قبل الحرب وأيام الإنقاذ، اعتدنا في عهدها على انتشار الفساد والمحسوبية داخل الجامعة، والتعامل على أساس التصنيف السياسي والانتماء الأمني، بالإضافة إلى إتقان ممارسة الاغتيال النفسي والمعنوي لكل المتميزين وأصحاب الآراء الواعية لعزلهم عن جموع اعتادت أن تُساق بالخلا.يتم التعيين إما بناءً على الولاء السياسي أو الانتماء الأمني أو القرابة لفلان أو علّان من رموز "بني كوز"، سواء من داخل الجامعة أو خارجها. من يُعيَّن كموظف/ة يتحوّل مكان عمله إلى إقطاعية خاصة به، حيث لا يقدم خدماته إلا لمن يحقق له مصلحة ما، شخصية شخصيات الحامعة مهما قل شانها على سبيل المثال، قد تفضل موظفة تقديم الخدمة لشخص معجبة به كزوج مستقبل يفك بورتها، في حين تهمل أصحاب المصالح الحقيقية. ساعات العمل الفعلية منخفضة، إذ يقضي الجميع أوقاتهم في الزيارات الاجتماعية، أو التحدث في المكاتب الإدارية، أو حتى في جلسات الحب الهامس.أما المعينون كمساعدي تدريس أو أساتذة، فهم في أغلب الأحيان، وبسبب فساد التعيين، يفتقرون إلى العلم والمعرفة الحقيقية. يسعون إلى تعويض هذا النقص من خلال العلاقات الاجتماعية وترك انطباعات زائفة لدى كبار الأساتذة (البروفيسورات)، لضمان الترقي أو الحصول على إشراف أكاديمي دون عوائق.في قاعات الدراسة، تجد أحدهم إما يكرر المحاضرة عن ظهر قلب وكأنه يتلو درساً محفوظاً، أو ينسخ ما لديه من أوراق على السبورة وهو يقرأ بصوت عالٍ. لا يوجد أي تفاعل أو نقاش مع الطلاب خلال المحاضرة، هروباً من كشف جهلهم. ولكي يُقال إنهم أساتذة جيدون، يعتمدون على نقل 90% من أسئلة الامتحان من اختبارات أعمال السنة، ما يجعل الطلاب يحفظون الإجابات مسبقاً، وتتحول العملية التعليمية إلى مجرد حفظ وغش مبتكر. بل إن بعضهم يفتقر إلى الجرأة لمناقشة مواضيع رسائل الماجستير أو الدكتوراه الخاصة بهم.(سنتطرق إلى موضوع الفساد وعدم الأمانة العلمية في اعداد ونشر الأوراق العلمية في وقت لاحق). أما الآن، في عهد الحرب، كما في كل العهود السابقة، يظهر "قروب" باسم الجامعة. رغم أن عضويته لا تتجاوز ربع منسوبي الجامعة من أساتذة وموظفين وتقنيين وربما عمال، فإنه يُستخدم كمنبر للمهاترات السياسية الفارغة على مدار الساعة. طغت هذه المهاترات على أي طرح جاد من قبل آخرين خارج الشلة المسيطرة على القروب. ويظل القروب منصة لتكرار وتقيؤ كل ما هو معتاد من سوء لدى "بني كوز". وهم للأسف ليس فيهم من حمل سلاحا وإنما عاطلين بمراكز تاجامعه داخل وخارج السودان وحتي خدمة اانت علي المال العام تمارس تخدير ذاتها بالوطنية وحمل هم الشأن العام وهي عاطلة عن ملامسة هموم الوطن الحقيقية والانتماء مع الشعب لمؤاساته في محنة الحرب وعلاج جروحه.انما حاضرين عند كونهم حاشية لإدارة الجامعة من قرابة ٣٠ ليطوفو جامعات الشمال ثم امدرمان ثم محاولة شو إعلامي بزيارة مباني الجامعه والاهتمام بتوثيق الزيارة.وكل هذا الصرف من ترحيل وإقامة ونثريات عبء علي من ؟ ومن أي خزنة يتم الصرف؟ ألم اقل لكم عاطلي همة مجرد طفيليات تقتات علي مجتمعنا كحال كثير من المؤسسات المترتبة بمثل هؤلاء ؟
ما ذكرته أعلاه نموذج لتخلّفنا وما يحدث في مؤسساتنا الهامة في السودان، سواء كانت علمية، خدمية، أو إنتاجية، طالما كانت تابعة للقطاع العام. وتحت رحمة اساطين الفساد والمحسوبية لأهل الولاء السياسي والامني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة