ليس مفاجئًا بالنسبة لي ما فعله لعمامرة بحكم معرفتي به منذ فترة طويلة، وقد بدأ مهمته الدبلوماسية لإيقاف الحرب في السودان بلقاء أحمد أبوالغيط، أمين الجامعة العربية، والمعروف ان الأمانة العامة لجامعة العرب ليست سوي إحدي إدارات المخابرات المصرية. ثم بين كل القيادات السياسية السودانية المتواجدة في مصر لم يقابل سوى “الشفيع خضر”، الذي ليس له حزب سياسي ولا قاعدة إجتماعية، مما يؤكد ان لقاءات لعمامرة حددتها مخابرات مصر حليفة الكيزان والبرهان، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في إشعال الحرب في السودان.
وبعد لقاءاته المخابراتية في مصر اتجه إلى بورتسودان ليعطي شرعية دبلوماسية وغطاءا سياسيًا لجماعة (الموز) وأشباههم، حيث التقى مناوي وجبريل وعقار وترك والجاكومي، وغيرهم من خفاف الوزن والعقول ودعاة الحرب، بل ومن فرط أريحيته مع المسيلميين التقى بهشام الشواني، أحد ممثلي ملالي إيران بالسودان!
وكانت خاتمة زيارته لبورتسودان المصممة خصيصًا لإرضاء الكيزان وبرهان تصريحاته السخية بان (البرهان) يمثل الدولة السودانية متغاضيا عن قرارات الإتحاد الافريقي والأمم المتحدة التي توصف البرهان علي حقيقته كانقلابي بلا أي شرعية .. ثم نهاية الأثافي اتصل (لمعامرة) بالايقاد طالبًا منها إخراج السودان من بنود أجندة القمة إرضاءا لمخابرات مصر والكيزان والبرهان!
كما قلت، لم تفاجئني كل هذه التصرفات لأني أعرف لمعامرة .. الذي ظل وزيرًا لخارجية نظام عسكري استبدادي لعقود، ثم نشأت بينه وبين مصطفي عثمان إسماعيل، وزير خارجية الكيزان الأسبق، علاقة مصلحة معروفة. فتولي نيابة عن نظام (الانقاذ) الحملة ضد المحكمة الجنائية الدولية لصالح مجرم الحرب عمر البشير، ثم تواصلت علاقة مصلحته مع علي كرتي وابراهيم غندور، لذا ليس مفاجئًا أن يتولي الآن تسويق أجندتهم كممثل للأمين العام للأمم المتحدة. وجدير بالذكر هنا انه سبق وان حاول تسويق هذه الأجندة قبله (محمد الحسن ودلبات)، وبذات الدوافع، لكنه لم يحصد سوي الهشيم.
ونقول لمعامرة ان هدفكم النهائي معلوم لكل القوى الديمقراطية المدنية السودانية، ألا وهو إعادة تمكين المؤتمر الوطني، ذلك الحزب النازي الذي خرب السودان وعوق الإنتقال ثم انقلب عليه، وحين فشل أشعل الحرب ودمر السودان .. هذا الجند النهائي لن يمر مهما تآمرتم واستهبلتم، ولا شك ستجدون بعض المرتشين وبعض ضعاف الوزن والعقول، ولكن التيار الرئيسي للقوي المدنية السودانية لن يستسلم أبدًا لجندكم هذا .. لن يستسلم ليس فقط اذا أيدتكم مخابرات مصر أو كثير من مرتشي أفريقيا، لن يستسلم ولو أيدتكم (أنيت ويبر) ممثلة الإتحاد الاوروبي، و(مولي) مسؤولة الخارجية الاميركية، وكلاهما أقرب لمخططات الكيزان من خط المؤسسات الغربية الرئيسي!
إذن فكيف وأين أيها الرمطان معامرة يمكن أن تصرف نتائج خطك التآمري القمئ ؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة