بسم الله الرحمن الرحيم المؤامرة الكبرى ، أكذوبة مقتل عمر بن الخطَّاب القاهرة في : 18 / 2 / 2024 كتب / بدر الدين العتَّاق صفة عمر بن الخطَّاب طويل القامة عريض ما بين المنكبين؛ واسع الصدر؛ أجلح الرأس خفيف الشعر طويله متدل إلى ما بين كتفيه من الخلف في غير شناءَة؛ له ضفيرتان رقيقتان واحدة بيمينه والثانية بشماله متدليتان من الأمام ؛ أحمر اللون ( تقول العرب في صفة اللون الأبيض : أحمر ) هادئ الطبع ثابت الحركة؛ بعيد البصر؛ متأمل الفكر؛ مقرون الحاجبين في غير كثافة ؛ عيناه شديدات البياض في شديد السواد حاد النظر قويهما بلا كسر رمشٍ ولا انكسار جَفْنٍ ولا تردد طَرْفَة عين ؛ طويل اللحية سوداء اللون تتدلَّى إلى صدره غير غزيرة الشعر؛ واضح الوجه ممتلئ الخَدَّين صارم القَسَمَات غليظ عظام الوجه والرأس والكراديس؛ مهاب الطلعة؛ بهيُ الوجهِ حَسِينُ الملامح؛ متماسك الجسم غير مترهِّل ليس بعظيم البطن ولا خميصها مستوية مع صدره ؛ قوي البِنْية من غير عضلات؛ عليه ثوب أسود بديع؛ وجيه من عِلْيَةِ القوم إذا رأيته أحببته في مخافة؛ ودنوت منه في وجافة؛ وهالَكَ طلعه البهي الجليل ومنظره الوقور؛ فأنت بَيْنَ بَيْن؛ بين محبته وبين مهابته؛ لكنَّك واجدٌ نفسك فيه راغبٌ إليه بلا ريب . تعريف ومدخل رواية ابن كثير في البداية والنهاية بالفصل السابع وكذلك ابن الأثير في كتابه " الكامل في التاريخ " ج ٣ ص ٩١ من تحقيق الدكتور . محمد دبوس ، عن مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب قالوا : [ فاتفق له أن ضربه أبو لؤلؤة فيروز المجوسي الأصل، الرومي الدار، وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من هذه السنة، بخنجر ذات طرفين، فضربه ثلاث ضربات وقيل: ست ضربات، إحداهن تحت سرته قطعت السفاق، فخر من قامته. واستخلف عبد الرحمن بن عوف، ورجع العلج بخنجره لا يمر بأحد إلا ضربه، حتى ضرب ثلاثة عشر رجلا مات منهم ستة، فألقى عليه عبد الله بن عوف برنسا فانتحر نفسه، لعنه الله. فلقد رأى عبد الرحمن بن أبي بكر كلا من الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجر له رأسان هو نفسه الذي طُعن به عمر، والهرمزان كان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأهواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مراراً، وكان الحقد يملأ قلبه لأنه فقد ملكه، وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام، ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه، أما جفينة، فهو من نصارى الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة، وفيروز أبو لؤلؤة كان مجوسياً يغلي قلبه حقداً على المسلمين. اغتيال عمر بن الخطاب قبل أن يُقتل عمر بن الخطاب كان عبد الرحمن بن أبي بكر يسير بأحد الأحياء وأثناء سيره مر صدفةً بكل من أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة وهم يتشاورون بأمر ما, فلما رأوه ارتبكوا وسقط منهم خنجر ذو نصلين وبعد مقتل عمر ذهب الى الناس وأخبرهم بما رأى و طلب منهم أن يتحققوا بما قتل عمر, فلما وجدوه خنجر ذو نصلين يشابه ما وصفه لهم عبد الرحمن غضب عبيد الله بن عمر و قرر الثأر لأبيه, فقتل الهرمزان ثم جفينة ثم ابنة أبي لؤلؤة ] انتهى . ذكر المحلى ابن حزم [ بما روي من حديث عبيد الله بن عمر كما ثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وذكر قتل عمر قال : فأخبرني سعيد بن المسيب أنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ولم نجرب عليه كذبة قط ، قال حين قتل عمر بن الخطاب انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم بحي فتبعتهم فثاروا وسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه * وقال عبد الرحمن فانظروا بما قتل به عمر فوجدوه خنجرا على النعت الذي نعت عبد الرحمن فخرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان فقال اصحبني ننظر إلى فرس لي وكان الهرمزان بصيرا بالخيل فخرج بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حد السيف قال : لا إله إلا الله فقتله، ثم أتى جفينة - وكان نصرانيا - فلما أشرف له علاه بالسيف فضربه فصلب ما بين عينيه، ثم أتى ابنة أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعى الإسلام فقتلها فأظلمت الأرض يومئذ على أهلها، ثم أقبل بالسيف صلتا في يده وهو يقول والله لا أترك في المدينة سبيا إلَّا قتلته وغيرهم كأنه يعرض بناس من المهاجرين فجعلوا يقولون له : ألق السيف فأبى ويهابونه أن يقربوا منه حتى أتاه عمرو بن العاص فقال : أعطني السيف يا بن أخي فأعطاه إياه ثم ثار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناصبا حتى حجز الناس بينهما، فلما ولى عثمان قال : أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق - يعني عبيد الله بن عمر - فأشار عليه المهاجرون أن يقتله وقال جماعة من الناس قتل عمر بالأمس وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم أبعد الله الهرمزان وجفينة فقام عمرو بن العاص فقال : يا أمير المؤمنين إنَّ الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس من سلطان إنَّما كان هذا الأمر ولا سلطان لك فاصفح عنه يا أمير المؤمنين قال : فتفرق الناس على خطبة عمرو وودي عثمان الرجلين والجارية، قال الزهري: وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن أباه قال : فيرحم الله حفصة أن كانت لمن شيع عبيد الله على قتل الهرمزان وجفينة : قال معمر : قال غير الزهري : قال عثمان أنا ولي الهرمزان وجفينة والجارية واني قد جعلتها دية ] انتهى . المؤامرة الكبرى ، مقتل عمر بن الخطَّاب بما أنَّ هذا الخبر ميسور ومبسوط بكتب التاريخ والانترنت فهو خارج إطار العقيدة الدينية ويمكن تفنيده على الوجه التاريخي والتحقيق والتدقيق بعد الاطلاع على ما سبق تعريفه لأثبت أنَّ فكرة مقتل عمر بن الخطَّاب ما هي إلا فكرة ساذجة ليست حقيقية بذات معايير الروايات السابقة التي مرَّت على العقل الجمعي المسلم والإنساني بعامَّة ولكنها اليوم تحتاج للمراجعة والضبط وإعادة قراءة التاريخ من جديد خارج عباءة الفقه والدين كحقائق تاريخية مجرَّدة لا قداسة مُبَرَّأة من العيوب وما أراها إلَّا كلها مؤامرة لاغتيال الفكر الإسلامي في خاصرته وأوَّل عهده الوثير في القرن السابع الميلادي ومنع تطور دولة الخلافة في بسط نفوذها لجميع الأقطار بالمنطقة العربية شمال وجنوب شبه الجزيرة العربية وليس الغرب والشرق عنهما بمعزل ، وتقليص دور دولتي الفرس والروم في المنطقة وإعلاء دور بلاد فارس - إيران الحديثة ، لاحظ البعد الجغرافي المكاني لأطراف القضية – وما جاورها والتدبير والتمهيد للعقل العربي والإسلامي والعالمي بقبول فكرة مقتل عمر وعثمان وعلي على مسرح الحياة البشرية والدينية منها تحديداً لتقبُّل فكرة إلهاء الناس بالدين الجديد وهو ما تتبنَّاه دولة إيران في اتجاهين متوازيين هما السلطة السياسية والسلطة الدينية بصورة أو بأخرى وتحجيم الدورين الديني والسياسي السُنِّي – إذا جاز التعبير – وإعلاء الدورين بالمقابل السياسي الفارسي الجديد والديني الشيعي – إذا جاز التعبير أيضاً - في العقل الجمعي البشري والمحمدي منها بالذَّات ، فيمكن أن يُقال : إنَّ الصراع السياسي باسم الدين والمعتقدات الدينية يسيران في خطِّين متوازيين طويلين جداً ، والحق يُقال : إنَّ بلاد الفرس ودولة إيران الحديثة قد نجحتا نجاحاً منقطع النظير في إذكاء روح التنافس والصراع بين السياسة والدين على نهج مدروس بعناية فائقة عبر العصور ووجب الكشف عن هذا المنهج فوراً وبيان حثائق التاريخ كما عي من ذات المصادر والمراجع المعتمدة للكثيرين . أنا شخصياً أرفض هذا المنهج سواء كان مقصوداً أو غير مقصود بعلم أم بجهل بحق أم بباطل رفضاً باتَّاً ، وذلك بناء على الآتي : 1 / اختيار المؤامرة والتلفيق والتدليس تمَّت بالبُعد الطائفي العقدي بين نصراني ومجوسي ومسلم وتدبيرها تدبيراً بليداً إزكاء روح العداوة والبفضاء بين الطوائف الدينية بلا انقطاع باسم التعصب والغلو والتطرف والتشدد والإرهاب الفكري الظاهر اليوم في القرن الواحد والعشرين إثر ترسبات دينية كثيرة خطأ وخلافه ، وهذا غير مقبول وغير ممكن لأسباب كثيرة منها : أ – عدالة عمر بين الناس وهذا معروف ومشهور ، تمنع وتحول دون فكرة الاغتيال وتدبير المؤامرة . ب – المساواة والعدالة الاجتماعية في الحقوق والواجبات والالتزامات بين الرعية التي أرساها حسنة وليست سيئة فلا يمكن أن تكون خصماً عليه . ج – حقوق المواطنة بلا تفريق بين أي طائفة دينية أو أقليِّة دينية لم يهملها بل تجاوزها للحد البعيد فهو يطبِّق معايير العدالة النبوية في تحقيق العدل الاجتماعي بكل المقاييس وبالتالي معايير القرآن . د – العطاء من بيت مال المسلمين لمن هم أقل دخلاً للحد من الفقر وما أشبه . ه – البناء والتعمير والخدمات وارساء دعائم القانون وتطوير مفهوم الدولة الحديثة وتدوين الدواوين ، ميزة تحسب له لا عليه . غيرها من الأسباب التي يمتنع لذي عقل بأن يضمر أحدهم نية القتل والغدر برجل عادل لا يقيم حرساً لنفسه ولا حامية ولا خيَّالة ولا هم يحزنون ، ثم هب أنَّ ذلك قد يمكن فأين الموالين له والحادبين عليه والحريصين على سلامته وعافيته بين الناس من الصحابة وغيرهم ثم أين الجند الذين يعتمد عليهم في مثل هذا التدخل السريع في صلاة العتمة مثلاً ؟ ـ لماذا اختيار وقت صلاة الفجر والظلام بالذات لتدبير وتنفيذ المؤامرة لعمر وعلي ، فسبب التخفي غير مقبول لأنَّ الناس إمَّا يعرفون بعضهم بالصفوف عند الصلاة مما يفضح أمره وإمَّا هو نفسه قد لا يرى الشخص بعينه كما قيل في محاولة اغتيال عمرو بن العاص عندما قتل خارجه ، فالتسبيب غير مقنع ولا بد من الوقوف عليه بأكثر من وجه . 2 / البعد الطائفي بين النصرانية والمجوسية والإسلامية نوع من أنواع إضفاء الشرعية المقبولية لتمرير فكرة الاغتيال لعمر وتوزيع دمه بين الطوائف الدينية ثم خلق نوع من المواجهة وإضمار الغبينة والضغينة والعداوة بين تلك الطوائف مما يوغل الصدر بفرضية أخذ الثأر من بعضهم البعض . يمكن أن يُقال : إنَّ الغرض من ذلك التمهيد للصراع الديني الأيديولوجي بين طوائف ومعتقدات بعينها وإشعال حرب طويلة المدى بينهم بلا هوادة واستغلال البعد العقدي الديني والتعصب بلا أدنى ريب وهذا ما حدث وما نرى نتائجه اليوم من الإرهاب الفكري والتعذيب النفسي والجسدي للمتشددين دينياً أو قل : الجماعات التكفيرية الحادثة اليوم ، فهي نتاج لتلك المؤامرة المسبوكة والتي يجب أن تنتهي اليوم قبل غدِ وتفنيدها بالفكر والعقل بتصحيح وتنقية التراث الإسلامي من تلك الشوائب الفكرية بمنهجية علمية وأكاديمية متوالية . 3 / " ضرب ثلاثة عشر رجلا ً" ، من هم المضروبون بحد نصل الخنجر المزعوم ، ما شأنهم ما خبرهم ماذا حدث لهم بعد ذلك هل أسعفوا أم تُرِكوا من غير إسعاف ؟ لم تخبرنا الكتب عن مصيرهم – ربما جاء خبرهم لكني لا أدري والله أعلم - . أعتبر ذلك نوع من التغطية الخبرية أو الخبر المصاحب للخبر الرئيس إعلامياً بمعنى جعل مسرح الأحداث طبيعي جداً ونتاج لإنفعالة فيروز النهاوندي / أبو لؤلؤة المجوسي / فضرب ثلاثة عشر رجلاً محاولاً الدفاع عن نفسه أو تخويف من هو حوله حتى لا يتم القبض عليه أو قتله أو منعه من الهرب أو ما أشبه لكن الحقيقة لم أجد أي تفصيل عنهم يفيد بقية حيثيات القضية لمتابعتها فسير الإجراءات غير طبيعي مما يدخل الشك في النفس بأنَّ الخبر مفبرك وتلفيق في تلفيق . 4 / " مات منهم ستة وفي رواية : سبعة " ما قيل عن ضربهم يُقال عن قتلهم ، وأفاد عبد البر / راجع النت صفحة إسلام ويب والمصادر ذات الصلة / بأنَّ عدم وجود أي خبر متعلق بهم يجعل رواية مقتل أو مؤامرة اغتيال عمر مضطربة ، ولماذا لم يذكر الرواة خبرهم والتحريات الواجبة في حقِّهم ولماذا لم يدافع عن حقوقهم الوالي عثمان بن عفَّان بعد توليه الخلافة كما دافع عن حق عبيد الله بن عمر وفي ذات الوقت دافع عن حقوق المقتولين بدفع دياتهم ؟ . 5 / لماذا جعل الرواة أو الراوي بالتحديد نهاية أبي لؤلؤة هو الانتحار بعد أن ألقى عليه عبد الله بن عوف برنساً – أي : قطعة من القماش أو ثوباً أو نحواً من ذلك – فوقع عليه ولمَّا تكاثر الناس حوله انتحر أو نحر نفسه بالخنجر الذي قتل به عمر ، لماذا هذه النهاية ولماذا لم يقبض كقاتل علي مثلاً ؟ أي سيناريو يوضع لهذه الفبركة غير مقبول لجملة ما ذكرت ولا أحيل أي مصداقية للخبر نسبة لما ذكرته من أسباب . 6 / أقرأ خبر رواية عبد الرحمن بن أبي بكر أنَّه رأى ثلاثتهم يتشاورن في كيفية إعداد السيناريو لعملية تنفيذ القتل ولمَّا رأوه سقط الخنجر من أيديهن أو يد واحد منهم كالآتي : أ / لماذا بالذات عبد الرحمن بن أبي بكر ، هل لإضفاء المصداقية على الخبر وتأكيده لاحقاً عند المحققين مثلاً أم حقيقة ما رءاه ؟ . ب / كيف عرف أنَّهم يتشاورن في مقتل عمر هل بدلالة الخنجر أم سمعهم يتحدثون صراحة بذلك ؟ فرؤية الخنجر ليست دليلاً كافياً لتبييتهم نية القتل الغدر بل تحتاج لإثباتات أكثر وأكبر مثل الشهود والبينة وترجيحها من عدمه إلى غيرها من الأدلة الجنائية التي تثبت تورطهم من عدمه . ج / ربما كانوا يتحدثون ويتشاورن في أمور أخرى كثيرة غير عملية تدبير القتل طالما لم يسمعهم تحديداً يدبرون للقتل المزعوم ولم يكن معه شهود أو أدلة كافية لتثبيت تورطهم في قضية القتل . 7 / " الحقد الذي يملأ قلبه لأنَّه فقد ملكه " يتحدث الراوي هنا عن الهرمزان ، كيف عرفوا أنَّ قلبه مملوءً بالحقد لأنَّه فقد ملكه وأي ملك كان له وما مقداره وما حجمه وما قيمته وما شأنه وما هو هذا الملك المفقود الذي نزع منه ثم حقد عليهم من أجله ، هذا التسبيب لا يقبل ولا يؤخذ به طالما هو في علم الغيب ولم يذكر الرواة الإجابة على هذه الأسئلة التي بموجبها " حقد عليهم وملأ قلبه الحقد " لذلك تآمر على عمر فقتله أو كاد . 8 / " المجوسي " ، عند بعض الشيعة أنَّه مسلم وله ضريح وقبر يُزار في إيران ، وعند السُنيين أنَّه كافر مجمع على كفره / راجع قول بن تيمية وأضرابه هنا في هذا الموضع / أرى هذا الرأي بأنَّه زرع لبذر الفتنة بين الطوائف الدينية أو الأقليات الدينية في جزيرة العرب وتم تأجيجه في نفوس وقلوب العقديين لديمومة الصراع بين المسلمين وغير المسلمين وإشغالهم بحروب لا قيمة لها إلا ليستفيد منها السلطويون بمعنى ليصير الصراع مستمراً - لا منتهياً بانتهاء دفع الديات ونحر أبي لؤلؤة لنفسه - لأبعد مدى تاريخي ممكن بين السلطة السياسية أيَّاً كان نوعها وفكرها وبين الدين والمستفيد الأكبر هم السياسيون عبر التاريخ بخلق مواقف سياسية واضحة العداء سافرة الخصومة بين الطوائف الدينية للأبد وهذا نجحوا فيه بجدارة – للأسف الشديد - بما نراه حادثاً اليوم لكن آن له أن يقف وإلى الأبد إن شاء الله . 9 / " قتل لؤلؤة " ابنة أبي لؤلؤة فيروز النهاوندي ، ما ذنبها ( وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قُتلت ) ما جريرتها لتُعاقب بجريمة لم تقترفها حتى يقتلها عبيد الله بن عمر ولماذا كان وضع الصراع بين جناية جديدة تلحق تاريخ عبيد الله بن عمر أو قل للتدقيق : عمر بن الخطَّاب نفسه ، بفعل ابنه ما فعل حتى يُسام الإسلام بإشانة السمعة وإمعان المظالم التاريخية وانتهاك الحقوق والحريات العامَّة لحقوق غير المسلمين أو الأقليات الدينية ليسهل جرَّه لقتال أو صراع طائفي هو في غنى عنه بل لم يقترفه البتَّة ؟ وكله تد ليس في تدليس . 10 / " غضب عبيد الله بن عمر وأخذه الثأر لأبيه بقتلهم جميعاً " قلت : أين القانون هنا بل أين قوة الرجال الذين لا يقبلون إراقة الدماء بهذه الصورة لماذا لم يوقفوه عند حدِّه ولو قتل منهم ما قتل حرمة للدماء وتحقيقاً لعدالة القانون والإسلام الذي حرَّم قتل النفس التي حرَّم الله إلَّا بالحق ، وإذا كان ما رءاه هو الحق لماذا يأخذ الثأر حميَّة لأبيه حين كان الأوجب سجنهم والتحري معهم لحين كشف القضية [ قيل سجن عبيد الله بن عمر حتى تمت تولية عثمان بن عفَّان الخلافة ، راجع كتاب : " الشيخان " لطه حسين ص 236 ، الطبعة الرابعة سنة 1969 طبعة دار المعارف بمصر ] ولماذا عبيد الله بن عمر تحديداً هو من قام بعملية الثأر لماذا لم يكن غيره ؟ ، اللهم إلَّا لترسيخ مفهوم الديكتاتورية العمرية في أبناءه من بعده ومن ثمَّ وصم الإسلام بجريرة القتل العمد دون أي وازع أخلاقي أو معيار مجتمعي أو نص تشريعي وهذا غير ممكن ولا مقبول . 11 / " قتل الهرمزان والبقية بدون بيِّنة " طالما ثبت أنَّ من قتل عمر هو أبو لؤلؤة وقتل نفسه نحراً فلماذا تم قتل الهرمزان والتنكيل به واستدراجه خارج المدينة أو خارج مسرح الجريمة ثم قتل ابنته وجفينة النصراني ؟ عملياً القضية انتهت بموت فيروز النهاوندي فهذا خارج العقل ولا يمكن قبوله بحال من الأحوال بغض النظر عن أي تحليل زيادة على ذلك ، فالقاتل قُتل فلماذا المزيد من القتل بدون وجه حق لمن لم يثبت تورطهم في الشراكة الجنائية وبالذات لؤلؤة وهي في دارها آمنة مطمئنة ولم تبلغ السابعة عشر من العمر ؟ انظر للخطاب العاطفي بقتل طفلة صغيرة يافعة لا ذنب لها ولا جريرة واستدرار العاطفة الإنسانية السمحة ضد من زعموا زوراً أنَّه قتلها وسفك دمها ثأراً لأبيه وهذا عين القصد من إلصاق تهمة التعدي الجنائي من المسلم ضد غير المسلم - عبيد الله بن أمير المؤمنين رمزاً لهذا التجني - الجاني بغير وجه حق وخلق عداوة إنسانية بين الطوائف الدينية كما ترى بل والإنسانية قاطبة . 12 / " تناصب عثمان وعبيد الله – حتى تناصبا - " ، لماذا عثمان بن عفَّان بالتحديد هو من ناصب عبيد الله بن عمر ولم يكن غيره من الناس أو من الصحابة ؟ أرى : لخلق قاعدة أصولية خلافية بين خلفاء المسلمين مما يعني الفوضى السياسية والتفكيك للبنية الاجتماعية وتسييب تفعيل قوانين الدين وتسويف حقوق غير المسلمين أو المسلمين أنفسهم وبالتالي فوضى أمنية واضحة وصراع يمتد من الطائفية للقبلية ومن بعدها حروب أهلية في جزيرة العرب وهذا يعني إعادة النزاعات القبيلة في جزيرة العرب قبل الإسلام مما يستوجب دخول قوات دولية أممية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة وهي الدولة أو الامبراطورية الفارسية وحلفاءها القدامى بالمنطقة لإستلام مقاليد الحكم وفرض هيمنتها ونفوذها العسكري والسياسي وإعادة مجدها الذي فقدته بعد إبعادها من مناطق سيطرتها القديمة في الشمال والجنوب بفضل توحد تلك القبائل العربية بنشر الدين الجديد بينهم . هذا يعطي إشارة مباشرة لخلق زعزعة وسطهم بإمعان الإشارة للفارسي الذي قتله العربي وهذا العربي من عِلية القوم بل ابن أمير المؤمنين المشهود له بالعدالة والنزاهة والأخلاق وخلافه ، مما يستوجب أخذ الثأر منه ومنهم على طول المستقبل / خطة استراتيجية بعيدة المدى / لإعادة السيطرة على قرار الدولة الوليدة في شبه جزيرة العرب . 13 / " إعفاء عثمان عن عبيد الله " ، وكان هذا قبل توليه الخلافة عند إشارة من بعضهم بذلك الرأي المسموم لجعل وخلق فتنة جديدة مستمرة بمدى أحقية عثمان في العفو عن القاتل – إن وجد – أو لا قبل أن يصير حاكماً على الناس ، مما يعني خلق صراع بين بيتين من بيوت وجهاء قريش هما بيت عثمان وبيت عمر بل قل : بين أميرين غير عادلين من وجهة نظرهم ، ليستمر الخلاف والفتن واستغلالهما لأبعد مدى تاريخي ممكن ويمكن تمريرها بذكاء باسم العاطفة الدينية على البسطاء وناقلي الأخبار والتاريخ دون تحقيق ، ولا شك في أنهم أفلحوا وخاب مسعاهم وممشاهم طالما العقل الحر المسلم يفكر فيجب رفع هذه الحجج الواهية وتلويث سمعة الدين والإسلام من أعداءه بأي شكل كان . 14 / " دفع الدية للمقتولين " ، وهذا أكبر خطأ وقعوا فيه – أي : الرواة والمحدِّثون - ولا يمكن أن تفوت على كبار الصحابة رضوان الله عليهم وهم أحياء إذ لا تجب دفع الدية إلا للقتل الخطأ لأسير الحرب لا المقتول بمثل هذه الحيثيات / راجع بحثنا عن : حقوق قتلى الحروب في المعارك الدولية ، موجود على الانترنت / إذ مفهوم الدية أخذ بالقياس لا بالنص حيث قالت الآية : { وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطئاً ، ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا } سورة النساء ، فكيف لعثمان بن عفَّان وهو من هو في الفهم من النبي مباشرة أن يدفع دية مقتول لغير أسير حرب كما ذكرت وأمرت الآية ؟ عطفاً على ذلك ، مفهوم القياس والإجماع بين المسلمين نشأ لاحقاً جداً بعد أكثر من قرن ونصف من الزمان لا ساعتها أي ساعة وقوع الأحداث ، وعلى المؤرخين وإعلامهم مراجعة هذه الروايات من جديد فالعقل الحادث بالنص القرآني الثابت يرفضها رفضاً باتَّاً . 15 / " جفينة النصراني " ما دوره وما ذنبه هنا في الشراكة الجنائية التي لم تحدث أصلاً ؟ هل لأنَّه وجد واقفاً مع ثلتهم لذلك قُتل أم لسبب آخر ؟ أرى : هذا نوع من تشعيب الصراع العقدي الديني الطائفي بين النصارى والمسلمين كما هو تشعيب وتخليق لصراع بين غير المسلمين والمسلمين أنفسهم ليمتد بين عدَّة طوائف فيما بعد كما هو مخلوق بين اليهودية والإسلام واليهودية والمسيحية / اللادينيون / والمحمدية وهلم جرَّا ، لكن استغرب للخطة الذكية التي خلت من وضع اليهود في هذه الدسيسة ؟ . راوي الخبر وما وراءه من نبأ [ هو أبو عبد الله عمرو بن ميمون الأودي ( الميلاد سنة 610 م المتوفي سنة 74 خ ) تابعي كوفي، وأحد رواة الحديث النبوي ، وهو راوي الخبر عن مقتل عمر بن الخطَّاب وراوي خبر رجم القِرَدَة للقرد الذي زنا بقرْدَة . أسلم أبو عبد الله عمرو بن ميمون الأودي في حياة النبي محمد ولم يلقه، وهو في منازل قبيلته بني أود بن صعب بن سعد العشيرة أحد بطون قبيلة مذحج باليمن، وسمع من معاذ بن جبل رسول النبي محمد إلى اليمن ليعلّمهم الإسلام ولما قدم معاذ بن جبل إلى الشام، صحبه عمرو بن ميمون، ثم تحوّل بعدئذ، وسكن الكوفة وقد أدى عمرو بن ميمون في حياته ستين بين حج وعمرة ] انتهى . قلت : هذا مجمل ما يعرف عنه بزيادات بسيطة لا تهمنا في هذا الموضع ومن أراد الزيادة من المعلومات فعليه الرجوع للإنترنت والمصادر ذات الصلة ، لكن ما يهمنا هنا هو التحقيق في شخصيته ومدى الاطمئنان لها ، فأنا شخصياً لا أطمئن له ولا لرواياته ولا لأحاديثه ولا لأي شيء من سيرته وأراها منحولة وهو شخص وهمي لا وجود له وأنَّ جميع مروياته ما هي إلَّا نوع من تشعيب الرواة لأغراض ولحاجة في نفس يعقوب وتضييق فرص البحث على العقل الجمعي المحمدي تحديداً في البحث عن أصوله المرجعية التي يستقي منها معرفته وأفكاره ليقيم ميزان حياته على هدى من الله ولا يعني ذلك رميه جزافاً بعدم وجوده وهو شخصية مختلقة لكن أنا هنا أتكلم عن روايته في خبر مقتل عمر بن الخطَّاب فهي تشير للرأي الأول ، ولنرى ماذا يقول التحقيق فيه على النحو أدناه : 1 / ( الميلاد سنة 610 م المتوفي سنة 74 خ ) ، قلت : التاريخ للميلاد وللوفاة خطأ وغير دقيق بالمرَّة ! إذ لا يوافق سنة ميلاده سنة وفاته لا بالهجري الإخراجي ولا بالميلادي . 2 / سنة 610 م توافق سنة 14 قبل الهجرة " قبل الإخراج النبوي الشريف " أي يفترض أن تكون سنة وفاته بالهجري المقابلة لسنة ميلاده بالتاريخ الميلادي سنة 698 م . 3 / الإخراج النبوي الشريف كان سنة 624 للميلاد الموافق لسنة 1 للإخراج النبوي الشريف / الهجري / فانظر للاضطراب الخطير هذا . 4 / سنة وفاته 74 خ / ه ، توافق سنة الميلاد 610 م ( 624 م + 74 خ = 698 م ) إذا اعتبرنا أنَّ سنة ميلاده بالهجري هو سنة 14 قبل الإخراج فيكون عمره ( 14ق خ + 74 خ = 88 سنة ) . 5 / إذا حوَّلت تاريخ ميلاده من إخراجي لميلادي أو العكس لن تحصل على سنوات عمره بالتحديد لرقم عددى موحَّد مثلاً : ( 698 م – 88 سنة = 610 م ) والرواة يقولون إنَّ الإخراج كان سنة 622 م وليس كما أثبته أنا فيكون الحساب وفقاً لهم ( 698 م – 622 م = 76 سنة ) فالفرق بين السنوات هو : ( 88 سنة – 76 سنة = 12 سنة ) أين ذهبت ؟ . 6 / إذا اعتمدت تاريخ الرواة بالنسبة لسنة الإخراج النبوي الشريف فأنت عيال على الخطأ وعليك بمراجعة كل كتب التاريخ الإسلامي من جديد لتثبت صحة وجود أو ميلاد عمرو بن ميمون هذا أو نفيه . 7 / إذا ذهبت لتأخذ صحة ما ذهبنا إليه وقعت في الاضطراب بين التاريخين وألزمت نفسك لتثبت الواقعة عملاً بما توصل إليه تحقيقنا في التاريخ والتواريخ ومراجعة الكتب والمراجع ذات الصلة . 8 / إذا رفضتهم الاثنين فعليك بخلق روايات جديدة وتواريخ جديدة لتثبت صحة ما ذهب إليه الرواة بأكثر من طريقة لأكثر من رأي ومرجع ومرجعية فهذا تدليس والتفاف حول الحقائق كما ترى وإلا فعليك بكثرة الاستغفار عن هذا التفكير وسوء التصرف . 9 / إذا قبلت صحة ما تم تحقيقه فيعني لا اضطراب رواية القتل بل نفيها بالكلية وهذا هو المطلوب من صحة البحث وتدقيقه بلا شك . 10 / يجب في كل الحالات الإقرار بالأخطاء التاريخية في جملة الكتب لا هذا الخبر فقط كما يجب بطبيعة الحال مراجعتها وتصويبها من جديد كما هو الحال الآن . 11 / هناك افتراضية : إذا كان عمرو بن ميمون لم يتوفَّ في سنة 74 خ الموافق لسنة 698 م وتوفي في عام الرمادة سنة 18 خ الموافق لسنة 642 م كمعاذ بن جبل بالكوفة بأرض الشام لملازمته في الزمان والمكان له فيكون على الراجح وفاته ( 642 م – 610 م = 32 سنة فقط ) أي : قبل وفاة عمر المزعومة سنة 24 خ / بعض الروايات تقول آخر سنة 23 خ – ه / الموافق لسنة 648 م فلم يشهد الوفاة فكيف نأخذ بقول ميت لم يشهد شيئاً ؟ إن هذا إلا اختلاق بلا شك . 12 / لم تقل الروايات إنَّ عمرو بن ميمون قد أقام بالمدينة بل تخطَّاها للكوفة بأي طريق سلكه لا يهم لكنه لم يقم بها – أنا شخصياً لم أجد ذلك في المراجع ربما يكون قد أقام بها ولن يغير من شكي تجاهه شيء – فمتى عبر طريق المدينة ومتى شهد مقتل عمر ومتى ذهب للكوفة وإن كان الشاهد هنا صحبته لمعاذ بن جبل [ ولما قدم معاذ بن جبل إلى الشام، صحبه عمرو بن ميمون، ثم تحوّل بعدئذ، وسكن الكوفة ] يعني : من الشام للكوفة ، فطبيعة الأشياء تقول إن لم يمت في عام الرمادة أو طاعون عمواس سنة 18 خ الموافق لسنة 642 م فربَّما مات بعدها أو قبلها لكن لم يثبت التاريخ لا هذا ولا ذاك ، أين أجد الحق والحقيقة ؟ . 13 / هل تعتبر مشاهدة قرد ينكح قردة أو كلب ينكح كلبة أو فيل ينكح فيلة أو ما أشبه ، حكم شرعي يعتمد على نكاح إنسان وإنسانة فقط بشبه التشبيه في النكاح ؟ هل هذا عقلاً يقبل دون الرجوع للثوابت من النصوص في القرآن بالذات وإعمال الفكر ؟ . 14 / " وقد أدَّى عمرو بن ميمون في حياته ستين بين حج وعمرة " الاضطراب هنا هو الحج لا العمرة فكم حجة أدَّاها عمرو بن ميمون ومتى ذهب لمكَّة وفي أي السنوات وكم كان عمره حين حج أو اعتمر ومن كان معه ليشهد له بالحجة أو العمرة وفي أي عهد من العهود ومن كان الحاكم في تلك الحجات والعمرات ولماذا كانت ستين بينهما لماذا لم تكن أكثر أو أقل وخلافه ؟ كل تلك الأسئلة تطرح نفسها وتحتاج لإجابة من المختصين والمهتمين والباحثين ليثبتوا صحة خبره عن قضيتنا مقتل عمر أو المؤامرة الدولية لخلق النزاع الدائم بين السلطة والدين أو السياسة والدين في كل العصور . 15 / يجب مراجعة خبر هذا الرجل إذ لا يُثق به في كل المواطن بلا ريب . خاتمة لكل ما سبق ، لا يمكن الوثوق في صحة خبر مقتل عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه ولا كل السرديات والمرويات المبذولة بين كتب التراث الإسلامي في هذا الصدد وعليه عسى أن يفتح هذا البحث أبوباً جديدة من البحوث والتحقيقات في قضايا مشابهة وهذه بالتحديد لسلامة الفكر العربي المسلم من الأكاذيب بقصد أو بدون قصد ، وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين . أهم المراجع 1 / القرآن الكريم . 2 / كتاب الكامل في التاريخ ، لابن الإثير الجزري ، تحقيق الدكتور / محمَّد دبوس سنة 2006 طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة . 3 / البداية والنهاية ، لابن كثير الدمشقي ، الجزء السابع . 4 / كتاب : " الشيخان " لطه حسين ص 236 ، الطبعة الرابعة سنة 1969 طبعة دار المعارف بمصر . 5 / الانترنت ، لضبط التواريخ وبعض المعلومات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة