صحفي مشهور في الولايات المتحدة .. وكان صديق مقرب لزوجة الرئيس ريغان .. السيدة الأولي نانسى ريغان. كانت السيدة الأولي تعامل الصحفي بلطف وهو من يحرر كثير من منشوراتها ويكتب لها خواطرها وتطلعاتها، لدرجة كانت تعتبره من لأسرة الريغنية.
لكن، ذات يوم سربت معلومة ولم تعجب السيدة الأولي وهى مشهورة لو زعلت منك تانى لن تدخل منزلها أو القصر الرئاسى حينما كان ريغان حاكم ولاية أو رئيس.
أحد أصدقاء الصحفي أرسل رسالة مغتضبة لصاحبه صديق الأسرة يحذره بزعل نانسى منه، قال له: " stay clear from Nancy until new alert" .. أبتعد عن نانسى حتى إشعار أخر. قال الصحفي، حتى تعود صداقتنا مع نانسى أرسلت لها ما يقارب عشرة من الأصدقاء بما فيهم الرئيس ريغان .. حتى رضيت عنى.
***
الرائد شيراز .. لا تعرف أن المريسة في السودان تحرسها الحركة الشعبية، وخالد كودى وول أبا عبد الغنى بريش! .. نقول .. stay clear من المريسة يا سيادتو شيراز.
كتب خالد كودى .. يرغى ويزبّد في المريسة .. كأنه هو صاحب الخمّارة ..
Quote: بين شيراز النبيذ وشيراز الهردبيسز- مساحة من الهوس الديني.
او: حين تُصادَر المريسة لأجل الشيراز... وتُعتَّق الجهالة
6/13/2025 خالد كودي، بوسطن
شيراز... والنبيذ الحرام! حين تقف المفارقة السودانية على ساقين مسلّحتين، تعلوهما رتبة رائد، ويتمايل الخصر حول طبنجة كصولجان في سوق فقراء ومهمشي السودان الذي يُجلد كل صباح بسياط الجهل المصقول بالشعارات - فاعلم أنك في عصر السودان الأعوج: حيث الجهالة تُعتَّق، والثقافة تُصادَر. ليس خبراً أن مقطعاً جديداً غزا وسائط التواصل: عنصر من قوات الدعم السريع، تحمل رتبة رائد، تقود بكل يقينها المشوش غزوة أخلاقية على منزل لصناعة الخمور البلدية - المريسة - ذاك الشراب الذي هو في جوهره غذاء، طقس اجتماعي، وذاكرة جماعية. المشهد مكرور: صراخ شعاراتي، دلق السائل المُخمَّر في طوره البكر، تحطيم الأواني في طقس تطهيري كاريكاتوري، ثم التصريح المثير للضحك والبكاء: "الوطن سيكون شرابه لبن الإبل!" وما له؟ فلكل من يفضل لبن الجمال، بالهناء! ما يجعل الواقعة تستحق التسجيل في باب الفضيحة الرمزية الكبرى، هو تلك المفارقة التي كأنما صاغها إله السخرية الأسطوري بنفسه: اسم الرائد هو... شيراز! SHIRAZ! شيراز - ليس اسماً عابراً. بل اسم دُرَّة النبيذ الأحمر، نبيذ يُصنّف بين أعظم (نبيذات) العالم. نبيذ الأناقة، العمق، القدرة على التعتيق. شيراز، نبيذ شاع عنه في فرنسا وأستراليا أنه "القوة في قفاز مخملي" - نبيذ يُقدَّر في الصالات الأدبية كما يُحتفى به في الفنون الرفيعة.
قال حافظ الشيرازي - الذي يعرف كيف يُخاطب زمن النبيذ: (إيران، القرن ١٤) أدر كاساً وناولها، وقل لي أين ساقيها؟ فإنّي في هواها قد نسيتُ النصحَ والراعيها. خمرُ شيرازَ لو تعطى لي ديناراً فديتها، بها أحيي سرورَ القلبِ وذكراً لياليها وقال أيضا: إسقني كأساً، ودعني من حديث الوعظ والقدر، فليس في الوجود سرٌّ يُفسَّر. غداً في التراب نصير، فلا تَطُل حُزنك، واغتنم اليومَ كأساً تسرّ.
وقد نسب الي لبيكاسو قوله: A good wine is like a good painting -layer after layer, it reveals new mysteries. "النبيذ الجيد كلوحة فنية جيدة — يكشف طبقاته واحدة تلو الأخرى." والنبيذ هنا استعارة للفن ولزمن التذوّق العميق
قال بودلير: "كن سكراناً - بالخمر، بالشعر، بالفضيلة... لكن كن سكراناً." ولم يقل: "اسحق شراب الآخرين حين لا يعجبك مذاقه، أو حين لا يناسب مقاس أيديولوجيتك الرثة."
وهكذا، حين تُصادَر المريسة باسم "الوطن"، ويُعلن ـ بكل فجاجة ـ أن شرابه الرسمي سيكون "لبن الإبل" بأمر السلطة القبلية المتخيلة، فالأمر لا صلة له بتطهير الأخلاق كما يُزعم، بل هو تطهيرٌ للثقافة - محوٌ ممنهج لطقوس الآخر، وفرضٌ قسري لذائقة فئوية ضيقة على شعب متعدّد الثقافات، وربما هذا وقت للتعلم!
والاسم - شيراز - فهو يكشف الحكاية دون حاجة إلى تعليق إضافي: أن تحمل قائدة جهلٍ مدجّج بالسلاح ومُشبَع بالهوس الديني اسمَ أرفع نبيذ في العالم، بينما تحطّم جرار البسطاء، هو مشهد يُغني عن مئة دراسة في علاقة الاستبداد بضيق الأفق، والانغلاق، وحمّى التسلّط على الضعفاء - رغم كثافة المساحيق التي تلمع على وجه الرائد. فما يُعتَّق في هذا المشهد ليس الأخلاق، بل الجهالة - تُعتَّق في جرار السياسة الرديئة ومنظومات التعليم المتخلف، لا في براميل البلوط الرفيعة الطعم والمعنى! وكلّ مرة يُدلق فيها النبيذ الشعبي - المريسة - على التراب، لا يُمحى؛ بل يعود ويتخمَّر في قلوب الناس وفي ذاكرتهم الثقافية. فـ الحريات تُخمَّر. والثقافة تُخمَّر. ووعي الناس — على عكس ما يتوهّم أهل القمع — لا يُسكب على الأرض.
فها هي "الرائد شيراز" تتقدّم جيشها الصغير لتحطيم جرار المريسة - ذاك الشراب الذي لا يُعدّ في مجتمعات جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق وغيرها من مناطق السودان مجرد مشروب، بل مخزوناً غذائياً طقسياً يُخمَّر بمحبة، ويُقدَّم في سياق العمل الجماعي والنفير، رمزاً عميقاً للتكافل الريفي وذاكرة الحقول. وكما الشربوت في الشمال: شراب العيد، وشراب الضيافة، وتجسيداً لكرم النوبة. لكن في هذه "الغزوات الأخلاقية" لا يُفرَّق بين ثقافة البداوة العنيفة وبين تنوّع السودان الثقافي العريق؛ كلّ ما يقع تحت مجهر الهوس الديني في وعي السودان القديم يُمحى بلا فهم.
أما شيراز - النبيذ لا الرائد - فله شأن آخر؛ نبيذ الحرفة الرفيعة لا يُراق على الأرض ولا يُهدر بحماقة. يُصنع من عنب داكن يُقطف في نهاية الصيف، ويُخمَّر مع قشوره أياماً طويلة لاستخلاص الألوان والنكهات، ثم يُعتَّق في براميل البلوط أو الفولاذ، انتظاراً لنضجه الكامل. شيراز زمنٌ للتأمل، نكهةٌ للتفكير، فلسفةٌ تُقدَّم في كأس... أما "الرائد شيراز"؟ فهي، بكل أسف، نتاج ثلاثة عقود من هوس الديني الذي لم يُثمر سوى القمع، والسطحية، والنفاق الأخلاقي. تحمل اسماً عظيماً، وتمارس بأسلوب بائس إعادة تدوير لشرطة "النظام العام"، في نسخة مشوّهة من شرطة البشير والاخوان المسلمين الأولى. ولو طُبّقت معايير الهوس ذاتها على الأسماء، لوجب عليها أولاً تغيير اسمها؛ فـ"شيراز" في عرفهم اسم فاضح، معجون بالخمر، والشعر، والورد... والجمال، لكن من قال إن الجهل يُخمَّر؟ إنه يُشرب نيئاً، فجّاً، غبياً - تماماً كالمشهد الذي رأيناه.
لقد صاغ هوس الجماعات الاسلامية في السودان اجيال لتكون شرطية أخلاق، وجلّادة أخلاق، وحارسة لبقايا شريعة لم تنتج سوى الاستبداد، والجهل، والذوق الرديء. السيدة شيراز التي تحمل اسم النبيذ، ما يبدو أنها قرأت يوماً عن ثقافته، ولا سمعت قصيدةً لحافظ الشيرازي، ولا تأمّلت كيف انتقل نبيذ شيراز من إيران إلى أوروبا ليُعيد صياغة ذائقة الشعوب فترتقي بمعارفها. ولو عرفت ذلك - حقاً - لخجلت من الإفصاح عن اسمها، لا من ضَبط المريسة.
المريسة التي تصادرها "الرائد شيراز" ليست "خمرًا هكذا" كما سوقت ثقافة الهوس الديني في السودان لعقود، بل غذاء ثقافي ومشروب عمل جماعي يُخمَّر من الذرة والدخن في دارفور وجبال النوبة، لا في كوالالمبور. إنه نتاج اقتصاد محلي، لا منتج كمالي. يُحضَّر في مواسم النفير والحصاد، ويُغنَّى له بأهازيج النساء، ويُقدَّم في آنية جماعية لمن يحرثون الأرض لا من يحتكرونها. شرابٌ فقير في الظاهر، لكنه مشبع بالكرامة، مسكون بالإيقاع الجماعي، نابض بالذاكرة الزراعية. بسيط؟ نعم، لكنه صادق، عضوي، ريفي الطابع، حضاري المعنى، وانه خيار لمن يحب احتساءه! أما أن تتصدّر ضابطة في جيش لسودان حر علماني ديمقراطي مشهداً "للهوس الإسلامي" وهي تدوس جرار المريسة كأنها تغزو أوكار الشيطان، فذلك ذروة الفحش الرمزي الذي سيناهض. من يحمل سلاحاً على خصره، ويقتحم مجال ثقافة محلية سلميّة، لا يبني "وطناً طاهراً"، بل يمارس تطهيراً ثقافياً من الدرجة الرديئة - شبيه بما فعلته حملات محاكم التفتيش حين صادرت الكتب والموسيقى والأحلام...وهنا- لامجاملة.
والمفارقة الأكثر بلاغة: النبيذ الذي يحمل اسمها - شيراز - لا يزال يُعتَّق في براميل البلوط، يُتداول في صالات الفكر، وتُكتب عنه أطروحات في الأدب. لونٌ عميق، عبير فاكهة داكنة، لمسة توابل، تلميح شوكولاتة، حكمة في زجاجة. بينما فيديوهات الهوس الديني الهستيرية في السودان، وهي تلوّح بإصبع الاتهام فوق جرار الفقراء، ستتعفّن في أرشيف الإنترنت، محفوظة في زاوية "السلوك القمعي المصوَّر"
فمنذ فجر الحضارة، لم يكن "الخمر البلدي" مجرد شرابٍ للتسلية، بل بنية رمزية معقّدة ربطت بين الحياة والموت، الفرح والألم، الزمن والديمومة. في الثقافات الزراعية الكبرى، لم يكن مستغرباً أن نرى آلهةً للخمر - من ديونيسوس الإغريقي إلى أوزيريس - فالتخمير في جوهره تقاطع بين الطبيعة والحرفة، بين الاختبار المادي والتسامي الرمزي. وهكذا، كانت المريسة السودانية - رغم تواضعها في الشكل - استمراراً لهذا التراث العالمي، تؤدي دوراً غذائياً وطقسياً واجتماعياً في مجتمعاتٍ لم تنفصل عن الأرض. ما تجهله الرائد شيراز - وهي تردّد كليشيهات "محاربة الظواهر السالبة" وتربط الوطنية بلبن الإبل - ليس فقط تاريخ النبيذ، بل تاريخ الثقافة نفسه. الحرية لا تُصادَر بالمداهمات، والهوية لا تُبنى على أنقاض طقوس الهمشين. فالمريسة، يا سيدتي، ليست التهديد الأكبر في السودان، بل الجهل المقدّس الذي يصادرها باسم "الفضيلة" فحيلك! هل تعلمين أن الجهل - بخلاف النبيذ - لا يتخمّر؟ إنه يتعفّن. هل تعلمين أن شيراز في الأدب والفن يرمز إلى الصبر والبهجة الباطنية، لا إلى التفتيش في الجرار؟ هل خطر لكِ أن اسمك، لو وُزِنَ بمعايير الهوس ذاته، لوجب أن يُصادَر؟ فشيراز اسم مدينة الشعر، والعطر، والنبيذ - لا يليق أن يُعلَّق على بزّةٍ تكرّر أخطاء شرطة النظام العام، في موسمٍ كان يُفترض فيه أن نكسر القالب لا أن نعيد صبّه.
اخيرا؟ الحرية - كالنبيذ الجيّد - لا تُهرَق على التراب، بل تُخمَّر في العقل الجمعي، وتُعتَّق في الوعي، حتى تغدو نبيذاً فكرياً لا يُهزم، ولا يُمنع، ولا يُصادَر. والمريسة؟ ستُخمَّر من جديد - كما خُمّرت كل مرّة في وجه الغزوات الأخلاقية العابرة. و"الرائد" شيراز ومن لف لفها؟ لعلّه آن لها أن تفتح معجماً، قبل أن تفتح بلاغ ضبط. أن تقرأ قليلاً في معنى شيراز، اسمها قبل أن تصادر ما لا تفهم شيراز النبيذ لا تُشبه شيراز الرائد: الأولى تُسكب في كؤوس الوعي، تُلهِم القصائد، وتُحضر في طقوس الروح والجَمال، أما الثانية، فتسكب محتوى الجهل على الأرض، وتُطلق فتاوى هوس ديني فوقيّة ضد طقوس الناس، وضد أبسط حقوقهم في الفرح والعيش، وعليها ولمن لف لفها التوقف عن تدوير هكذا هوس ديني واجرام ثقافي . وفي النهاية، كما يقول صُنّاع النبيذ: "الخمور الرديئة تُشرب سريعاً... أما النبيذ الحقيقي فينتظر." نعم، نحن ننتظر، ننتظر انب نبني وطنا نحتفي فيه بثقافات كل مكوناته. ننتظر أن تفهم "الرائد شيراز" - ومن على شاكلتها - أن الجهل لا يُعتَّق؛ بل كلّما طال به الزمن، تفاقمت رائحته. وأن الحرية، والمريسة، وشيراز ........... جميعها - في نهاية المطاف - ستبقى، وستُسكب من جديد في كؤوس هذا البلد العريق، أما الهوس الديني؟ فمصيره معروف: يُدلق في مزابل التاريخ، لا في قدور الفقراء.
النضال مستمر والنصر اكيد.
(أدوات البحث التقليدية والإليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)
هل الزول دا جن .. أم به مس؟! ..
بريمة
06-15-2025, 02:03 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32993
Quote: بيان من الحركة الشعبية جناح الحلو يدين و يستنكر كشح المريسة في مدينة النهود من قبل قوات و حليفهم الجنجويد وما بدر من منسوبة الدعم السريع (الرائد/ شيراز) في الفيديو الذي إنتشر في مواقع التواصل الإجتماعي - إن كان سلوكا فرديا أو مؤسسيا، فهو أمر غير مقبول ولا يختلف كثيرا عن سلوك شرطة النظام العام والدولة الدينية، ولا يراعي الإختلاف والفوارق الثقافية، ويتعارض مع مباديء ميثاق "تأسيس". ومحاربة الظواهر السالبة لا تتم بهكذا طريقة، بل بمعالجة جذورها. الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال. 14 يونيو 2025.
!!!
بريمة
06-15-2025, 02:08 PM
Biraima M Adam Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 32993
عضو المنبر، ول ابا عبد الغنى بريش .. عضو الحركة الشعبية شمال، أنتفض وطار ووقع كلوش في قوات الدعم السريع الباسلة ..
Quote: كنا قد حذرنا، مرارا وتكرارا، وبالصوت العالي، أن الجنجويد أو قوات الدعم السريع، كما يحبّ البعض تجميل الاسم، لا عهد لهم ولا ذمة. حذرنا من أنهم لا يملكون رؤية سياسية، ولا أخلاق ثورية، ولا مشروع وطني، كل ما لديهم هو ميراث من العنف، وتاريخ طويل في إذلال شعوب الهامش، وخدمة أسياد المركز الذين صنعوهم كأداة قذرة لتأديب أي منطقة، تحاول أن ترفع رأسها خارج دائرة العبودية التي رسمها المركز عبر العقود. قلناها، مباشرة بعد التوقيع على ميثاق التأسيس في نيروبي، بأن الحركة الشعبية -شمال، تلعب بالنار، لعقدها تحالفا مع من مارس الإبادة الجماعية، وأقام المقابر الجماعية، ومن لا يعرف من السياسة سوى سياطها. قلناها وكتبناها وصرخنا بها، ولكن لا حياة لمن تنادي. اليوم، وبعد شهور قليلة من ليلة العرس التأسيسي، يأتي البيان الرسمي للحركة الشعبية – شمال، ليشجب، استنكارا مؤسفًا لحادثة تع دّ على )ست عرقي( في غرب كردفان. هكذا، باختصار مخجل، تتلخص المأساة، لا في الشراكة الكارثية مع القتلة، بل في صفعة وركلة ومصادرة عرقي )مريسة(. من بناء السودان الجديد إلى الدفاع عن ست العرقي!! كم هو محزن، ومضحك في آن معا، أن تتقلص مفاهيم السودان الجديد، التي بُذلت فيها الدماء، وضحّت لأجلها أرواح رفاق كثر، إلى بيان رسمي ينتصر فيه الناطق باسم الحركة الشعبية، لحرية إنتاج المشروبات المحلية. لا اعتراض لدينا على ست العرقي، فهي ضحية حقيقية لجبروت الجنجويد، ولكن المأساة الحقيقية ليست في مصادرة )العرقي(، بل في استمرار الحلو في التحالف مع من يصادر الأرواح والقرى والمستقبل. في لحظة يفترض فيها أن يُعاد تقييم العلاقة مع هذا الشريك المنفلت، تأتي الحركة للحديث عن التعويض ومحاسبة الرائد شيراز ..فبالله عليكم، هل أنتم في تحالف سياسي أم في جمعية لحماية حقوق الباعة المتجولين؟ لو أن الحركة الشعبية –شمال، تمتلك حقا مشروعا وطنيا واضح المعالم، لما لجأت إلى إصدار بيانات تستنكر ممارسات شريكها المفترض، بل لأعلنت انسحابها منه فورا، ولكنّ البيان يعكس مأزقا أخلاقيا وسياسيا حادا، فأنتم تعرفون الحقيقة، ولكنكم تصرّون على دفن رؤوسكم في الرمال، وتوزيع اللوم الجزئي على بعض الأفراد من الجنجويد، وكأن الحادثة معزولة، وليس جزءا من بنية ممنهجة للعنف والقهر والإذلال. يا أيها الرفاق في التأسيس ..الجنجويد لا يُصلحهم ميثاق أو اتفاق!! رفاقنا الأعزاء، لنسألكم بصراحة: ألم تكونوا تعلمون من هم الجنجويد قبل توقيعكم معهم في نيروبي ..ألم تقرأوا تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ..ألم تشاهدوا صور المقابر الجماعية في دارفور ..ألم تتابعوا شهادات الناجين من مجازر الجنينة ..ألم تحضروا تشييع رفاقكم في كاودا الذين سقطوا على يد ذات الأيادي التي تصافحونها اليوم؟ ما الذي تغيّر ..هل تحول حميرتي أثناء الحرب الدائرة في السودان، إلى مانديلا ..هل أصبحت الرائد شيراز، الذي تطالبون بمحاكمتها، قائدا مارقة داخل منظومة بريئة ..أم أنكم ببساطة، وجدتم في هذا التحالف منصة سياسية مؤقتة، ولو على حساب كل القيم التي رفعتموها لعقود؟ الميثاق لا يُصلح القتلة، والتحالف لا يُطهّر الدم، وما لا يُصلحه التاريخ، لا تُصلحه البيانات الصحفية. ************ البيان الرسمي للحركة الشعبية، كوثيقة أزمة، بين الإنكار والتبرير!! لا نحتاج كثيرا من التحليل لنفهم أن بيانكم، ليس سوى محاولة يائسة للموازنة بين الشراكة المستمرة وبين الرغبة في حفظ ماء الوجه، وهو بيان كتبته الحيرة، ووقّعت عليه الرغبة في البقاء داخل المعادلة السياسية بأي ثمن، حتى وإن كان الثمن هو المبادئ. ما جاء في البيان من مطالبات بمحاسبة المتورطين وتعويض الضحية، لا يحمل أي بعد سياسي حقيقي، بل هو تكريس لخطاب إغاثي لا يليق بحركة سياسية ناضلت لعقود ضد القمع. كان يفترض أن يُعلن البيان تجميد العلاقة فورا، أو على الأقل التهديد الجاد بذلك. أما أن تصدروا بيان استنكار وتحقيق داخلي، فأنتم بذلك تعلنون أن ما حدث لا يستحق أكثر من لفت نظر. هذا ليس بيان حركة ثورية نضالية، بل هو تبرير مكتوب بخط الثورة المهزومة. الجنجويد امتدادٌ للمركز لا شريكٌ للهامش!! الذين يحاولون إقناعنا أن الجنجويد قد تغيّروا، وأنهم صاروا شركاء في مشروع ثوري، يغفلون أو يتغافلون عن حقيقة دامغة، وهي أن هذه القوات لم تُخلق من أجل قضايا الهامش، بل صُممت بدقة لإجهاض أي نهوض للهامش. فمن الذي سلّحهم ..من الذي موّلهم ..من الذي أطلق يدهم في دارفور أولًا، ثم في الخرطوم، والجنينة، وكادقلي، أليسوا هم أدوات مركزية بامتياز ..وكيف لحركة كانت تدّعي النضال من أجل الهامش، أن تتحالف مع أكثر أدوات المركز دموية؟ أي تناقض أكبر من هذا؟ الجنجويد هم العصا التي كانت تُجلد بها قرانا، والآن صرنا نكتب معهم مواثيق! إنهم لم يغادروا عقيدتهم، بل نحن الذين تخلينا عن عقيدتنا الثورية، وأقنعنا أنفسنا أنهم قابلون للإصلاح. ********** نحن نعلم أن كثيرا من رفاقنا في الحركة الشعبية غير مرتاحين لهذه الشراكة، نعلم أن داخل صفوفكم من يُكتم صوته، ويُتهم بالعدمية والانشقاق لمجرد قوله ..هذا الطريق مظلم!! ولكن متى كانت الثورة تُدار بالخوف ..متى أصبح الانسحاب من شراكة ملوثة بالخيانة يُعدّ جبنا؟ الشجاعة ليست في البقاء رغم الفضيحة، بل في اتخاذ قرار صعب ينقذ ما تبقى من المبادئ. آن الأوان لنعترف أن، ميثاق التأسيس، كان غلطة تاريخية، وأن الاعتداء على ست العرقي، مجرد عرض صغير لمرض أكبر ..لا نريد اعتذارات، بل نريد مراجعات. الرفاق الأعزاء! رفاقي، هل نبقى نكتب البيانات إلى أن يأتي دورنا جميعا في المصادرة ..هل ننتظر أن يُمسح تاريخنا مع هذه الشراكة كما مُسحت قرى دارفور؟ إنه وقت الحقيقة، والحقيقة تقول، ان الجنجويد لا يمكن تهذيبهم، ولا إصلاحهم، ولا ترويضهم. هم نفس الجنجويد الذين عرفناهم منذ قبل أكثر من عشرين عاما، لا يتغيرون، لأنهم ببساطة لا يؤمنون بالتغيير. وإما أن تنفضوا أيديكم من هذا التحالف، أو تُدفنوا معه في مقابر النسيان، التاريخ لا يرحم من يعلم الحقيقة ويصمت. ************** الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (SPLM-N) إليكم بيان بيان حول اعتداءات الظالمة علي المواطنين من قبل قوة تتبع لعناصر قوات الدعم السريع تحت مسمى مكافحة الظواهر السالبة و الوجوه الغريبة. تابعت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بأسف بالغ حادثة الاعتداء المؤسف الذي تعرضت له إحدى بائعات المشروبات المحلية ) ست عرقي( في غرب كردفان بتاريخ 12 يوليو 2025 على يد عناصر تنتمي لقوات الدعم السريع المنضوية تحت مظلة التأسيس. إنّ هذا السلوك يُعد انتهاكا صارخًا لقيم التعايش والاحترام المتبادل التي ناضلت من أجلها قوى التغيير كما يُعد امتدادًا للعقلية الإقصائية التي طالما مارستها الأنظمة القمعية في الماضي والتي سعت الحركة الشعبية وحلفاؤها لتجاوزها وبناء دولة تحترم الحريات الفردية والخيارات الثقافية والاجتماعية للمواطنين. إن الحركة الشعبية تؤكد أن أحد مرتكزات مشروعها الوطني هو احترام حرية الأفراد و دعم خياراتهم الحياتية والثقافية و الاجتماعية ومن بينها الحق في الإنتاج والترويج للموروثات المحلية الثقافية بعيدًا عن أي وصاية أو قمع. وبناءً على ذلك نطالب حلفاءنا في قوات الدعم السريع بما يلي: 1 / محاسبة الرائد شيراز وكامل طاقمها المتورط في الحادثة مصادرة العرقي وتقديمهم للعدالة. 2/ تعويض السيدة )ست العرقي( المتضررة ومساعدتها في استئناف نشاطها الإنتاجي وتوفير كافة الوسائل التي تكفل لها الاستقرار في عملها. 3 / ضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات والالتزام التام باحترام خيارات المواطنين في سُبل عيشهم وحياتهم الخاصة. إن الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال تؤمن بأن بناء السودان الجديد يمر عبر محطة احترام الإنسان أولاً وصون كرامته وتكريس الحريات التي ناضلنا من أجلها جميعًا. سناء فيليب مطر الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال
يبدو السيدة ست المريسة ذات خبرات نوعية في صناعة الخدريس .. فأنتفض دعاتها!
بريمة
06-15-2025, 03:49 PM
wedzayneb wedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 2075
أعجبني كثيرا مقال عضو المنبر، الأستاذ عبد الغني بريش. بالمنطقة كدا: نحن، كبشر، لسنا فقط مجرد أجهزة أو نسبج إلهي يتحدث عن معجزة الله في الخلق؛ و مكونين من اللحم، العظم، الدم، الأعصاب، و الأعضاء الداخلي؛ و نجتمع في ذلك مع حيوات الله الدنيا و العليا الأخرى. ما يعرفنا بشكل حقيقي، يسمو بنا كبشر: أفرادا، جماعات هو أرواحنا المجانية مع فطرتها السليمة، و تتحلى بمكارم الأخلاق، تميل للسلم، و المحبة، و الخير، و في اعتقادها أن الناس يواسبة، لا يعلو أحدهم فوق الآخر بلونه، لغته، لكن هنالك معتقدات و ثقافات جمعبة يتحلى أفرادها بصفات عادات جمعية متخلفة و ضارة بينها: شرب الحمر، النعرة القبلية الضيقة و المتخلفة، و اللا عقلانية، و الميل للعنف؛ و الصفات الأخيرة الثلاثة هي الأسوأ و الأنكأ، و تبعاتها العملية على الحضارات الإنسانية المعاصرة لها وخيمة. و هذا ما جره العقل الجمعي لعصبة الجنجويد على المستوى الفعلي، من ويلات و خراب، و شر على الجماعات الحضرية التي يعيشون و يتعايشون معها. بربك كيف يمكنك التعامل مع الشر الماحق بغير الحسم و البتر، و العنف المقابل حتى يجتث؟ هذه هي اللغة الوحيدة، للأسف التي تفهمها العصابات الشريرة. الجنجويد، هم بشر مثلنا ( أنا هنا لا أتحدث عن قبيلة قبيلة الرزيقات الكبرى، و لكني أتحدث عن بعض أفرادها، و هم كثر، للأسف، و ينتمون لعصبة الجنجويد ). هم توحدوا تحت راية فرد منهم: حميدتي، They wreak hovic علي الجماعات المتحضرة التي يعيشون بينها. هذه السيدة المنتمية لعصبة الجنجويد، والملقبة ب" شيراز "، لا تتوقع منها. و من قائدها الأعلى: حميدتي، إصدار حكيمة، و من ثم تنفيذها. فكل إناء بما فيه ينضح. علاج العادات الإدمانية الضارة للأفراد و الجماعات: الخمر و المخدرات - و هي تؤدي لتخلف و تأخر تلك الجماعات التي تمارسها ( مثل دولة جنوب السودان مثالا ) - علاجها لا يتم بالقرارات الفورية العنيفة[ و هذه سمة يتميز بها العقل الجمعي لهذه الجماعات المتخلفة ]، و لكنه يتم بالحكمة و التدرج; مثلما فعل الإسلام في محاربة إدمان الخمر لدى بعض العرب المعاصرين للرسالة المحمدية. و أنا أتوقع الكثير من القرارات الغبية و غير الحكبمة من قبل قيادات و أفراد عصبة الجنجويد. فتفكيرهم. وثمرات تفكيرهم من قرارات سياسية تصدر من عقليات متخلفة. من هنا تجدني أتفق مع محتوى مقال الأستاذ عبد الغني بريش، الذي " يفتح عقول " قيادات تنظيم حركة تحرير السودان بقيادة: عبد العزيز الحلو على مزالق التحالف مع عصبة " الجنجويد ". و أنا أمضي أبعد من ذلك و أقول للأستاذ بريش : " هل كنت تتوقع حدوث تحالفات حكيمة من قيادة تنظيم: " الحركة الشعبية لتحرير السودان " يتسم بالغلو و العنصرية الحمقاء؟ الزول الاسمو: عبد العزيز الحلو، في تقديري، للأسف، يفتقد الحكمة، و آذا لم يتخلى عنه و يلفظه منتصريه الراهنين من قبائل بلاد النوبة الكرماء، فسيقودهم التهلكة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة