حكاية المرشح لكي يصبح مستشارا صاحب الملاعق الذهبية: من راتب الإمام المهدي إلى قراءة المصلحةالمقدمة: سيد التحولات في زمن الملاعق الذهبية في خضم أمواج بورتسودان السياسية الهائجة، يبرز نجم "المستشار"، ذلك الفنان الماكر في فنون البقاء، الذي يحمل ملعقته الذهبية كسلاحٍ لا يصدأ. هو رجلٌ لا يعرف الثبات إلا في ولائه للسمن والعسل، يتنقل بين الموائد بمرونة تجعل الحرباء تحسده. ترشيحه لمنصب المستشار في بورتسودان لم يفاجئ أحداً، فهو من يتقن قراءة المصلحة كما يقرأ قوائم الطعام ويشم رائحة الامتيازات قبل أن تُطبخ.المشهد الأول: من راتب الإمام المهدي إلى صيحات الثورة في أيام الإمام المهدي، كان المستشار — أو سلفه الروحي — يتغنى براتب الإمام، رافعاً راية "الجهاد" وهو يحلم بكومة من الدراهم في خزائن الأنصار. كان يردد أناشيد التصوف والولاء للمهدية بصوتٍ عذب لكنه في قرارة نفسه يحسب كم سمناً سيحصل من الغنائم. وما إن هبت رياح الثورة الحديثة، حتى استبدل راتب الإمام بـ"المصلحة"، متسلحاً بمصطلحات مثل "العدالة الاجتماعية" و"التحرر الشعبي". لكنه، سواء في زمن المهدي أو الثورة، ظل مخلصاً لسلاحه الأوحد: الملعقة الذهبية التي لا تخطئ طبقاً.المشهد الثاني: فلسفة المصلحة العصيدية عقيدته أوضح من شمس بورتسودان: "الولاء لمن يسكب السمن، والخدمة حيث تُقدَّم المصلحة." يقول في حكمته المصاغة بعناية: "السياسة مثل العصيدة، لا تُؤكل إلا باليد التي تُمسك بالقدر. " لا يختلف مع أحد، لأن قلبه مفتوح لكل الأطباق. يظهر بوجهٍ مبتسم كنجم برامج "الوحدة الوطنية"، لكنه يمتلك ذاكرة خارقة تخزن ليس فقط قوائم الطعام، بل أيضاً أسماء الطهاة ومواعيد الولائم وحتى نوعية السمن المستخدم — سواء كان من خزائن الإمام أو من منح المنظمات الدولية.المشهد الثالث: فنان البقاء في كل المواسم هو ليس مجرد انتهازي، بل فنان يتقن سيمفونية البقاء. كلما سقط نظام، يخرج من تحت الركام كطائر الفينيق، لكنه لا يحمل رماداً، بل طبقاً من العسل. يبتسم ويقول: "ما دام في البلد سمن وزبد، فالمستشار موجود!" في زمن المهدي، كان ينشد للوحدة تحت راية الإمام، وفي زمن الثورة، يهتف بـ"الشعب يريد"، وفي زمن المنح الدولية، يتحدث عن "التنمية المستدامة". لكنه في كل الأحوال يحمل ملعقته، جاهزاً للغرف من أي قدر، سواء كان قدراً مهدوياً أم قدراً ثورياً. المشهد الرابع: المستشار في بورتسودان وقراءة المصلحة في بورتسودان، حيث تتلاقى الأمواج مع الأطماع، يجلس المستشار في مكتبه الفخم، محاطاً بهالة من "الخبرة الاستراتيجية". يتحدث عن "التخطيط الوطني" و"الإصلاح المؤسسي"، لكن عينيه مثبتتان على قائمة المنح القادمة عبر الميناء. يقال إنه يمتلك حاسة سادسة: يشم رائحة الدولار قبل أن يرسو في المرفأ. وفي جلساته، يقرأ المصلحة كما كان يقرأ راتب الإمام المهدي، ببراعة تجعل كل كلمة تبدو كنشيد وطني، بينما هي في الحقيقة ترنيمة للملعقة الذهبية. المستشار الأبدي إن المستشار صاحب الملاعق الذهبية ليس مجرد شخصية، بل رمز لفن البقاء في زمن التحولات. سواء كان يرفع راتب الإمام المهدي، أو يردد شعارات الثورة، أو يقرأ المصلحة في قوائم المنح، فإن سره يكمن في مرونته المذهلة وقدرته على تحويل كل أزمة إلى وليمة. في بورتسودان، حيث يتلاقى البحر بالطموح، يظل المستشار يحمل ملعقته، جاهزاً للغرف من أي قدر، مؤمناً بحكمته الخالدة: "ما دام في البلد سمن، فالخدمة مستمرة!" قال عن الامام الراحل الصادق درويش ضل دربه من المسجد الي بيت مريسه هساي الان نقول بعد قلة ميزانيات الكيزان في تركيا جاء لبورسودان يبحث عن اخر نعم الدهب اليت بيد البرهان
10-23-2025, 07:36 AM
Hassan Farah Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 13311
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
Hassan Farah
محمد حمزة الحسين
صديق مهدى على
بدر الدين الأمير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست