|
Re: andquot;لقاءات عابرة في الأسانسيرandquot;: لمحة م� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
جاءت فكرة هذا الموضوع من سلسلة متكررة من اللقاءات العابرة في المصعد (الأسانسير)، باعتباره نقطة التقاء قصير وعابر مع أفراد من بلدان وخلفيات شتى
ولكن تجمعهم المدينة والحياة الحضرية. هو التقاء في تلك المدينة التي تنحو ملامحها وسماتها بشدة نحو ما دُرِج على تسميته بالكوزموبوليتانية (الحياة ذات السمات العالمية). ..
...حيث تتبدَّى هذه السمات في إيقاعات المدينة، وفي أسلوب الحياة اليومي، وفي حيوات وملامح وانتماءات ساكنيها وفي حركة وأنشطة التجارة والأعمال والترفيه. بالتالي يمكن
اعتبار هذا الموضوع لمحة وصفية (إثنولوجية) لحياة المدينة بتمظهراتها الكوزموبوليتانية.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;لقاءات عابرة في الأسانسيرandquot;: لمحة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سأقدم من خلال هذا الموضوع لمحات وإحالات غير مقيدة بالانتماء لحقل معرفي محدد حتى لا يكبل الأخذ من كل ما يتيحه لي الذهن والذاكرة واللحظة من أفكار من مختلف الحقول المعرفية (سواء في مجالات علم النفس، والانثربولوجيا والأدب والتاريخ والاجتماع وما إلى ذلك)، وبقدر ما تفرضه علي بعض الإشارات أو الإحالات الضرورية من خلال السياق. تيستند هذا الموضوع بشكل على ذلك الحب الإنساني وعلى ذلك الارتباط العاطفي الأزلي الذي يربط بيننا كبشر، ومن تلك الغريزة الطبيعية التي تجعلنا أسرى للبحث عما يربط بيننا كبشر وبالإحساس بالارتياح ونحن نسعى للاقتراب ولو مؤقتا نحو قلوب بعضنا البعض معبرين في ذلك عن طاقات الحب التي نملكها والتي تحجبها عن أن نراها كدر ومعاناة ومشغوليات حياتنا اليومية...وتستند هذه القراءة الإثنولوجية(الوصفية) بشكل خاص على ما اسمته نينا غليك شيللر وآخرون cosmopolitan social ability ، وهي النزوع لدى بعض المهاجرين والمسافرين عبر الحدود واللاجئين والدياسبورا بشكل عام على إرساء نوع من التواصل الكوزموبيلتاني(الوجداني، المتعاطف) العابر للجنسيات والبلدان..وسأتي إلى شرع ذلك خلال الإيغال في تناول الموضوع.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;لقاءات عابرة في الأسانسيرandquot;: لمحة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
تنطلق هذه القراءة على المستوى الشخصي من ذلك التوق(الأنثروبولوجي) للاستمتاع بالمتابعة الدقيقة والشغوفة لهذا التنوع البشري من الشعوب والثقافات والأمزجة
وهم يعايشون ويتعايشون مع الآخرين، رغم مكابدة الانشغالات الحياتية اليومية وانعكاساتها في تقلبات أمزجتهم وسلوكهم وقسماتهم وتعبيراتهم الشعورية والنفسية.
من ناحية المحتوى فالموضوع يستند تستند على تقاطعات علم النفس وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والتاريخ والتي هي تخصصات كما هو معروف تهدف لتفسير وفهم السلوك البشري الثقافي والاجتماعي. ولكن بالرغم من ذلك أؤكد أنه ليس تناول أكاديمي صرف وليست قراءة مدرسية متقعِّرة بل هي محاولة لاستشفاف ذلك الجمال الكامن في النفس البشرية، في توقها للتفاعل الاجتماعي ببعده الإنسانوي كما أسلفت في تجلياته الطبيعية والتلقائية والمنبسطة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;لقاءات عابرة في الأسانسيرandquot;: لمحة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
قبل أن استرسل في الكتابة عن موضوع الاسانسير لابد من أن أذكر كتاب وجدت فيه بعد أن بدأت كتابة موضوعي عن لقاءات في الاسانسير، وجدت فيه ضالتي التي أنقذتني من الحرج المنهجي والأكاديمي..وهي كيف أكتب معبرا عن رؤية وصفية(إثنولوجية) لمجتمع حضري صغير...ولكنها كتابة لا تلتزم بالمنهجيات التقليدية
لعلم الإناسة/الانثروبولوجيا ..أي بضرورة الالتزام بمنهج ذلك العلم..وأنا يستهويني الإنطلاق الطفولي الحر عبر الحقول المعرفية المختلفة دون وازع من التزام بتخصص..
سأنقل بعض ما كُتِب عن الكتاب الذي عنوانه :اثنولوجي في الميترو... في جولته في مدينة باريس. إلى بعض ما كتب عنه :
اثنولوجي في المترو تأليف مارك أوجيه (تأليف) نبذة عن الكتاب (اتنولوجي في المترو)، عمل أنتروبولوجي ولكنه ليس بالمعنى الكلاسيكي للكلمة؛ يتخذ مطّية له الأدب والشعر والإنشاء في اللغة والتنقير في العواطف والذكريات؛
فردية وجماعية وقبل ذلك مشاعر مؤلفه نفسه وذكرياته.وكتاب اتنولوجي في المترو كما صرح به عنوانه هو أركيولوجيا في الذات الإنسانية المتفجعة من مصيرها ومنزلها في الكون وهي تعيش ...الموت من خلال الحب والحب من خلال الموت في اتصال جدلي لا تنفصم عراه أبد الدهر... يفتتح هذا الكتاب ويقفل بالتعبير عن هذا القلق الأزلي الذي لازم الإنسانية منذ ولادتها إلى اليوم وعبرت عنه بأشكال مختلفة باختلاف ثقافاتها ولغاتها، هذا الاختلاف الذي هو مشغل الأنتروبولوجيا وهاجسها الأول. فمنذ أول جملة في هذا الكتاب يتراءى "أوجيه" للقارئ أركولوجياً بقدر ما هو اتنولوجي، أركيولوجي للذاكرة وللمترو الباريسي على حد السواء معبراً عن هذا القلق المتعاظم للإنسان الأنتروبوس (Anthropos) على مصيره من بني جنسه الاتنوس (ethnos)...يرى مؤلف الكتاب أن "كل الثقافات مختلفة ولكن ليس هناك واحدة منها غريبة عن الأخرى أو غير مفهومة بالنسبة إليها بصفة جذرية. هكذا أعبّر عنها، على الأقل من ناحيتي. هناك آخرون يقفون عند الشطر الأول للجملة ويؤكدون إما على الطابع غير القابل للاختزال... أو على الطابع المتذبذب والتقريبي والهش لكل الأوصاف والشروح والتفسيرات الأنتروبولوجية... إن تجربة المترو (أقرّ بوجود تجارب أخرى ولكن تجربة المترو تظل نموذجية) تدعوني إلى استبدال ما يمكن أن نسميه مفارقة الآخر (بالتشديد على هذا الآخر لكونه آخر ثقافياً)" كل هذه المفارقات استقاها المؤلف من حياته الشخصية في محاولة لفهم الكيفية التي يولد بها معنى الحياة الفردية من أحشاء الإكراهات الشاملة التي هي إكراهات كل حياة اجتماعية، وهذا يعني، أن لكلّ مجتمعٍ المترو الخاص به ويفرض على كل فرد المسارات حيث يختبر على وجه الخصوص معنى علاقته بالآخرين فيها.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;لقاءات عابرة في الأسانسيرandquot;: لمحة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ما كنت أظن يوما أن الأسانسير(المصعد) ذلك الحيّز المحدود، في هذا المبنى في هذه المدينة تحديدا يمكن أن يكون بمثابة إطلالة كوزموبوليتانية كونية على العالم، من خلال الالتقاء بأشخاص كوزموبولياتيين ينتمون إلى عدة دول من العالم. وما كنت أظن أن تلك الدقائق المعدودة التي أقضيها ما انتظار وصول وتفريغ المصعد وبين ركوب المصعد وبين الذهاب المكتب، في رحلة يومية متعددة ستكون هي البذرة لكي أكتب هذه الكتابة التي تجمع بين الملاحظات الوصفية (الإثنولوجية) وبين الإحالات والإشارات إلى معلومات تتراوح بين التاريخ والثقافة وعلم النفس وعلم الاجتماع أو تمزج بينهم. ويحدث كل ذلك من خلال مقابلات عابرة لأشخاص من عدة بلدان وخلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة. وهم أشخاص توطدت بيني وبينهم شبهة تعارف أو صداقة عابرة من خلال مقابلتي لهم في المصعد بشكل متكرر عدة مرات في اليوم أو خلال أيام الأسبوع، وأحيانا لمرة واحدة ولكن كانت الابتسامة المرحبة و التفاهم من جانبهم يجعلاني أتجرأ لفتح حوارات قصيرة معهم.. كنت خلال تلك المقابلات العشوائية استطلع الوجوه والسحنات في صمت. ولكن في داخلي كانت هناك دوما رغبة للاقتراب منهم لتخطي الحواجز ..لمعرفة من أين البلاد هم ، وكيف ينتمون إلى هذه المدينة ويتعايشون مع هويتها وملامحها ومجتمعها ويشعرون كمغتربين بعيدين عن أوطانهم وكيف يخططون لحياتهم وماذا يقلقهم وكيف يتفاعلون المدينة(الدوحة) كمكان و كحيز يتجمعون فيه مع عوائلهم أو بني أوطانهم أو مع غيرهم من رفقاء العمل
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;لقاءات عابرة في الأسانسيرandquot;: لمحة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
بمناسبة هذا الموضوع باعتباره جزء من تناول أنثروبولوجي أو اثنولوجي (وصفي).لكنه تناول ذو طبيعة خاصة أحاول فيها التخفف من منهج تخصُّص علم الانثربولوجيا من حيث أسلوب البحث ..وأحاول أن أتناول بحرية كل ما يمِت للموضوع دون التقيّد الصارم بما هو معروف من منهجيات.. وهنا لا بد لي أن أذكر بهذه المناسبة أن د. عبد الله الطيب كان سبّاقا في هذا المجال وذلك في كتابه الموسوم" من نافذة القطار" الذي ألفه في خمسينيات القرن الماضي حيث اتخذ نفس الأسلوب، أي الانتقال من الموضوع الرئيسي ليعلق على موضوعات أخرى عدة مرات ثم ليعود إلى الموضوع الأصلي. ويقول مارك اوجيه صاحب كتاب اثنولوجي في الميترو أن عالم الأنثروبولوجيا ينبغي له وهو يدرس العالم الحضري أن يستخدم أفضل المنهجيات وتجديد تلك (المنهجيات) في نفس الوقت..أي يقصد أن يكون المنهج مرنا حسب الموضوع أو الظاهرة التي يراد تناولها.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|