فيصل سيحة يكتب عن خرطوم الأربعينات

Quote: خرطوم الاربعينيات والذكريات الحلوه والشيقه لمن عاشوا فی تلك الفتره ومن انتقلوا الی رحمة الله. لقد جاء اللقب سيحه وانتشر بين مشاهير لاعبی کرة القدم آنذاك ، وللتعريف بشخصی والحمد لله اننی مازلت علی قيد الحياه فقد ولدت بشارع السيد عبد الرحمن ( السلطان سابقا ) فی 25 / 7 / 1942 والحی الذی ولدت فيه يسمی الحی الشرقی حيث مستشفی العيون وشارع المك نمر وترام الدوران الشهير الذی ياتی من امام البنك التجاری السودانی سابقا ومبانی البرلمان القديمه ويمر بمطعم الفوال ودکاکين السوق العربی واولاد کشه ومطعم بندی وعلی السيد وفرن سيحه ومنزل ال الشعار ومستشفی الراهبات وحوش البقر ومنزل ال السواحلي وقطيط ودکان البازار النوبی ، ثم يدور الترام شمالا ناحية الشرق ليدخل فی شارع السلطان ( عبد الرحمن المهدي حاليا) ويمر بمخبز مونديال ثم صحيفة الزمان وفندق عمنا کيشو قطب الهلال رحمه الله ، ثم حوش الجعليين الذي اصبح فيما بعد مقر (حزب الشعب الاتحادی الديمقراطی) بعد دمج الحزب الوطنی الاتحادی (حزب الزعيم الازهری رحمة الله عليه ) بحزب الشعب الديمقراطی وزعيمه الشيخ علی عبد الرحمن رحمه الله ، ثم الترام ما زال يسير شرقا ليمر بعيادة دکتور مشعال ثم نادی النيل لکرة القدم ومن خلفه کان مقر النادی الأهلی الخرطومی لکرة القدم وامامهم من الناحيه الأخری نادی العمال (علی فکره کان هناك قطار يأتی من محطة السکه حديد مستعملا الخط الحديدی للترام ويتجه غربا حتی حی المقرن لتفريغ ونقل البضائع من مرفأ المقرن النيلي ، ثم يستمر الترام يمشی ويتسکع الی ان يصل محل فول ابو العباس الشهير ( توفی الشهر الماضی بمدينة شندی رحمة الله عليه) ومن بعده مباشرة منزل عمتنا رحمة الله عليھا زوجة المرحوم احمد ابراهيم اغا وهو من عاٸلة الأغا المشهوره بامدرمان، ومواجه له تقع فيلا ال المهدي، ثم يمر الترام بعد ذلك بمنزل ال سنجر وهم المحامی صلاح وهاشم سنجر واخوهم الکبير کان لواء بالداخليه المصريه، ويستمر القطار فی مشيه شرقا حيث کنت اشاهد لافته مکتوب عليها مقر رٸاسة ھيٸة الجزيره وقد اصبح هذا المبنی يقطنه ابناء ال عثمان صالح المشهورين والذين يقطن معظمهم بحی ودنوباوی بالقرب من شارع الدومه وهم اول من شيد مطاحن للغلال بالخرطوم بحری بالمنطقه الصناعيه وکذلك هم من قامو باستيراد عربات الفولجا والموسکوفيتش الروسيه ، ثم فی مواجهة مبنی ابناء ال عثمان صالح يقع منزل عمنا طلعت الحکيم حيث ولدت ويقع ملاصق لنا منزل رجل الأعمال السر عباس صاحب وکالة السر للحجز الجوی وهي من اقدم وکالات السفر بالسودان ، وعلی فکره مستشفی الخرطوم الحالی والذی يقع جنوب شارع السيد عبد الرحمن کان عباره عن فسحه کبيره كانت مقابر ايام المهديه وکنا نلعب فيها الکوره وياما وجدنا عظام بشريه علي سطحها ، ثم يتجه الترام ناحية الشمال بدلا عن الشرق ويمر بمنزل فکتور قطان ومن خلفه منزل المرحوم .. منصور ... (اعذرونی فقد نسيت اسمه فقد کان من کبار الساسه وشغل منصب وزير الخارجيه فی عهد نميری) ثم تشاهدون بعد ذلك منزل ال شاشاتی فقد لعب احد ابناءھم حارسا لمرمی نادی المريخ واظن ان اسمه حبيب شاشاتی ، ثم يأتی مبنی سفارة نيجيريا ثم معهد جوته الألمانی لتعليم اللغه الألمانٖيه (الحمد لله فقد تذكرت الآن اسم وزير الخارجيه الاسبق فی عهد نميری وهو منصور خالد ) نسيت ان اذکر لکم جوار منزل ال شاشاتی تقع اجزخانة المك نمر والتی سميت باسم الشارع الذی اتحدث عن قاطنيه ومن ضمنهم منزل ابناء ال عرزون ابراهيم ومحمد فقد کانوا من اشهر لاعبی السله فی نادی العمال ثم الفريق القومی لکرة السله وقد كانوا من اميز لاعبی کرة السله فی نادی العمال بطل الدوری لسنوات عديده اشهرهم حسين البارون ومصطفی المصری وعباس وابراهيم خوجلی ومحمد شقيق مصطفی الملقب بالحبشيه ومحسن حسين ، وقد کانو فطاحله يقابلهم فی نادی الکاثوليك وندر بوث ديو واستامبوليه اخوان وكذلك المرحوم (صاحب الفرقه الموسيقيه والذی اغتيل ايام الهجوم علی امدرمان بواسطة المرتزقه) وليم اندريه والذی کان يسکن بجواری امام مدرسة فيلا جيلدا التابعه لمدرسة سان فرانسيس والراهبات) وفی هذا الشارع کان يقع فرن سيحه الذی اکتسبت اللقب منه. والترام يمشی الهوينا ويتمخطر يصل الي محطته الاخيره بعد ان يقطع شارع البلديه ليقف فی اَخر محطاته امام مبنی الهلال الاحمر والذی تقع فی مواجهته المدرسه اليونانيه فی شارع الجمهوريه بينما يقع امامها من ناحية الشرق منزل اصحاب سينما ليكوس الأغاريق الذين باعو المنزل والسينما لاَل الميرغنی. يعود الترام فی نفس اتجاهه الاول مرة اخري ، كانت فكرة انشاء الترام بواسطة الانجليز ان يخدم سکان تلك المناطق ومعظمهم كانوا من اليونانيين والشوام والأرمن واليھود يستخدمونه فی الذهاب الی سوق الخرطوم وسوق الخضار والفکهة والسمك ھذا توثيق مبسط عن ترماج الدوران وعن الخرطوم فی نهاية الاربعينات عندما كانت تغسل شوارعها ليلا بالماء والصابون والاَن تغسل شوارعها بالدموع والدماء! فهل يتحقق السلام ويندحر العدوان الغاشم الذی شردنی انا وابناٸی واحفادی واتت بنا الظروف لليونان حيث نقيم فی ملاجٸ للاجٸين خارج اثينا هکذا فرضت علينا الحرب ان نکون لاجٸين ونغادر منازلنا قسرا والتی کسرت ونهبت بعد مغادرتنا لها دعواتکم لی ولأسرتی بالعوده لبری المحس مکان سکننا الحالي. اثينا 24 / 7 / 2023 فيصل الحکيم (سيحه)

Quote: ليس قطاربل ترام لنقل البضايع حتى الاسكلة بامدرمان