ربما تكون قضية انشاء حكومة فى الخرطوم تشمل مناطق سيطرة الدعم السريع من اكثر الموضوعات التى ستقسم مواقف السودانيين , فهاهى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" بقيادة د.عبدالله حمدوك اكثر الاجسام المدنية تنوعا وشمولا تعلن انقسامها رسميا نتيجة لانقسام مواقف اعضائها بين من يرى ان ايقاف الحرب عبر المناشدات والادانات لم يعد ممكنا فى ظل تمترس تحالف بورتسودان خلف موقفه الرافض لايقاف الحرب فى حين يموت المواطنون بسبب انعدام الضرورات والحرمان من الحقوق الدستورية والخدمات الاساسية وبالتالى ايجاد حكومة تخدم المواطنين وتسكت الحرب بقوة السلطة هوالطريق الافضل, وبين شق يرى ان اعلان حكم فى الخرطوم سيقود الى تقسيم البلاد . وفى حين سينشط داعموا اقامة الحكومة فى الخرطوم للعمل على الارض لتوفير ما حرم منه المواطنون وهو مايشمل كتلة سكانية تتجاوز 60% - 70% من مجمل السكان وتغطى مايقارب نفس النسبة من مساحة البلاد – سيجد الشق المعارض نفسه فى حاجة لايجاد اهداف ووسائل جديدة لتحقيق وقف الحرب . بالنسبة للمواطن العادى ربما سيهمه توفر احتياجاته قبل اهتمامه بهوية من يوفرها , فالاحتياجات الاساسية حق للمواطن وليس منحة من الحاكمين يمنعونها حينا ويمنعونها حينا اخر.
فى رايى فأن د.عبدالله حمدوك رغم مايحظى به من احترام فى الداخل والخارج فهو من الوطنيين الذين لاتشوبهم شائبة الا انه يفتقر الى الخبرة فى ادارة الشأن السياسى وقد ظهر ذلك خلال شغله منصب رئيس الوزراء فى الحكومة الانتقالية وبالرغم من كثرة المتاريس التى وضعها العسكر امامه الا انه لم يستفد من الزخم الثورى وقوة الشارع الذى اتى به الى المنصب فرضخ فى كثير من المواقف لضغوطات العسكر بل وللكثيرين من انصار النظام القديم مما ادى فى النهاية للانقلاب عليه – ومرة اخرى اتخذ الخيار الخطأ حين وقع اتفاقا منفردا مع قائد الجيش ذلك الاتفاق لم يجد دعما من اى طرف من اطراف الوثيقة الدستورية سوى العسكر الذين ارادوا ان يجعلوه حصان طروادة لشرعنة وجودهم . للمرة الثالثة قرر د.عبدالله حمدوك مفارقة الخط الساعى لنزع الشرعية عن حكومة الامر الواقع فى بورتسودان التى اصبحت مهددا وجوديا للسودان بسبب النزعة الاتفصالية ودعم العنف والارهاب وبالرغم من جدلية الموقف الا ان للحرب طرفان احدهما يرفض ايقاف الحرب وهو ذو توجه عنصرى انفصالى يسعى لاشعال الحرب الاهلية والاخر متمسك بالتحول المدنى وموقع على كافة الوثائق السياسية ولديه تعهدات مشهودة دوليا بخصوص التزاماته بذلك , الا ان د.حمدوك قد راى ان تشكيل الحكومه مع هذا الطرف يشكل انحيازا لاحد طرفى الحرب؟؟؟؟. اليوم يحتاج د.حمدوك الى اهداف جديدة ووسائل جديدة لايقاف الحرب غير المناشدات والادانات لانها لن تجدى نفعا . الحرب يمكن ان تقف باتفاق طرفيها او بانتصار احدهما على الاخر وفى حالة د.حمدوك فالوسيلة الوحيدة لديه وتنظيم صمود الجديد هى انتظار حدوث احدهما ومن ثم تشكيل حكومة مابعد الحرب , ولكن هل يستطيع المواطنون الانتظار؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abdalla Hussein
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست