خطاب فوقي وواقع غائب- حين تتحدث السلطة عن الدعاء وتنسى من يُطعم الجوعى... كذابون يتكلمون عن الرحمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 05:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
المنبر العام
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2025, 07:37 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطاب فوقي وواقع غائب- حين تتحدث السلطة عن الدعاء وتنسى من يُطعم الجوعى... كذابون يتكلمون عن الرحمة

    07:37 PM May, 15 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    نشرت إحدى الصفحات السياسية المعروفة مؤخرًا فتوى فقهية مطولة حول "حكم الدعاء على المسلمين"، تؤكد أن الدعاء بالسوء على عموم المسلمين محرمٌ إلا في حال الظلم. هذا الطرح – وإن كان صحيحًا شرعيًّا – يتحول إلى أداةٍ للتنظير الأخلاقي المجرَّد حين يُقدَّم من سلطةٍ تُهمل في سياساتها واقعَ الجوعى والمُشرَّدين، وتتجاهل تقاريرَ الأمم المتحدة التي تشير إلى أن 75% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، بينما تُنفق ميزانيات ضخمة على مشاريعَ وهمية كجسر "الأحلام" الذي توقف بناؤه بعد تبديد 20 مليون دولار!

    إن الفجوة بين الخطاب الديني المُعلَن والممارسة السياسية ليست جديدة، فتاريخيًّا استخدمت الأنظمةُ الفقهَ كستارٍ لأزماتها، كما حدث في مصر عام 2017 حين ركزت خطبُ المساجد على "حُرمة الاحتجاج" بينما ارتفعت أسعار الأدوية 200%. اليوم، تتكرر اللعبة: تُحرَّم "الغيبة" لفظًا، لكن "الغيبة" الممنهجة لحقوق الناس عبر الفساد وسرقة إغاثة النازحين في مدينة "المنارة" (كما كشف تحقيق "شفافية الدولية" 2023) لا تحظى بنفس الاهتمام!

    في هذا السياق، يصبح تقنينُ الدعاء ضربًا من العبث، فكيف تُحرجموا على المظلوم قولَ "اللهم انصرني عليهم" بينما هو يرى مُعتليه يسرقون قوت أطفاله تحت مسمَّى "الضرائب التنموية"؟ وكيف تُطالبوه بتهذيب لسانه وهو يشاهد "لجان الإغاثة الرسمية" تبيع المواد الغذائية في السوق السوداء؟!

    لا ينفي هذا شرعيةَ الضوابط الأخلاقية للدعاء، لكن المفارقة أن السلطة – التي تحتكر الخطاب الديني – تُجزِّئُ الشرع: تُطالب الناس بـ"الرحمة" في الكلام، بينما تقصفُ الرحمةَ في الأفعال. فالإسلام الذي حرَّم "سباب المسلم" أوصى أيضًا بـ"إماطة الأذى عن الطريق" كعلامة إيمان، فلماذا تُحارب السلطةُ متطوعي "مبادرة أحياءنا" الذين ينظفون الأحياء الفقيرة بحجة "انعدام الترخيص"؟!

    الحلُّ ليس في تسييس الفتوى، بل في ربط الخطاب الديني بالعدالة الاجتماعية. فلو خصصت السلطة جزءًا من جهدها الدعوي لدعم الجمعيات الخيرية – كما فعلت الكويت عبر شراكات الأوقاف مع منظمات الإغاثة – لتحوّل الدعاءُ من لعنةٍ في الظلام إلى حوارٍ في وضح النهار. ولكانت "فتوى الدعاء" فرصةً لمساءلة الفاسدين، لا لقمع المقهورين.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de