[B ] كتب حسام الدين حيدر بصفحته في الفيس بوك الأمين العام السابق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية
أظهرت الأستاذة " سالي عثمان " المذيعة بقناة الشرق الإخبارية انحيازاً واضحاً وبائناً لحملةٍ إعلامية موجهةٍ تماماً واخرجت نفسها من سياق المهنيةِ واخلاقيات العمل الصحفي، على الرغم من تميزها كمذيعةِ أخبارٍ وتمتلك قدرات ومهارات التقديم التلفزيوني بناءً على مسيرتها المهنية، الحلقة التي بثت على القناة وعلى الرابط بمنصتها على فيسبوك السبت 24 أغسطس 2024 عن مباحثات جنيف والتي كانت مثار التعليق عليها في سياقٍ حملاتٍ مستمرة واجتزاءٍ للتصريحات كالعادة. ويبدو انحيازها واضحاً للغاية من خلال تبنيها مواقف الحملة تجاه د. علاء الدين نقد على الرغم من أنها ليس مطلوباً منها بأي منطقٍ التعليق، هذا التصرف الخارج عن سياق المهنية واخلاقيات العمل ودور مذيع الأخبار يضعها وقناة الشرق في موقفٍ مهني صعب للغاية ويجعلهم في موقف المُتحيز ويقدح من مدى التزامهم بأسس عدم التحيز وأسس البحث عن الحقيقة ، وهو ما يفتح باباً للسؤال حول مبدأ الإنصاف لطالما استضافت القناة والمذيعة سالي عثمان العديد من الضيوف الذين عبروا عن مواقف وآراء مختلفة كان لها تأثير على الرأي العام مثلاً لماذا لم تتخذ نفس الطريقة والأسلوب في التعامل من ناحيةِ التعليق أو الانخراط في الحملات أم الأمر يدخل في سياق الانحياز الشخصي للمذيعة ومواقفها الشخصية التي تتخذها من كونها في قناةٍ إخبارية؟ إن أسوأ ما يمكن أن يوضع فيه مذيع الأخبار هو أن يُظهر تحيزاً أو يقع في فخ حملاتٍ إعلامية. لم يكن مطلوباً من الأستاذة " سالي عثمان " التعليق أو التبرير لاستضافة أي شخصيةٍ أو ضيف حسب صفته ففي سياق عملها الصحفي والتلفزيوني ككل العاملين في المجال ومن أجل الوصول إلى المعلومة والخبر والوقائع فهم يتواصلون مع جميع الأطراف التي تشكل الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولكن الوقوع في فخ الحملات الإعلامية الموجهة يجعل الصحفي والعامل في مجال الإعلام المقروء والمسموع والمرئي عرضةً للابتزاز والأسئلة غير المنطقية وبأي حال الصفة التي يظهر بها الضيف ليست مسؤولية الصحيفة أو الإذاعة أو القناة بشكلٍ كامل بل مسؤولية الضيف والجهة التي جاء منها وبالتالي تغذية الحملات الإعلامية الموجهة سياسياً ليس مقبولاً أن يقع فيه الصحفي أثناء أداء عمله . ذكرت الأستاذة "سالي عثمان " في مداخلاتٍ لها في حساب أحد الأشخاص المعروفين بعدائهم الشخصي لـ " علاء الدين نقد" بناءً على الموقف السياسي، أن استضافة د. علاء الدين نقد تمت وفقاً لعمل المنتجين ومسؤولي تنسيق المقابلات بالقناة وهو أمرٌ معروف لا يتدخل فيه مذيع الأخبار وهي مهنياً ينحصر عملها في طرح الأسئلة على الضيوف بصرف النظر عن انتمائهم أو صفاتهم أو مناصبهم في إطار عملهم بناءً على الأسئلة المعدة أيضاً من معديّ ومنتجي الأخبار ومهمتها هي إجراء الحوار ، تداخلها وردها على أسئلةٍ بهذا الشكل يعد خرقاً لقواعد السلوك المهني بصورةٍ عامة ويعتبر افشاءً لأسرار العمل التي من المؤكد أنها تدخل ضمن بنود عقدها مع القناة وبحسب السياسة التحريرية التي تضعها القناة لتنظيم وضبط السلوك المهني للعاملين بها ، وذكرت في منشورٍ لها : : "توضيح نقطة الخلاف في المقابلة مع عضو هيئتكم القيادة وهي توضيح مدى التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ الاتفاق الموقع معكم في أديس أبابا يناير الماضي وتحديدا فيما يخص الانتهاكات في حق المدنيين" ويبرز هنا سؤال مهني الخلاف من قبل من ؟ المذيعة " سالي عثمان “؟ لأن دورها المهني يُحتم عليها اجراء الحوارات في إطار عملها الإعلامي لا التعليق على مواقف الضيوف بأي حال وذلك منضبط بالسياسة التحريرية للقناة وهل تسمح بذلك وهو مخول لشاغلي الوظائف مثل مذيعي الأخبار والمراسلين التعبير عن آرائهم بهذه الصورة والطريقة؟ خاصة أن مثل هذه الآراء تؤثر على أداء عملهم وتفقدهم المهنية المطلوبة في عرض القضايا والحياد المهني الكافي. ما يمكن عده تجاوزاً أيضاً لقواعد السلوك المهني هو تعليقها في منشور ذلك الشخص المعروف بعدائهِ الشخصي لـ " علاء الدين نقد " قائلةً: هل اتصلنا عليه لأنه استشاري جراحة الكبد أم عضو الهيئة القيادية لتقدم؟ ثم أتبعت رداً اخر بسخريةٍ تخرج من سياق المهنية: يا سيدتي علاء الدين نقد منذ عام أو أكثر لم يترك منبر إعلامي ولم يصرح فيه باسم تقدم رسميا والجميع ينقل لم نسمع لتقدم حرف اعتراض على ذلك، سؤالي ما الذي اختلف في هذا التصريح للتخلي عن الرجل لم تكتف الأستاذة " سالي عثمان " بتجاوز حدود المهنية وهي تنقل بياناً سابقاً لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية " تقدم" عندما تعيين ناطقين رسميين باسم تقدم في يناير 2024 لتأكيد أن علاء الدين نقد هو متحدث رسمي باسم تقدم رغم أن تقدم قامت بتعيين ناطقٍ رسمي في أبريل 2024 هو د. بكري الجاك وهو ما يعني إلغاء القرار السابق له والاستضافةِ بصفةِ المنصب أو الجهة الاعتبارية أمرٌ مفهوم في سياق العمل الصحفي المقروء والمسموع والمهني ومفهوم أن الصحفيين والمنتجين في الإذاعات والقنوات ولإكمال القصة أو التقرير أو البرنامج يتواصلون مع أشخاص منتسبين لها ومفهوم أيضاً أن تلك الجهات لها حق التوضيح أو تبيان موقفها من الذي تحدث من أسمها وهو أمرٌ يحدث بأي حال ولكن لماذا الإصرار من قبل الأستاذة " سالي عثمان " على اثبات مالم تنفيه تقدم ؟ وهو ما لا يمكن تفسيره سوى انخراطها بقصدٍ أو دون قصد في حملةٍ إعلامية موجهة تجاه شخصيةٍ سياسية، وضحت تقدم أنها حددت ناطقاً رسمياً لها وأن الآراء التي تصدر من غير الناطق الرسمي هي تحليل ومعلوماتٌ ورؤية للمتحدث لا تعبر عن الموقف الرسمي لتقدم، ما لمشكلة فلا تقدم نفت أن علاء الدين نقد عضو في هيئتها القيادية ولا نفت أنه اجرى لقاء على قناة الشرق، وهو يفتح باب سؤال حول موقف الأستاذة " سالي عثمان " مهنياً على الأقل . إن أبجديات للعمل الصحفي والإعلامي وبالأخص لمذيع الاخبار والذي بالضرورة يتحتم عليه احترام ضيوف ومصادره الذين يقوم باستضافتهم من فترةٍ لأخرى وهو ما يجعله على معرفةٍ بهم إذا كانوا يظهرون معه دورياً على أي حال ، المنشور أدناهـ للأستاذة " سالي عثمان " مذيعة الاخبار بقناةِ الشرق خرج بها تماماً عن حدود المهنيةِ وأساسياتِ دور مذيع الاخبار في نقل الاخبار وتباين وجهات النظر والآراء حول قضايا مختلفة بانخراطها في حملةٍ إعلامية موجهةٍ تجاه شخصيةٍ سياسية أو نقابيةٍ أو ذات تأثير ، حيث ينحصر دورها في الجانب المهني وما تضبطه أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي وما يقع على مذيع الاخبار من واجباتٍ مهنيةٍ ووظيفية. الصحفي ويدخل في ذلك " مذيع الأخبار " يقع عليه أثناء عمله مراعاة توخي أخلاقيات المهنة والعمل بمعاييرهِ جملةً وتفصيلا والاهتمام بذلك حتى خارج ساعات الدوام والعمل اليومي، وتكون سلوكاً واجباً عليه، في ندوة " التدريب الإعلامي في عالمٍ متغير " التي أقامها معهد الجزيرة للإعلام في يوليو 2013 قال مدير مركز الدوحة للإعلام وقتها " جان كولن “: "وقال إن الصحفي لا يكذب ويسعى للوصول إلى الحقيقة ولا يتحيز " ، والصحفي أثناء عمله يقع عليه عبء كبير للغاية في أن يضع ميزاناً يقدم به المحتوى الإعلامي في سياق عمله الصحفي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست