*ما يُسمَّى بـ " الجيش السوداني ، وقوات الشعب المُسلَّحة السودانية " .*
*بعض الصوَر والحقائق ـ من السّـِجِل الإجرامي لهذه المنظومة*
*منذ نشأتها ـ في القرن الماضي ـ وُلِدَت المؤسسة العسكرية السودانية موبوءة في جسدها ـ وقد درجَت منذ مولِدها ـ على تشريد وتقتيل مواطنيها ـ (من أبناء الشعب السوداني) ـ بلا ذِمَّة وبلا ضمير ـ وكأنما خُلِقَت لذلك .*
*هذه المؤسسة التي تُسمَّى (الجيش السوداني ، والقوات المُسلَّحة السودانية) هي في حقيقتها منظومة إجرامية ـ وبشكلها الحالي ـ أبداً لا تُمثّـِل ولا تُشرّف المواطن السوداني ، ولا تستحِق ـ أبداً ـ صِفة " وطنية " ـ بأية حال ، فهي عبارة عن مجموعة مافيا وعصابات إجرامية ، أرزقية ، لا وعد ولا عهد ولا أخلاق لها ـ البتَّة ، ولم تفلح إلا في تشريد وقتل المواطن السوداني ، وفي ممارسة الخِداع والتضليل والكذب المفضوح ـ على البُسطاء من أبناء الشعب السوداني ، تارةً بإسم الوطنية ، وأخرى بإسم الكرامة ، وفي الحقيقة فإن جنودها ـ من أصغر إلى أكبر رُتبة فيهم ـ لا يعنيهم سِوى مصالحهم ، وبأية ثمن .*
*وفي تاريخها ـ بعد إستقلال السودان ـ لم يسبق مُطلقاً لهذه المؤسسة أن خاضَت حرب ضد عدوان خارجي على السودان ، بل الأدهى أن جنودها لم يسبق لهم مُطلقاً أن وجَّهوا سلاحهم لغير المواطِن ـ الذي أقسموا على حمايته وحماية أرضه وعِرضه ، فإذا بهم يقتلونه ويغتصبون أرضه ، وينتهكون شرفه ، ويشردونه من دياره ووطنه ـ دون وجه حق ، وبلا رحمة .*
*وهي منذ نشأتها ـ لم تكن تعمل لمصلحة السودان والسودانيين ، بل أُنشِئَت لتحقيق غايات وأهداف مُحددة ، أنشأها الإستعمار البريطاني في العام 1925م ، لحماية مؤسساته ومستعمراته في السودان ـ تحت إسم (قوة دفاع السودان) ، وكانت هذه النواة الأولى لما سُمّـِي لاحقاً بـ (الجيش السوداني ، والقوات المُسلَّحة السودانية) .*
*وبعد إستقلال البلاد ـ امتهنَت هذه القوة " السياسة والخساسة " ودخلَت في ذلك من أوسع الأبواب ، وكان ذلك عبر حزب الأمة ـ أحد الأحزاب الطائفية التي رُزِء بها السودان في تاريخه الحديث ، استنَّ هذا الحزب ـ سُنة الإنقلابات العسكرية للإستيلاء على السّلطة بالقوة ـ في خمسينيات القرن الماضي ـ وأصبح ذلك نهجاً لكل من ابتغى الوصول إلى الحُكم بالقوة العسكرية في السودان ، ومنذ ذلك الوقت انحرفَت هذه المؤسسة ، وخالفَت العقيدة العسكرية ، والمُهِمَّة الأساسية للجيوش في العالَم .*
*وبعد مجيء الإخوان المسلمين إلى الحُكم في السودان في 1989م تم تجريد المؤسسة العسكرية من ما تبقَّى فيها من شُرفاء ، وتدريجياً تم تسييس وأدلجة هذه المؤسسة بالكامل ، وبحلول العام 1990م أصبح الإنتساب إلى الكلية الحربية يتم على أساس الولاء والإنتماء السياسي ـ فإن أنت لم تكن تنتمي إلى الحركة الإسلامية بالولاء أو بالتنظيم ـ لن يتم تقييدك في كشوفات الكُلية الحربية ، حتى وإن كنت مُؤهلاً لذلك ، وبهذا تم دق آخر مسمار في نعش هذه المؤسسة ، ففسدَت وأفسدَت ، وارتكبَت من الجرائم ـ في حق مواطنيها في السودان ـ ما يندى له الجبين ، وما يندُر مثيله في تاريخ البشرية ، فخلال سنوات حُكمهم البغيض ، قتل الإخوان المسلمين بواسطة كتائبهم الجهادية الإجرامية ، المزروعة في المؤسسة العسكرية ـ قتلوا ما يزيد على إثنين مليون مواطن في جنوب السودان ـ بإسم الدين ، وقتلوا مثلهم آلاف الأبرياء في أنحاء السودان المُختلفة ـ دون وجه حق ، و داخل ما عُرِف بـ (بيوت الأشباح) ـ اعتقلَت ، وعذَّبَت ، وقتلَت ـ عصابة الأجهزة الأمنية لنظام المافيا الكيزانية ـ العديد من شُرفاء السودان ، واغتصبَت الحرائر ، ومارسَت أبشع أنواع التنكيل والإذلال في حق أبناء السودان ـ رِجالاً ونساءً ـ على حد سواء .*
*والحرب الحالية ، ما قصتها ؟ وهل هي فعلاً حرب وطنية ، وكرامة ـ كما ادّعى مشعلوها ؟!*
*هذه الحرب ، لا مشروعية لها من أية ناحية ، ولا علاقة لها مُطلقاً ـ بالوطنية والكرامة ـ كما يدَّعي من أشعلوها ، وهي في حقيقتها ليست إلا امتداد للفِتَن والحروب الداخلية السابقة في السودان ، وقد أشعلتها ذات الوجوه البئيسة ، المُجرِمة ، لا لشيء سِوى تعطُّشهِم للدماء ، وحِرصاً على مصالحهم ، ورغبةً في الإنفراد بالسُّلطة ، والتسلُّط على الشعب السوداني ، ونهب ثرواته ومُقدَّرات بلاده .* *كيف لا ، وشعارهم الأشهر :* *فلتُرَق منهم دماء* *أو تُرَق منَّا الدماء* *أو تُرَق كل الدماء*
*فأي جيش هذا الذي يفعل ذلك بمواطنيه ؟!* *وبأي حق تدَّعي هذه المافيا الإجرامية ـ الوطنية والكرامة ؟!*
*والحقيقة أنه لم يسبق لأي حرب في السودان أن تم حسمها عسكرياً ، كل الحروب في السودان انتهت بالتفاوض ، فلماذا يُصِر البرهان ـ قائد هذه المنظومة الإجرامية ـ على ترديد نغمة (الحسم العسكري) ؟!* *وليسأل كل مواطن ، هذا السؤال :* *من أشعل الحرب الحالية ؟ ومن يقف خلفها الآن ؟ ولماذا ؟!*
*هذه لمحة موجزة ، مُختصرة ـ من السّـِجِل الإجرامي في الجانب العسكري لهذه المنظومة ، ولقد كان من الممكن أن يمتد الحديث في هذا الجانب بإضافة وقائع حدثَت ـ بالأدلة والبراهين ، ولكني آثرتُ الإختصار والإيجاز لأسباب منها : عزوف الأجيال الحالية ـ عموماً ، والمواطن السوداني ـ خصوصاً ـ عن القراءة والإطّـِلاع ، أيضاً لإنشغال السودانيين بما يدور الآن في واقع حياتهم اليومية ـ في هذه الظروف .*
*أما الفساد والإجرام في الناحية الإقتصادية لهذه المنظومة الإجرامية ـ فالحديث فيه وعنه يزكم الأنوف .*
*لذلك لا نهضة للسودان ومؤسسته العسكرية مرزوءة وموبوءة بعصابات إجرامية ـ لا غاية لها سِوى مصالحها ، لا سبيل للإصلاح في السودان إلا بمُعافاة المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها وتأهيلها جذرياً .*
*فالدستور والقانون ركيزة أساسية للحكم الرشيد ـ في أي مكان ـ وفي أغلب الأحوال القضائية لا يتم تطبيق القانون إلا بواسطة أداة غليظة ، فإن كانت هذه الأداة (الجيش والمؤسسة العسكرية بكُلّـِيتها) ـ لا تعمل لمصلحة الوطن والمواطن ، فعلى الوطن السلام .*
*الصديق الزبير الصديق* *أبريل/ 2024م*
04-15-2024, 06:58 PM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11355
Quote: هذه المؤسسة التي تُسمَّى (الجيش السوداني ، والقوات المُسلَّحة السودانية) هي في حقيقتها منظومة إجرامية ـ وبشكلها الحالي ـ أبداً لا تُمثّـِل ولا تُشرّف المواطن السوداني ، ولا تستحِق ـ أبداً ـ صِفة " وطنية " ـ بأية حال ، فهي عبارة عن مجموعة مافيا وعصابات إجرامية ، أرزقية ، لا وعد ولا عهد ولا أخلاق لها ـ البتَّة ، ولم تفلح إلا في تشريد وقتل المواطن السوداني ، وفي ممارسة الخِداع والتضليل والكذب المفضوح ـ على البُسطاء من أبناء الشعب السوداني ، تارةً بإسم الوطنية ، وأخرى بإسم الكرامة ، وفي الحقيقة فإن جنودها ـ من أصغر إلى أكبر رُتبة فيهم ـ لا يعنيهم سِوى مصالحهم ، وبأية ثمن .*
دي المواضيع البتستحق النقاش بدل ما تضيعوا الوقت في التوم هجو عمل والتوم هجو قال
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة