|
Re: حرب غير معلنة .. بين الفلول والجيش .. أمسكوا (Re: جمال المنصوري)
|
المنصوري سلام ..
Quote: ود البحير @wdalbehair بعيدا عن سيطرة الإسلاميين علي الطيران المسير.
وبالعودة إلى المسيرة الإنتحارية و حادثة عطبرة , و المعاقيل , و القضارف, يجب أن نتوقف عند بعض المعلومات التقنية للمسيرات الانتحارية الإيرانية , وتفسير بعض المعلومات, فكل المسيرات الانتحارية الإيرانية يصل مداها إلى 1800 كيلومتر, وتمتلك خاصية شحن للبطارية من المحرك رباعي السليندرات “ دي إل إي 170” الذي يمكنه زيادة المدى إلى 2500 كيلومتر, وتحمل رأساً متفجرا زنة 45-55 كيلو, وهي مسيرات مسبقة التوجيه, أي بأنها لا يمكن توجيهها بعد انطلاقها, بل يتم برمجتها بإحداثيات معينة ثم إطلاقها, ولايمكن التشويش عليها, لكن أحد أهم عيوب المسيرات الإنتحارية الإيرانية هو أن دقتها تقل كلما كانت ازدادت المسافة عن الهدف,وهو ما يتعارض مع الدقة التي أصابت بها قاعة الإفطار في عطبرة, والتحليق المنخفض الذي قال عنه شهود عيان أنه كان بإمكانهم سماع صوت دراجة نارية, وهو صوت محركها الشهير, مما يعني أنها أطلقت من مدى قريب , خاصة و أن قائد كتيبة البراء كان قد اعلن مسبقا عن موعد و موقع الإفطار بدقة.، مما دفع بفرضية معرفته و اشتراكه في هذا السيناريو الذي أدى لمقتل عدد من الضباط و المنسوبين, وذلك للتغطية على مشاركة الإسلاميين في الحرب, و سيطرتهم على الجيش, و صرف النظر عن التعاون السوداني الإيراني, لكن مع اعلان مساعد قائد الجيش الفريق أول ركن ياسر العطا عن مشاركة الإسلاميين في العمليات, فإنه من الصعب نفي أو انكار وجودهم أو اخفاء التعاون بين حكومة البرهان و الحرس الثوري الإيراني عقب اعلان الأول عن اعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. و من الضروري معرفة أن إيران تسعى للسيطرة علي منطقة جديدة في البحر الاحمر بعد التوترات الإقليمية الاخيرة، و دلالتها على تقديم وفد الجيش السوداني تنازلات مستقبلية لإقامة قاعدة عسكرية (مشتركة) في بورتسودان نظير الحصول علي مسيرات قتالية فعالة ، و برر الجيش السوداني بأن التوقيت الحالي لإنشاء القاعدة العسكرية ربما سيقوده الي إشكالات مع إسرائيل و الولايات المتحدة الامريكية.
يتبقى الإجابة عن السؤال الغائب, هل يمكن أن تكون المسيرات تابعة للدعم السريع؟ هذه الإجابة سنضع لها جدلية تترك الحرية للقارئ اتخاذ القرار حول تورط الدعم السريع من عدمه في الحادثة, رغم الأدلة التي تنفي تورطه فيها:
- قائد كتيبة البراء لا يُعد هدفا عسكريا أكثر أهمية من قادة الجيش, والحركات الذين تزامن وجودهم المُعلن في مناطق عسكرية مثل وادي سيدنا, و المهندسين, و امتلاك الدعم السريع لهذه المسيرات كان ليحقق له نصرا معنويا, و عسكريا ضروريا بعد فقدانه بعض مناطق سيطرته بأمدرمان.
- الوجود العسكري بمدينة المناقل ولاية الجزيرة يعتبر هدفا أستراتيجيا و عسكريا أكثر اهمية من استهداف افطار قد يجلب سخطاً شعبيا و هدفا عكسيا.
- من المستحيل عدم رصد مسيرة بحجم المسيرات الانتحارية دون اسقاطها في طريقها من مناطق سيطرة الدعم السريع, وحتى عطبرة او شندي.
- الإصابة الدقيقة للهدف تعني أن المسيرة انطلقت من نطاق قريب من صالة الإفطار . - امتلاك الدعم السريع لمسيرات انتحارية بهذه القوة, كان سيمكنه من حسم الاستيلاء على الفرق العسكرية, دون خسارة المزيد من جنوده, وعتاده الحربي. و من واقع هذا الجدل, فإن تصريحات قائد القوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مساء أمس حيث قال :
" المقاومة الشعبية سيتم تنظيمها ووضعها في قوالب صحيحة, و بعيدا عن التسييس, وجعل الاستنفار الشعبي تحت إمرة القوات المسلحة". وهو ما يؤكد فرضية الخلاف القائم بين الإسلاميين و قيادة الجيش, فلا توجد جهة سياسية تروج للإستنفار او المقاومة الشعبية لسرقة سلاح الجيش سوى الحركة الإسلامية, ومنع الكتيبة من التصريح أو الإدلاء ببيان حول الحادثة يعزز من حجم الهوة بين القوات المسلحة و الحركة الإسلامية التي باتت ترى في استمرار الحرب دون تحقيق أي انتصار لعام كامل, مع تمدد الدعم السريع لمناطق جديدة, مؤشرا عسكريا خطيرا في سير المعارك الحربية , ربما يقود الي خلافات بين قادة الجيش و قادة الاسلاميين داخل الجيش "و المليشيات الاسلامية" مستقبلاً الي الوصول في نهاية التحالف الحالي و ربنا يحدث انقسام داخل المؤسسة العسكرية و هذا ما نتخوف منه (بأن يكون هناك تمرد من المليشيات الاسلامية ايضاً)، فهي بداية تفكك الدولة و الوصول الي حرب أهلية كاملة. |
بريمة
| |
    
|
|
|
|