في يوم التمريض الدولي- تحية للضمير الحي في وطن أنهكته المليشيات والسلاح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2025, 00:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2025, 09:32 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في يوم التمريض الدولي- تحية للضمير الحي في وطن أنهكته المليشيات والسلاح

    09:32 PM May, 13 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في يوم التمريض الدولي: تحية للضمير الحي في وطن أنهكته المليشيات والسلاح
    بقلم: زهير عثمان



    بينما يحتفل العالم بـ يوم التمريض الدولي، ليُسلّط الضوء على أولئك الذين يُجبِرون الكسر الإنساني ويخيطون الجراح في صمت، تغرق السودان في أتون حرب قاسية، تمزق ما تبقّى من نسيجه الاجتماعي، وتكسر ما لم يُكسر في مؤسسات الدولة
    وعلى رأسها الصحة.
    وسط كل هذا الخراب، تُطلّ الممرضة السودانية، والممرض السوداني، كرمز مضيء في قلب العتمة. لا يحملون بندقية، بل ضمادًا. لا يرفعون شعارات سياسية، بل أرواحًا تنهار من النزوح أو القصف أو المرض.
    هم اليوم في الخنادق الحقيقية، خنادق الرحمة، في مواجهة آلة الخراب التي صنعتها المؤسسة العسكرية من جهة، وميليشيات الإسلاميين من جهة أخرى، باسم الوطن والدين زورًا وبهتانًا.
    ❖ العسكر والإسلاميون: صراع على الخراب
    الصراع الجاري ليس مجرد "خلاف سياسي" بين مركزين للسلطة، بل هو تحالف قديم يتشقق اليوم بين ورثة مشروع واحد: مشروع الاستبداد والعنف واحتكار الدولة. فالمؤسسة العسكرية السودانية لم تتطهر من قبضة الإسلاميين منذ انقلاب 1989
    بل كانت جزءًا من بنيتها حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن يتنازع الشركاء على الغنيمة، فتتحول الخرطوم إلى ساحة حرب، ويُترك الشعب بين فكي كماشة.
    العسكر يرفعون شعار "الوطن"، والإسلاميون يرفعون شعار "الشرعية" أو "الدين"، لكن كلاهما لا يتحدث عن المواطن، عن الجائع، عن المريضة التي تلد على الرصيف، عن المستشفى الذي يُقصف لأنه ملاذ للنازحين، عن الممرض الذي سقط شهيدًا
    وهو يحمل طفلًا جريحًا لا يعرف اسمه.
    ❖ من ينقذ من؟
    في هذا اليوم، لا بد أن نطرح السؤال الأهم: من ينقذ السودان؟
    الجيش الذي عجز عن حماية عاصمة بلاده؟ أم الميليشيات التي صنعتها أجهزة الإسلاميين الأمنية وأُطلقت لتفترس ذاتها؟
    الواقع يقول إن السودان تُنقذه أطراف لا تملك سلاحًا، بل تملك ضميرًا: الكوادر الصحية، المعلمين، النساء في لجان الإغاثة، الشباب في المطابخ الجماعية.
    يوم التمريض ليس مجرد احتفال رمزي، بل فرصة لنسأل: من هم الحماة الحقيقيون لهذا البلد؟
    الإجابة ليست في القيادة العامة ولا في منازل رموز النظام البائد، بل في غرف العناية، في عربات الإسعاف التي تعمل بلا وقود، في الممرضات اللائي يهربن المصابين من مناطق القصف، لا من أجل رتبة أو مكافأة، بل من أجل الحياة.
    ❖ نحو أفق آخر
    السودان يحتاج اليوم إلى تحول سياسي جذري، لا يستبدل الجنرال بالجنرال، ولا يبدّل عمامة الإسلام السياسي ببزة عسكرية، بل يؤسس لأفق مدني، تشاركي، تعددي، يعيد تعريف من هو "الوطني" ومن هو "العدو".

    هذا التحول لن تصنعه البيانات العسكرية ولا بيانات الميليشيات، بل تصنعه ثقافة جديدة تبدأ من الاعتراف بأن من يُنقذ الناس في أصعب لحظاتهم، أحق بالقيادة ممن يجرّهم للحروب من أجل سلطة زائلة.
    في يوم التمريض الدولي، نرفع قبعاتنا إجلالًا للممرضات والممرضين السودانيين، أولئك الذين يكتبون فصولًا من البطولة الحقيقية، بلا كاميرات ولا أبواق.
    وفي المقابل، نوجّه سؤالًا صريحًا للعسكر والإسلاميين على السواء: أما آن لهذا الوطن أن يتعافى منكما؟






                  

05-13-2025, 10:18 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في يوم التمريض الدولي- تحية للضمير الحي في (Re: زهير ابو الزهراء)

    "ممرضة النيل"
    (إهداء إلى الممرضات السودانيات)

    يَا زَهْرَةً نَبَتتْ بِضَفَّةِ ألَمِ
    تَمْشِي عَلَى دَرْبِ الوَفَاءِ بِلا وَهَنِ

    تَمْسَحُ آلَامًا عَلَى صَدْرِ جَرِيحِ
    وَتُنْبِتُ الصَّبْرَ كَنَبْتِ الرَّوَاحِنِ

    فِي غُرْفَةِ المَوْتِ وَأَحْيَاءِ الحُطَامِ
    تَبْنِي حَيَاتًا مَا انْكَسَرَتْ بالرَّغَمِ

    وَجْهٌ يُضِيءُ كَشُعَاعٍ فِي دُجَى
    وَصَوْتُهَا نِدَاءُ رَحْمَةٍ مُرْتَجَى

    سُودَانِيَّةُ الرُّوحِ تُحْيِي الأَمَلَ
    تَمْحُو جِرَاحَ المَوْتَ بِالْوُرْدِ وَالعَسَلِ

    تَحْنُو عَلَى الطِّفْلِ إِذَا ضَاعَ الْحَنِينُ
    وَتُنْقِذُ الشَّيْخَ مِنْ وَحْشَةِ الْيَأْسِ يُدْنِينُ

    يَا مَنْ نَشَأْتِ عَلَى أَخْلَاقِ الْحِجَى
    فِي طِينِكِ الطُّهْرُ وَفِي قَلْبِكِ الْحِجَا

    مَا بَيْنَ "فَاشِرْ" وَ"سِنَّارَ" الْحَنَايَا
    خُطَاكِ تَبْعَثُ فِي القُلُوبِ الرَّجَا

    يَا مَنْ تُدَاوِي فِي الحُرُوبِ النَّزِيفَا
    وَتُعِيدُ لِلْحُبِّ الحَيَاةَ الْمَصِيرَا

    لَكِ التَّحَايَا.. فِي سَمَائِكِ أُنْشُودُ
    مِنْ "الدَّمَرْ" لـ"أُومَدُرْمَانْ" تَعُودُ
                  

05-13-2025, 10:30 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في يوم التمريض الدولي- تحية للضمير الحي في (Re: زهير ابو الزهراء)

    "بياض في زمن الرماد"
    قصة قصيرة بمناسبة يوم التمريض العالمي

    لم يكن صباح ذاك اليوم عاديًا في مستشفى "النو" بأم درمان. كانت صفوف المرضى تمتد من البوابة حتى الداخل، بعضهم جاؤوا من أطراف المدينة، وبعضهم نازحون من مدن الحرب، وكلهم يطلبون شيئًا واحدًا: رحمة.
    في الزاوية الشرقية من قسم الطوارئ، كانت "سلمى"، الممرضة ذات الستٍّ والعشرين عامًا، تلفّ الضمادات حول ساق طفلٍ جاء من الحارة التاسعة. نزف كثيرًا في الطريق، لكنه ظلّ يمسك بأصبع أخته الصغيرة، وكأن الحياة كلها تكمن في تلك القبضة.
    سلمى لم تنم منذ ليلتين. طاقم التمريض ناقص، والمستلزمات شحيحة، والرواتب لا تصل، لكن هذا لا يُهم حين تصرخ أُمّ فوق رأسك: "ألحقوهو... بموت!"، أو حين تنظر إليك بنت في السادسة وتهمس: "هو بابا حا يصحى؟"
    كانت سلمى تقول دومًا في نفسها: "لسنا ملائكة. لكننا لا نملك ترف اليأس."
    وفي يوم التمريض العالمي، لم تأتِ كاميرات ولا ورد. جاء فقط شيخٌ طاعنٌ في السن، نجا من جلطة، وعاد يسير على قدميه. أصرّ أن يُهديها مسبحته، وقال: "ما عندي إلا دي... لكن انتِ، يا بتي، غرزتي فينا الحياة."
    ضحكت سلمى، وقبّلت المسبحة، ثم عادت تمسح جبين مريض آخر، وتكتب ملاحظة في ملفه الطبي.
    في الخارج، كان العالم يحتفل بيوم التمريض العالمي، لكنها لم تكن تحتاج إلى احتفال. كانت فقط تريد وطنًا لا يُشبه غرفة الطوارئ... ولا يُترك الممرضون فيه وحدهم في الحرب.
                  

05-13-2025, 11:50 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في يوم التمريض الدولي- تحية للضمير الحي في (Re: زهير ابو الزهراء)

    عظمة التمريض السوداني: كرامة تُنبتُ زهرًا في أرضٍ مُحترقة
    ليست العظمةُ في أن ترفعَ شعارًا أو تتباهى بمعداتٍ حديثة، بل في أن تُمسكَ بيدٍ ترتعشُ من الجوع، وأن تُنقذَ روحًا توشك أن تَنسلَّ من بين أصابع الزمن.
    هذا هو التمريضُ السوداني: فعلٌ إنساني خالص، يَصنعُ المعجزاتِ بلا أجنحةٍ ولا صولجان.
    التمريضُ هنا.. ليس مهنةً بل "ميثاق شرف"
    في بلدٍ يُقاسي ويلاتِ الحرب، حيث تُسرقُ المستشفياتُ قبل البيوت،
    يصيرُ التمريضُ فريضةً وجودية:ممرضةٌ تُرضعُ طفلًا يتيمًا بدمعةٍ بدل الحليب.
    ممرضٌ يَخترقُ خطوطَ القتالِ حاملًا صندوقَ إسعافٍ مُمزقًا.
    كفٌّ تمسحُ عرقَ الموتى قبل الأحياء.

    هنا لا يُسألون: "ما راتبك؟"، وكيف نَجَوتَ اليوم؟.

    . عظمةٌ لا تحتاجُ لشهادةٍ عالمية
    التمريضُ السوداني يُعلّمُ العالمَ أن البطولةَ الحقيقية تُولدُ حين:

    تُحوّلُ الخرطومَ المدمرةَ إلى غرفةِ عملياتٍ مفتوحة.

    تُمسي "دارفور" مخيمًا للعطاء رغم ذاكرةِ الدم.

    تَرفضُ أن تَموتَ كرامةُ المريضِ حتى لو انقطعَ الأكسجين.

    إنهم يُجرّبونَ معنى أن تكونَ "ملاكًا" في زمنٍ يَموتُ فيه حتى الملائكة.
    سؤالٌ للتاريخ: مَن سيكتبُ سيرتهم؟
    لن تُخلّدهم الكتبُ الرسمية،
    ولن تُسمّي شارعًا باسمِ ممرضةٍ ماتت وهي تُخفي طفلًا تحتَ صدرها من القصف.
    لكنّ دماءَهم ستسيلُ في ذاكرةِ الوطن كـ نهرٍ خفي،
    يُنبِت على ضفافه جيلٌ يعرفُ أن الكرامةَ لا تُشترى، بل تُورَّث.

    رسالة إلى العالم: هذا هو السودان
    لا تبحثوا عن عظمتنا في قصورِ الحُكام،
    بل ابحثوا عنها في عينَي ممرضةٍ لم تنم منذ ثلاث ليال،
    وفي يدَي ممرضٍ يَستدينُ ثمنَ القفازات ليمسحَ جرحًا.

    نحنُ لسنا أبطالًا..
    نحنُ بشرٌ اختاروا أن يَموتوا واقفين،
    كي لا يَسقطَ المريضُ جوعًا أو ألمًا.

    العِبرة ليست في "السودانية"، بل في "الإنسانية"
    التمريضُ السوداني ليس استثناءً، بل هو مرآةٌ تُريكَ قدرةَ الإنسانِ على التجديف ضد بحر الموت.
    فإذا أردتَ أن تعرفَ معنى "العظمة"،
    فلا تنظر إلى الأضواءِ الساطعة في مستشفياتِ أوروبا،
    بل ابحث عن شمعةٍ تُحاربُ الظلامَ في غرفةِ طوارئِ الخرطوم.

    هنا، حيثُ الحياةُ تُشترى بثمنٍ بخس،
    يُصبحُ التمريضُ أعظمَ رسالةٍ عرفها الإنسان:
    أن تُحبَّ حتى لو كان العالمُ كلُّه يُعلّمك الكراهية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de