة هذه التباينات بين الجيشين ومعرفة مخاوف كل طرف لتسوية الأمر. وبلغت حدة تلك المواجهة، في قول خالد، أن زميلاً له قال لأحد العسكريين "بالله لو قررتم عمل انقلاب لا تفحشوا فتخربوا البلد" وحدث.
وأطلق عبد الله حمدوك مبادرة في يونيو 2021 عن رأب الصدع في الأمة حيال حشد كل من الجيش والدعم السريع قواتهما. ولكن حمدوك وقوى الحرية والتغيير نجحا مرحلياً في نزع فتيل الصدام. ولم تهدأ ثائرة الجيشين حتى خلال انقلابهما على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. ففي لقاءات "قوات الدعم السريع" مع بعض الدوائر السياسية اعتزل قادتها الانقلاب وقالوا إنه تم بمشاركة من عناصر النظام القديم. وهو خلاف ذكره حمدوك، ضمن خلافات أخرى، دعته لقبول العودة إلى الحكم بعد الانقلاب عليه لأنها مما يهدد استقرار البلاد وأمنها.
لا يستبعد المرء أن يكون "الإخوان" وراء كل تلك المواجهات، ولكنها مواجهات بأسبابها لم يفبركها "الكيزان" للعودة إلى الحكم. وقصارى القول في توزيرهم إنهم وجدوا شقاً فوسعوه. فليس من بين الثوريين الذين نعرض لموقفهم من الحرب هنا من لم يدع إلى قيام جيش مهني قومي لأنه لا مكان لميليشيات تحمل السلاح خارج المؤسسة العسكرية السودانية (بعد تحريرها من "الكيزان" بالطبع). ولكن بدا في تحليلاتهم للحرب وأطرافها أنه فات عليهم اعتبار مهنية الجيش باستقلال عن النفوذ السياسي لجماعة ما، مثل "الإخوان" فيه. فلو اعتبر عمر القراي، مدير المناهج الخلافي في الحكومة الانتقالية، مهنية الجيش بغض النظر لما احتفل بما يردده محمد حمدان دقلو، الميليشاوي، عن أنه إنما يقاتل من أجل الحكم المدني الديمقراطي. ولما أجاز له أن يقاتل "الإخوان المسلمين" في "الجيش وكتائب ظلهم وعصابات النيقر (حرامية ومسلحون)" التي أشاعوها للإرهاب. وبلغت "لوثة القراي" بـ"الإخوان المسلمين" حد قوله إنه سيأخذ بما يقوله دقلو عن حرصه على الديمقراطية "سواء كان صادقاً أو غير صادق".
وترتب على هذه "اللوثة الكيزانية" بين الثوريين أن اشتروا من العسكريين (جيش ودعم قبل خلافهما) روايتهم عن "كيزانية" انقلابات ليست كذلك كما اشتروا نظرية حميدتي الحالية بأن القصد من انقلاب الجيش الحالي (أو سمه ما شئت) استعادة الكيزان لملكهم في البلاد. ونواصل
|
تتلخص كل الثورة ومناهضتها للقوي المعادية للثورة في: لوثة عداء للكيزان أو في أحسن الأحوال كيزانوفوبيا
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: Nasr)
|
Quote: اكاديمي ومؤرخ واديب وكاتب موسوعي من صفوة المثقفين السودانيين |
ما جابنا ورا إلا هذه الانطباعات المؤلهة للبشر حتى في الشارع العام عندنا سبعمية فرقة كلهم اميين وجهلاء وما بعرفوا حاجة إلا فرقة واحدة هي الأعلم والأفهم انه استخفاف العقول واسترقاق العواطف
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: طلحة عبدالله)
|
