بمثل ما للريحِ من جسارةٍ بمثل ما للجهاتِ من يقينْ خذ ما تبقى من ركامِ العمرِ خذه بقوة ثم غادر جِلدَك اللعينْ فالآن فيكَ تنتصبُ المآتمُ في أقاليمِ الدمِ الحزينْ في كلِ ناحيةٍ تجلس بوصلةٌ يتيمة لا تشير سوى إليكَ كنايةً عما كتبته الريح تذكارا للأسى على جدرانِ الجهات السقيمة
بمثل ما للريحِ من جسارةٍ بمثل ما للجهاتِ من يقينْ
خذ ما تبقى من جسدِ اللعناتِ رملاً من تفاصيلِ الهزيمة رماداً من مجامرِ السنينْ أو إِقْنع بما تساقط حولك من ريشِ الخسارة فهو بعض نشيدٍ يستبيح دمَ العبارة هو لفحٌ من لؤمِ الجهاتِ يشارك الغريبَ ظلَه النحيل يشاطر الفرحَ متاعَه القليل ينادم النهرَ خمرَ موجِه النبيل هو ما قالته الليلاتُ سراً عن فجيعة الأرضِ عن قبورٍ تبيع نهارَها جهراً لشهوةِ الترابِ عن معنىً يقتحم لهاةَ التأويل ْ عن موتٍ لا يحتمل التأجيلْ
إِقنَع بما ينِزُّ من شقوق الصبرِ المصلوبِ على حوائطِ الرحيلْ وسافر ففي الأسفارِ خمسُ ..... تطفح من تجاويفِ الجسارة
04-17-2024, 09:40 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
في صباحِ لا وجهَ له حطت الريحُ على سفحِ الجرحِ إختبأ الضوءُ عميقاً تحت لهاثِ الأقدامِ وأغنياتُ خلعت حناءَ لحنها القديمِ جاءت ترسم فوق ألواح الهواءِ صورَ الأيامِ قلقَ الفصولِ رائحةَ الأحلامِ مواقيتَ الأفولِ
الريحُ الآنَ تبْذرُ طعمَ الحرفِ اليابسِ في لحمِ اللغةِ العمياء والجهاتُ لبست كيدَها العظيمِ وأفلتت تنادي خذ من جيبِ المسافةِ ما تبقى من نزيفْ ما قد يسدُ رمقَ الصحوِ النائمِ في أغوارِ الماء في ظنِ أفئدةِ الخريفْ ما قد يمهلُ شبقَ نعاسِكَ فيك يضرب للعينينِ مواعيداً لعناقِ الحلمِ لأحجيةً عذراء الطعمِ وسادةَ من شفقِ الشوقِ أغنيةً للسماء لأعراسِ الغيمِ
فالليلُ قد علمَ الغريبَ جميعَ الأسماء قال للأحزان أسجدي أمامَ شوقه المكين فسجدن جميعاً إلا الغيابَ سيدَ الشقاء إلا ذلك اللعين
في نهارِ لا إسم له لم تضع الريحُ نبوءتَها في رئةِ العشبِ لم يرقص ظلٌ يضمرُ رجسَ الجسدِ يرسمُ جسدَ الرجسِ إنزلقَ صدى النمساتِ خجولاً يسيلُ على شرفاتِ النفسِ كحباتٍ من عرقٍ يحبو فوق خدودِ الشمسِ
04-17-2024, 09:41 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
من حجرٍ تسكنه الحمى ينبعُ دمعٌ من احشاءِ العتمة الوقتُ الآن غريقٌ بين صراخِ الحلمِ وملحِ الصمتِ الرابضِ في حنجرةِ الظلمة الماءُ الآن حريقٌ وسط الصرخةِ والأصداءِ
خذ من نافذةِ الشوقِ طعمَ الضوءِ الأول مجداً للجرحِ وترياقاً لشقاءِ الوعدِ خذ من نافذةِ الشوقِ لهباً يوقد رحمَ الشمسِ يحرك نطفات الرعدِ أناشيداً من فرائض العذابِ تباريحاً من سننِ الشقاءِ لتقتنص الجهاتٌ فرائسَ الإيابِ تمتصُ ضحكةَ الخريفْ دفءَ حكايات الشتاءِ خذ ما تبقى من نزيفْ لتقايض الحراسَ بما تبقى فيكَ من فضةِ الكلامْ لتقابل الآتينَ حين تُفضُ أحجبةً الزحامْ
04-17-2024, 10:02 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة