|
Re: معني الزمن الجميل في نفوسنا (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
وعليكم السلام يا حيدر العزيز، يا سليل المحبة والذكرى،
كلامك مسّ الوتر الحنين في القلب، وأعادني إلى تأملات الطيب صالح وهو يفتش عن الراحلين في طيّات الزمان لا في بقاع الأرض. نعم، نحن من أسرى الله في أرضه، نمضي وفي القلب شوك الذكرى وحلاوة الوجع القديم. حين نعود إلى "الأيام الخوالي"، لا نعود إلى الزمن بقدر ما نعود إلى الأشخاص، إلى وجوه كانت معنا، إلى ضحكات انطفأت، وأماكن ما عادت كما كانت لأننا تغيرنا أو لأنهم رحلوا. ذلك الحنين، كما وصفه الطيب، ليس ضعفًا، بل حكمة عمر، وصدق شعور، ومحاولة خفية للقبض على ما لا يُستعاد. أوافقك: "نحو أفق بعيد" من أجمل ما كتب. فيه ذلك الحزن النبيل، وفيه تلك الرغبة الصامتة في أن نطيل الوقوف أمام نافذة الماضي، لا لنرجع، بل لنفهم أكثر ما كنّا، وما صرنا إليه. رضانا بقسمتنا كما قلت، وتذكرنا للزمن الجميل، ليس انكسارًا بل هو اعترافٌ بأثر ما مرّ، وامتنان خافت لما بقي فينا منه. دمت بخير يا أخي، ودمت وفيًا لما هو إنساني ونبيل في هذه الحياة.
| |
 
|
|
|
|