بعد أكثر من عام من حرب مدمرة طاحنة تكشفت خللها كثير من الحقائق ما زال موقف عبد الله علي إبراهيم هو
Quote: "الاخوان هم من اشعل الحرب ليعودوا الي الحكم"، "ما هو الا عداء عشوائي محض لا يحول دون قائله والتحليل المحيط لظاهرة الحرب التي تكتوي بها البلاد فحسب، بل يخلي يده ايضا من حلول لها." |
ما زال يبرئ ساحة الكيزان من جريمة الحرب وليته فند بإكاديميته التي نعرف صحة أو خطل هذا المقولة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: Nasr)
|
ولمزيد من الفهم لموقف عبد الله علي أبراهيم أنقل لكم هنا مقالة الباقر عفيف عنه
Quote: الالتواء والحذلقة الأكاديمية: الدكتور عبد الله علي إبراهيم نموذجا 719 الباقر العفيف 21 February, 2024 الباقر العفيف وضمن الذين ضلوا سبل الرشاد بشأن هذه الفتنة الدكتور عبد الله علي إبراهيم. والدكتور ليس "رجلا سَلَمَا لرجل" وإنما بداخله "شركاء متشاكسون"، وأعني بذلك أنه ليس متسقا في سيرته ومواقفه وإنما تصطرع داخله شخصيات متناقضة. وكما يجري التعبير العامي "الزول ده ما ياهو، أو ما براه". فهناك الشخصية التاريخية الماركسية الشيوعية التي يصر على التمسك بها حتى هذه اللحظة وتبرق في كتاباته الفينة بعد الأخرى. وهناك الشخصية المتوددة للكيزان والباحثة عن نَسَبٍ مشترك معهم. هذه الشخصية خالطته منذ أن اشترك مع أهل الإنقاذ في حوارهم الوطني ودخل مجلسهم الديكوري أول مجيئها. ويبدو أن الإنقاذ أصابت الدكتور بالصدمة والرعب الممزوج بالاحترام العميق الذي يشبه التقديس Shock and Awe فهم، وإن كانوا الأخير زمانهم، أتوا بما لم تستطعه الأوائل، من البشاعة، بحسب تعبيره، مما اضطره "لمصانعتهم". وهنا تأتي القدرات الأكاديمية في متناول اليد لتحويل الرعب والهزيمة، والمصانعة، من حالة مؤقتة للضعف الإنساني، لموقف فلسفي متكامل يكتسي بالرصانة الأكاديمية، ويدعي الموضوعية العلمية. هذا الموقف الفلسفي يسمح له بتدبيج المقالات احتفاء بذكرى ميلاد الترابي، ويسوغِّ له التتلمذ على أيديهم في علوم الشريعة في قلعتهم جامعة أفريقيا العالمية، ويبرر له العمل في ذات الجامعة الكيزانية أستاذا، متناسيا ما خطه بقلمه عنها في كتابه "الثقافة والديمقراطية في السودان" عندما كانت تُسَمَّى المركز الإفريقي الإسلامي. ومواصلة لذلك التودد للكيزان الناتج عن الرعب المخلوط بالتقديس يندرج توظيفه لملكاته وإمكاناته الأكاديمية ليبرر تأييده لجيشهم ولاستمرارية الحرب. وتأييده لمواقفهم الانعزالية الطفولية في مقاطعة المنابر الإقليمية والدولية العاملة على وقف الحرب كالأمم المتحدة ومنبر الإيقاد. أما عندما يتناول سيرة الحرية والتغيير فتبرز شخصية أخرى للدكتور تناقض تماما تلك الشخصية المهادنة للكيزان. فهو هنا فارس الحوبة، تراه مشرعا رمحه مكر مفر مقبل مدبر معا، وكأنه عنترة بن شداد على فرسه "الأبجر". وكما تقول العامة "حقيرتي في بقيرتي". فالدكتور يصب جام سخطه على "آلهة الحرية والتغيير وتقدم" التي حكمت على الشعب بحمل صخرة الكيزان مثلما حكمت آلهة اليونان على سيزيف بحمل صخرته الأسطورية لأعلى الجبل فما أن يصل القمة حتى تنزلق منه إلى السفح فيعاود الكَرَّة، وهكذا دواليك إلى الأبد. بل هو لا يتوانى عن اتهام الحرية والتغيير بالفشل حتى قبل أن تولد بعقود. فهو يقول: "أسأل نفسي ما هو ميس (في لعب الأطفال) أهل قحت وتقدم الذي يبلغون البلد به ويكون يوم النصر المؤكد على الكيزان فيرتاح خاطرهم وخاطر البلد. تربصوا {أي أهل قحت} بهم {أي بالكيزان} بعد انقلاب 1969 وسموهم "إخوان حتحوت" لينتهي الانقلاب التقدمي المزعوم في 1983 إلى ثيوقراطية دينية من أبو كديس أو أبو كيزان. وتربصوا بهم قبل ثورة ابريل 1985 وما بعدها ودمغوهم "بالسدنة" وتكأكأوا على شيخهم الترابي بأقصى الصحافة وغلبوه. ثم عاد الكيزان بانقلاب 1989 دولة ثيوقراطية لآخر حد. ثم اسقطوهم ك "فلول" في 2019، بل داسوهم دوس. ثم عادوا. ومدعوون نحن الشعب ما نزال للتعبئة لاستئصال الكيزان. أليس ثمة شيء غاية في الخراقة هنا؟" ثم يمضي إلى أن يقول "يبدو أن لا قحت ولا تقدم تريد لنا أن نرى عيبها من وراء قرارهم تحميلنا صخرة الكيزان التي أوثقوها على أكتافنا. وعيبها أنها لا تحسن القضاء عليهم. فيخرج عليهم الكيزان من ثقب أداء واجباتهم ويسألون: من أين جاء هؤلاء؟ وعلينا حمل الصخرة في الواد لأنهم حين فشلوا، وأدمنوا الفشل، خرجوا منه كالشعرة من العجين "اشكع على الكيزان". انتهي. ولعل الملاحظة الأولى في نصه هذا هي تجرؤه وتحامله و"حقارتو" بقوى الحرية والتغيير ودمغهم بالفشل وتحميلهم مسؤولية كل نجاح حققه الكيزان منذ عام ١٩٦٩، وكأنه ليس للكيزان فعل مستقل، وأن كل ما يقومون به هو عبارة عن ردود أفعال و "كَيَّة كدا" في قحت وتقدم، حتى وهما في رحم الغيب، قبل أن يظهرا في الوجود. وإلا فما هو دور قحت في انقلاب ١٩٦٩؟ أو ما أعقبه من ترصد للكيزان أو وصفهم "بإخوان حتحوت"؟ وما هو دورهم في إعلان نميري لقوانين سبتمبر ١٩٨٣، أو ما وصفه الدكتور بدولته الثيوقراطية من "أبو كديس أو أبو كيزان"؟ وكذلك ما هو دورهم في التحالف ضد الترابي؟ وما هو العيب في إسقاطه في انتخابات ديمقراطية حرة على كل حال؟ وما علاقة ذلك بانقلاب الإنقاذ في ١٩٨٩؟ هل يريد الدكتور أن يقول إن كل ما فعله الكيزان بكم إنما كان ردة فعل لخراقتكم وتحرشكم بهم، وأن خطيئتكم الكبرى تتمثل في مصارعتكم لهم ووقوفكم في طريقهم، وأن (عدم الخراقة) كانت تقتضي أن تفرشوا الطريق أمامهم بالورود والرياحين، أو أن تخلوا لهم الطريق وتقفوا على الرصيف مطأطئ الرؤوس أثناء زحفهم المقدس نحو السلطة؟ وإنكم إن لم ترتكبوا هذه الخطيئة الكبرى لكانوا ترفقوا بكم ووهبوكم "مَنّاً وسلوى من شعير" بدلا عن دق المسامير في الرؤوس وحشر السيخ في الأدبار؟
والملاحظة الثانية هو ضجر الدكتور من الاستمرار في مقاومة قحت للكيزان ومحاولات عزلهم سياسيا، وتمسكهم بهذا الهدف رغم أنهم لا يحسنون القضاء عليهم، بدليل أن الكيزان يعودون في كل مرة بصورة أكبر وأقوى. أما كيف يعودون بصورة أقوى وأكبر؟ فالإجابة عنده حاضرة. "من ثقب أداء واجباتهم". أي أن الكيزان يعودون دوما بسبب فشل قحت، وليس نتيجة تخطيط مستقل وعمل دؤوب في ممارسة السياسة القذرة على طريقة المافيا، بالتآمر، والإجرام، والاختراق، والكذب، والسرقة، وشراء الذمم، والعنف، والانقلاب العسكري. وهنا مربط الفرس كما تقول العرب. فقد حشد الدكتور في هذه الجملة وحدها كل معايب سلوكه. فبالإضافة للتغافل عن جرم المجرم وإلقائه اللوم على الضحية، تتصف عباراته بالالتواء في مقام يستدعي الاستقامة، والخنخنة في مقام يتطلب الإبانة، والإيحاء في مقام الإفصاح وصراحة القصد. فماذا يقترح الدكتور لقحت أن تفعل لتضع عن كاهله صخرة الكيزان طالما أنها لا تحسن القضاء عليهم؟ لماذا لا يصل بمنطقه لنهاياته الطبيعية؟ ولماذا يكتفي بالإشارة والإيماء وترك الباب مواربا؟ إن الدكتور الجليل يدعونا لأن نرخي ركبنا مثله، وأن نستسلم للكيزان ونقبلهم رغم كل ما فعلوه بنا. فهو يبدو أنه يستهدي بالمقولة الانهزامية القديمة "إذا لم تستطع هزيمتهم فانضم إليهم"، فاستسلم لهم من أول وهلة. ثم "فكَّر وقدَّر. فقتل كيف قدَّر. ثم نظر. ثم عبس وبسر"، حتى اكتشف الحل. فخرج كأرخميدس عاريا، ليس من "هدومه" بل من فضائله، وهو يردد "وجدتها.. وجدتها". لقد عثر على "الشفرة الثقافية" العروبية الإسلامية التي تجمعه بهم. "ثم أدبر" من كل تاريخه في الدفاع عن التعددية الثقافية و"ارتد" عن دين الحق والخير والجمال، "واستكبر" علينا بالإيمان، شأن الكيزان، وأصبح داعية للعروبة، مدافعا عن الشريعة الإسلامية، ومعتذرا عن الكيزان باعتبار مشروعهم يمثل الجماعة العربية الإسلامية القاطنة شمال ووسط السودان. فهو يدعونا أن ننظر لهذه "المجموعة الشمالية" باعتبارها تمثل "عنصرا" أو عرقا أو قبيلة Race. وهي مستهدفة كعرق، مما يقتضي تضامنها بجميع عناصرها سواء كانوا يساريين يمينيين وسطيين أو حتى جمهوريين، وهذه عنده كلها تنظيمات "شمالية". أي أنه يدعونا للارتداد للمكون البدائي ما قبل الحداثة، بل ما قبل الطائفية. وبناء على هذا الاكتشاف المذهل دعانا صراحة للدخول في خيمة الانقاذ. وأردف قائلا إن مصيبة هذه الجماعة الشمالية العروبية الإسلامية تتمثل في كونها ورثت وطنا أكبر من حجمها. ولأننا كلنا نعلم أن فشل النخبة الحاكمة يتمثل أساسا في عدم قدرتها على إدارة التنوع لأنها لا تستطيع أن تفسح مجالا لغيرها معها ولا تقبل من الآخرين سوى الخضوع التام لها، فيصبح تقصيرها للوطن على قدر طولها ضربة لازب عليها. وبناء على ذلك يمكن القول أن دكتورنا الهمام هو أول من نَظَّر لمثلث حمدي ودولة عمسيب.
هل استمعتم لآخر حججه في الوقوف بجانب الجيش؟ فقد قال في مقابلة تلفزيونية أنه يفاضل بين "المر والأمر منه"، وأردف القول إنه يعني "بالمر" الجيش، و"بالأمر منه" الدعم السريع. فانظر التضليل والالتواء أذ كيف يكون صانع الشر أقل مرارة من الشر الذي صنعه بيديه؟ إن الأمر البديهي هو إن كان الدعم السريع هو الشر المنطلق من عقاله والشيطان الرجيم يكون من البداهة أن الكيزان وجيشهم الذين صنعوا الدعم السريع هم الشر المطلق، وأكابر الشياطين الأكثر استحقاقا للرجم. كيف يكون فرانكشتاين أقل شرا من وحشه الذي صنعه بيديه يا دكتورنا الجليل، خاصة إذا كان ما يزال مستمرا في (الشغلانية) ويصنع في المزيد من الوحوش كالبراء والخرساء والرقطاء. إن استقامة الفكر كانت تحتم عليك القول إن الدعم السريع هو المر بينما الجيش هو الأمر منه. أما السؤال الآخر فهو لماذا علينا المفاضلة بين المر والأمر منه؟ ولماذا لا نرفضهما معا وندعو لوقف الحرب والموت والدمار؟ كلمة أخيرة تتصدي الكنداكة رشا بمثابرة وجلد لهذا الجيش العرمرم من المضللين أصحاب الحلاقيم الكبيرة والعقول الصغيرة. وهو ليس جيشا عاديا، بل يمتد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. وقسم كبير منه، كالكيزان وكتابهم المكريين وذبابهم الالكتروني وقوناتهم واللايفاتية تبعهم عبارة عن جيش قذر ملوث وملتاث، يمثل قاع مجتمعنا ومُجَمَّع قمامته ومجاري صرفه الصحي حيث يطن الذباب والهوام وينشط المجذومين فكريا والمعطوبين نفسيا. وعار علينا أن تركناها في الميدان وحدها. وقَصَّرنا عن دعمها والاصطفاف خلفها. أما هي فقد استحقت القيادة عن كفاءة وجدارة، وامتلكت كل صفاتها من وضوح الرؤية وقوة البيان ورجاحة الرأي وشجاعة الشجعان. * الحلقة الخامسة من مقالة د. الباقر العفيف بعنوان : حرب من هذه ؟ وما هي اهدافها؟ خراب سوبا، رابط المقالة كاملة في التعليق |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: Nasr)
|
شاهدت لقاء في قناة الجزيرة مع د عبد الله وبكري الجاك والوليد مادبو د عبد الله قال الجيش يجب الا يذهب للتفاوض الا بعد تحرير مدني
حتى يكون في موقف تفاوض أفضل
لم أفهم أهمية تحرير مدني وباقي المدن في يد الجنجويد الخرطوم ونيالا وكأس وزالنجي والجنينة وجبل أولياء والمواقع العسكرية في القيادة العامة واليرموك والإشارة وقاعدة النجومي والاستراتيجية المفكر الكبير لا يلتفت لتكلفة الحرب القاهرة لا تحرك مشاعره فيديوهات الموت والخراب الدمار لا تهمه معاناة النازحين
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: mohmmed said ahmed)
|
د عبد الله عمل تنظير كتير ووصل لوصف ما يحدث بأنه حرابة وليس حربا ثم انطلق لاعتبار الدعم متمرد ويمارس حرابة ضد الدولة يعني وجد مبرارت ايديولوجية إسلامية لاستمرار الحرب
الطريف تطابق الحافر بالحافر بين فكرة الحرابة عند دكتور عبد الله والانصرافي الذي استخدم وصف حرابة لتبرير مشاهد التنكيل بجثث قتلى الدعم السريع
ياربي دا توارد خواطر ولا توافق فكري
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: هجوم بروفيسور عبد الله علي ابراهيم على قو� (Re: mohmmed said ahmed)
|
سلام الأعزاء نصر ومحمد سيد أحمد وجزيل الشكر لما تفضلتما به. والتحية لكاتب المقال الأستاذ سمير محمد علي.
مقال متميز
Quote: الركيزة الاساسية للوصول بالثورة السودانية الي اهدافها في التحول المدني هو ان تتجاوز اولا قوي الثورة خلافتها وتلتف حول ما يجمعها لتكوّن ائتلافا واسعا جامعا لكل من يؤمن باهداف الثورة، حينها فقط يمكنها ان تنجح. لعل الاكاديمين والمفكرين والمثقفين هي الفئة الاقدر والاكثر تأثيراً في قيادة اتجاهات الراي لدي الكثيرين نحو التوحد وتجاوز الخلافات في سبيل تحقيق اهداف الثورة. |
| |
 
|
|
|
|
|
|
|