|
Re: حديث في مأساة الجيش والحركة الإسلامية بقل (Re: أبوبكر عباس)
|
Quote: السيادة المدنية 19. September 2023 · احصيت لقائد انقلاب الـ25 من اكتوبر الفريق أول عبد الفتاح البرهان اكثر من 71 تصريحاً يؤكد فيها أنه لن يتم تشكيل حكومة او حتى التوقيع على النسخة النهائية من الاتفاق الإطاري مالم يكن هنالك توافقا سياسيا من جميع المكونات السياسية , على الرغم من أن سمة المدنيين الا يتفقوا لخلق تنافس سياسي يصب في مصلحة المواطن, و حتى لا يسلموا قرارهم لرجل ارتكب هو و نائبه مجزرة فض الاعتصام, وانقلبا على السلطة القائمة بمساعدة سادتهم و صناعهم من الحركة الإسلامية.
البرهان كان يُنادي بهذا الشرط التعجيزي , ليمدد من فترة الإنقلاب و بالتالي يمنح فلول النظام البائد والذي اقتلعته ثورة الشعب الفرصة في أن يسترد انفاسه, ويعيد انتشاره السرطاني في جسد الدولة الممزقة, بينما يتغنون جميعا بإبنهم الذي خرج من رحمهم "الدعم السريع".
ولـمدة 694 يوماً, ظل السودان بلا حكومة, أو سُلطة شرعية, و في كل يوم كانت البلاد تشهد انزلاقاً جديدا, وتدحرجاً نحو هاوية الإنهيار و الحرب التي ظل الجميع يُحذّر منها, والبرهان يُماطل في تسليم السلطة, ما لم يحدث توافق كل المدنيين, وكأنه يملك الحق في تشكيل حتى مجلس اباء في دار للأيتام الذين فقدوا ابائهم و امهاتهم على يد البرهان ودقلو , بينما يمُنّ على المدنيين بحماية "الدعم السريع لهم.
تهاوى الإقتصاد و خرجت الموازنة لعامين متتالين بعجز إقتصادي , وتدهورت الأوضاع الأمنية, وارتفعت معاناة الشعب ماديا و صحيا و اصبحت الحياة لا تُطاق, ووصل الإحتقان السياسي إلى منعطف حرج , وارتفعت عقيرة الكيزان بنداءات الحرب و تمزيق البلاد, وتكاثرت الجيوش كأنها نبت شيطاني والبرهان يُماطل في تسليم السلطة, ومهددا كل من يتحدث عن الدعم السريع بسوء.
كل هذه الأسباب لم تدفع قائد الإنقلاب البرهان إلى تسليم السلطة للمدنيين لمعالجة الوضع الكارثي الذي خلّفه انقلابه و الذي أسماه "بتصحيح المسار" , فانحرف بالبلاد نحو التهلكة.. ولم يهتم البرهان بموت الشباب, ولا الاقتتال في دارفور و النيل الأزرق و شرق السودان, ولم يُقلقه تمدد نائبه و تضخم قواته, ولم يشغله فشل المواسم الزراعية, و الفيضانات, والوبائيات الصحية ليقوم بالاعتذار و تسليم السلطة, ويحل الدعم السريع .
لـ694 يوما ظلت البلاد بلا رئيس وزراء , او حكومة , وسارت وزارة الدفاع و الداخلية و المالية بمجرد بهلوانات مكلفين بإدارة هذه الوزارات المهمة, وهو في قمة الرضا طالما يناديه الجميع بلقب "رئيس مجلس السيادة" ويتم تدليل نائبه قائد الدعم السريع و مناداته بـ"نائب رئيس مجلس السيادة" وهو مجلس لا وجود له بواقع الانقلاب الذي تلى البرهان أول بيان له بإعادة المجلس العسكري 2019م.
اليوم وقد اندلعت الحرب التي أشعلها سادة البرهان و دقلو من مجرمي الحركة الإسلامية , ونزح 7 مليون سوداني, ودُمرت العاصمة , واصبح الموت هو المُعتاد, وتعرضت مصالح البرهان ومطامعه في السلطة للتهديد, كان البرهان أول من كفر بضرورة توحد المدنيين من أجل تكوين حكومة, ونادى أرادلته و كيزانه بوجوب تشكيل حكومة, حتى لو مكنتهم من حكم سوق السقالة ببورتسودان, وحولهم ترك, ومن تبقى من كهنة الأرادلة.
كُفر البرهان بمطالبه جعلنا ننتبه لأول مرة أن حل الدعم السريع لم يكن يحتاج لأكثر من قرار و جرة قلم , و أن عودة الجيش للثكنات, بل و الإختباء بداخلها و ترك الشوارع و المدن و المدنيين دون حماية من الابن الشرعي الذي خرج من رحمه, أمراً لا يستحق أن تُرتكب في حقه مجرزة مثل مجزرة فض اعتصام القيادة او انقلاب الـ25 من كتوبر الفاشل , ولا قتل مئات الثوار , أو هدم اقتصاد الدولة و صناعة الجيوش و المليشيات .. بل كان يحتاج مجرد تهديد لمطامع البرهان في السلطة, أو التلويح بمعاقبة و إزالة تمكين التنظيم الإرهابي الذي يُسمى بالحركة الإسلامية بداخل المنظومة الأمنية و العسكرية التي استخدموها لثلاثين عاما في قتل ملايين السودانيين, وتشريدهم و تقسيم أرضهم.. وقطع ارزاقهم. فقط من أجل البقاء في السلطة , ولو اشتعل السودان , او احترق .. المهم أن تكون لهم حكومة .. أو شرعية حسب مواصفاتهم .. فلا يمكن لمن أتى عبر انقلاب أن يعرف أو يفهم معنى شرعية. مجاهد بشرى |
| |
 
|
|
|
|